ــ[ هل الألم قدر أم اختيار؟ ]ــ
عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام :: (( عبير )) الاقسام العامة :: القسم العام
صفحة 1 من اصل 1
ــ[ هل الألم قدر أم اختيار؟ ]ــ
ــ( هل الألم قدر أم اختيار؟ )ــ
حين تقرأ أو تسمع مثل هذا السؤال،
فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو القول بأن الألم قدر،
فلا أحد يسعى باختياره ليجرب معاناة الألم.
الألم قد يكون عضويا كألم المرض أو التعرض لإصابة أو الجوع أو التعب،
وقد يكون نفسيا كالشعور بالقهر والظلم والذل والخيبة
وما شابهها من مشاعر مؤلمة للنفس البشرية،
لكن الألم في كلا الحالين، حسب ما يقول البعض، ليس دائما قدرا مفروضا،
فالمفروض على الناس هو تعرضهم لأسباب الألم ومثيراته،
أما الألم في حد ذاته فبإمكان الناس التحرر منه،
إلا أن الناس في غالب أمرهم لا يفعلون،
هم يختارون بطوعهم البقاء في أسر الألم والاستسلام له،
فيطيلون زمن معاناتهم معه!.
الألم حسب هذه الرؤية مجرد إحساس،
والإحساس يمكن لنا أن نبدله بالإيحاءات النفسية والمخاطبة العقلية
وصرف الذهن عن التفكير في مصدر الألم وأسبابه.
لكني أرى في هذا القول كثيرا من المثالية البعيدة عن الواقع،
فالإحساس بالألم سواء كان عضويا أو نفسيا لا يمكن التحرر منه بهذه البساطة.
الإدراك العقلي للحقيقة لا يكفي للتحرر من الألم،
فالمرأة في لحظة الولادة مثلا تدرك عقليا أن الأمر لن يطول،
وأنها لن تلبث أن تفرح بمولودها الذي ظلت ترقب قدومه شهورا تسعة،
كما أنها قد تصرف ذهنها إلى التفكير في جمال اللقاء بالمولود
وتخيل صورته وعذوبة ضمه إلى صدرها وتأمل ملامحه،
لكن ذلك كله لا يعينها مطلقا على التحرر من الألم.
ومثله حين يفقد الإنسان حبيبا له خطفه منه الموت،
هو يدرك عقليا أن هذه إرادة الخالق،
وأن حزنه وألمه لن يعيدا إليه من فقده ولن يقربه منه أو يسمح له برؤيته ثانية،
كما أنه قد يعزي نفسه بتوقع الأجر من ربه عند الصبر على ما أصابه،
لكن ذلك لا يزيح عن قلبه الشعور بالحزن والإحساس بألم الفقد.
الإحساس بالألم لا قدرة للعقل بالسيطرة عليه، ولا قدرة للخيال على صرفه.
وما يقال عن إمكانية التحرر من الألم بتجاهله والانشغال عنه
ما هو إلا محاولات فاشلة إن نجحت مرة فإنها لا تنجح في كل مرة.
من البديهيات لدى كل أحد أن التحرر من الألم يتحقق عند التمكن من تجنب مسبباته،
ولكن من منا يتمكن من ذلك دائما!!. مسببات الألم
لا تحدث باختيارنا، هي تفرض ذاتها علينا وتفرض معها الألم،
وما يفرض ذاته عليك،
رغبت أم لم ترغب لا يمكنك التحرر منه بسهولة
ويلزمك لذلك أن تخوض معه معركة ساخنة، قد تنجح فيها وقد لا تنجح.
ومع هذا، ليس دائما يكون الإحساس بالألم شرا،
فالإحساس بالألم هو الذي يجعلنا نتنبه للضرر الذي يصيبنا سواء كان عضويا أو نفسيا
فإحساسنا بألم الظلم هو ما يحفزنا إلى مواجهته ودفعه،
وإحساسنا بألم الحرق هو ما ينبهنا إلى الابتعاد عن النار..
ولو تحررنا من ذلك الإحساس لربما هلكنا وما شعرنا.
Al_maroof- نائب مدير
- منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي : محتسب وحامد لربي
رد: ــ[ هل الألم قدر أم اختيار؟ ]ــ
الألم قد يكون عضويا كألم المرض أو التعرض لإصابة أو الجوع أو التعب،
وقد يكون نفسيا كالشعور بالقهر والظلم والذل والخيبة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
Al_maroof- نائب مدير
- منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي : محتسب وحامد لربي
مواضيع مماثلة
» ـ[ كيفية التعامل مع الألم ]ـ
» احسن اختيار كلماتك
» ــ[ اختيار البطانة الصالحة ]ــ
» ــ[ مواصفات اختيار مربية الاطفال ]ــ
» كيف يمكنك اختيار جهاز لابتوب جيد
» احسن اختيار كلماتك
» ــ[ اختيار البطانة الصالحة ]ــ
» ــ[ مواصفات اختيار مربية الاطفال ]ــ
» كيف يمكنك اختيار جهاز لابتوب جيد
عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام :: (( عبير )) الاقسام العامة :: القسم العام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى