ــ[ من مآثر الصدّيق المؤسس الثاني للدولة الإسلامية ]ــ
عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام :: القسم الاسلامي :: القصص الدينية
صفحة 1 من اصل 1
ــ[ من مآثر الصدّيق المؤسس الثاني للدولة الإسلامية ]ــ
ــ( من مآثر الصدّيق المؤسس الثاني للدولة الإسلامية )ــ
منذ يومه الأول الذي أسلم فيه أبو بكر الصديق رضي الله عنه
بدا صاحب النبي الأول، مشمراً عن جدّه، آخذاً في تشييد البناء الإسلامي
كمؤسس قوي وعنيد إلى جانب النبي صلى الله عليه وسلم،
بحيث امتاز بذلك عن سائر الشخصيات الإسلامية الأخرى
التي شاركت أيضاً بدور عظيم في توطيد وتثبيت هذا البناء .
فقد جدّ أبوبكر رضي الله عنه في دعوة عظماء القوم إلى الإسلام
حتى يمنح الدعوة اندفاعتها القوية وحتى يحصنها من الباغين والماكرين
من القادة والوجهاء . كذلك بادر إلى عتق العبيد بماله وبجاهه،
فكان له على هذا الصعيد أثر عظيم في النفوس .
عندما دخل الصديق رضي الله عنه في الإسلام ورضي به ديناً غدا قدوة لوجهاء
قريش وفضلائها، لما له من المروءة والشرف والصلاح والاستقامة،
ولهذا تحول رهط عظيم منهم عن عقائد الجاهلية وفتحوا أذهانهم
وعقولهم وقلوبهم للرحمة النازلة من السماء على قلب النبي
صلى الله عليه وسلم التي ابترد بها قلب صديقه الصديق رضي الله عنه
ومن الذين أسلموا على يدي أبي بكر وغدا عدد منهم
من صحابته الأوفياء الأجلاء: عثمان بن عفان، وطلحة بن عبيد الله،
والزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص، وعثمان بن مظعون،
وأبو عبيدة بن الجراح، وعبدالرحمن بن عوف،
وعبدالله بن عبد الأسد، وخالد بن سعيد، وقد اشتد الإسلام بهؤلاء
وقوي عوده وسلك بهم وسلكوا به مسلك المنافحة عن النبي
صلى الله عليه وسلم وعن رسالته الإسلامية السمحاء .
فك الرقاب :
لقد أدرك سيدنا أبوبكر أن الدعوة كما تحتاج إلى القادة
الذين يرفعون لواءها، فإنها تحتاج أيضاً إلى الجنود الذين يذودون
عنها بنفوسهم وسيوفهم ويحمون رسالتها وصاحبها ورافع لوائها
النبي الكريم ومعه صحابته الأجلاء، ولذا سارع إلى فك الرقاب
بماله الخاص، وكان في طليعة من اشتراهم بلال بن رباح
وكان عبداً حبشياً أسود، وقد اشتراه بما يساوي خمس أواق ذهباً،
فقيل له: لو أبيت إلاّ أوقية لبعناك، وقال رضي الله عنه:
ولو أبيتم إلا مئة أوقية لأخذته . وكان أبو بكر يمر ببلال قبل ذلك،
فيجده وقد طرحه سيده في ذروة القيظ على ظهره في بطحاء مكة،
ووضع صخرة عظيمة على صدره،
وهو يقول له: لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد .
فلا يزيد بلال على أن يقول: أحد . أحد .
وعمل أبوبكر الصديق منذ توليه الخلافة على إرساء دعائم الإسلام
في قلوب الناس وبناء الدولة وتثبيت حضورها القوي
وقد اقتدى أبوبكر بمسيرة النبي صلى الله عليه وسلم في كل عمل يعمله
وكل مشروع ينهض به، ومن هنا وجد الخليفة الأول
ضرورة الاقتداء بالنبي الأعظم في تجهيز سرية أسامة بن زيد
على وجه السرعة لمتابعة ما بدأه أبوه زيد الذي أنفذه
الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مؤتة فاستشهد هناك،
ولهذا نراه يشيع البعثة ويسير معها إلى خارج المدينة على قدميه،
وعبد الرحمن بن عوف يقود دابته بجواره، ثم قال لأسامة:
“اصنع ما أمرك به رسول الله صلى الله عليه وسلم ,
ولا تقصرن في شيء من أمره” . ولولا بعثة أسامة بن زيد
لانقلبت قبائل غسان وقضاعة على المسلمين وربما شكل ذلك
إغراءً للروم أنفسهم بالهجوم على العرب ولهم عون من تلك القبائل،
بما يشكل تجرؤاً على هيبة الدولة الفتية الصاعدة في المدينة
بعد التحاق النبي صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى .
القائد الحازم :
وكان الامتحان الأقسى والأصعب للصديق شيوع الارتداد عن الإسلام
عقب موت النبي صلى الله عليه وسلم في البحرين واليمامة
وبعض الأمصار الأخرى البعيدة عن مكة والمدينة،
حتى إن الحطيئة الشاعر المخضرم والمرتد في حينه قبل وصول
المسلمين إليه كان يقول متعالياً على دين الله:
“ما لنا ولدين أبي بكر” فكانت حروب الردّة هي ردّ أبي بكر الصديق
الخليفة المؤسس عليها . وكان الصديق في حروب الردة
هو نفسه القائد المؤسس الشجاع والسوي والجلي في موقفه التاريخي
الذي اتخذه إذ غضب رضي الله عنه في حروب الردّة غضبته
ما رئي غاضباً بمثلها في تاريخ حياته كلها,
وهو الرجل الوديع الرفيق . ولعل المؤرخين قد أكثروا في الكتابة
عن حروب الردة، ما لم يكثروا قط في حوادث صدر الإسلام،
وكانوا على حق حين وازنوا بين دعوة الإسلام الأولى في النزول
والتبشير ومقاومة الشرك حتى فتح مكة وحجة الوداع،
وبين دعوة الإسلام الثانية في مقاومة الارتداد الذي بدأ يذر قرنه
بين القبائل وينذر بالضياع والتشتت والتفتت وذهاب دولة الإسلام .
لقد خاض أبوبكر رضي الله عنه حروب الردة بالحزم من صيحتها الأولى
وكان عقابه للمرتديدن أليق شيء بالوزر الذي اقترفوه،
فحفظ مال الزكاة ومال الصدقات، وكان يقول لمن حوله:
“والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال .
والله لو منعوني عناقاً (أنثى صغيرة من الماعز) لقاتلتهم عليها”،
وبقضائه على حركة الردة فإن أبا بكر يعتبر بحق
المؤسس الثاني للدولة الإسلامية.
رضي الله عنه
Al_maroof- نائب مدير
- منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي : محتسب وحامد لربي
مواضيع مماثلة
» ــ[ من مآثر الصدّيق حماية حدود الدولة الإسلامية ]ــ
» ــ[ من مآثر الصدّيق إرساء قواعد الإدارة ]ــ
» ــ[ من مآثر الصدّيق و حكومة الخلافة الأولى ]ــ
» ــ[ من مآثر الصدّيق : أحب الناس إلى رسول الله ]ــ
» ــ[ من مآثر الصدّيق: علامة الفقه والأنساب ]ــ
» ــ[ من مآثر الصدّيق إرساء قواعد الإدارة ]ــ
» ــ[ من مآثر الصدّيق و حكومة الخلافة الأولى ]ــ
» ــ[ من مآثر الصدّيق : أحب الناس إلى رسول الله ]ــ
» ــ[ من مآثر الصدّيق: علامة الفقه والأنساب ]ــ
عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام :: القسم الاسلامي :: القصص الدينية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى