ــ[ وأعطى قليلاً وأكدى ..]ــ
عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام :: (( عبير )) الاقسام العامة :: القسم العام
صفحة 1 من اصل 1
ــ[ وأعطى قليلاً وأكدى ..]ــ
ــ( وأعطى قليلاً وأكدى ..)ــ
مَن مِن الناس لا تعترضه مصاعب في الحياة، وعقبات في طريق النجاح
وتحقيق اي هدف يريده ، لا أحد ، إلا الذي يجلس معتزلاً هذه الدنيا......
لكنَّ مناهج الناس في التعامل مع هذه العقبات ، وتلك المصاعب مختلفة ،
فمنهم من يقف عند أول صعوبة تواجهه، سواء كانت صغيرة أو كبيرة، عظيمة أو حقيرة ،
مهمّة أو تافهة ، كأنه كان يبحث عن سبب لترك العمل والتحجج بالظروف وقلة الحيلة،
وعقدة المشاكل التي تواجهه، فينطلق في الحكم على نفسه بالفشل والضعف واليأس ،
وعلى إتمام عمله بالمستحيل جاعلاً ذلك منهجاً متبعاً في حياته ليطبقه على نفسه ويعلمه – دون أن يشعر –
من يستطيع من الناس ، قوله دائماً : لا أستطيع ، مستحيل ، لايمكن أن يحصل ذلك ....،
وهذا الأقوال تساق لتبرير العجز والتأخر ، والتفريط ، والتخدير ، وتحطيم العزائم ووأد النجاح ،
حتّى إنهم يحولون هزائم الأمة وفواجعها وسيلة قوية للبكاء واستدرار عطف الآخرين ،
فأصبحت نفوسهم تستلذ اليأس ، وتعشق الظلام ، مع أن الأمل واسع ، والنور غامر ، لاكنها تبتعد عنه .
ومنهم من يرى الصعوبة لذة في طريق النجاح ، فكلما ظهرت له مشكلة في طريقه جعلها فرصة لإنضلج عمله ،
وإنجاح مشروعه ، وسعةً لأفقة ، وإحكاماً لمنهجه ، فلا يرى الفشل إلا محطة على طريق النجاح ،
بل أعرض عن كلمة الفشل ، واسبدالها بكلمة :
<< هذه تجارب لم يوفق فيها >>،
و <<هو مرحلة تقربه من النجاح >>.
وإذا تأملنا المنهج القرآني في هذا الموضوع رأينا أن الله تبارك وتعالى ردَّ على أصحاب المنهج الأول منهجهم ،
وأ يّد أصحاب المنهج الثاني في منهجهم ، فلا طريق إلا وفيه مشقات وصعوبات ، ولا نجاح إلا بعد عدّة محاولات ،
وأن الإنسان مطلوب منه العمل الجاد الذي يجمع في طيّاته أمرين أساسيين : التوكل على الله تعالى والأحذ بالأسباب ،
وأن منهج العاجزين هو من ترك أحد هذين الأمرين أو كليهما معاً.
يقول الإمام ابن الجوزي رحمه الله تعالى :<< ينبغي للعاقل أن ينتهي إلى غاية ما يمكنه >>.
ويقول الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى :<<لو أن رجلاً وقف أمام جبل وعزم على إزالته لأزاله >>.
فكأنه رحمه الله يقول : لا يمجد في هذه الدنيا مستحيل إلا ما اختّص الله به سبحانه.
سئل نابليون : كيف استطعت أن تزرع الثقة في نفوس جيشك ؟ فأجاب : كنت أردّ ثلاثاً بثلاث:
1ـ من قال : لا أقدر ، قلت له : حاول .
2ـ ومن قال : لا أعرف ، قلت له : تعلّم.
3ـ ومن قال : مستحيل ، قلت له : جرّب.
ونرى أن القرآن الكريم حجب الغيب عن الناس ومنعهم من الوصول إليه حتّى يكون ذلك المنشود ،
وقد ذمّ الله تبارك وتعالى الذي يقف عند أول صعوبة ويدع العمل ويترك المثابرة ويتحجج بالقدر مخاطباً إياه بقوله
{ أعِندَهُ عِلْمُ اْلْغَيْبِ فَهُوَ يَرَىَ } النجم : 35 ،
أي هل اطلعت على علم الغيب حتى ترى ما كتب لك من النجاح أو الفشل فتعمل على أساسه ، قال تعالى :
{ أَفَرَءَيْتَ اْلَّذِي تَوَلَّى } (33)
{ وَأَعْطَى قَلِيلاً وَأَكْدَى } (34)
{ أَعِندَهُ عِلْمُ اْلْغَيْبِ فَهُوَ يَرَىْ } (35)
{أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فىِ صُحُفِ مُوسَى } (36)
{ وَإِبْرَاهِيمَ اْلَّذِى وَفَّى } (37) النجم
أعلمت يا محمد صلى الله عليه وسلّم هذا الذي تولى وترك العمل بسبب ما واجهه من صعوبة ( أكدى) :
أي انقطع عن العمل بسبب صعوبة واجهته فحكم على نفسه بالفشل ، وعلى إتمام عمله بالمستحيل ،
فهل كشف له الغيب فاطلع عليه فأعرض عن العمل بناء على ذلك !!!!
قال عكرمة :" كمثل القوم إذا كانوا يحفرون بئراً ،
فيجدونه في أثناء الحفر صخرة تمنعهم من تمام العمل فيقولون:
أكدينا ويتركون العمل . " { أّعِندَهُ عِلْمُ اْلْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى } :
بينما المطلوب منه أن يقوم بعمله ويحاول إتمامه مهما اعترضته من صعوبات ،
ووقف أمامه من مشقات ، عليه أن يوفي عمله ويتابع سيره حتى يصل إلى هدفه المنشود وهذا هو منهج الأنبياء من قبل .
{ أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فىِ صُحُفِ مُوسَى } (36)
وَإِبْرَاهِيمَ اْلَّذِي وَفَّى } (37):
قام بكل ما هو مطلوب منه دون الوقوف مع أي صعوبة أو مشقة تعترضه في طريقه ،
قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى :" وفّى : أي فقام بجميع الأوامر ، وترك جميع النواهي ،
وبلغ الرسالة على التمام والكمال ، فاستحق بهذا أن يكون للناس إماماً يقتدي به في جميع أحواله وأفعاله ."
ومن واقعية هذا المنهج وقوته وشموليته يستقي المسلم منهجه في العمل في هذه الحياة :
العمل الدؤوب بجد واجتهاد وصبر ومصابرة ومثابرة حتى يبلغ الهدف المطلوب ،
ولا يمكن لأي صعوبة أن تقف في طريقه لأنه يستمد قوته من الله ،
ويستلهم منهجه من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمن معالم منهجه :
الأمر بالعمل المتواصل
{ وَقُلِ اْعْمَلُواْ فَسَيَرَى اْللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَاْلْمُؤْمِنُونَ }
سورة التوبة :105،
والأمر برفع الهدف إلى القمة.
Al_maroof- نائب مدير
- منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي : محتسب وحامد لربي
رد: ــ[ وأعطى قليلاً وأكدى ..]ــ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
{ وَقُلِ اْعْمَلُواْ فَسَيَرَى اْللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَاْلْمُؤْمِنُونَ }
سورة التوبة :105،
والأمر برفع الهدف إلى القمة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
Al_maroof- نائب مدير
- منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي : محتسب وحامد لربي
عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام :: (( عبير )) الاقسام العامة :: القسم العام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى