لعنة الملائكه
4 مشترك
عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام :: الاقسام الادبية والثقافية :: منتدي التاريخ والقصص والروايات
صفحة 1 من اصل 1
لعنة الملائكه
لعنة الملائكة!!
منذ اللحظة الأولى لزواجهما عاش الزوجان الحبيبان إبراهيم ووفاء في سعادة وهناء وراحة واطمئنان.. استمرت حياتهما بضعة أشهر على هذا النمط من المودة والرحمة والوئام.. ظلت السعادة ترفرف داخل منزلهما العامر بالإيمان والطهر والنقاء..
حتى إذا جاء الثلث الأخير من تلك الليلة الشاتية عندما استيقظ إبراهيم على غير العادة من نومة عميقة ، وأخذ يتحسس زوجته فلم يجدها بجواره على سرير النوم فنهض من فوره مفزوعا ، وقام بالبحث عنها في أرجاء البيت ولم يعثر عليها، فأخذت الأفكار والوساوس الشيطانية تتزاحم على رأسه وتتلاعب بعواطفه ومشاعره ، وتعزف على أوتار غيرته وكرامته ، حتى وصلت به إلى مرحلة الشك في أن زوجته تخونه ، وأنها تنسحب بهدوء من سرير النوم ليليا عندما يسيطر عليه سلطان النوم ويروح في سبات عميق ، فتخرج من المنزل لهدف مشين ، وأنه لابد من الخلاص منها في أسرع وقت ممكن ، فقام بافتعال المشاكل معها حتى يجد مبررا لتطليقها ، فكانت تلزم الصمت وتصبر وتحتسب ، على كل ما تجده من الأذى النفسي والبدني ، وفي إحدى الليالي ردت عليه بأدب جم وخلق رفيع.. وعاتبته عتاب المشفق المحب.. فتظاهر بالغضب الشديد ، لجرأتها على الرد عليه وتعديها على كرامته، وذهب إلى غرفته وأغلق الباب على نفسه كعادته..
باتت وفاء تلك الليلة عند باب غرفته تستغفر وتسبح وتدعو الله وتتلو القرآن.. وعند أذان الفجر طرقت عليه الباب كعادتها ليصلي ، وعند خروجه من الغرفة تفاجأ بها جالسة عند الباب في وضع مأساوي..
سألها ما بالها ، ومِن متى وهي على هذا الحال!؟
ومد يده ليقيلها ، فتحاملت على نفسها ونهضت ، وقالت : لقد كانت ليلة البارحة أسوء ليلة مرت علي في حياتي ، لأنك بت غاضبا علي ، فخشيت أن تلعنني الملائكة حتى الصباح ، يا ليتني صبرت ولم أجرح مشاعرك ، فتعجب زوجها من فعلها وحالها ، لكنه وجد في كلامها فرصة مواتية ليواجهها بالسؤال المزلزل الذي ظل محتفظا به ، والسر الدفين الذي يكمن وراء تغيره عليها ، فقال : ألم تخشََي أن تلعنك الملائكة طوال تلك الليالي الحمراء ، عندما تنسلين من فراش الزوجية في الثلث الأخير من الليل ، مستغلة نومي الثقيل ، وتغادرين منزلنا الآمن إلى جريمة لا أعلم سرها ومكانها في هذه المدينة المترامية ، ومِن ثم تعودين قبيل الفجر ورائحة العود والعطور تفوح من ثيابك؟!
نزل هذا السؤال الفاجعة كالصاعقة على نفسها.. زلزل كيانها وشل حركتها وألجم لسانها ، وذهب بعقلها وأعمى بصرها وبصيرتها .. فسقطت على الأرض مغشي عليها من هول المصيبة ، فما كان منه إلا أن قام بنقلها إلى المستشفى على الفور، وهنالك وضع نهاية لعلاقته بها أمام أسرتها قبل أن تفيق من غيبوبتها ، أو تلقى ربها.. آمِلا أن يستعيد كرامته وتوازنه ، وأن يجد الخلاص من تلك الأفكار الشيطانية التي عصفت به ، وأن تبتعد عن نفسه تلك الشكوك التي أقلقته ونغصت عليه عيشه ، ومع ذلك لم يجهد نفسه في التأكد من صحتها!!
وفي إحدى زوايا مملكتها ( بيت زوجها عشيقها الوحيد ) عثر إبراهيم على مصحفها وسجادتها وسبحتها وعطرها.. في تلك الزاوية شم عبيرها وسمع بكاءها ونشيجها وتراتيلها واستغفارها ونجواها.. في ذلك المكان الذي اكتشفه لأول مرة أحس بتبتلها وتهجدها وتوسلها إلى الله أن يغفر له ولها ، وأن يجمعهما في الفردوس الأعلى من الجنة..
لقد ثبت له أنها تنسل من فراش الزوجية لتخلو بحبيبها وخالقها ورازقها.. لتصلي لربها الذي خلقها لتعبده.. لتناجي رحمان الأرض والسماء وتسأله وتستغفره عندما ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل.. ومن ثم تعود إلى جوار زوجها وهي ممحصة من الذنوب ، ومطهرة من كل عيب ، ومعطرة بعبير الإيمان والطهر والعفاف لتأخذ قسطا من الراحة حتى يرتفع صوت الحق الذي يوقظ المدينة برمتها من سباتها العميق، أما زوجها فلن يوقظه إلا همسها ومداعبتها له بيدها ، والماء الذي ينساب على وجهه من بين أصابعها!!
وبهذا ثبتت لزوجها براءتها وطهرها وعفافها، وبعدها عن الخيانة بُعد السماء عن الأرض ، ولكن بعد فوات الأوان.. فندم على قتلها ، وحزن لفراقها ، وتألم لظلمها ، وبكاها بكاء أليما مرا علقما..
منذ اللحظة الأولى لزواجهما عاش الزوجان الحبيبان إبراهيم ووفاء في سعادة وهناء وراحة واطمئنان.. استمرت حياتهما بضعة أشهر على هذا النمط من المودة والرحمة والوئام.. ظلت السعادة ترفرف داخل منزلهما العامر بالإيمان والطهر والنقاء..
حتى إذا جاء الثلث الأخير من تلك الليلة الشاتية عندما استيقظ إبراهيم على غير العادة من نومة عميقة ، وأخذ يتحسس زوجته فلم يجدها بجواره على سرير النوم فنهض من فوره مفزوعا ، وقام بالبحث عنها في أرجاء البيت ولم يعثر عليها، فأخذت الأفكار والوساوس الشيطانية تتزاحم على رأسه وتتلاعب بعواطفه ومشاعره ، وتعزف على أوتار غيرته وكرامته ، حتى وصلت به إلى مرحلة الشك في أن زوجته تخونه ، وأنها تنسحب بهدوء من سرير النوم ليليا عندما يسيطر عليه سلطان النوم ويروح في سبات عميق ، فتخرج من المنزل لهدف مشين ، وأنه لابد من الخلاص منها في أسرع وقت ممكن ، فقام بافتعال المشاكل معها حتى يجد مبررا لتطليقها ، فكانت تلزم الصمت وتصبر وتحتسب ، على كل ما تجده من الأذى النفسي والبدني ، وفي إحدى الليالي ردت عليه بأدب جم وخلق رفيع.. وعاتبته عتاب المشفق المحب.. فتظاهر بالغضب الشديد ، لجرأتها على الرد عليه وتعديها على كرامته، وذهب إلى غرفته وأغلق الباب على نفسه كعادته..
باتت وفاء تلك الليلة عند باب غرفته تستغفر وتسبح وتدعو الله وتتلو القرآن.. وعند أذان الفجر طرقت عليه الباب كعادتها ليصلي ، وعند خروجه من الغرفة تفاجأ بها جالسة عند الباب في وضع مأساوي..
سألها ما بالها ، ومِن متى وهي على هذا الحال!؟
ومد يده ليقيلها ، فتحاملت على نفسها ونهضت ، وقالت : لقد كانت ليلة البارحة أسوء ليلة مرت علي في حياتي ، لأنك بت غاضبا علي ، فخشيت أن تلعنني الملائكة حتى الصباح ، يا ليتني صبرت ولم أجرح مشاعرك ، فتعجب زوجها من فعلها وحالها ، لكنه وجد في كلامها فرصة مواتية ليواجهها بالسؤال المزلزل الذي ظل محتفظا به ، والسر الدفين الذي يكمن وراء تغيره عليها ، فقال : ألم تخشََي أن تلعنك الملائكة طوال تلك الليالي الحمراء ، عندما تنسلين من فراش الزوجية في الثلث الأخير من الليل ، مستغلة نومي الثقيل ، وتغادرين منزلنا الآمن إلى جريمة لا أعلم سرها ومكانها في هذه المدينة المترامية ، ومِن ثم تعودين قبيل الفجر ورائحة العود والعطور تفوح من ثيابك؟!
نزل هذا السؤال الفاجعة كالصاعقة على نفسها.. زلزل كيانها وشل حركتها وألجم لسانها ، وذهب بعقلها وأعمى بصرها وبصيرتها .. فسقطت على الأرض مغشي عليها من هول المصيبة ، فما كان منه إلا أن قام بنقلها إلى المستشفى على الفور، وهنالك وضع نهاية لعلاقته بها أمام أسرتها قبل أن تفيق من غيبوبتها ، أو تلقى ربها.. آمِلا أن يستعيد كرامته وتوازنه ، وأن يجد الخلاص من تلك الأفكار الشيطانية التي عصفت به ، وأن تبتعد عن نفسه تلك الشكوك التي أقلقته ونغصت عليه عيشه ، ومع ذلك لم يجهد نفسه في التأكد من صحتها!!
وفي إحدى زوايا مملكتها ( بيت زوجها عشيقها الوحيد ) عثر إبراهيم على مصحفها وسجادتها وسبحتها وعطرها.. في تلك الزاوية شم عبيرها وسمع بكاءها ونشيجها وتراتيلها واستغفارها ونجواها.. في ذلك المكان الذي اكتشفه لأول مرة أحس بتبتلها وتهجدها وتوسلها إلى الله أن يغفر له ولها ، وأن يجمعهما في الفردوس الأعلى من الجنة..
لقد ثبت له أنها تنسل من فراش الزوجية لتخلو بحبيبها وخالقها ورازقها.. لتصلي لربها الذي خلقها لتعبده.. لتناجي رحمان الأرض والسماء وتسأله وتستغفره عندما ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل.. ومن ثم تعود إلى جوار زوجها وهي ممحصة من الذنوب ، ومطهرة من كل عيب ، ومعطرة بعبير الإيمان والطهر والعفاف لتأخذ قسطا من الراحة حتى يرتفع صوت الحق الذي يوقظ المدينة برمتها من سباتها العميق، أما زوجها فلن يوقظه إلا همسها ومداعبتها له بيدها ، والماء الذي ينساب على وجهه من بين أصابعها!!
وبهذا ثبتت لزوجها براءتها وطهرها وعفافها، وبعدها عن الخيانة بُعد السماء عن الأرض ، ولكن بعد فوات الأوان.. فندم على قتلها ، وحزن لفراقها ، وتألم لظلمها ، وبكاها بكاء أليما مرا علقما..
السيد حسن2- مشرف الاقسام الادبية والثقافية
- مساهماتي : 1073
نقاطي : 1215
تسجيلي : 10/01/2012
رد: لعنة الملائكه
قصصك جميلة يا سيد
مجهود مشكور وملحوظ
اعطاك الله خير الدنيا والاخرة
مجهود مشكور وملحوظ
اعطاك الله خير الدنيا والاخرة
سكوتي دمر وجودي- مسلم مجتهد
- مساهماتي : 555
نقاطي : 761
تسجيلي : 31/01/2012
مزاجي : الحمد لله رب العالمين
رد: لعنة الملائكه
اشكرك سكوتى على هذا الرد الغالى
الذى احتفظ به واجعله وسام على صدرى
الذى احتفظ به واجعله وسام على صدرى
السيد حسن2- مشرف الاقسام الادبية والثقافية
- مساهماتي : 1073
نقاطي : 1215
تسجيلي : 10/01/2012
رد: لعنة الملائكه
الله يعطيكـِ العافيه يارب
خالص مودتى لكـِ
خالص مودتى لكـِ
مصرية وافتخر- فرسان لهم بصمات
- مساهماتي : 1167
نقاطي : 1880
تسجيلي : 10/12/2011
رد: لعنة الملائكه
الاخت مصريه
جزيت خير الجزاء من رب
السماوات ورب الاراضين
جزيت خير الجزاء من رب
السماوات ورب الاراضين
السيد حسن2- مشرف الاقسام الادبية والثقافية
- مساهماتي : 1073
نقاطي : 1215
تسجيلي : 10/01/2012
رد: لعنة الملائكه
شكرا لله على عودتك لبيتك
السيد حسن2- مشرف الاقسام الادبية والثقافية
- مساهماتي : 1073
نقاطي : 1215
تسجيلي : 10/01/2012
عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام :: الاقسام الادبية والثقافية :: منتدي التاريخ والقصص والروايات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى