عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
اهلا بك في منتديات عبير الاسلام
نحن نلتقي لنرتقي ونعمل جاهدين لرفعة الاسلام
ايها الزائر الكريم نحن ندعوك للتسجيل معنا
عبير اسعد

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
اهلا بك في منتديات عبير الاسلام
نحن نلتقي لنرتقي ونعمل جاهدين لرفعة الاسلام
ايها الزائر الكريم نحن ندعوك للتسجيل معنا
عبير اسعد
عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ـــ[ حـســانيـات ..خطب مكتـوبـة ]ـــ

3 مشترك

اذهب الى الأسفل

وو ـــ[ حـســانيـات ..خطب مكتـوبـة ]ـــ

مُساهمة من طرف Al_maroof الخميس 05 يناير 2012, 11:01 pm




ــ( الـمـلائـكة )ــ


قال تعالى:

وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَـٰفِظِينَ
كِرَاماً كَـٰتِبِينَ
يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ
[الانفطار:10-12].


يقول الحسن البصري :

يا ابن آدم إن الله خلقك وأوكل بك ملكين

عن اليمين وعن الشمال.

فأما الذي عن يمينك فيكتب لك الحسنات،

والذي عن شمالك فيكتب عليك السيئات فاعمل ما شئت،

فإذا مت طويت صحيفتك وعلقت في عنقك وذلك قوله تعالى:


وَكُلَّ إِنْسَـٰنٍ أَلْزَمْنَـٰهُ طَـئِرَهُ فِى عُنُقِهِ
وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ كِتَابًا يَلْقَـٰهُ مَنْشُوراً %
ٱقْرَأْ كَتَـٰبَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ ٱلْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا
[الإسراء:13-14].

والله من جعلك حسيب نفسك.

فما الملائكة؟:

وما هي أعمالهم؟

وما هي صفاتهم؟

وما أثر الإيمان بهم؟



الملائكة: خلق من خلق الله عظيم – طبعهم الله على الخير –

مطيعون لأوامر الله سبحانه مسبحون عابدون لا يسأمون ولا يفترون.

وينبغي أن تعلم:

أن مادة خلقهم النور: للحديث:

((خلقت الملائكة من نور،

وخلق الجان من مارج من نار،

وخلق آدم كما وصف لكم))مسلم.

دليل وجودهم ثابت في الكتاب والسنة.

قال تعالى:


وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَـٰئِكَةِ إِنّي جَاعِلٌ فِى ٱلارْضِ خَلِيفَةً
[البقرة:30].



وللحديث من دعائه عليه الصلاة والسلام:

((اللهم رب جبرائيل، وميكائيل، وإسرافيل

فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة،

أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون،

اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك

إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم))مسلم.

وجبرائيل: هو أفضل الملائكة وخصه الله بالسفارة بينه وبين رسله،

فكان ينزل بالوحي إليهم.

وميكائيل: ومهمته هي المطر والنبات.

واسرافيل: ومهمته هي النفخ في الصور يوم القيامة.

وعلى هذه فالإيمان بالملائكة ركن من أركان الإيمان –

ومن أنكر وجودهم فهو كافر، قال تعالى:


وَمَن يَكْفُرْ بِٱللَّهِ وَمَلَـئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلاْخِرِ
فَقَدْ ضَلَّ ضَلَـٰلاً بَعِيداً
[النساء:136].



وأما ما هي أعمالهم الموكلة إليهم؟:

فاعلم أنها أعمال كثيرة مختلفة متنوعة جاء ذكرها في الكتاب والسنة منها:

1- حملة العرش: قال تعالى: وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَـٰنِيَةٌ [الحاقة:17].

ويعلمنا رسول الله عن عظم خلقهم فيقول:

((أذن لي أن أتحدث عن ملك من حملة العرش رجلاه في الأرض السفلى،

وعلى قرنه العرش، ومن شحمة أذنه وعاتقه خفقان الطير، سبعمائة عام،

فيقول ذلك الملك: سبحانك حيث كنت))أبو داود بسند صحيح.

2- قبض الأرواح: والموكل بذلك ملك الموت وله أعوان من ملائكة الرحمة

وملائكة العذاب قال تعالى:

قُلْ يَتَوَفَّـٰكُم مَّلَكُ ٱلْمَوْتِ ٱلَّذِى وُكّلَ بِكُمْ
[السجدة:11].


وقال عن أعوانه:

حَتَّىٰ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ
تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرّطُونَ
[الأنعام:61].



وجاء في السنة عن صفتهم في الحديث:

((إن العبد إذا كان في إقبال من الآخرة وانقطاع من الدنيا

نزلت إليه الملائكة كأن وجوههم الشمس فيجلسون منه مد البصر،

ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول:

أيتها النفس الطيبة أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان)).

((وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة

نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم المسوح

ـ ثوب غليظ من الشعر ـ فيجلسون منه مد البصر

ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول:

أيتها النفس الخبيثة أخرجي إلى سخط من الله وغضب))أحمد وأبو داود.

3- خزنة الجنات:

وعليها ملك هو (رضوان) فهو خازن الجنة ورئيس الخدم فيها قال تعالى:

وَالمَلَـٰئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مّن كُلّ بَابٍ
[الرعد:23].



وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدٰنٌ مُّخَلَّدُونَ
إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَّنثُوراً
[الإنسان:19].


يقول قتادة: ما من أهل الجنة من أحد إلا يسعى عليه ألف خادم

كل خادم على عمل ليس عليه صاحبها.. (ابن كثير).

4- القيام بشؤون النار وأهلها:

وعليها ملك هو (مالك) فهو خازن النار ورئيس الزبانية وعددهم تسعة عشر ملكا،

قال تعالى:


وَنَادَوْاْ يٰمَـٰلِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ
قَالَ إِنَّكُمْ مَّـٰكِثُونَ
[الزخرف:77].


سَأُصْلِيهِ سَقَرَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ
لاَ تُبْقِى وَلاَ تَذَرُ لَوَّاحَةٌ لّلْبَشَرِ
عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ
[المدثر:26-30].



عن ابن عباس قال:

خزنة النار تسعة عشر، ما بين منكبي أحدهم مسيرة سنة وقوته أن يضرب القمعة،

فيدفع بتلك الضربة سبعين ألفا فيقعون في قعر جهنم[زاد المسير].

قال تعالى:


عَلَيْهَا مَلَـئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ
لاَّ يَعْصُونَ ٱللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ
وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ
[التحريم:6].



5- الحفظة:

وهم الموكلون بحفظ العبد من الجن والهوام والمصائب إلا شيء أذن الله به فيقع:

قال تعالى:


لَهُ مُعَقّبَـٰتٌ مّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ
يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ
[الرعد :11].


يقول مجاهد:

ما من عبد إلا له ملك موكل بحفظه في نومه ويقظته من الجن والإنس

والهوام فما منها شيء يأتيه يريده إلا قال الملك:

وراءك إلا شيء أذن الله أن يصيبه.

وقال أبو مجلد:

جاء رجل إلى علي وهو يصلي، فقال:

احترس، فإن ناسا يريدون قتلك فقال علي :

إن مع كل رجل ملكين يحفظانه مما لم يقدر،

فإذا جاء القدر خليا بينه وبينه إن الأجل جنة حصينة[ابن كثير].

6- وأعمال أخرى مختلفة:

سياحون يبلغون رسول الله سلام أمته وصلاتهم للحديث:

((إن لله في الأرض ملائكة سياحون يبلغوني عن أمتي السلام))[النسائي وابن حبان].

ملك موكل بالرحم للحديث:

((إن الله عز وجل قد وكل بالرحم ملكا فيقول:

أي رب نطفة أي رب علقة أي رب مضغة، فإذا أراد الله أن يقضي خلقا،

قال الملك: أي رب ذكر أو أنثى شقي أو سعيد؟

فما الرزق؟ فما الأجل؟ فيكتب كذلك في بطن أمه))[متفق عليه].

وأما صفاتهم:

فإن للملائكة صفاتاً كريمة تتناسب وطهارة خلقهم وخلقهم وأعمالهم منها:

الحياء فهي تستحي استحياء يليق بحالها فعن عائشة رضي الله عنها:

أن رسول الله كان جالسا كاشفا عن فخذه فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على حاله،

ثم استأذن عمر فأذن له وهو على حاله ثم استأذن عثمان فأرخى عليه ثوبه،

فلما قاموا، قالت: يا رسول الله استأذن أبو بكر وعمر فأذنت لهما،

وأنت على حالك، فلما استأذن عثمان أرخيت عليك ثيابك،

فقال: ((يا عائشة ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة))[مسلم].

منزهون عن الأعراض البشرية من نوم وأكل وشرب وتعب،

قال تعالى:

يُسَبّحُونَ ٱلْلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ
لاَ يَفْتُرُونَ
[الأنبياء:20].



وللحديث:

((أطَّتِ السماء وحق لها أن تئطّ،

ما من موضع أربع أصابع إلا عليه ملك

واضع جبهته ساجدا لله تعالى))[أحمد والترمزي].

دعاؤهم للمؤمنين ولعنهم للكافرين:

قال تعالى:

ٱلَّذِينَ يَحْمِلُونَ ٱلْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبّحُونَ بِحَمْدِ رَبّهِمْ
وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ ءامَنُواْ
رَبَّنَا وَسِعْتَ كُـلَّ شَىْء رَّحْمَةً وَعِلْماً
فَٱغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُواْ وَٱتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ
وَقِهِمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ
[غافر:7].



وقال تعالى:

إِن ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ
أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ ٱللَّهِ
وَٱلْمَلـئِكَةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ
[البقرة:161].


نفورهم من الروائح الكريهة والبيوت التي فيها مخالفات شرعية:

للحديث:

((من أكل الثوم والبصل والكراث فلا يقربن مسجدنا

فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه ابن آدم))[مسلم].

وللحديث:

((إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب أو صورة))[متفق عليه].

وأما أثر الإيمان بهم:

استشعار لعظمة الله سبحانه وقدرته جل جلاله ـ

فدقة المصنوع تدل على عظمة الصانع ـ

وعظم خلق الملائكة دليل على عظيم سلطان الحق سبحانه:


ٱلْحَمْدُ للَّهِ فَاطِرِ ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأرْضِ
جَاعِلِ ٱلْمَلَـٰئِكَةِ رُسُلاً
أُوْلِى أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلَـٰثَ وَرُبَـٰعَ
يَزِيدُ فِى ٱلْخَلْقِ مَا يَشَاء
إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلّ شَىْء قَدِيرٌ
[فاطر:1].



فرح المؤمن مشاركة هذا الصنف من خلق الله

في عقيدته وطاعته وإسلامه وتنفيذه لأوامر الله،

فالمؤمن يجعل من ملائكة الرحمن مثلا كريما في انقياده وطاعته:


لاَّ يَعْصُونَ ٱللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ
وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ
[التحريم:6].



عزة واستعلاء بوجود أعوان وأنصار يعينونه وينصرونه بأمر الله قال تعالى:


بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُمْ مّن فَوْرِهِمْ هَـٰذَا
يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ ءالافٍ مّنَ ٱلْمَلَـئِكَةِ مُسَوّمِينَ %
وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلاَّ بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ
وَمَا ٱلنَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَكِيمِ
[آل عمران:125-126].



شجاعة وفداء فإنما هي آجال وعليه من ملائكة الرحمن حفظة

فلا يصيبه إلا ما أذن به الله وحده جل في علاه.


قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا
هُوَ مَوْلَـٰنَا وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ
[التوبة:51].



Sleep Sleep

 ـــ[ حـســانيـات ..خطب مكتـوبـة  ]ـــ 3175946283


Al_maroof
Al_maroof
نائب مدير
نائب مدير

اوسمتي منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي مزاجي : محتسب وحامد لربي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

وو رد: ـــ[ حـســانيـات ..خطب مكتـوبـة ]ـــ

مُساهمة من طرف Al_maroof الجمعة 06 يناير 2012, 12:00 am



ــ( سنريهم آياتنا في الآفاق )ــ

... الخطبة الأولى ...

أيها الناس:

عنوان هذه الخطبة :

( سنريهم آياتنا في الآفاق)
[فصلت:53].


والله عزّ وجلّ، يقول:


أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خُلقت
وإلى السماء كيف رُفعت
وإلى الجبال كيف نُصبت
وإلى الأرض كيف سُطحت
[الغاشية:17–20].




تلـك الطبيعـةُ قـِفْ بنـا يا سـاري .... حتى أُريك بديعَ صنعِ البــاري

الأرضُ حولـَكَ والســـمـاء اهتـزَّتـا .... لروائـع الآيـــاتِ والآثـــارِ

ولقـد تـمرُّ علـى الغـديـر تخالُـه .... والنـبتُ مــرآةٌ زهـَتْ بإطـارِ

حلـوُ التســلســل موجُـه وخـريـرُه .... كأنــامـلٍ مـرّت علـى أوتـارِ

ينسـابُ فــي مُخْضَــــلـَّةٍ مُبْتَلـّــَةٍ .... منســوجةٍ من ســندس ونضَــارِ

وتـرى السـماء ضحى وفي جنح الدّجى .... منشــقـة عـن أنهـرٍ وبـحـار

فـي كـل نــاحيـةٍ سَـــلَكْتَ ومـذهبٍ .... جبـلانِ من صــخرٍ ومــاءٍ جاري

ســبحان من خلـق الوجـودَ مصــوِّرًا .... تلـك الدّمـى ومقـدّرِ الأقـْدارِ


من هو الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى،

هل يستطيع أحد في العالم، هل يستطيع كيان،

أو منظمة، أو مؤسسة، أو هيئة علمية،

أن تدعي وتزعم أنها هي التي أعطت كل شيء خلقه ثم هدَت ؟. لا، وألف لا،

إن الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى هو الله.

ردّ بهذا الرد موسى كليم الله على فرعون عدو الله، لما سأله فرعون:

من ربكما، ما تعريفه، ما ترجمته، ما آثاره،

ما هي الدلائل القائمة على وحدانيته، ما هي البراهين الساطعة على ألوهيته.

فقال موسى:


ربُّنا الذي أَعْطى كلَّ شيء
خَلْقه ثم هدى [طه:50].



وهذه الآية تشمل عالم النبات، وعالم الحيوان، وعالم الإنسان،

وعالم البر، وعالم البحر، وعالم الجو، فالله يتجلى في عصر العلم،

كلما مرَّ يوم، وكلما اكتشف اكتشاف، دلنا على الله وعلى قدرته ووحدانيته.


وفي كل شيء له آيــةٌ .... تدلُّ على أنه واحدُ


سنريهِم آياتِنا في الآفاق وفي أنْفُسِهم
حتى يتبيَّن لهم أنه الحقُّ
[فصلت:53].



كان السلف يعرفون من قوله تعالى:


فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزَّت ورَبَتْ
وأنبتَتْ من كل زوجٍ بهيج
[الحج:5].



أن الأرض تخضر وتُثْمِر وتُزهِر إذا نزل عليها الماء،

ثم تقدم العلم، واكتشف أهل علم النبات؛

أن الإنسان إذا وضع الحب اليابس في الأرض اليابسة لا ينبت الزرع،

حتى تهتز الأرض درجة واحدة من درجات جهاز (رختر) فتنصدع قشرة الحبة،

فتنبت بإذن الله، والله يقرر ذلك قبل أربعة عشر قرنًا من الزمان،

فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وقبل أن تهتز لا تنبت ولا تثمر.

أحد الشعراء كان مسرفًا على نفسه في الخطايا، أبو نواس،

وعندما توفي، رآه أحد علماء أهل السنة في المنام في هيئة حسنة،

عليه ثياب بيض، جالس في بستان، قال:

يا أبا نواس كيف حالك؟ قال: لقد أتيت إلى الكريم فغفر لي،

قال: بماذا؟ قال: بقصيدتي في وردة النرجس:



تأمل في نبـات الأرض وانظر ....إلى آثار ما صنع المليـكُ

عيـون من لُجَيــن شـاخصـات .... بأحداقٍ هي الذهبُ السبيكُ

على كُثُبِ الزَّبَرْجَد شـاهـداتٌ .... بـأن الله لـيس له شـــريكُ



النخل.. الرمان.. الريحان.. كل نبت..

كل زهر، يشهد أن لا إله إلا الله.

إنها معالم الوحدانية، ودلائل الألوهية، وآيات الربوبية.

وعرف السلف قوله تعالى:


فلا أقسم بمواقع النجوم
[الواقعة:75].



قالوا:

إن ذلك إشارة إلى أماكنها، وتطور الإعجاز العلمي،

فاكتشف علماء الفلك، أن هناك نجومًا ذهبت من أماكنها،

أرسلها الله، سرعتها كسرعة الضوء أو أكثر، ولم ترتطم بالأرض إلى اليوم،

وبقيت مواقعها هناك، فقال الله:


فلا أقسمُ بمواقعِ النجوم.

ولم يقل: فلا أقسم بالنجوم تعظيمًا لمواقعها.

والله يقول:


والسماء بنيناها بأيْدٍ
وإنّا لموسعون
[الذاريات:47].



يقول العلماء:

إن الله، عزّ وجلّ، أوسع الكون، وجعله فسيحًا،

بصحاريه، وفيافيه، وبحاره، ومحيطاته،

ثم تطور علم الإنسان إلى أن وصل إلى قضية مذهلة؛

وهي أن الكون يتسع كل يوم كما يتسع البالون إذا مُلئ بالهواء تماماً !!,

يوسع الله الكون، نعم هذه قدرته وهذا سلطانه،


ليهْلِكَ من هلك عن بينة
ويحيى من حىَّ عن بينه
[الأنفال:22].


ويقول جلّ ذكره:


وأرسلنا الرياح
لواقح
[الحجر:22].



مَن ما يدري معنى لواقح، وكيف تلقح الرياح، وما فائدة تلقيح الرياح،

وما المادة التي تلقحها الرياح بإذن الله.

يقول العلماء:

يُحمِّل الله المعصرات من السحب بماء البحر، بعد أن يتبخّر،

ثم يسوقه بالريح، فيأتي الملك يهتف ويقول: اسق بلد كذا وكذا،

فيذهب السحاب ولكنه لا يسقط منه قطرة،

حتى يرسل الله الرياح مُحمّلة بذرات الغبار فتصطدم بالسحاب تلقّحه،

فيهبط الغيث بإذن الله.

وهناك فرق بين الرياح والريح،

أما الريح فمهلكة دبور مُمرضة،

وأما الرياح فنافعة مفيدة مثمرة لا تأتي إلا بخير،

ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم، إذا هبّت الرياح قال:

((اللهم اجعلها رياحاً ولا تجعلها ريحاً))[الطبراني].

كان النبي عليه الصلاة والسلام، يقوم في وسط الليل ليصلي،

ثم ينظر إلى السماء ويقول:


إن في خلقِ السماواتِ والأرضِ
واختلافِ الليلِ والنهارِ
لآيات لأولي الألباب
الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا
وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلقِ السماواتِ والأرضِ
ربَّنا ما خلقتَ هذا باطلاً سبحانك
فقنا عذابَ النار
[آل عمران:190-191].



وفي التنزيل :


والجبال أرساها
[النازعات:32].


أين أرساها؟ ولماذا أرساها؟ وكيف أرساها؟ أرساها في الأرض،

قال أهل العلم: طول الجبل في باطن الأرض ضعف طوله فوق سطح الأرض،

فكل جبل من الجبال، لم يخرج منه على سطح الأرض إلا الثلث،

وبقي الثلثان في بطن الأرض، أوتد الله الأرض بالجبال،

ثم وزّعها على القارات والجزر، حتى لا تهتزّ الأرض،

ولو جمعها في منطقة واحدة لاضطرب حال الأرض، ولتقلّبت،

ولانتهت كل الكائنات الحية الموجودة على سطحها،


هذا خَلْقُ الله
فأروني ماذا خلق الذين من دونه
بل الظالمون في ضلالٍ مبين
[لقمان:11].



أروني استعدادات البشر، أروني صنع البشر،

أروني خلق البشر ,


يا أيها الناس ضُرب مثلٌ فاستمعوا له
إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابًا ولو اجتمعوا له
وإن يسلبهم الذباب شيئًا لا يَستنقِذوه منه
ضَعُف الطالبُ والمطلوبُ
[الحج:73].



وخلق الله عالم الحيوان، والحديث عنه طويل،

قال علماء الحيوان:

جعل الله في خياشيم الكلب مادة شامّة، يَعرف بها من بعيد صديقه من عدوه،

ولا يصيب الكلب عرق، فإذا أراد أن يتنفس من المسام،

لهث في الليل والنهار :


كمَثَل الكلب إن تحمل عليه يلهث
أو تتركْهُ يلهث
[الأعراف:176].



فمن الذي خلق.. ومن الذي صوّر.. ومن الذي أبدع.

يُرسل الإنسان الحمام الزاجل، يحمل الرسائل من مكان إلى مكان،

ويعود إلى صاحبه، فلا يَضِل، ولا يضيع، ولا يضطرب، من الذي علّمه،

من الذي بَصَّره بالطريق، من الذي هداه؟


إنه الله الواحد الواحد الأحد،
الذي أعطى كلَّ شيء خلقه
ثم هدى
[طه:50].



خلق الله العنكبوت،

منها صنف وفصيلة تعيش في البحر،

فإذا أرادت أن تبيض، بَنَت عُشّها تحت سطح البحر،

ثم عمِلَت عُشّاً كالبالون لا يخترقه الماء، وعبّأته بالهواء،

وأَسْرَجَتْه بإذن الله بمادة في أنفها،

ثم جعلت تبيض في العش فمن الذي أعطى كل شيء خلقَه ثمَّ هدى.

خلق الله النملة:

تذهب لرِزقِها في الصباح وتأتي في المساء،

تَعلَم بقدوم فصل الشتاء حيث الأمطار والبرد، فتدخِّر قوتها،

من الصيف في مخازن تحت الأرض، حتى إذا جاء فصل الشتاء،

كان عندها ما تعيش عليه، وإذا خافت أن تنبت الحبةُ التي خزنتها،

قسمتها نصفين لئلا تنبت، فمن علّمها؟ ومن بصّرها؟

إنه الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى.

أيها الناس:

إن قضية الخلق والهداية لهي من أهم القضايا

التي عالجها الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام،

وتقدَّمَ العلم، وتطورت الأبحاث، وكلما تطور العلم، كلما اهتدى الإنسان،

وعلم أنَّ لهذا الكون إلهاً لا إله إلا هو.

أما رأيتم لأولئك الذين كانوا في المستعمرة السوفيتية وراء السور الحديدي،

خرج كثير منهم يقول لا إله إلا الله،

دلَّهم العلم على الواحد الأحد :


إنما يخشى الله من عباده
العلماء
[فاطر:28].



فالعلماء كلما تجرَّدوا من العصبية، وأخلصوا في اكتشاف الحقائق، عرفوا الله،

واكتشفوا بعض أسرار الكون،

وآمنوا به ووحدوه:


سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم
حتى يتبيَّن لهم أنه الحق
[فصلت:53].


أقول ما تسمعون،
وأستغفر الله العلي العظيم لي ولكم،
ولجميع المسلمين من كل ذنب
فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

:::::::::::::::::::::::::::::::::::


... الخطبة الثانية ...


الحمد لله حمداً حمداً،

والشكر لله شكراً شكراً،

والصلاة والسلام على البشير النذير، والسراج المنير،

والمعلِّم النِّحرير، وعلى آله وصحبه والتابعين.

أما بعد:

فإنّ قدرة الله، عزّ وجلّ، تحقق بكلمة واحدة "كن".


إنما أمره إذا أراد شيئاً
أن يقول له كن فيكون
[يس:82].


والله، عزّ وجلّ، أخبر في كتابه أنه سوف يُنطق أعضاء الإنسان،

لتشهد عليه، لأنها جند من جنوده تبارك وتعالى:


يوم تشهدُ عليهم ألسِنَتُهم وأيديهم
وأرجلُهم بما كانوا يعملون
[النور:24].



يوم يقول الكافر لجلْده: كيف تتكلَّم؟ كيف تشهد عليَّ، من أنطقك،

فيجيب:


أنطقنا الله
الذي أنطق كلَّ شيء
[فصلت:21].


وفي السنة والسيرة أحاديث كثيرة، أظهر الله فيها قدرته على ألسنة الحيوانات،

حيث تكلّمت بألسنة عربية فصيحة، أنطقها الواحد الأحد،

ليبيّن أنه على كلّ شيء قدير.

ففي صحيح مسلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:

((إني لأعرف حجراً في مكة كان يسلِّم عليَّ قبل أن أُبعث))[مسلم]،

هكذا في الصحيح، حجر، جماد، كان إذا مر به النبي عليه الصلاة والسلام،

يقول له بصوت وبحروف، وبنطق: السلام عليك يا رسول الله.

خرج سليمان عليه السلام يستسقي بقومه وقد علَّمه الله منطق الطير،

فوجد نملة رفعت أيديها وأرجلها تدعو الله، تشدو بذكره،

تهتف باسم الواحد الأحد، تحتاج إلى الماء،

فلا تجد إلا من بيده خزائن السماوات والأرض فتدعوه.

رفعت أيديها وأرجلها تبتهل إلى الله وتدعو بنزول القطر،

فرآها نبي الله سليمان وتبسم، وقال لقومه من بني إسرائيل:

عودوا فقد سُقيتم بدعاء غيركم، قال تعالى:


وما من دابَّةٍ في الأرض إلا على الله رزقُها
ويعلمُ مستقرَّها ومستودَعَها
كلٌّ في كتاب مبين
[هود:6].



خرج رجل في عهد النبي عليه الصلاة والسلام،

إلى ضاحية من ضواحي المدينة يرعى الغنم، فأخذ الذئب من غنمه شاة،

فطارده الرجل حتى أخذ منه شاته، فقال الذئب بلسان فصيح:

أتأخذ رزقاً رزقنيه الله، فدُهش الرجل وقال: يا عجباً !!

ذئب يُكلّمني.. قال الذئب:

أين الراعي يوم لا راعي لها إلا أنا.

يقول: أنت تحميها الآن،

ولكن سوف يأتي زمن قبل الدجال لا راعي إلا الذئب،

وفي هذا اليوم لن تمنعها أنت ولن تحميها؛

لأني أنا الذي سأحميها.

ثم قال الذئب للرجل لما تعجّب من تكليمه إياه:

أعجب من ذلك رجل بين الحرتين، يوحى إليه صباح مساء[أحمد].

يقول:

أعجب من تكليمي لك،

رجل وهو النبي عليه الصلاة والسلام، يأتيه الوحي من السماء،

لا يقرأ، ولا يكتب، وما تعلّم، وما درس، ومع ذلك أتى بشريعة ربانية،

وبوَحيٍ سماوي، وبمنهج خالد.

وفي الصحيح أن الرسول عليه الصلاة والسلام، قال:

((أتى رجل من بني إسرائيل فركب بقرة، كما يُركب الحمار،

فالتفتت إليه البقرة وقالت: ما خُلقنا لهذا، إنما خُلنا للحرث))[البخاري]،

تكلّمت البقرة، فمن أنطقها؟

أنطقها الذي أعطى كلَّ شيء خلقه ثمّ هدى.

ومن الأحاديث الإسرائيلية، أن عيسى عليه السلام،

مرَّ ببقرة وقد اعترض ابنها في بطنها وهي في الولادة،

صعُبَت عليها الولادة، فجعلت تتلفّّتُ إلى السماء،

لأنها تعلم أن الذي يُجيب السائلين، ويُفرِّج كرب المكروبين،

ويزيل هموم المهمومين إنما هو الله.

التفتت ثم قالت لعيسى عليه السلام: يا روح الله،

أدعو الله أن يُسهِّل عليَّ، فدعا عيسى عليه السلام، فسهَّل الله عليها.

فسبحان الذي أعطى كلّ شيء خلقه ثم هدى،

وسبحان الذي يسجد له من في السماوات ومن في الأرض طوعاً وكَرهاً،

وسبحان الذي خلق كل شيء، وأبدع كل شيء، وكلُّ شيء عنده بمقدار.

أيها الناس:

ما هي العبرة من هذا العرض،

وما فائدة هذا السرد،

وعلى أيّ شيء يدل هذا القَصص؟!.

إن الغرض من هذا العرض ومن هذا القصص مسالة واحدة،

وهي أن العاقبة لهذا الدين، وأن المستقبل لهذا الدين؛

لأنه الدين الصحيح الذي يُخاطب القلوب والضمائر.

إن آيات الله في الكون سوف تترى؛

لتدل على قدرة الله تعالى،

وهيمنته على هذا الكون.

إن النظريات الغربية والشيوعية الملحدة،

التي قررت أن الطبيعة هي التي أحدثت وأبدعت وصورت هذا الكون،

قد أعلنت إفلاسها، وثبت فشلها، وذهبت إلى غير رجعة.

فلا خالق، ولا رازق، ولا مصور، ولا مُبدع إلا الله الواحد الأحد،


سنُريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم
حتى يتبيّن لهم أنه الحق
أولم يكفِ بربك انه على كل شيء شهيد
[فصلت:53].



وصلوا وسلِّموا على نبيِّكم محمد صلى الله عليه وسلم،

اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبيك وحبيبك محمد صلى الله عليه وسلم،

واعرض عليه صلاتنا وسلامنا في هذه الساعة المباركة يا رب العالمين،

وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين،

وعنا معهم بعفوك وكرمك يا أكرم الأكرمين.



cheers cheers

Sleep
Al_maroof
Al_maroof
نائب مدير
نائب مدير

اوسمتي منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي مزاجي : محتسب وحامد لربي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

وو رد: ـــ[ حـســانيـات ..خطب مكتـوبـة ]ـــ

مُساهمة من طرف Al_maroof الجمعة 06 يناير 2012, 12:36 am




ــ( الشــفاعـة )ــ

قال تعالى:


يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا
يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما
وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما
ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما
[طه :108-112].



إذا كان يوم القيامة ذلت الرقاب كلها إلى الله عز وجل

وخاب وخسر كل ظالم وربح ونجا كل تقي عامل للصالحات وفاز بشفاعة المصطفى .

فما الشفاعة؟

ولماذا؟

وما الشفاعات التي خص بها النبي ؟

وما أسبابها؟

وموانعها؟

وما موقف المسلم منها؟

الشفاعة لغة:

هي السؤال في التجاوز عن الذنوب.

اصطلاحا:

سؤال الله الخير للناس في الآخرة، فهي نوع من أنواع الدعاء المستجاب.

وينبغي أن تعلم:

أن الله تعالى خص حبيبه المصطفى دون سائر خلقه بأمور للحديث:

((أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي

نصرت بالرعب مسيرة شهر،

وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي،

وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل،

وأعطيت الشفاعة،

وكل نبي بعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة))(متفق عليه).

أن الشفاعة لا تبطل قوانين العمل والجزاء

فليس في الأمر ما يدعو إلى الغرور أو التهاون في ترك ما كلف الله به عباده،

فالأصل والقاعدة هي قانون الجزاء قال تعالى:


فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره
ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره
[الزلزلة:7-8].


وقال تعالى:


وأن ليس للإنسان إلا ما سعى
وأن سعيه سوف يرى
ثم يجزاه الجزاء الأوفى
[النجم:38-41].



أن للشفاعة شروطا:

أ- فهي مقيدة بالإذن من الله سبحانه: قال تعالى:


من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه للحديث:

((فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة))(البخاري).

ب- وأن تكون لمن رضي الله أن يشفع له قال تعالى:


ولا يشفعون إلا لمن ارتضى
[الأنبياء:28].



ولا يرتضي الله الشفاعة إلا لمن يستحقون عفوه سبحانه على مقتضى عدله عز وجل.

ج- والشفاعة لا تكون إلا لأهل التوحيد،

فمن كان ولاؤه لغير الله ورسوله والمؤمنين فهو محروم،

ومن كان من جند الباطل يسعى في نصرة مذهب هدام فهو محروم،

ومن اعتقد أن غير منهج الله هو الأصلح للحياة فهو محروم،

ومن سخر أو جحد أو أنكر من منهج الله فهو محروم.

للحديث:

((أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة

من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه أو نفسه))(البخاري).

قال المنذري في كتابه الترغيب والترهيب:

(فإذا أقر بالشهادتين ثم امتنع عن شيء من الفرائض جحودا

أو تهاونا على تفصيل الخلاف فيه حكمنا عليه بالكفر وعدم دخول الجنة)

(الترغيب والترهيب).

وأما لماذا الشفاعة؟

لبيان وإظهار مقام المصطفى .

وللحديث:

((أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر،

وأنا أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة،

وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر))(ابن ماجة).

لأنها الدعوة المدخرة لرسول الله :

((سأل رجل رسول الله :

يا رسول الله ألا سألت ربك ملكا كملك سليمان؟،

فضحك رسول الله ثم قال:

لعل لصاحبكم (عن نفسه) عند الله أفضل من ملك سليمان،

إن الله لم يبعث نبيا إلا أعطاه دعوة، منهم من اتخدها دنيا فأعطيها،

ومنهم من دعا بها على قومه إذ عصوه فاهلكوا بها،

فإن الله أعطاني دعوة فاختبأتها عند ربي شفاعة لأمتي يوم القيامة))(الصحيحين).

وأما أنواع الشفاعة:

النوع الأول:

الشفاعة الأولى، وهي العظمى،

الخاصة بنبينا من بين سائر إخوانه من الأنبياء والمرسلين،

صلوات الله عليهم أجمعين، فقد رويت في الصحيحين،

وغيرهما عن جماعة من الصحابة، رضي الله عنهم أجمعين، أحاديث الشفاعة.

منها: عن أبي هريرة ، قال:

((أتى رسول الله بلحم، فدفع إليه منها الذراع،

وكانت تعجبه، فنهس منها نهسة، ثم قال:

أنا سيد الناس يوم القيامة،

وهل تدرون لم ذلك؟

يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد، واحد،

فيقول بعض الناس لبعض: ألا ترون إلى ما أنتم فيه؟

ألا ترون إلى ما قد بلغكم؟

ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم؟

فيقول بعض الناس لبعض: أبوكم آدم، فيأتون آدم،

فيقولون: يا آدم، أنت أبو البشر، خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه،

وأمر الملائكة فسجدوا لك، فاشفع لنا إلى ربك،

ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول آدم:

إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله،

وإنه نهاني عن الشجرة فعصيته، نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري،

اذهبوا إلى نوح،

فيأتون نوحا، فيقولون: يا نوح، أنت أول الرسل إلى أهل الأرض،

وسماك الله عبدا شكورا، فاشفع لنا إلى ربك،

ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟

فيقول نوح: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله،

وإنه كانت لي دعوة دعوت بها على قومي، نفسي نفسي، نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري،

اذهبوا إلى إبراهيم،

فيأتون إبراهيم، فيقولون: يا إبراهيم، أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض،

ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟

فيقول: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله،

وذكر كذباته، نفسي نفسي، نفسي نفسي، اذهبوا إلى موسى،

فيأتون موسى فيقولون: يا موسى ،أنت رسول الله، اصطفاك الله برسالاته وبتكليمه على الناس،

اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟

فيقول لهم موسى: إن ربي قد غضب غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله،

وإني قتلت نفسا لم أومر بقتلها، نفسي نفسي، نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري،

اذهبوا إلى عيسى،

فيأتون عيسى، فيقولون: يا عيسى أنت رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه،

قال: هكذا هو، وكلمت الناس في المهد، فاشفع لنا إلى ربك،

ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟

فيقول لهم عيسى: إن ربي قد غضب غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله،

ولم يذكر له ذنبا، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى محمد ،

فيأتوني، فيقولون:

يا محمد، أنت رسول الله، وخاتم الأنبياء، غفر الله لك ذنبك، ما تقدم منه وما تأخر،

فاشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟

فأقوم، فآتي تحت العرش،

فأقع ساجدا لربي عز وجل،

ثم يفتح الله علي ويلهمني من محامده

وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على أحد قبلي،

فيقال: يا محمد ارفع رأسك، وسل تعطه، واشفع تشفع،

فأقول: يا رب أمتي أمتي، يا رب أمتي أمتي، يا رب أمتي أمتي،

فيقول: أدخل من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة،

وهم شركاء الناس فيما سواه من الأبواب،

ثم قال: والذين نفسي بيده،

لما بين مصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وهجر،

أو كما بين مكة وبصرى))(الصحيحين).

أخرجاه في الصحيحين بمعناه، واللفظ للإمام أحمد.

النوع الثاني:

الشفاعة لأهل الجنة حتى يدخلوها: للحديث:

((آتي باب الجنة يوم القيامة فاستفتح فيقول الخازن:

من أنت؟ فأقول: محمد، فيقول: بك أمرت لا أفتح لأحد قبلك ))(مسلم).

فأهل الجنة لا يدخلون الجنة إلا بشفاعته عليه الصلاة و السلام،

وهو أول من يدخلها.

النوع الثالث:

شفاعته لأهل الكفر وهذا خاص بعمه أبي طالب لمواقفه ودفاعه عن رسول الله :

((سأل العباس بن عبد المطلب رسول الله هل أنت نافع عمك بشيء فإنه

(أي أبا طالب) كان يغضب لك ويحوطك؟، فقال :

نعم لقد نفعته، إنه في ضحضاح من النار (أي قليل منه)

ينتعل نعلين من حرارتهما يغلي دماغه،

وإنه لأهون أهل النار عذابا ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار))(البخاري).

النوع الرابع:

شفاعته لأهل التوحيد من أهل المعاصي بعد أن ينالوا نصيبهم من النار للحديث:

((يضرب الصراط بين ظهراني جهنم

فأكون أول من يجوز من الرسل بأمته ولا متكلم يومئذ إلا الرسل،

وكلام الرسل يومئذ: اللهم سلم، اللهم سلم،

وفي جهنم كلاليب مثل شوك السعدان تخطف الناس بأعمالهم فمنهم من يوبق بعمله،

ومنهم من يخردل ثم ينجو))،

وقال رسول الله :

((يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة))

وقال رسول الله :

((فيخرجون من النار فكل ابن آدم تأكله النار إلا آثار السجود

فيخرجون من النار وقد امتحشوا (احترقوا)

فيصب عليهم ماء الحياة فينبتون كما تنبت الحبة))(البخاري).

ومن الشفعاء:

الأنبياء والعلماء والشهداء والقرآن :

أ - القرآن:

للحديث:

((اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه))(مسلم).

ب- الشهيد:

للحديث:

((يشفع الشهيد في سبعين من أهل بيته))(أبو داود).

ج- الأنبياء والعلماء:

للحديث:

((يشفع يوم القيامة ثلاثة:

الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء))(ابن ماجة).

د- المؤمنون:

للحديث:

((إن من أمتي من يشفع للفئام (الجماعة من الناس)

ومنهم من يشفع للقبيلة، ومنهم من يشفع للعصبة،

ومنهم من يشفع للرجل حتى يدخلوا الجنة))(الترمذي وأحمد).

هـ – الأبناء لأبائهم:

للحديث:

((إن رجلا كان يأتي رسول الله ومعه ابن له ففقده النبي فقال:

ما فعل ابن فلان، قالوا: يا رسول الله مات، فقال النبي لأبيه:

أما تحب أن لا تأتي بابا من أبواب الجنة إلا وجدته ينتظرك فقال رجل:

يا رسول الله أله خاصة، أو لكلنا؟ قال: بل لكلكم))(أحمد).

أو بسبب دعائهم:

للحديث:

((إن الله عز وجل ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة فيقول:

يا رب أنى لي هذه، فيقال: باستغفار ولدك لك))(أحمد).

و- الصيام:

للحديث:

((الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة،

يقول: الصيام أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه

ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان))(أحمد).

ز- شفاعة المصلين على الميت:

للحديث:

((ما من ميت يصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مائة

كلهم يشفعون له إلا شفعوا فيه))(مسلم).

وأما أسباب نيل شفاعة المصطفى :

الصلاة على النبي وطلب الوسيلة له:

للحديث:

((إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي،

فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا،

ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله،

وأرجو أن أكون أنا هو، من سأل الله لي الوسيلة حلت له الشفاعة))(مسلم).

الصلاة على رسول الله :

((إن أولى الناس بي (أي بشفاعتي) يوم القيامة أكثرهم علي صلاة))(الترمذي).

سكنى المدينة:

للحديث:

((من صبر على لوائها كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة))
(ابو نعيم في الحلية).

كثرة التنفل :

للحديث:

((سأل خادم لرسول الله فقال: حاجتي أن تشفع لي يوم القيامة،

فقال: فأعني بكثرة السجود))(أحمد).

قضاء حوائج المسلمين:

للحديث:

((من قضى لأخيه حاجة كنت واقفا عند ميزانه فإن رجح وإلا شفعت له))
(أبو نعيم في الحلية).

الأخوة في الله :

للحديث:

((أنا شفيع لكل رجلين اتخيا في الله من مبعثي إلى يوم القيامة))(أبو نعيم).

وأما موانع الشفاعة:

منها كثرة اللعن:

للحديث:

((إن اللعانين لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة))(مسلم).


cheers cheers

 ـــ[ حـســانيـات ..خطب مكتـوبـة  ]ـــ 3175946283  ـــ[ حـســانيـات ..خطب مكتـوبـة  ]ـــ 3175946283  ـــ[ حـســانيـات ..خطب مكتـوبـة  ]ـــ 2152416594  ـــ[ حـســانيـات ..خطب مكتـوبـة  ]ـــ 3175946283  ـــ[ حـســانيـات ..خطب مكتـوبـة  ]ـــ 3175946283
Al_maroof
Al_maroof
نائب مدير
نائب مدير

اوسمتي منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي مزاجي : محتسب وحامد لربي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

وو رد: ـــ[ حـســانيـات ..خطب مكتـوبـة ]ـــ

مُساهمة من طرف السيد حسن2 الثلاثاء 10 يناير 2012, 1:09 pm

[b]اشكرك على جدك الرائع ولكن ارجوا منك الا يطول الموضوع هكذا
اشكرك من اعماق قلبى
السيد حسن2
السيد حسن2
مشرف الاقسام الادبية والثقافية
مشرف الاقسام الادبية والثقافية

مساهماتي : 1073
نقاطي : 1215
تسجيلي : 10/01/2012

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

وو رد: ـــ[ حـســانيـات ..خطب مكتـوبـة ]ـــ

مُساهمة من طرف Al_maroof الأحد 12 فبراير 2012, 7:08 pm

السيد حسن2 كتب:[b]اشكرك على جدك الرائع ولكن ارجوا منك الا يطول الموضوع هكذا
اشكرك من اعماق قلبى


أهلا" بطلتك الرقيقة أخي سيد

الحقيقة هي خطب للشيخ محمد حسان وقد نقلتها بتصرف

لكن بمالا يخل بمضمون الخطبة

ولم يكن من الأمانة تقطيعها حتى يختل المضمون

جزاك الله خيرا" أخي

 ـــ[ حـســانيـات ..خطب مكتـوبـة  ]ـــ 2323111376
Al_maroof
Al_maroof
نائب مدير
نائب مدير

اوسمتي منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي مزاجي : محتسب وحامد لربي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

وو رد: ـــ[ حـســانيـات ..خطب مكتـوبـة ]ـــ

مُساهمة من طرف الملاك البرئ الثلاثاء 14 فبراير 2012, 7:08 am

بارك الله فيك وفي كلامك ودعائك .
الملاك البرئ
الملاك البرئ
فرسان لهم بصمات
فرسان لهم بصمات

مساهماتي : 1342
نقاطي : 2110
تسجيلي : 21/12/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

وو رد: ـــ[ حـســانيـات ..خطب مكتـوبـة ]ـــ

مُساهمة من طرف Al_maroof الثلاثاء 14 فبراير 2012, 2:14 pm

الملاك البرئ كتب:بارك الله فيك وفي كلامك ودعائك .


أسعدك ربي سيدتي وأنار قلبك بقبس من لدنه

وجملك بتاج الحياء والنقاء والطهر

إنه ولي ذلك والقادر عليه

شكرا" لرقة حرفك وطلتك


 ـــ[ حـســانيـات ..خطب مكتـوبـة  ]ـــ 2811518401

Al_maroof
Al_maroof
نائب مدير
نائب مدير

اوسمتي منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي مزاجي : محتسب وحامد لربي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى