كيف نكسب أطفالنا منذ عامهم الثاني
2 مشترك
عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام :: قسم التربية والتعليم :: منتدي الابحاث العلمية واخبار التعليم
صفحة 1 من اصل 1
كيف نكسب أطفالنا منذ عامهم الثاني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تمثل لحظة تحرر الطفل من (لفته) مرحلة مهمة في تكوين شخصيته، إذ تنقلب في تلك اللحظة حالة الطاعة والتقبل الإيجابي للآخرين، إلى مرحلة التلقي السلبي أو المعارضة، فهي تمثل ضرب من إثبات الوجود والإعلان عن حضوره، وفي هذه المرحلة يعيش الأهل أصعب لحظات حياتهم التربوية مع طفلهم، فهو مشاكس، متمرد، يحب مخالفة كل شيء، إنه يطبق قاعدة (كل ممنوع مرغوب) فيدخل الأهل في دوامة متابعته ومراقبته، ويكون عندها في قمة نشاطه بعد مرحلة طويلة من السكون والثبات داخل (كرسيه) يكتشف ما حوله من أشياء وأشخاص، والفارق أنه في هذه المرحلة يكتشف كل ذلك وهو يمشي على قدميه، لقد أصبح سيداً صغيراً يرى أن الجميع يجب أن يلبوا رغباته ويهتموا لشأنه لأن الكون بنظره ملكية خاصة له.
هذه المرحلة تتضح بشكل عام ما بين ثمانية عشر شهراً وثلاثين شهراً، أما المرحلة الحرجة فيها يمكن ألا تدوم إلا بضعة أسابيع، وفي هذه الفترة يجب على الأهل أن يكونوا في موضع المراقبة، لأن الطفل مازال صغيراً جداً ليستطيع اكتساب آليات المراقبة والضبط لذاته، ولكن على الأهل ألا يبقوا سلبيين تماماً أمام بعض متطلبات طفلهم الصغير، وعندما يبلغ الطفل من العمر ثمانية عشر شهراً يفهم بشكل أفضل ما ننتظره منه... من الطبيعي أن يرفض الطفل، بل إنها إشارة جيدة، لكن من الضروري أيضاً أن يعي أن استسلاماته في بعض الأحيان لا تجعله يفقد اعتباره، ولا تقطع الرغبة بالمعارضة في المرة الأخرى، وأن الحزم الذي يستخدمه الأهل لا يعني القسوة، ورغم كل الصعوبات التي تميز هذا العمر الذي يمتد من سنة ونصف إلى سنتين ونصف يجب الاعتراف بأنها سنة خلابة بالنسبة للأهل الذين يرون تفتح الشخصية بالنسبة لطفلهم الذي أبصر (الحياة الحقيقية) وقبل ذلك كان بشكل كلي متعلق بوالدته، أما الآن فالشرنقة ستنضج والفراشة تكتمل وتبسط أجنحتها. إننا ننتظر من الطفل فهماً ومآثر لا يكون الطفل قادراً عليها، وقد تنعكس معادلة الأهل بين الإبقاء على طفلهم الصغير بالقرب منهم والفكرة الخاطئة بأنه أصبح يستطيع التصرف مثل الكبار، بشكل سلبي على الطفل الذي يعيش صراعاً بين حاجته للتطور نحو سن النضوج الذي تدفعه إليه الاكتسابات المتعددة، وحاجته لأن يجد نفسه صغيراً في الأحضان.
إذاً تتضاعف المواجهات في سن ما بين ستة عشر شهراً وثمانية عشر شهراً، وتصعّد كلمة (لا) المزاج السيئ، وأحياناً من دون فائدة، وقد تتحول إلى حالات غضب هي أيضاً غير مفيدة، فالطفل يقصد إزعاج أهله بأن يتدحرج على الأرض وهو يزعق ويصيح، ويصبح الخطر أكثر في ظل جو عائلي متدهور، وخاصة عندما لا يتلقى الطفل إلا الرفض فهو يعلم مسبقاً أننا سنقول له (لا)، فإنه عندئذٍ يبدأ بالإكثار من الطلبات فنعارضه فيشعر بأن هذا ظلم، ورفضنا يظهر بكل بساطة عدم تفهمنا. إن الفن والقدرة تكمن في تشجيع تجارب الطفل الإيجابية، والتمييز بين ما هو مفيد لشخصيته وما هو غير مفيد أو حتى ضار، وبدلاً من الرفض القاطع أو المنع الفظ نستطيع أن نقترح عليه الاهتمام بشيء آخر، وبذلك نكون قد بدأنا تربية حقيقية لضبط النفس، ولسيطرة تنبع من ذاته كطفل ولا تكون حرماناً مفروضاً، فالحزم السيئ الفهم للطفل يمكن أن يجمده تماماً في هذه اللحظة من طيرانه ويشكل عجزاً قد لا تستطيع السنين تجاوزه.
تمثل لحظة تحرر الطفل من (لفته) مرحلة مهمة في تكوين شخصيته، إذ تنقلب في تلك اللحظة حالة الطاعة والتقبل الإيجابي للآخرين، إلى مرحلة التلقي السلبي أو المعارضة، فهي تمثل ضرب من إثبات الوجود والإعلان عن حضوره، وفي هذه المرحلة يعيش الأهل أصعب لحظات حياتهم التربوية مع طفلهم، فهو مشاكس، متمرد، يحب مخالفة كل شيء، إنه يطبق قاعدة (كل ممنوع مرغوب) فيدخل الأهل في دوامة متابعته ومراقبته، ويكون عندها في قمة نشاطه بعد مرحلة طويلة من السكون والثبات داخل (كرسيه) يكتشف ما حوله من أشياء وأشخاص، والفارق أنه في هذه المرحلة يكتشف كل ذلك وهو يمشي على قدميه، لقد أصبح سيداً صغيراً يرى أن الجميع يجب أن يلبوا رغباته ويهتموا لشأنه لأن الكون بنظره ملكية خاصة له.
هذه المرحلة تتضح بشكل عام ما بين ثمانية عشر شهراً وثلاثين شهراً، أما المرحلة الحرجة فيها يمكن ألا تدوم إلا بضعة أسابيع، وفي هذه الفترة يجب على الأهل أن يكونوا في موضع المراقبة، لأن الطفل مازال صغيراً جداً ليستطيع اكتساب آليات المراقبة والضبط لذاته، ولكن على الأهل ألا يبقوا سلبيين تماماً أمام بعض متطلبات طفلهم الصغير، وعندما يبلغ الطفل من العمر ثمانية عشر شهراً يفهم بشكل أفضل ما ننتظره منه... من الطبيعي أن يرفض الطفل، بل إنها إشارة جيدة، لكن من الضروري أيضاً أن يعي أن استسلاماته في بعض الأحيان لا تجعله يفقد اعتباره، ولا تقطع الرغبة بالمعارضة في المرة الأخرى، وأن الحزم الذي يستخدمه الأهل لا يعني القسوة، ورغم كل الصعوبات التي تميز هذا العمر الذي يمتد من سنة ونصف إلى سنتين ونصف يجب الاعتراف بأنها سنة خلابة بالنسبة للأهل الذين يرون تفتح الشخصية بالنسبة لطفلهم الذي أبصر (الحياة الحقيقية) وقبل ذلك كان بشكل كلي متعلق بوالدته، أما الآن فالشرنقة ستنضج والفراشة تكتمل وتبسط أجنحتها. إننا ننتظر من الطفل فهماً ومآثر لا يكون الطفل قادراً عليها، وقد تنعكس معادلة الأهل بين الإبقاء على طفلهم الصغير بالقرب منهم والفكرة الخاطئة بأنه أصبح يستطيع التصرف مثل الكبار، بشكل سلبي على الطفل الذي يعيش صراعاً بين حاجته للتطور نحو سن النضوج الذي تدفعه إليه الاكتسابات المتعددة، وحاجته لأن يجد نفسه صغيراً في الأحضان.
إذاً تتضاعف المواجهات في سن ما بين ستة عشر شهراً وثمانية عشر شهراً، وتصعّد كلمة (لا) المزاج السيئ، وأحياناً من دون فائدة، وقد تتحول إلى حالات غضب هي أيضاً غير مفيدة، فالطفل يقصد إزعاج أهله بأن يتدحرج على الأرض وهو يزعق ويصيح، ويصبح الخطر أكثر في ظل جو عائلي متدهور، وخاصة عندما لا يتلقى الطفل إلا الرفض فهو يعلم مسبقاً أننا سنقول له (لا)، فإنه عندئذٍ يبدأ بالإكثار من الطلبات فنعارضه فيشعر بأن هذا ظلم، ورفضنا يظهر بكل بساطة عدم تفهمنا. إن الفن والقدرة تكمن في تشجيع تجارب الطفل الإيجابية، والتمييز بين ما هو مفيد لشخصيته وما هو غير مفيد أو حتى ضار، وبدلاً من الرفض القاطع أو المنع الفظ نستطيع أن نقترح عليه الاهتمام بشيء آخر، وبذلك نكون قد بدأنا تربية حقيقية لضبط النفس، ولسيطرة تنبع من ذاته كطفل ولا تكون حرماناً مفروضاً، فالحزم السيئ الفهم للطفل يمكن أن يجمده تماماً في هذه اللحظة من طيرانه ويشكل عجزاً قد لا تستطيع السنين تجاوزه.
عاشق مجروح- مسلم مجتهد
- مساهماتي : 523
نقاطي : 893
تسجيلي : 16/12/2011
مصرية وافتخر- فرسان لهم بصمات
- مساهماتي : 1167
نقاطي : 1880
تسجيلي : 10/12/2011
مواضيع مماثلة
» أطفالنا و الخطط الإستراتيجية
» دورة الفتوشوب الدرس الثاني
» هل ترغب في اسعاد الطرف الثاني؟
» مسجد الحسن الثاني تحفه معماريه فوق الماء ..!!
» وثيقة تاريخية هامة بخط السلطان عبد الحميد الثاني
» دورة الفتوشوب الدرس الثاني
» هل ترغب في اسعاد الطرف الثاني؟
» مسجد الحسن الثاني تحفه معماريه فوق الماء ..!!
» وثيقة تاريخية هامة بخط السلطان عبد الحميد الثاني
عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام :: قسم التربية والتعليم :: منتدي الابحاث العلمية واخبار التعليم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى