عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
اهلا بك في منتديات عبير الاسلام
نحن نلتقي لنرتقي ونعمل جاهدين لرفعة الاسلام
ايها الزائر الكريم نحن ندعوك للتسجيل معنا
عبير اسعد

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
اهلا بك في منتديات عبير الاسلام
نحن نلتقي لنرتقي ونعمل جاهدين لرفعة الاسلام
ايها الزائر الكريم نحن ندعوك للتسجيل معنا
عبير اسعد
عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ـ[ غزوة حمراء الأسد ]ـ

3 مشترك

اذهب الى الأسفل

ـ[ غزوة حمراء الأسد ]ـ Empty ـ[ غزوة حمراء الأسد ]ـ

مُساهمة من طرف Al_maroof السبت 22 مارس 2014, 7:16 pm




ــ( غزوة حمراء الأسد )ــ


غزوة حمراء الأسد ليست بحدثاً مستقلاً عن غزوة أحد،
ولكنّها امتدادٌ طبيعيٌّ وصفحةٌ أخيرةٌ للمواجهة
التي تمّت بين قريشٍ وحلفائها من جهة،
وبين المسلمين من جهة أخرى.

سبب غزوة حمراء الأسد :
مطاردة قريش ومنعها من العودة للقضاء على المسلمين بالمدينة
بخاصة أن النبي صلى الله عليه وسلم خاف أن يقوم المشركين بغزو المدينة مرة ثانية،
وذلك لأنهم لم يستفيدوا شيئا من النصرة والغلبة التي كسبوها في ساحة القتال،
وكذلك سبب آخر وهو ورفع الروح المعنوية للصحابة
حيث أن خروج النبي صلى الله عليه وسلم بجيشٍ مُثقل بالجراح
هو خير رسالة للأعداء بأن المسلمين لا زالوا أعزّة قادرين على المواجهة،
وأن جراحهم وآلامهم لا يمكن أن تعوقهم عن مواصلة الجهاد والقتال،
وأنّ فرح المشركين بالنصر الذي أحرزوه لن يدوم طويلاً.

تاريخ غزوة حمراء الأسد :
ليلة الأحد الثامن من شهر شوال سنة 3 هـ.

ملاقاة العدو :
قال أهل المغازي ما حاصله‏:‏
إن النبي صلى الله عليه وسلم نادي في الناس،
وندبهم إلى المسير إلى لقاء العدو،
وذلك صباح الغد من معركة أحد،
أي يوم الأحد الثامن من شهر شوال سنة 3 هـ،
وقال‏:‏ "‏‏لا يخرج معنا إلا من شهد القتال‏"،
فقال له عبد الله بن أبي‏:‏ أركب معك‏؟‏ قال‏:‏ ‏‏‏لا‏‏،
واستجاب له المسلمون على ما بهم من الجرح الشديد،
والخوف المزيد، وقالوا‏:‏ سمعاً وطاعة‏.‏

كما قال تعالى:
{الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ}
[آل عمران: 172].

ولقد استأذنه جابر بن عبد الله رضي الله عنه،
وقال‏:‏ يا رسول الله، إني أحب ألا تشهد مشهداً إلا كنت معك،
وإنما خلفني أبي على بناته فائذن لي أسير معك،
فأذن له‏.‏ وسار رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون
معه حتى بلغوا حمراء الأسد،
على بعد ثمانية أميال من المدينة،
فعسكروا هناك‏.‏

وهناك أقبل مَعْبَد بن أبي معبد الخزاعي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم،
ويقال‏:‏ بل كان على شركه،
ولكنه كان ناصحاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم
لما كان بين خزاعة وبني هاشم من الحلف،
فقال‏:‏ يا محمد، أما والله لقد عز علينا ما أصابك في أصحابك،
ولوددنا أن الله عافاك‏.‏
فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلحق أبا سفيان فَيُخَذِّلَه‏.‏

ولم يكن ما خافه رسول الله صلى الله عليه وسلم من تفكير المشركين
في العودة إلى المدينة إلا حقاً،
فإنهم لما نزلوا بالروحاء على بعد ستة وثلاثين ميلاً من المدينة
تلاوموا فيما بينهم، قال بعضهم لبعض‏:‏لم تصنعوا شيئاً،
أصبتم شوكتهم وحدهم، ثم تركتموهم،
وقد بقي منهم رءوس يجمعون لكم،
فارجعوا حتى نستأصل شأفتهم‏.

الحرب النفسية بين المسلمين والمشركين :

ويبدو أن هذا الرأي جاء سطحياً ممن لم يكن يقدر قوة الفريقين ومعنوياتهم تقديراً صحيحاً؛
ولذلك خالفهم زعيم مسئول ‏صفوان بن أمية‏ قائلاً‏:‏ يا قوم،
لا تفعلوا فإني أخاف أن يجمع عليكم من تخلف من الخروج،
أي من المسلمين في غزوة أحد، فارجعوا والدولة لكم،
فإني لا آمن إن رجعتم أن تكون الدولة عليكم‏.

إلا أن هذا الرأي رفض أمام رأي الأغلبية الساحقة،
وأجمع جيش مكة على المسير نحو المدينة‏.‏
ولكن قبل أن يتحرك أبو سفيان بن حرب بجيشه من مقره
لحقه معبد بن أبي معبد الخزاعي ولم يكن يعرف أبو سفيان بإسلامه،
فقال‏:‏ ما وراءك يا معبد‏؟‏
فقال معبد -وقد شن عليه حرب أعصاب دعائية عنيفة‏:‏
محمد قد خرج في أصحابه، يطلبكم في جمع لم أر مثله قط، يتحرقون عليكم تحرقاً،
قد اجتمع معه من كان تخلف عنه في يومكم،
وندموا على ما ضيعوا،
فيهم من الحنق عليكم شيء لم أر مثله قط‏.‏

قال أبو سفيان‏:‏ ويحك، ما تقول‏؟‏ قال‏:‏
والله ما أري أن ترتحل حتى تري نواصي الخيل،
أو حتى يطلع أول الجيش من وراء هذه الأكمة‏.‏
فقال أبو سفيان‏:‏ والله لقد أجمعنا الكرة عليهم لنستأصلهم‏.‏
قال‏:‏ فلا تفعل، فإني ناصح‏.‏

وحينئذ انهارت عزائم الجيش المكي وأخذه الفزع والرعب،
فلم ير العافية إلا في مواصلة الانسحاب والرجوع إلى مكة،
بيد أن أبا سفيان قام بحرب أعصاب دعائية ضد الجيش الإسلامي،
لعله ينجح في كف هذا الجيش عن مواصلة المطاردة،
وطبعاً فهو ينجح في تجنب لقائه‏.‏ فقد مر به ركب من عبد القيس يريد المدينة،
فقال‏:‏ هل أنتم مبلغون عني محمداً رسالة،
وأوقر لكم راحلتكم هذه زبيبًا بعكاظ إذا أتيتم إلى مكة‏؟‏ قالوا‏:‏ نعم‏.‏
قال‏:‏ فأبلغوا محمداً أنا قد أجمعنا الكرة ؛
لنستأصله ونستأصل أصحابه‏.‏

فمر الركب برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه،
وهم بحمراء الأسد، فأخبرهم بالذي قال له أبو سفيان، وقالوا‏:‏ ‏
{‏إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ‏}‏،
أي زاد المسلمين قولهم ذلك:

‏{‏إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللهِ وَفَضْلٍ
لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ‏}‏‏
[‏آل عمران‏:173-174‏]‏‏.‏

قتل أبي عزة الجمحي :
ولقد أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بحمراء الأسد
بعد مقدمه يوم الأحد الاثنين والثلاثاء والأربعاء (9، 10، 11) شوال سنة 3 هـ
ثم رجع إلى المدينة، وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الرجوع إلى المدينة أبا عَزَّة الجمحي،
وهو الذي كان أطلقه الرسول صلى الله عليه وسلم
عندما كان أسيراً يوم بدر بغير فداء رحمةً ببناته ولفقره،
واشترط عليه ألا يقف ضد المسلمين، فلم يحترم الرجل العهد،
وقاتل مع المشركين في أحد، فلما وقف بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم
رجاه أن يُعفو عنه، لكن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتله ...
ولقد صدق النبي صلى الله عليه وسلم بذلك لأنه كما قال:
"لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين"،
صحيح البخاري .

قتل معاوية بن المغيرة بن أبي العاص :
كما حكم بالإعدام في جاسوس من جواسيس مكة،
وهو معاوية بن المغيرة بن أبي العاص جد عبد الملك بن مروان لأمه ؛
وذلك أنه لما رجع المشركون يوم أحد
جاء معاوية هذا إلى ابن عمه عثمان بن عفان رضي الله عنه
فاستأمن له عثمان رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فأمنه على أنه إن وجد بعد ثلاث قتله‏.
فلما خلت المدينة من الجيش الإسلامي أقام فيها أكثر من ثلاث يتجسس لحساب قريش،
فلما رجع الجيش خرج معاوية هارباً،
فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة وعمار بن ياسر، فتعقباه حتى قتلاه‏

غزوة أحد، هل كانت هزيمة أم لا‏؟‏
هذه الغزوة كانت امتداد كما قلنا لغزوة أحد،
ولطالما بحث الباحثون حول مصير غزوة أحد، هل كانت هزيمة أم لا‏؟‏،
والذي لا يشك فيه أن التفوق العسكري في الصفحة الثانية من القتال كان للمشركين،
وأنهم كانوا مسيطرين على ساحة القتال،
وأن خسارة الأرواح والنفوس كانت في جانب المسلمين أكثر وأفدح،
وأن طائفة من المؤمنين انهزمت قطعاً،
وأن دفة القتال جرت لصالح الجيش المكي،
لكن هناك أمور تمنعنا أن نعبر عن كل ذلك بالنصر والفتح‏.‏

فمما لا شك فيه أن الجيش المكي لم يستطع احتلال معسكر المسلمين،
وأن المقدار الكبير من الجيش المدني لم يلتجئ إلى الفرار
-مع الارتباك الشديد والفوضى العامة-
بل قاوم بالبسالة حتى تجمع حول مقر قيادته،
وأن كفته لم تسقط إلى حد أن يطارده الجيش المكي،
وأن أحداً من جيش المدينة لم يقع في أسر الكفار،
وأن الكفار لم يحصلوا على شيء من غنائم المسلمين،
وأن الكفار لم يقوموا إلى الصفحة الثالثة من القتال مع أن جيش المسلمين لم يزل في معسكره،
وأنهم لم يقيموا بساحة القتال يوماً أو يومين أو ثلاثة أيام
-كما هو دأب الفاتحين في ذلك الزمان-
بل سارعوا إلى الانسحاب وترك ساحة القتال قبل أن يتركها المسلمون،
ولم يجترئوا على الدخول في المدينة لنهب الذراري والأموال،
مع أنها على بعد عدة خطوات فحسب،
وكانت مفتوحة وخالية تماماً‏.‏

كل ذلك يؤكد لنا أن ما حصل لقريش
لم يكن أكثر من أنهم وجدوا فرصة نجحوا فيها بإلحاق الخسائر الفادحة بالمسلمين،
مع الفشل فيما كانوا يهدفون إليه من إبادة الجيش الإسلامي
بعد عمل التطويق
ـ وكثيراً ما يلقي الفاتحون بمثل هذه الخسائر التي نالها المسلمون -
أما أن ذلك كان نصراً وفتحاً فكلا وحاشا‏.‏
بل يؤكد لنا تعجيل أبي سفيان في الانسحاب والانصراف
أنه كان يخاف على جيشه المعرة والهزيمة لو جرت صفحة ثالثة من القتال،
ويزداد ذلك تأكداً حين ننظر إلى موقف أبي سفيان من غزوة حمراء الأسد‏.‏

النهاية .. انتصار المسلمين
عاد النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة منتصراً،
واستطاع أن يحقّق أهدافه التي رسمها دون خسائر تُذكر، وصدق الله القائل:
{فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ}
[آل عمران:174]،

أي فرجعوا من "حمراء الأسد" إلى "المدينة" بنعمة من الله
بالثواب الجزيل وبفضل منه بالمنزلة العالية،
وقد ازدادوا إيمانًا ويقينًا، وأذلوا أعداء الله،
وفازوا بالسلامة من القتل والقتال،
واتبعوا رضوان الله بطاعتهم له ولرسوله.
والله ذو فضل عظيم عليهم وعلى غيرهم.

الخلاصة
هذه الغزوة إنما كانت حرباً غير منفصلة،
أخذ كل فريق بقسطه ونصيبه من النجاح والخسارة،
ثم حاد كل منها عن القتال من غير أن يفر عن ساحة القتال
ويترك مقره لاحتلال العدو،
وهذا هو معني الحرب غير المنفصلة‏.‏
وإلى هذا يشير قوله تعالى‏:‏
‏{‏وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ
فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ مَا لاَ يَرْجُونَ‏}‏
‏[النساء:104]‏‏،

فقد شبه أحد العسكريين بالآخر في التألم
وإيقاع الألم،
مما يفيد أن الموقفين كانا متماثلين،
وأن الفريقين رجعا وكل غير غالب‏.‏


 cheers 


Al_maroof
Al_maroof
نائب مدير
نائب مدير

اوسمتي منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي مزاجي : محتسب وحامد لربي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ـ[ غزوة حمراء الأسد ]ـ Empty رد: ـ[ غزوة حمراء الأسد ]ـ

مُساهمة من طرف Al_maroof الجمعة 11 أبريل 2014, 5:38 pm



... وقفة مع غزوة حمراء الأسد ....


لم تكن حمراء الأسد غزوة مستقلة،
وإنما هي جزء من غزوة أُحُد، وصفحة من صفحاتها الهامة،
إذ بات الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يفكر في الموقف بعد أحد،
وأشفق من أن يعود جيش المشركين لغزو المدينة،
وأحسّ بما يقاسيه أصحابه من مرارة الهزيمة في أحد،
وما يشعرون به من إحباط، ولم يكن ذلك هو السبب الوحيد،
فإن خروج النبي - صلى الله عليه وسلم ـ
بجيشٍ مُثقل بالجراح هو خير رسالة للأعداء
بأن المسلمين لا زالوا أعزّة قادرين على المواجهة،
وأن جراحهم وآلامهم لا يمكن أن تعوقهم عن مواصلة الجهاد والقتال،
ومن ثم عزم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
على أن يقوم بعملية مطاردة الجيش المكي
ـ رغم ما به هو أيضا من جروح ـ،
وكان ذلك صباح الغد من معركة أحد،
أي يوم الأحد الثامن من شهر شوال من السنة الثالثة من الهجرة،
وأمر بلالاً أن ينادي في الناس بضرورة التعجيل للخروج للجهاد،
ولم يكن الأمر عامّاً لجميع المؤمنين،
بل كان مقصوراً على أولئك الذين شهدوا معركة أحد بالأمس ..

وما كاد بلال ـ رضي الله عنه ـ يؤذن في الناس بالخروج للجهاد مرة أخرى،
حتى تجمع أولئك الذين كانوا مع ـ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالأمس،
وقد أصابهم القرح،
وأنهكتهم الجروح والآلام،
ولم يسترح أحد منهم بعد،
ومع ذلك انطلقوا جميعا خلف رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
يطلبون المشركين،
طلبا للنصر أو الشهادة في سبيل الله ..

قال ابن إسحاق :
" كان أحُد يوم السبت للنصف من شوال،
فلما كان الغد يوم الأحد سادس عشر من شوال:
أذّن مؤذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الناس بطلب العدو،
وأن لا يخرج معنا إلا من حضر بالأمس،
فاستأذنه جابر بن عبد الله في الخروج معه فأذن له،
وإنما خرج مرهباً للعدو،
وليظنوا أن الذي أصابهم لم يوهنهم عن طلب عدوهم " .

وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ:
( { الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ والرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ القَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ واتَّقَوْا أَجْر عَظِيم }
(آل عمران: 172)،

قالت لعروةَ :

يا ابنَ أُخْتي،
كانَ أَبَوَاكَ منهم الزبير وأبو بكر ،
لمَّا أَصاب نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم - ما أَصاب يوم أُحد،
فانصرف عنه المشركون خاف أَن يرجعوا،
فقال: مَنْ يذهب في إِثْرِهِم؟
فانتدب منهم سبعون رَجُلا،
قال: كان فيهم أبو بكر والزُّبَيْرُ )
رواه البخاري .
وفي رواية:
قال عُروة :
قالت لي عائشةُ :
( أَبَوَاكَ واللهِ من الذين استجابوا للهِ والرسولِ من بعد ما أصابهم القَرْحُ(الجرح) ) .

وهذا رجل من بني عبد الأشهل يصور حرص الصحابة على الخروج للجهاد فيقول:
" شهدت أحداً أنا وأخ لي فرجعنا جريحين،
فلما أذن مؤذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
بالخروج في طلب العدو قلت لأخي وقال لي:
أتفوتنا غزوة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟
والله مالنا من دابة نركبها، وما منا إلا جريح ثقيل،
فخرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،
وكنت أيسر جرحاً منه،
فكان إذا غلب حملته عقبة ومشى عقبة (نوبة)،
حتى انتهينا إلى ما انتهى إليه المسلمون " .

سار رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ والمسلمون معه حتى بلغوا حمراء الأسد،
على بعد ثمانية أميال من المدينة،
فعسكروا هناك، وأقام فيها ثلاثة أيام، فلم يتشجع المشركون على لقائه،
وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قد أمر بإشعال النيران فكانوا يشعلون في وقت واحد خمسمائة نار،
وذلك من قبيل الحرب النفسية على العدو ..
وهناك أقبل مَعْبَد بن أبي معبد الخزاعي إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأسلم ـ،
فأمره رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يلحق أبا سفيان فَيُخَذِّلَه ـ
ولم يكن أبو سفيان يعلم بإسلامه ـ،
فأدركه بالروحاء على بعد ستة وثلاثين ميلاً من المدينة فخذله،
ونصحه بالعودة إلى مكة على عجل،
فثنى ذلك أبو سفيان ومن معه ..

غير أن أبا سفيان حاول أن يغطي انسحابه هذا
بشن حرب نفسية دعائية ضد الجيش الإسلامي،
لعله ينجح في كف هذا الجيش عن مواصلة المطاردة ،
فقد مر به رَكْب من عبد القيس يريد المدينة،
فقال: هل أنتم مبلغون عني محمداً رسالة،
وأوقر لكم راحلتكم هذه زبيبًا بعكاظ إذا أتيتم إلى مكة؟،
قالوا: نعم . قال: فأبلغوا محمداً أنا قد أجمعنا الكَرَّة(الرجعة)،
لنستأصله ونستأصل أصحابه .
فمر هذا الركب برسول الله - صلى الله عليه وسلم -
وهو بحمراء الأسد فأخبروه بالذي قال أبو سفيان ،
فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ
هو والمسلمون:
حسبنا الله ونعم الوكيل ..

واستمر المسلمون في معسكرهم،
وآثرت قريش السلامة فرجعوا إلى مكة ..

ووقع في أسر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
قبل رجوعه إلى المدينة أبو عزة الجمحي،
وكان شاعراً أسره المسلمون يوم بدر،
ثم أطلقه الرسول - صلّى الله عليه وسلم ـ بغير فداء،
رحمةً ببناته، واشترط عليه ألا يقف ضد المسلمين،
فلم يحترم الرجل العهد،
وقاتل مع المشركين في أحد، فوقف بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم
يطلب عفوه مرة ثانية،
لكن النبي - صلى الله عليه وسلم ـ أمر بقتله،
وقال كلمته التي صارت مثلاً:
( لا يُلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين )
رواه البخاري .

عاد المسلمون بعد ذلك إلى المدينة بروح قوية متوثبة،
مسحت ما حدث في أحد،
فدخلوا المدينة أعزة رفيعي الجانب،
قد أفسدوا انتصار المشركين،
وأحبطوا شماتة المنافقين واليهود ..
وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك في قول الله تعالى:

{ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ
لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ *
الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ
فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ *
فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ
لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ
وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ *
إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ
فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ }
(آل عمران من الآية:172- 175)..

لقد حققت غزوة حمراء الأسد هدفها،
فقد أظهرت قدرة المسلمين وهم في أحلك الظروف على التصدي لخصومهم وأعدائهم،
لأنهم إذا كانوا قادرين على متابعة التحرك العسكري خارج المدينة بقسم من قواتهم،
فإنهم لا شك أقدر على مواجهة أعدائهم داخل المدينة،
من اليهود والمنافقين وبقايا المشركين ..

كما أبرزت حكمة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ،
الذي أراد أن لا يكون آخر ما تنطوي عليه نفوس أصحابه الشعور بالهزيمة في أحد،
فأزال بهذه الغزوة اليأس من قلوبهم،
وأعاد لهم هيبتهم التي خُدِشت في أحد،
ووضعهم على طريق التفاؤل والعزة والانتصارات،
ثم قام بعد ذلك بمناورات وغزوات أعادت للمسلمين هيبتهم الكاملة،
بل زادت فيها ..

كما أظهرت هذه الغزوة فضل أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
وسرعة استجابتهم لأمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
في الخروج للجهاد رغم ما بهم من جراح وتعب وآلام ..

كذلك علمت غزوة حمراء الأسد ـ الصحابة ومن بعدهم ـ
أن لهم الكرَّة والنصر على أعدا
ئهم متى استجابوا لدعوة الله ورسوله،
ونفضوا عنهم الضعف والفشل،
وأن ما أصابهم بالأمس ـ في أُحد ـ إنما هو ابتلاء،
ومحنة اقتضتها إرادة الله وحكمته،
وأنهم أقوياء أعزة بطاعتهم لله،
واستجابتهم لأوامر رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ..


 ـ[ غزوة حمراء الأسد ]ـ 994982863 

Al_maroof
Al_maroof
نائب مدير
نائب مدير

اوسمتي منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي مزاجي : محتسب وحامد لربي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ـ[ غزوة حمراء الأسد ]ـ Empty رد: ـ[ غزوة حمراء الأسد ]ـ

مُساهمة من طرف كريم المصري الخميس 01 مايو 2014, 1:01 am

جزاك الله خيرا
وزادك علما
كريم المصري
كريم المصري
فرسان لهم بصمات
فرسان لهم بصمات

اوسمتي
مساهماتي : 1291
نقاطي : 2097
تسجيلي : 10/12/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ـ[ غزوة حمراء الأسد ]ـ Empty رد: ـ[ غزوة حمراء الأسد ]ـ

مُساهمة من طرف Al_maroof السبت 03 مايو 2014, 12:02 pm

كريم المصري كتب:

جزاك الله  خيرا
وزادك علما


 وجزاك بمثل مادعوت أخي الغالي
اللهم اجمعنا على طاعتـه
تسلم حبيبي

 ـ[ غزوة حمراء الأسد ]ـ 3980010459 

Al_maroof
Al_maroof
نائب مدير
نائب مدير

اوسمتي منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي مزاجي : محتسب وحامد لربي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ـ[ غزوة حمراء الأسد ]ـ Empty رد: ـ[ غزوة حمراء الأسد ]ـ

مُساهمة من طرف الملاك البرئ الأحد 25 مايو 2014, 6:06 pm

ما شاء الله عليك --- جزاك الله كل الخير
واثابك الله الجنة
الملاك البرئ
الملاك البرئ
فرسان لهم بصمات
فرسان لهم بصمات

مساهماتي : 1342
نقاطي : 2110
تسجيلي : 21/12/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ـ[ غزوة حمراء الأسد ]ـ Empty رد: ـ[ غزوة حمراء الأسد ]ـ

مُساهمة من طرف Al_maroof الأحد 25 مايو 2014, 8:03 pm

الملاك البرئ كتب:ما شاء الله عليك --- جزاك الله كل الخير
واثابك الله الجنة

اللهم آمين
وجزاكي بمثله ياغالية
تحياتي

 ـ[ غزوة حمراء الأسد ]ـ 3980010459 


Al_maroof
Al_maroof
نائب مدير
نائب مدير

اوسمتي منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي مزاجي : محتسب وحامد لربي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى