ـ[ يصيبه العرق ويجد أثر النجاسة في الملابس الداخلية..]ـ
عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام :: القسم الاسلامي :: القرآن والسنة
صفحة 1 من اصل 1
ـ[ يصيبه العرق ويجد أثر النجاسة في الملابس الداخلية..]ـ
ــ( يصيبه العرق ويجد أثر النجاسة في الملابس الداخلية..)ــ
السؤال:
أنا إنسان يعرق ولاسيما في الأيام الحارة ،
فإذا أصبت بالعرق عرق جسمي منه ( حلقة الدبر ) ،
فيلتصق العرق الناشب بها على الملابس الداخلية ،
فإذا التصقت الملابس بالحلقة الرطبة كانت المشكلة ،
حيث أنها - أحيانا - يصطحب العرق لون النجاسة ( البني ) البسيط جداً
( حيث أنه لا يرى إلا في مكان فيه نور ) مع الرائحة ،
وأحياناً لا فقط عرق ،
وأحياناً يبقى اللون فقط حتى بعد غسل الملابس ،
فأصبحت في حيرة من أمري .
هل أصلي إذا تعرقت أم لا ؟
أم أتفقد الملابس - مع أنه لا ينبغي ذلك - ؟ ،
أم ماذا ؟
علماً بأنها - الحلقة - تعرق بسبب أشياء بسيطة
( المشي ، حمل أشياء ، الوقوف تحت الشمس ... ).
فهل هذه الحال تبطل الصلاة بها ؟
وما حكم صلواتي التي صليتها ؟
وأحياناً يطبع اللون دون الرائحة .فهل من توجيه ؟
علماً بأني أشعر بحرج شديد جدا ،
فأقطع صلاتي لأتفقد ملابسي ؛
لأني معرق ،
وقد أضطر إلى تغيير ملابسي أكثر من مرة في اليوم .
الجواب :
الحمد لله
أولاً:
ما يعْلق بالملابس الداخلية من آثار النجاسة ورائحتها بسبب العرق
هو شيء يسير جداً في العادة ،
ومما يعفى عنه ، كما هو مذهب الحنفية واختيار كثير من المحققين .
قال الكاساني :
" لِأَنَّ الْقَلِيلَ مِنْ النَّجَاسَةِ مِمَّا لَا يُمْكِنُ الِاحْتِرَازُ عَنْهُ ،
فَإِنَّ الذُّبَابَ يَقَعْنَ عَلَى النَّجَاسَةِ ،
ثُمَّ يَقَعْنَ عَلَى ثِيَابِ الْمُصَلِّي ،
وَلَا بُدَّ وَأَنْ يَكُونَ عَلَى أَجْنِحَتِهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ نَجَاسَةٌ قَلِيلَةٌ ،
فَلَوْ لَمْ يُجْعَلْ عَفْوًا لَوَقَعَ النَّاسُ فِي الْحَرَجِ ".
انتهى من "بدائع الصنائع"
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية :
" وَيُعْفَى عَنْ يَسِيرِ النَّجَاسَةِ ،
حَتَّى بَعْرِ فَأْرَةٍ ، وَنَحْوِهَا فِي الْأَطْعِمَةِ ، وَغَيْرِهَا ،
وَهُوَ قَوْلٌ فِي مَذْهَبِ أَحْمَدَ ،
وَلَوْ تَحَقَّقَتْ نَجَاسَةُ طِينِ الشَّارِعِ
عُفِيَ عَنْ يَسِيرِهِ لِمَشَقَّةِ التَّحَرُّزِ عَنْهُ ".
انتهى من "الفتاوى الكبرى"
وقال الشيخ ابن عثيمين :
" والصَّحيح : ما ذهب إِليه أبو حنيفة ، وشيخ الإِسلام ...
ومن يسير النَّجاسات التي يُعْفَى عنها لمشَقَّةِ التَّحرُّز منه :
يسير سَلَسِ البول لمن ابتُلي به ،
وتَحفَّظ تحفُّظاً كثيراً قدر استطاعته ".
انتهى من "الشرح الممتع"
ثانياً:
مما يزيد الأمر تخفيفاً فيما يتعلق بالأمر الذي ذكرت :
أن الشريعة رخصت للإنسان بالاستنجاء بالحجارة ،
ومن المعلوم أن الحجارة لا تطهر المحلَّ بشكل كامل ،
بل لا بد من بقاء شيء يسر من آثار النجاسة ،
وهو مما يعفى عنه .
قال ابن قدامة :
" وَقَدْ عُفِيَ عَنْ النَّجَاسَاتِ الْمُغَلَّظَةِ لِأَجْلِ مَحَلِّهَا ،
فِي ثَلَاثَةِ مَوَاضِعَ ؛ أَحَدُهَا : مَحَلُّ الِاسْتِنْجَاءِ ،
فَعُفِيَ فِيهِ عَنْ أَثَرِ الِاسْتِجْمَارِ بَعْدَ الْإِنْقَاءِ وَاسْتِيفَاءِ الْعَدَدِ ،
بِغَيْرِ خِلَافٍ نَعْلَمُهُ" ،
انتهى من "المغني"
.
قال القرافي :
" إِذَا عَرِقَ فِي الثَّوْبِ بَعْدَ الِاسْتِجْمَارِ ...
يُعْفَى عَنْهُ ؛ لِعُمُومِ الْبَلْوَى ...؛
وَلِأَنَّ الصَّحَابَةَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ كَانُوا يَسْتَجْمِرُونَ وَيَعْرَقُونَ ".
انتهى من "الذخيرة"
.
وجاء في "شرح مختصر خليل" للخرشي " :
" فَلَوْ عَرِقَ الْمَحَلُّ ، وَأَصَابَ الثَّوْبَ ، فَلَا يَضُرُّ ".
وقال ابن قدامة :
" وَلِأَنَّ الصَّحَابَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ،
كَانَ الْغَالِبُ عَلَيْهِمْ الِاسْتِجْمَارُ ، ...
وَبِلَادُهُمْ حَارَّةٌ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُمْ لَا يَسْلَمُونَ مِنْ الْعَرَقِ ،
فَلَمْ يُنْقَلْ عَنْهُمْ تَوَقِّي ذَلِكَ ،
وَلَا الِاحْتِرَازُ مِنْهُ ".
انتهى من "المغني"
.
وقال ابن القيم :
" فإن الصحابة لم يكن أكثرهم يستنجي بالماء ،
وإنما كانوا يستجمرون صيفاً وشتاءً ،
والعادةُ جارية بالعرق في الإزار ،
ولم يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بغسله وهو يعلم موضعه ،
ولا كانوا هم يفعلونه ، مع أنهم خير القرون وأتقاهم لله".
انتهى من "بدائع الفوائد"
.
وقد سئل شهاب الدين الرملي الشافعي :
عَمَّنْ اسْتَجْمَرَ ثُمَّ أَصَابَ رَأْسُ ذَكَرِهِ مَوْضِعًا مُبْتَلًّا مِنْ بَدَنِهِ وَهُوَ يُصَلِّي ،
هَلْ تَبْطُلُ صَلَاتُهُ وَيَلْزَمُهُ الِاسْتِنْجَاءُ وَغَسْلُ مَا أَصَابَهُ ؟
فَأَجَابَ:
" لَا تَبْطُلُ صَلَاتُهُ ، وَلَا يَلْزَمُهُ الِاسْتِنْجَاءُ ،
وَلَا غَسْلُ مَا أَصَابَ مَحَلَّ الِاسْتِجْمَارِ ؛
لِقَوْلِهِمْ : يُعْفَى عَنْ أَثَرِ اسْتِجْمَارِهِ وَلَوْ عَرِقَ مَحَلُّهُ وَتَلَوَّثَ بِالْأَثَرِ غَيْرُهُ ".
انتهى من "فتاوى الرملي"
.
وقال الشيخ محمد المختار الشنقيطي :
" إذا تقرر أنه يعفى عن يسير النجاسة في الدبر أو القبل إذا استجمر الإنسان...
فإذا عرق الإنسان أو جالت يده بالعرق ، فلابد وأن تصيب الموضع ،
فإذا عرق المكان الذي يلي الموضع
وسرى هذا العرق إلى الثوب أو إلى السروال الذي يلي الموضع ،
فهذا معفو عنه ؛
لأننا لو حكمنا بنجاسته
لدخل الناس في حرج لا يعلمه إلا الله عز وجل".
انتهى من "شرح زاد المستقنع"
والحاصل :
أنه لا يضرك هذا الأثر اليسير الناشئ من التعرق ،
وصلاتك صحيحة ، فقط تتحقق من إنقاء المحل عند الاستنجاء ،
ثم لا تشغل نفسك بهذا الأمر أكثر مما ينبغي ،
بعد ذلك ، حتى لا تقع في الوسواس .
والله أعلم .
Al_maroof- نائب مدير
- منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي : محتسب وحامد لربي
مواضيع مماثلة
» الجينات أو / العرق دساس!
» ــ[ الملابس الضيقة تسبب العقم والتهابات الرحم ]ــ
» ــ[ ما هي اضرار و مخاطر الفرو الملابس الشتوية للبنات و للمراهقات ]ــ
» مزيل العرق ودواء الضغط.. أحد أسباب تضخم ثدي الرجال
» ــ[ الملابس الضيقة تسبب العقم والتهابات الرحم ]ــ
» ــ[ ما هي اضرار و مخاطر الفرو الملابس الشتوية للبنات و للمراهقات ]ــ
» مزيل العرق ودواء الضغط.. أحد أسباب تضخم ثدي الرجال
عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام :: القسم الاسلامي :: القرآن والسنة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى