ــ[ أحلام من بين الركام ]ــ
عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام :: (( عبير )) الاقسام العامة :: القسم العام
صفحة 1 من اصل 1
ــ[ أحلام من بين الركام ]ــ
ــ( أحلام مصـرية )ــ
دائما"ما تقاس نهضة الأمم بعدد ماتمتلك من علماء وباحثين
في مختلف المجالات العلمية .. الــصناعية منها والهندسة والعسكرية والطبية والإنسانية
والإقتصادية والثقافية ....
وطالما امتلكت مصر من هذه النوعية الكثير على مر العصور ...
وللأسف فإن المجال لم يفسح أمام أغلبهم لتستفيد مصر من نتاج فلذات أكبادها ..
فإما أن يهمش دورهم عن قصد , أو عن عمد .. أو يحاربوا ..
وكانت النتيجة محزنة ,,,
فمهم من تقوقع ومات كمدا" دون أن يحقق ماكان يرنو ...
ومنهم من فر هاربا" من سجن الإهمال والمحاربة ووجد ضالته في غربة
لم يخترها بنفسه ولمع نجمه ... لكن هناك .. في بلاد العم سام .. وبلاد لا ترى الشمس
إلا في الأحلام والأفلام الوثائقية ..!!!
ومنهم من التقطتهم تلك الدول بانتقاء خبير وسهلت لهم الطريق ووفرت الوسائل
والمناخ الذي أظهر مواهبهم الرائعة ... هناك ... على البعد ...
واكتفت مصر منهم بالنظر والفرجة والتباهي أنا العالم فلان ... مصري المولد ..!!
ولعل من الكوارث التي ارتكبت في حق هذا البلد العريق في العشرين عاما" السابقة
هي محاربة كل من بزغ نجمه .. مخافة أن تكون له جماهيرية بين العامة وذلك حتى
تظل الفئة التي أسمت نفسها النخبة وملكت أمر الكنانة زورا" وتزويرا" .. لتظل هذه الفئة
هي نجم الشباك والإله الأوحد في العبقرية والتفرد وكأنهم عائلة أخرى من العائلات الفرعونية
بعثت من جديد على حين غفلة من الزمن الرديء الذي زادت رداءته بوجودهم ...للأسف ..
خير مثال ولعله أخر مثال هو الدكتور زويل هذا النابغة الذي انطلق من محافظة البحيرة
يبحث عن مكان يستكمل فيه أبحاثه , وعن يد مساعدة لتعينه في سبيل تحقيق ذلك كما تفعل
الأمم المتحضرة ... ولكن هيهات أن للعقول المتخلفة أن تنجب عباقرة ...
حاربوه ... ضيقوا عليه ... سفهوا أحلامه ...
ولأن أحلامه كانت أكبر من حجم الغرفة الضيقة التي وجد نفسه سجين أسرتها البالية
أخذ أقرب زورق بال وجده وانطلق في بحار متلاطمة هناك ... وهناك وجد الكثير من الأيدي
التي امتدت لتقيم عثرته ...وتسانده ... ربما ليس حبا" في ذاته ... ولكن .. لقطف ثمار مايحمل
في عقله الذي حباه إياه ربه ....
بزع نجمه وتلألأ ... تلألأ في سماء غير سماء مصر التي أحبها .. وذاب عشقا" في ترابها ...
وتوالت اختراعاته وأبحاثه وترعرعت عبقريته المصرية في تربة الغربة ....
وزاد حنينه لبلده في زياراته الموسمية وحاول أن يطرق الأبواب لعله يجد أحد هذه الأبواب
مفتواحا" ولو على استحياء ليقدم لبلده بعض مقدم للآخرين ... ولكن للآسف مرة أخرى ...
وضعت العراقيل والعثرات وأخرجوا من الأدراج كل قوانين الرتابة والروتين لتقتل فرحته
فكيف لهذا الضيف الثقيل أن يدخل البلاد ويخلق لنفسه شعبية جماهيرية تزاحمهم مملكتهم
ويأخذ الأضواء منهم ... وقد عاشوا نجوم الشباك في زمن السينما الهابطة والمسفة ..
رجع الرجل لغربته بعد أن كفر بكل القيم التي عاشت بأعماقه ..كفر بالأمل في تعود الحياة
للجسد المصري الذي اغتالوا أحلامه وبعثروا أوراق الميلاد لنوابغ أبنائه ...
فبعد أن كانت مصر تباهي الدنيا بأبنائها ... باتت تعاني الشح في مواهبهم .. ليس لقلتهم ..
ولكن لكثرة مايصيب تلك النبتات من أمراض وهي في مرحلة الشتلات والإنبات ...
وما يقال عن زويل ذلك النابغة ... يقال عن العالم النابغة فاروق الباز .. فقد قدم الرجل
الكثير من الأبحاث التي تهدي من يشاء إلى مصادر للثروة في باطن الأرض المصرية
وتحول هذا البلد لقوة ناهضة تقف بين الكبار ... وكالعادة .. أحبط .. سفهت أحلامه ..
ووصلت لحد التشكيك في سلامة نظرياته العلمية نفسها ... لا لشيء إلا لقطع الطريق
على مثل تلك المشروعات الحالمة ... فأحلامهم كانت في طرق أخرى تتقاطع مع أحلام
الباز وتتعارض معها ... ولا حول ولا قوة إلا بالله ...
والكثير يمكن قوله ... وسيقال الكثير حين تفتح الأدراج وتستخرج كل الأبحاث التي
قدمها شرفاء كثيرون في هذا البلد ولكن زبانية جهنم عالجوها بالتحنيط ووضعوها في
أدراج النسيان والإهمال والتخلف .. بقصد أو بغير قصد .. فالنتيجة واحدة ..!!!
أما وقد ولت تلك الحقبة السوداء من شهادة ميلاد مصر ... وشرع أبناؤها في كتابة شهادة
ميلاد جديدة .. هل تحاول الكنانة استجماع شتات أبنائها من الغربة أو على الأقل الإنتفاع
بما يقدموه لها من خلاصة جدهم واجتهادهم وعبقريتهم لتعيد بناء ماتهدم أو ما أوشك على
الإنهيار ؟ من قواعدها التي قاومت عوامل التعرية والفناء على مر العصور ..
دعونا نحلم لغد جديد ليس لهذا الجيل المنكوب .. ولكن للأجيال القادمة لعلهم يغفرون لنا
تقصيرنا في حقهم أن تغافلنا عن الطغيان والإستبداد والتخلف والفساد دون أن نحرك ساكنا" ..
فعسى الغد يغسل أدران اليوم والأمس ...
فرب أحلام تصنع معجزات ... فقد كانت مصر دائما" حلمها في عقول أبنائها ..
لكن المعضلة كانت دائما" أن الفجر لا يأتي لتنهض وتحقق ماحلمت به ...
أما وقد بات للفجر اشارات ... وأوشكت الشمس أن تشرق من جديد ...
فهل آن لمصر الغالية أن تنهض لتغتسل وتتوضأ لتصلي فجرها وتسعى
لرزقها .. ألم يكن دائما" الخير والبركة في البكور ...
فدائما" ماكانت الكنانة تاج العلاء في مفرق الشرق وستظل بإذن الله
فهو حافظها .. فأبناؤها هم خير جنــده ... وهم في رباطهم إلى يوم القيامة
حفظ الله مصر , وحفظ علماءها .. وحفظ أبناءها ..
وحفظ نداء الله أكبر على مآذنها , إنه نعم المولى والمعين
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
بقلم / معروف
Al_maroof- نائب مدير
- منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي : محتسب وحامد لربي
رد: ــ[ أحلام من بين الركام ]ــ
الـلـهم ول أمور مصــر الغاليــة
خيـر أبنائها وأقربهم إليــك
وأرحمهم بشعوبهم
وأخشاهم لك
آميـن
!!
Al_maroof- نائب مدير
- منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي : محتسب وحامد لربي
عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام :: (( عبير )) الاقسام العامة :: القسم العام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى