ــ[ طبيعة الهجرة وطبيعة المهاجرين ]ــ
2 مشترك
عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام :: القسم الاسلامي :: سيرة النبي صل الله عليه وسلم
صفحة 1 من اصل 1
ــ[ طبيعة الهجرة وطبيعة المهاجرين ]ــ
ــ( طبيعة الهجرة وطبيعة المهاجرين )ــ
أصدر الرسول أمره إلى المؤمنين بمكّة
أن يهاجروا جميعًا إلى المدينة المنوّرة،
فخرج المسلمون أفرادًا وجماعات إلى هناك،
وبدأت المدينة المنوّرة تستقبل المهاجرين الذين فرّوا بدينهم من مكّة.
وقصص المهاجرين كثيرة وعظيمة،
ولكن أودُّ الوقوف على أربع قصص فقط،
تكشف لنا عن طبيعة الهجرة وعن طبيعة المهاجرين:
القصة الأولى: قصة هجرة آل سلمة :
كان أبو سلمة بن عبد الأسد من أوائل من هاجر،
كما كان من أوائل من أسلم،
وكان هو وزوجته أم سلمة من قبيلة واحدة هي قبيلة بني مخزوم،
ومع الشرف والمكانة والوضع الاجتماعي إلا أنهم تركوا كل ذلك،
وانطلقوا إلى المدينة المنوّرة،
ولكن بعد أن خرج الرجل وزوجته وابنهما سلمة لحقت بهم عائلة أم سلمة
وقالوا لأبي سلمة:
هذه نفسك غَلَبْتنا عليها، أرأيت صاحبتنا هذه؟
علام نَتْرُكُك تسير بها في البلاد؟ فغلبوه على زوجته فأخذوها،
وبالطبع ترك معها ابنهما سلمة،
ثم انطلق هو وحيدًا إلى المدينة المنوّرة؛
امتثالاً لأمر الهجرة إلى هناك.
أما السيدة أم سلمة رضي الله عنها فبعد أن هاجر زوجها
جاء إليها أقارب زوجها،
ومع أنهم من نفس القبيلة - قبيلة بني مخزوم - إلا أنهم قالوا:
لا نترك ابننا معها إذ نزعتموها من صاحبنا.
وجاء أقارب أم سلمة يدافعون عن الغلام الصغير،
فأخذ الفريقان يتجاذبان الغلام حتى أصابوه بخلع في يده،
ثم أخذه في النهاية أقارب أبي سلمة،
وتركوا السيدة أم سلمة رضي الله عنها وحيدة في مكّة،
لقد هاجر زوجها إلى المدينة، وأُخذ ابنها الوحيد منها،
وبقيت بمفردها تحمل في قلبها كل هذه الآلام،
فكانت رضي الله عنها تخرج كل يوم إلى الأبطح
- حيث المكان الذي شهد مأساة التفريق بينها وبين زوجها وابنها
- وتظل تبكي من الصباح إلى المساء،
ثم تعود إلى بيتها آخر الليل، وظلت تفعل ذلك كل يوم،
كم بقيت على هذه الحالة الأليمة؟!
لقد ظلت سنة كاملة أو قريبًا من سنة.
آلام رهيبة تحملتها السيدة العظيمة أم سلمة،
وآلام رهيبة تحملها زوجها الجليل أبو سلمة وهو في ديار الغربة وحيدًا،
وآلام رهيبة تحملها الطفل الصغير سلمة وهو معزول عن والديه،
لا لشيء إلا لأنهما آمنا بالله رب العالمين،
لكن هذا هو الطريق الطبيعيّ للجنة،
وهذه هي الأثمان التي تشترى بها هذه الجنة.
"أَلاَ إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ، أَلاَ إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ الْجَنَّةُ".
وبعد عام رقَّ قلبُ رجل من بني عم أم سلمة لحالها،
فذهب إلى أهلها وقال لهم: ألا تطلقون هذه المسكينة،
فرّقتم بينها وبين زوجها وولدها.
وما زال بهم حتى قبلوا، ثم ذهبت إلى أهل زوجها،
فلما علموا أنها ستذهب إلى زوجها أعطوها الغلام،
ورأت ابنها واحتضنته بشده بعد عام من الفراق،
ثم ما استطاعت صبرًا على فراق زوجها،
فما انتظرت أن يتوفر لها صحبة آمنة إلى المدينة،
ولكنها أخذت ابنها سلمة، وانطلقت به بمفردها إلى المدينة،
والمسافة تقترب من خمسمائة كم،
ولكنها قررت أن تقطع كل هذه الصحراء في سبيل الله.
وخرجت السيدة الكريمة أم سلمة مع ابنها
تسرع في خطواتها إلى دار الهجرة،
ولكن الله الرحيم بعباده سخّر لها من يأخذ بها
في صحبة آمنة من مكّة إلى المدينة،
سخّر لها جنديًّا من جنوده،
{وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ} [المدثر: 31].
لقد سخّر لها رجلاً مشركًا، سبحان الله!
رآها عثمان بن طلحة - وكان ما زال على شركه
– وهي بالتنعيم على مسافة حوالي خمسة كيلو مترات من مكّة،
فقال لها: إلى أين؟ فقالت: أريد زوجي في المدينة.
قال: أوَمعك أحد؟ قالت: لا والله، إلا الله ثم ابني هذا.
فتحركت النخوة في قلب الرجل المشرك،
وأظهر مروءة عالية وقال لها:
والله لا أتركك أبدًا حتى تبلغي المدينة.
ثم أخذ بخطام ناقتها وانطلق
يسحبها إلى المدينة وهو يسير على قدميه.
خمسمائة كيلو متر وعثمان بن طلحة يسير على قدميه
ليصل بامرأة وحيدة من مكّة إلى المدينة،
وهو لا يرتبط معها بصلة قرابة،
وهي وزوجها على دين يكرهه ويحاربه،
لكنها النخوة والمروءة. ولما وصلوا إلى قباء،
قال عثمان لأم سلمة: زوجك في هذه القرية،
فادخليها على بركة الله.
فدخلت السيدة أم سلمة إلى المدينة،
وعاد عثمان بن طلحة إلى مكّة ماشيًا
دون أن ينتظر كلمة شكر أو ثناء
من زوج السيدة أم سلمة أو أحد المسلمين.
والحمد لله أن الله قد منَّ عليه بالإسلام في العام السابع من الهجرة،
وإلا كنا قد حزنَّا حزنًا كبيرًا على بقاء
مثل هذه الأخلاق الرفيعة في معسكر الكافرين.
القصة الثانية: هجرة صهيب بن سنان الرومي :
لم يكن صهيب من أهل مكّة، ولم تكن له قبيلة تمنعه،
وكان يعمل بصناعة السيوف،
وكانت هذه الصناعة تدر عليه مالاً وفيرًا،
ثم جاء القرار بالهجرة، فقرر صهيب أن يترك تجارته،
ويتجه إلى المدينة ليبدأ حياة جديدة هناك،
وعند خروجه وقف له زعماء الكفر بمكّة،
فقالوا له: أتيتنا صعلوكًا حقيرًا، فكثر مالك عندنا،
وبلغت الذي بلغت، ثم تريد أن تخرج بمالك ونفسك؟
والله لا يكون ذلك. هنا يفكر صهيب ، يقول في نفسه:
ما قيمة المال ولو كان مال الدنيا،
إن أنا خالفت أمر رسول الله ،
وإن أنا تخلفت عن صحبة المؤمنين،
وإن أنا تركت العمل لله ؟!
وجد صهيب أن الثمن الذي سيدفعه زهيد للغاية
بالقياس إلى ما سيحصله،
لم يكن اختبارًا صعبًا على نفس صهيب،
لقد قرر أن يشتري الجنة منذ زمن،
وكلما مر عليه الوقت ازداد إصرارًا على قراره،
قال لهم صهيب في بساطة:
أرأيتم إن جعلت لكم مالي، أتخلون سبيلي؟
هكذا في بساطة، يترك كل ثروته،
وكل تعب السنين السابقة!
قالوا - وقد سال لعابهم لثروة صهيب الطائلة -: نعم.
قال صهيب: فإني قد جعلت لكم مالي.
وأعطاهم كل ما يملك، وهاجر إلى الله ورسوله ،
وبلغ الأمر إلى رسول الله فقال في يقين:
"رَبِحَ صُهَيْبٌ، رَبِحَ صُهَيْبٌ".
ولما رأى رسول الله صهيبًا قال مبشِّرًا له ومهنِّئًا:
"رَبِحَ الْبَيْعُ أَبَا يَحْيَى، رَبِحَ الْبَيْعُ أَبَا يَحْيَى".
وفيه وفي أمثاله نزل قول الله :
{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ
وَاللهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} [البقرة: 207].
القصة الثالثة: قصة هجرة عمر بن الخطاب :
وهي قصة مختلفة جدًّا عن هجرة بقية الصحابة؛
فبينما كان الصحابة عمومًا يهاجرون سرًّا
هاجر عمر بن الخطاب جهرًا،
لقد وقف عمر بن الخطاب في المسجد الحرام وقال بصوت مرتفع:
يا معشر قريش، من أراد أن تثكله أمه،
أو يُيَتَّمَ ولدُه، أو تُرَمَّل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي.
يقول هذا الكلام وهو متقلّد سيفه، وفي يده الأخرى عدة أسهم،
فلم يخرج خلفه أحد. وهكذا هاجر عمر بن الخطاب علانية.
وهنا سؤال: لماذا هاجر عمر بن الخطاب جهرًا،
بينما هاجر الرسول نفسه سرًّا كما سنرى بعد ذلك؟
الواقع أن رسول الله مشرِّع،
وسوف يتبعه في طريقته عموم المسلمين
سواء في زمان مكّة
أو في الأزمان التي ستلي ذلك إلى يوم القيامة،
وعموم المسلمين لا يطيقون ما فعله عمر ،
وليس مطلوبًا منهم ذلك،
إنما المطلوب هو الحذر والاحتياط
والأخذ بالأسباب الكاملة لضمان سلامة الهجرة،
فعملية الهجرة في حد ذاتها ليست هدفًا،
إنما الهدف هو الوصول إلى المدينة لإقامة الدولة هناك،
فيجب الأخذ بكل الأسباب لتجنب كل المعوقات لإقامة هذه الدولة،
ولو خرج رسول الله علانيةً
لأصبح لزامًا على كل المسلمين أن يخرجوا علانية،
وهذا ليس من الحكمة.
ومع ذلك فهجرة عمر بن الخطاب على هذه الصورة
لم تكن مخالفة شرعية؛
لأن الرسول لم ينكر عليه هذه الطريقة في الهجرة،
وكانت هذه الطريقة وسيلة من وسائل إرهاب أهل الباطل،
وقام بها الذي يملك من البأس والقدرة ما يرهب به أعداء الله،
وإرهاب أعداء الله أمر مطلوب شرعًا،
ونتائجه عظيمة على الدعوة،
وأمرنا الله به في كتابه فقال:
{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ
وَمِنْ رِبَاطِ الخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ
وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ} [الأنفال: 60].
وقد وقعت الرهبة فعلاً في قلوب الكافرين،
فلم يخرج خلفَ عمر أحدٌ،
بل أكثر من ذلك لقد هاجر مع عمر عشرون من ضعفاء الصحابة،
وما استطاع أحد من المشركين أن يقترب منهم،
وصدق عبد الله بن مسعود إذ يقول:
إن إسلام عمر كان فتحًا،
وإن هجرته كانت نصرًا،
وإن إمارته كانت رحمة.
القصة الرابعة: هجرة عياش بن أبي ربيعة :
وكان عياش بن أبي ربيعة ممن هاجر مع عمر بن الخطاب ،
وعياش بن أبي ربيعة هو أخو أبي جهل من أمه،
وبعد أن وصل عياش إلى المدينة علم أبو جهل بهجرته،
فماذا فعل أبو جهل؟
لقد أخذ أخاهم الثالث الحارث بن هشام وانطلق إلى المدينة المنوّرة،
سفر بعيد (خمسمائة كيلو متر) وعملية خطرة،
ومجازفة كبيرة، وبذل ومجهود وعرق ووقت
{إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ
وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ مَا لاَ يَرْجُونَ} [النساء: 104].
وصل أبو جهل إلى قباء والتقى بأخيه عياش بن أبي ربيعة
في وجود عمر بن الخطاب t، قال أبو جهل:
إن أمك قد نذرت أن لا يمس رأسها مشط، ولا تستظل بشمس حتى تراك.
فرقَّ لها عياش، وكان بارًّا جدًّا بأمه.
فقال له عمر بن الخطاب :
يا عياش، إنه والله إن يريدك القوم إلا ليفتنوك عن دينك،
فاحذرهم، فوالله لو آذى أمك القمل لامتشطت،
ولو قد اشتد عليها حر مكّة لاستظلت.
فقال عياش (وقد خُدِع بكلام أخويه):
أبرُّ أمي، ولي مال هناك آخذه.
قال عمر: خذ نصف مالي ولا تذهب معهما.
ولكن أَبَى عياش إلا أن يعود ليبر قسم أمه.
فقال له عمر: أما إذا قد فعلت ما فعلت فخذ ناقتي هذه؛
فإنها ناقة نجيبة ذلول، فالزمْ ظهرها،
فإن رابك من القوم ريب فانجُ عليها.
وخرج عياش وأخواه أبو جهل والحارث بن هشام إلى مكّة،
حتى إذا ابتعدوا عن المدينة دبر الأخوان الكافران خدعة
وأمسكا بعياش وقيداه بالحبال،
ودخلوا به مكّة موثقًا، ثم قالا لأهل مكّة:
يا أهل مكّة، هكذا فافعلوا بسفهائكم، كما فعلنا بسفيهنا هذا.
وحُبِس عياش بن أبي ربيعة فترة من الزمان،
ولم ينجُ إلا بعد أن أرسل له رسول الله أحد الصحابة
وهو الوليد بن الوليد لإنقاذه في مغامرة رائعة.
كانت هذه بعض النماذج لهجرة بعض الصحابة من مكّة إلى المدينة،
وواضح أن الأمر لم يكن بسيطًا،
بل كانت الهجرة تعني البذل والعطاء والتعب والنصب،
كان في الهجرة خطورة كبيرة على معظم المهاجرين،
وفوق ذلك فهم يهاجرون إلى المجهول،
فكل الصحابة لم يذهبوا قبل ذلك إلى المدينة المنوّرة،
ولا يعرفون أهلها ولا طباعهم،
ولم يلتقوا باليهود من قبل
- وهم موجودون بأعداد كبيرة في المدينة
- غير أن المسلمين يعلمون عنهم أنهم قوم سوء
وأهل مخالفة لأنبياء الله ورسله،
كما أنهم أهل حرب وقتال وقوتهم الاقتصادية لا يستهان بها.
كل هذا كان يصعب من الهجرة،
ولكنها كانت خطوة لا بد منها - على خطورتها -
لبناء الأمة الإسلاميّة، وهكذا هاجر المسلمون من مكّة،
وقد هاجر معظم المسلمين الذين استطاعوا الهجرة
في شهري المحرم وصفر من السنة الرابعة عشرة من النبوة،
أي بعد بيعة العقبة الثانية بشهر واحد أو أقل،
ولم يبقَ في مكّة إلا ثلاثة فقط؛ رسول الله ،
وأبو بكر الصّدّيق وعائلته، وعلي بن أبي طالب ،
وكان بقاء أبي بكر وعلي رضي الله عنهما بأمر من رسول الله .
القلق يغزو قريشًا:
أما قريش فإنها كانت ترقب الموقف على وجل،
فإنها تُفاجَأ كل يوم بهجرة رجل أو رجلين أو عائلة،
بل إن بعض الفروع من القبائل قد هاجرت بكاملها،
وخلت كثير من ديار مكّة من سكانها،
وقد أثر ذلك في قريش وزعمائه،
فما منهم من أحد إلا وله قريب أو ابن مهاجر
مما مزقهم بين الحب الفطريّ لأبنائهم وأقاربهم،
وبين كراهيتهم وتغيظهم على هذا الدين
الذي تسبب في هذا الفراق - من وجهة نظرهم،
وإلا فإن جهلهم وعنادهم هو السبب في كل ما يحدث
- كما أن انتشار الإسلام في الجزيرة سيسلب قريشًا زعامتها
التي تكتسبها من رعايتها للكعبة؛
لأن الإسلام أيضًا يدعو لتعظيم البيت الحرام،
كما سيقضي على تجارة بيع الأصنام والخمور وعلى الربا والبغاء.
ولم يكن يخفى على قريش أن الهجرة تمت إلى المدينة المنوّرة،
بدليل ذهاب أبي جهل لإرجاع أخيه عياش بن أبي ربيعة من هناك،
ولم تكن هجرة المؤمنين راحةً لأهل مكّة المشركين، أبدًا،
كان المشركون يدركون أن المسلمين يهاجرون
لبناء أمة مسلمة في المدينة المنوّرة،
ولو تمَّ ذلك فلا شك أنهم سيعودون إلى مكّة،
لا لمجرد السكن فيها، ولكن لحكمها،
ووقت يحكمونها فلن يقبلوا
أن يظل العرب وغيرهم يتحاكمون إلى( هُبَل) وسدنته،
بل سيُحكِّمون رب العالمين كما علمهم رسول الله
طوال ثلاثة عشر عامًا قضاها في مكّة لهذا الغرض؛
ولذلك كان المشركون في أشد حالات اضطرابهم وقلقهم.
أضف إلى ذلك علم أهل قريش ببأس الأوس والخزرج،
وأنهم من أهل القتال وأن المدينة حصينة جدًّا،
وأن المدينة تقع على طريق القوافل التجارية لأهل قريش
والمتجهة من وإلى الشام،
ومن ثَمَّ فإن المدينة تستطيع أن تخنق مكّة اقتصاديًّا،
وكانت مكّة تتاجر بربع مليون دينار من الذهب سنويًّا
مع الشام في رحلة الشتاء،
وفوق كل ذلك فالطامَّة الكبرى لو آمنَ اليهود،
وانضمت قوتهم إلى قوة المسلمين،
وقد كان اليهود ذوي قوة كبيرة عسكريًّا وماديًّا،
والعقل كان يرجح إسلام اليهود؛
لأنهم أهل كتاب ويؤمنون بالأنبياء،
غير أن اليهود لا عقل لهم.
كل هذه الأمور جعلت أهل قريش في حيرة من أمرهم،
وقد علموا أنه كلما مرَّ الوقت
اقتربت ساعة الصفر التي سيغزو فيها المؤمنون مكّة،
لكن زعماء قريش كانوا يدركون أيضًا أن ساعة الصفر هذه
لن تكون إلا بعد أن يهاجر رسول الله إلى المدينة المنوّرة،
ويوحّد صفوفه، ويجهّز جيوشه، ثم يأتي من جديد إلى مكّة.
إذن فحجر الزاوية في الموضوع هو رسول الله ،
والوسيلة الوحيدة لوقف خطر المؤمنين الداهم هو السيطرة على رسول الله ،
ولكن كيف ورسول الله من بني هاشم القبيلة العزيزة الشريفة؟!
Al_maroof- نائب مدير
- منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي : محتسب وحامد لربي
رد: ــ[ طبيعة الهجرة وطبيعة المهاجرين ]ــ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
عناد الجروح- مسلم مجتهد
- مساهماتي : 507
نقاطي : 711
تسجيلي : 20/12/2011
رد: ــ[ طبيعة الهجرة وطبيعة المهاجرين ]ــ
التميز هو مروركم الطيب
والروعة هي أن شرفت صفحتي
بطلتكم الكريمة
لا حرمني الله هذه الطلة
تحياتي
Al_maroof- نائب مدير
- منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي : محتسب وحامد لربي
عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام :: القسم الاسلامي :: سيرة النبي صل الله عليه وسلم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى