ــ[ حفظ الجوارح .. مفتاح الجنـة ]ــ
3 مشترك
عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام :: القسم الاسلامي :: القرآن والسنة
صفحة 1 من اصل 1
ــ[ حفظ الجوارح .. مفتاح الجنـة ]ــ
ــ( حفظ الجوارح .. مفتاح الجنـة )ــ
الجوارح هي التي تقوم بالقول والعمل،
فهي – إذن – أدوات القيام بالعبودية لله تعالى،
وترجمة الإيمان الذي يقر القلوب،
وهذه الجوارح هي: اللسان،
والسمع، والبصر، واليد،
والرِجل، والفرج.
- معنى الجوارح:
يقول تعالى:
(وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ
وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ)
(الأنعام/ 60).
ويقول الشيخ الزحيلي:
جرحتم، أي عملتم وكسبتم بالجوارح..
والجرح: الكسب، يطلق على الخير والشر،
والاجتراح: فعل الشر خاصة،
كما في قوله تعالى:
(أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ)
(الجاثية/ 21).
معادلة الجوارح:
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
"مَنْ يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة.
والضمان لا يتحقق إلا بالحفظ لهذه الجوارح،
والتي من أبرزها الفرج واللسان،
لذلك جاءت في هذا الحديث..
يقول الإمام المناوي:
("من يضمن": من الضمان بمعنى الوفاء بترك المعصية،
فأطلق الضمان وأراد لازمه وهو أداء الحق الذي عليه،
"لي ما بين لحييه" هما العظمان بجانبي الفم،
وأراد بما بينهما اللسان،
وما يتأتى به النطق وغيره،
فيشمل سائر الأقوال والأكل والشرب وسائر ما يتأدى بالفم من الفعل،
والنطق باللسان أصل كل مطلوب،
"وما بين رجليه" أي الفرج،
والمعنى: من أدى الحق الذي على لسانه من النطق بالواجب
والصمت عما لا يعنيه،
وأدى الحق الذي على فرجه من وضعه في الحلال وكفه عن الحرام،
"أضمن" بالجزم جواب الشرط "له الجنة" أي دخوله إياها).
إذن فالشطر الأوّل من المعادلة هو حفظ الجوارح،
والشطر الثاني الذي يترتب عليه هو ضمان الجنة.
المسؤولية في الحفظ:
يقول تعالى:
(وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ
إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ
كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا)
(الإسراء/ 36).
إنّ هذه الجوارح التي هي طوع أوامرنا في حقيقتها ليست ملكاً محضاً لنا،
إنّما هي ملكية مؤقتة في دار الدنيا،
ومالكها الحقيقي هو الله تعالى،
ومن بدهيات الحقوق التي يتفق عليها كل الناس –
على إختلاف مللهم ونحلهم –
أنّه لا يجوز التصرف بالأمانة إلا بإذن من صاحبها ومالكها،
وبما يراه هو لا ما يراه من أودع عنده تلك الأمانة،
وكل تصرف بالأمانة بغير ما يريد مالكها فهو خيانة وظلم،
ووضع الأمور بغير مكانها،
وصاحب الأمانة لابدّ من أن يُسأل عنها يوماً من الأيام.
يقول سيد قطب – رحمه الله – في ظلاله:
(والأمانة العلمية التي يشيد بها الناس في العصر الحديث
ليست سوى طرف من الأمانة العقلية القلبية التي يعلن القرآن تبعتها الكبرى،
ويجعل الإنسان مسؤولاً عن سمعه وبصره وفؤاده،
أمام واهب السمع والبصر والفؤاد..
إنّها أمانة الجوارح والحواس والعقل والقلب،
أمانة يُسأل عنها صاحبها،
وتُسأل عنها الجوارح والحواس والعقل والقلب جميعاً..
أمانة يرتعش الوجدان لدقتها وجسامتها كلما نطق اللسان بكلمة،
وكلما روى الإنسان رواية،
وكلما أصدر حكماً على شخص أو أمر أو حادثة).
- الطريق لحفظ الجوارح:
إنّ من رحمة الله سبحانه وتعالى،
أنّه ما أمرنا بأمر إلا وبيَّن لنا سبلاً كثيرة لتطبيق هذا الأمر،
ولم يتركنا هكذا من غير توجيه، فلما أمرنا بحفظ الجوارح،
بين لنا وبين لنا رسوله صلى الله عليه وسلم
طرقاً كثيرة لحفظ هذه الجوارح.. من أبرزها:
1- الشعور بالرقابة:
قال تعالى في كتابه الكريم:
(مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)
(ق/ 18)،
فعندما يستحضر المسلم رقابة الله الدائمة عليه،
وأنّه ما يتلفظ من لفظة إلا وهناك ملكٌ حاضرٌ يرقبه ويكتب كل ما يقوله إن خيراً فخير،
أو شراً فشر، فإنّه لاشكّ يتردد كثيراً،
قبل أن يتفوه بما يمكن أن يرديه في النار والعياذ بالله،
وعندما يغيب عنه هذا الاستحضار لرقابة الله تكون المعصية،
لذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث:
"لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن"،
أي لا يقدم على معصية الزنى إلا حينما تغيب عنه رقابة الله تعالى،
فالشعور بالرقابة هو أوّل الطريق لحفظ الجوارح.
2- الصمت:
اللسان هو أخطر هذه الجوارح،
فصمته أولى كثيراً من كلامه،
إذا لم يكن في الكلام منفعة،
أو كان من النوع الذي يغضب الرب سبحانه وتعالى،
ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث: "..
ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت".
قال القرطبي:
(معناه أنّ المصدق بالثواب والعقاب المترتبين على الكلام في الدار الآخرة
لا يخلو من أمرين،
إما أن يتكلّم بما يحصل له ثواباً أو خيراً فيغنم،
أو يسكت عن شيء يجلب له عقاباً أو شراً فيسلم،
وعليه فـ"أو" للتنويع والتقسيم،
فيسن له الصمت عن المباح لأدائه إلى محرم أو مكروه،
وبفرض خلوه عن ذلك فهو ضياع الوقت فيما لا يعنيه.
ويقول الإمام الغزالي:
(ذلك أنّ خطر اللسان عظيم،
وآفاته كثيرة، من نحو:
كذب وغيبة ونميمة ورياء ونفاق،
وفحش ومراء وتزكية نفس،
وخوض في باطل،
ومع ذلك فإنّ النفس تميل إليها
، لأنها سباقة إلى اللسان،
ولها حلاوة في القلب،
وعليها بواعب من الطبع،
والشيطان،
فالخائض فيها قلما يقدر على أن يلزم لسانه فيطلقه فيما يحب،
ويكفه عما لا يحب،
ففي الخوض خطر، وفي الصمت سلامة).
وعند الحديث عن الصمت لابدّ من أن يكون واضحاً أنّ جميع هذه الأحاديث،
وأقوال العلماء، إنما حثت على الصمت عن الخوض في الكلام الباطل،
أو فيما يغضب الله تعالى أو ما يوصل إلى غضب الله،
أمّا الصمت عن الحق، ونصرة المظلوم،
والدعوة إلى الله تعالى، من أمر بالمعروف ونهي عن المنكر،
وحديث تتقرب فيه إلى زوجك وولدك ومَنْ تريد كسبه للدعوة فهو جريمة،
وإثم يستحق العقوبة من الله تعالى،
لأنّه تفريط في واجب أمر به سبحانه وتعالى.
3- تذكر الجنة:
عن سهل بن سعد، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"مَنْ يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة".
( صل اللهم على محمد وآله وصحبه أجمعين )
Al_maroof- نائب مدير
- منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي : محتسب وحامد لربي
Al_maroof- نائب مدير
- منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي : محتسب وحامد لربي
رد: ــ[ حفظ الجوارح .. مفتاح الجنـة ]ــ
تحياتي لك
كل الود والتقدير
دمت برضى من الرحمن
لك خالص احترامي
كل الود والتقدير
دمت برضى من الرحمن
لك خالص احترامي
علا عمر- مشرفة قسم التربية والتعليم
- مساهماتي : 464
نقاطي : 653
تسجيلي : 18/11/2011
مزاجي : الحمد لله
رد: ــ[ حفظ الجوارح .. مفتاح الجنـة ]ــ
جزاك الله خيرا
موضوع هام فعلا
ليتنا نراقب انفسنا ونحفظ جوارحنا
فاطلاق الجوارح هو تعدي على الغير
والتعدي على الغير
سواء باللسان او اليد اوبخائنة الأعين
هو ظلم
والظلم ظلمات يوم القيامة
اللهم انا نعوذ بك من شرور انفسنا ومن سيئات أعمالنا
جزاك الله خيرا
وبارك الله فيك
موضوع هام فعلا
ليتنا نراقب انفسنا ونحفظ جوارحنا
فاطلاق الجوارح هو تعدي على الغير
والتعدي على الغير
سواء باللسان او اليد اوبخائنة الأعين
هو ظلم
والظلم ظلمات يوم القيامة
اللهم انا نعوذ بك من شرور انفسنا ومن سيئات أعمالنا
جزاك الله خيرا
وبارك الله فيك
Jusi- مشرفة قسم المراة والطفل
- مساهماتي : 747
نقاطي : 1248
تسجيلي : 04/06/2012
مزاجي : الحمد لله .. الكلمة الوحيدة المعبرة عن الحال
رد: ــ[ حفظ الجوارح .. مفتاح الجنـة ]ــ
علا عمر كتب:تحياتي لك
كل الود والتقدير
دمت برضى من الرحمن
لك خالص احترامي
شكرا" آنسة علا
جزاك الله خيرا"
ورفع قدرك بالبهاء واليقين
تحياتي ومودتي
Al_maroof- نائب مدير
- منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي : محتسب وحامد لربي
رد: ــ[ حفظ الجوارح .. مفتاح الجنـة ]ــ
Jusi كتب:جزاك الله خيرا
موضوع هام فعلا
ليتنا نراقب انفسنا ونحفظ جوارحنا
فاطلاق الجوارح هو تعدي على الغير
والتعدي على الغير
سواء باللسان او اليد اوبخائنة الأعين
هو ظلم
والظلم ظلمات يوم القيامة
اللهم انا نعوذ بك من شرور انفسنا ومن سيئات أعمالنا
جزاك الله خيرا
وبارك الله فيك
الفاضلة / جوســي
دائما" ردودك على مشاركاتي تزيتها
وتثمنها وتزيد من قيمتها
فيسعدني ذلك دائما"
جزاك الله من فضله ومثوبته
هداني الله وإياك لكل خير
ونفع بنا بما نقدم
تحياتي للغالية
Al_maroof- نائب مدير
- منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي : محتسب وحامد لربي
مواضيع مماثلة
» ــ[ كل باب مغلق له مفتاح ]ــ
» ـ[ أنوثتـك مفتاح قلب زوجـك ]ـ
» ــ[ عروس الجنـة ]ــ
» ــ[ مع أول صـباح في الجنـة ]ــ
» ــ[ غراس ( أشجار ) الجنـة ]ــ
» ـ[ أنوثتـك مفتاح قلب زوجـك ]ـ
» ــ[ عروس الجنـة ]ــ
» ــ[ مع أول صـباح في الجنـة ]ــ
» ــ[ غراس ( أشجار ) الجنـة ]ــ
عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام :: القسم الاسلامي :: القرآن والسنة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى