ــ[ قصة الفلاح المصرى الفصيح ]ــ
عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام :: (( عبير )) الاقسام العامة :: القسم العام
صفحة 1 من اصل 1
ــ[ قصة الفلاح المصرى الفصيح ]ــ
ــ( قصة الفلاح المصرى الفصيح )ــ
هو فلاح مصرى عاش منذ 4000سنة فى قرية تسمى حقل الملح فى الفيوم
وجد ان مخزن الغلال اشرف على النفاذ
فحمل قطيعا من الحمير بحاصلات قريتة واتجة نحو المدينة
ليستبدل حاصلاتة بالغلال وكان الطريق يحتم علية المرور بمنزل تحوتى ناخت
وهو موظف صغير وعندما شاهدة تحوتى طمع فى الحمير
فأغلق الطريق امام الفلاح فأضطر للسير داخل الحقل المملوك للملك
فأكل حمار شيئا من الحقل فأنقض تحوتى على الفلاح وقبض علية
وصادر الحمير وتعرض الفلاح للاهانة والتعذيب والسجن بتهمة الاخلال بأمن الدولة
وظن تحوتى ان الافراج عن الفلاح سيجعلة يفرح بالنجاة
ولكن الفلاح رفض النجاة الكاذبة وذهب الى رنزى بن مرو مدير البيت الكبير
فأمر بأجراء تحقيق عاجل ولكن باقى الموظفين انحازوا الى زميلهم ضد الفلاح
وأدعو ان الفلاح ربما يكون متهربا من الضرائب
وتجاهلوا فى تقريرهم مسألة الحمير تماما
ولكن الفلاح لم ييأس وذهب الى مدير البيت الكبير وقال لة بجسارةل
أنك انت والد اليتيم وزوج الارملة وأخ لمن هجرة الاهل وستر من لا ام له
دعنى أضع اسمك فى هذة الارض كى تخلد فوق كل قانون عادل
يأيها القائد الذى لا يشوبة الطمع ويتجنب الصغائر أجب الى الصيحة التى انطق بها فمى
أقم العدل واكشف الضر عنى فأنى فى حيرة
وشعر المدير بالسرور من فصاحة الفلاح وذهب الى الملك يخبرة القصة كلها
وكانت شكوى الفلاح الفصيح خيبة أملة لعدم وجود العدل
مع تلميح بعقاب اللة للظالمين وان الابدية تقترب تكلم الصدق
وافعل الصدق لأنة عظيم والجزاء علية سيتبعك حتى الشيخوخة
من يغش فلن يرزق أطفالا ولن ترسو سفينتة على الارض ولن يحظى بيوم سعيد
سر الملك كثيرا بشكوى الفلاح الفصيح وأمر باعادة كل الحمير الى الفلاح
Al_maroof- نائب مدير
- منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي : محتسب وحامد لربي
رد: ــ[ قصة الفلاح المصرى الفصيح ]ــ
وافعل الصدق لأنة عظيم
والجزاء علية سيتبعك حتى الشيخوخة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
Al_maroof- نائب مدير
- منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي : محتسب وحامد لربي
رد: ــ[ قصة الفلاح المصرى الفصيح ]ــ
البرديات المعروفة باسم «شكاوي الفلاح الفصيح»،
التي تعد أول مظاهرة احتجاجية مؤلفة من شخص واحد
للمحكوم في مواجهة الحاكم.
وبالرغم من الظلم الفادح الذي يعرضه،
صاحب الشكاوي فإن اللغة التي تكلم بها غلب عليها طابع التأدب في مواجهة المسؤول الكبير
إذ يعلي من شأنه ويعظم من قدره، ويعترف بمقامه،
ومن بين هذه الأناشيد أربعة لها طابع خاص تدل علي أن كاتبها مؤلف واحد
وهي بالطبع تبدأ بمديح طويل للإله وفي النهاية تلتمس مساعدته
علي عدو قوي حرم «كاتب الشكاية» غدراً من وظيفته،
فالله هو الذي يقاوم هذا العدو لأنه «القاضي العادل الذي لا يقبل الرشوة»
ذلك لأنه كان ينظر للإله باعتباره، وزيراً وباعتباره، القاضي الأكبر!!
ويقول الشاكي لربه «إنك تساعد المحتاج ولكنك لا تمد يد المساعدة للقوي،
هدئ روع التعس يا أيها الوزير واجعله في حظوة حور القصر
«وحور يعني الملك».
ورجح الأثريون أن هذه الشكوي ترجع لعصر «رمسيس الثاني»
وكان صاحب الشكوي رجلاً شهيراً من حملة الأقلام
وربما كان شاعراً من المغضوب عليهم وبعد تمجيد رمسيس الثاني
بما يكفي يقول الشاكي في آخر النص البديع
«إنك رب الناس فيه فخرهم إله جبار أبدي قاض بين الناس ومتزعم قاعة القضاء
ومثبت العدل ومهاجم الظلم ليت من تعدي علي يقتص منه
انظر إنه أقوي مني وقد اغتصب مني وظيفتي وأخذها زوراً،
أعدها إلي ثانية.. انظر أني أراها في يدي آخر».
أما شكاوي الفلاح الفصيح فظهرت في ٨ عرائض «شكاوي»
وكان سليم حسن في موسوعته قد ذكر أنه توجد ٤ نسخ من كتاب «الشكاوي»
وأكد الباحثون الأثريون أن قصة هذا الفلاح وشكواه تعود إلي عهد «الدولة الوسطي»
في نهاية الألفية الثالثة قبل الميلاد في عهد الملك «نب كاورع»
أحد ملوك «هراكليو بوليس - مدينة أهناس»
وحمل هذا الملك لقب «خيتي» وتتلخص القصة في أن فلاحاً من مقاطعة الفيوم من إقليم وادي النطرون
كان يسكن بلدة تسمي «حقل النطرون» وجد هذا الفلاح مخازن غلاله تكاد تكون خاوية
فحمل حميره محصولات قريته واتجه نحو «أهناس»
طلباً للمبادلة بالغلال وكان يتعين عليه في رحلته أن يمر في طريقه إلي العاصمة
بمنزل «تحوتي نخت» وكان موظفاً كبيراً في معية رئيس الديوان.
وما إن مر الفلاح ببيت هذا الموظف حتي راقت حمير الفلاح لهذا الموظف «المسنود»
فدبر حيلة للاستيلاء عليها عنوة وغصباً بمعاونة رجاله
فاتخذ من أكل أحد الحمير بضعة أعواد من القمح في حقله سبباً ومبرراً لضرب الفلاح ضرباً مبرحاً
واغتصاب «حميره» فمكث الفلاح بعد أن تلقي هذه «العلقة الساخنة»
من الرجل واتباعه أمام دار تحوتي طيلة ٤ أيام يرجو فيها استعادة حميره المسلوبة
غير أن قلب الرجل المسنود لم يرق له وظن أنه فوق المحاسبة
فلم يعر الفلاح أي اهتمام فلماً علم الفلاح بعدل «رنزي»
المدير العظيم لبيت الملك «أي رئيس الديوان»،
ولي وجهه شطر المدينة ليشكو ما حاق به من ظلم
ولحسن الحظ فقد صادف الفلاح ذلك المدير العظيم وهو يتأهب لركوب قاربه،
فأخذ يشكو إليه ويقص عليه ما لحق به من ظلم من الموظف الكبير لدي رنزي «تحوتي»
فعل هذا بلغة رفيعة راقية وصادقة مما استرعي سمع واهتمام «رنزي»
فأرسل أحد خدمه ليتقصي الأمر فعاد وأخبره، بصحة ما ذكره الفلاح،
فعرض «رنزي» الموضوع أمام زملائه من الموظفين
فكان من الطبيعي أن ينحازوا إلي صف زميلهم الطاغية
وعندما رأي الفلاح أن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن تقدم إلي «رنزي» مرة أخري
وأخذ يقص عليه القصة في ٨ شكاوي
ومما جاء في المظلمة الأولي «إذا ذهبت لبحر العدل وسحت عليه في نسيم عليل
فإن الهواء لن يمزق شراعك وقاربك لن يتباطأ،
ومرساك لن ينكسر ولن يغوص قاربك حينما ترسو علي الأرض.
ولن يحملك التيار بعيداً ولن تري وجهاً مرتاعاً. إنك أب لليتيم وزوج للأرملة وأخ للمهجورة..
دعني أجعل اسمك في هذه الأرض فوق كل قانون عادل فتكون حاكماً..
خلا من الشره وشريفاً بعيداً عن الدنايا فهل لك أن تسمع:
أقم العدل أنت الممدوح الذي يمدح من الممدوحين اكشف عني الضر انظر،
انظر إلي إن حملي ثقيل» وعلي هذه الشكوي الفصيحة التي قدمها الفلاح إلي «رنزي»
ذهب «رنزي» إلي جلالته وقال له:
«سيدي لقد عثرت علي أحد هؤلاء الفلاحين «فصيح»
وهو رجل سرق متاعه وانظر إنه قد حضر ليتظلم لي من أجل ذلك»
عندئذ قال جلالته وكأنما يريد أن يسمع لفصاحة الفلاح:
«دعه يتباطأ هنا دون أن تجيب عن أي شيء قد يقوله ولكي تجعله يستمر في الكلام
الزم الصمت ثم مر بأن يؤتي لنا بذاك مكتوباً حتي نسمعه
ولكن مد زوجته وأطفاله بالمؤونة ولابد أن تأمر بإعطائه الطعام
دون أن يعلم أنك أنت الذي أعطيته إياه».
وجاء الفلاح ليتظلم مرة ثانية وقال: «يا أيها المدير العظيم للبيت الملكي
يا سيدي يا عظيم العظماء يا أغني منهم يا مثقال ميزان الأرض.
لا تتحول.. إن السيد العظيم يأخذ فقط مما ليس له مالك..
تأمل، إن العدل يفلت من تحتك» ثم قال الفلاح الفصيح ما معناه «إن حاميها حراميها»
وأن الذين يحكمون بالقانون يجورون علي متاع غيرهم
وذلك الذي يكبح الباطل وذلك الذي يجب عليه أن يقضي علي الفقر يعمل بالعكس..
إن إصلاح الخطأ قصير ولكن الضرر طويل والعمل الطيب يعود إلي مكانه بالأمس
وذلك الذي كان يجب أن يكون مرشداً أصبح مضللاً،
وجاء في الشكوي الثالثة: «ضيق الخناق علي السرقة وارحم الفقير واحذر من قرب الآخرة،
عاقب من يستحق العقاب ولا تجب علي الخير بالشر وصُد الفيضان علي حسب ما يقتضيه العدل،
وإن أصدق وزن للبلاد هو إقامة العدل ولا تكذبن وأنت عظيم».
وكانت هذه الشكوي أمام المحكمة فأمر «رنزي» بسوطين وضرب الفلاح
لكنه استمر في أكثر الشكاوي خلوداً عبر التاريخ ولم ييأس وتلا شكواه الرابعة أمام معبد «أرسافيس»
وقال «أنت.. أيها الممدوح، ليت أرسافيس الذي تخرج من معبده يمدحك، لقد قُضي علي الخير».
ثم جاءت الشكوي الخامسة التي اتهم الفلاح فيها «رنزي»
بأنه ينحاز للص، وأنه لا يضرب علي يد السارق.
ثم أتي الفلاح للمرة الثامنة لمدير البيت العظيم وقال له
«إنك جشع وهذا لا يتفق معك إنك تسرق وهذا لا يليق بك ليس الخوف منك هو الذي يجعلني أشكو لك.
. إنك تملك قطعة أرضك في الريف وخبزك في المخبز والحكام يعطونك ومع ذلك تغتصب..
أقم العدل لرب العدل» ثم جاءت الشكوي العاشرة علي نفس الوتيرة!!
Al_maroof- نائب مدير
- منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي : محتسب وحامد لربي
رد: ــ[ قصة الفلاح المصرى الفصيح ]ــ
ــ( طباعةأين تجد فلاحًا مثلى؟ )ــ
قيل إنه، فى يوم مشمس بديع، خرج فلاح من داره فى وادى النطرون
ليبيع الملح فى السوق فى بلدة بالقرب من الفيوم.
وفى طريقه، قابل أحد موظفى المحافظة،
فاستحسن الرجل منظر الحمار المحمل بالبضاعة، فأخذه عنوة،
وضرب صاحبه وهدده إن هو اشتكى.
قال الفلاح متعجبا: تضربنى وتسرق حاجتى وتستكثر حتى الصرخة على فمى؟
ثم اتجه إلى مقر المحافظة ليقدم بلاغا لصاحب الأمر.
ظل الفلاح أمام مقر المحافظ تسعة أيام يشكو،
فكان مما قال: «عُيِّنتَ فى هذا المنصب المسئول لتكون أبا لليتيم،
وزوجا للأرملة، وأخا للوحيدة، وغطاء لمن بلا أم.
فخذ وجهتك بلا جشع،
وكن خاليا من الخسة، لتبدد الخداع وتظهر الحقيقة.
ها أنا أكلمك، فاسمعنى. حقق العدل يا من يمدحه المادحون وارفع الظلم عنى.
انظر: حملى ثقيل. انظر: أنا مهموم وضاقت بى روحى.
انظر: أنا حزين. انظر: العدالة تهرب منك، يختل الميزان وتخطئ الدفة.
القضاة يتسببون فى الضرر،
ومعيار الكلام هو المحاباة. من بيده الأمر يأمر بالنهب،
فمن ــ إذن ــ يعاقب الشر إن كان طارد الفساد فاسدا،
والمُقَوِّم منحرف، والقصاص منقوص والجرم ممتد والحسنات محبوسة فى الأمس؟
أنت الدفة، فلتقودنا نحو الحق.
التاجر الماهر لا يعرف الجشع، أما أنت فقلبك طماع وهذا لا يليق بك.
فى بيتك ما يكفيك، شبعان أنت بالخبز غنى بأنواع القطن والكتان.
أنت تسلب ــ وهذا لا تحمد عليه؛ فعلى صاحب العيش أن يكون رحيما،
فالعنف لا يكون إلا للمحروم، والسرقة لا تليق إلا بالمُعدم،
أما الظالم الحق فهو من يسرق دون احتياج.
ليكن لسانك دقيقا مضبوطا كى لا تضل الطريق.
لا تنطق كذبا، واحذر الحاشية فالكذب خفيف على قلوبهم.
انظر يا منقذ الغرقى: مرفأك تحوطه التماسيح،
انظر إلىّ أحافظ على المسار الحق وأنا دون مركب. أين تجد فلاحا مثلى؟
كن كالشمس وكن كالنيل: حاجات الكل عندك سواء،
لتخْضَّر الحقول بك وتعود الحياة للأراضى المجرفة.
عاقب السارق وابسط حمايتك على الفقير. لا تكن كالطوفان ضد من يلجأ إليك.
اذكر الحياة الأبدية وارغب فيها فهى آتية، وفعل العدل هو نَفَسُ الحياة كلها.
هل يمكن أن ينحرف الميزان؟ هل يُعقَل أن يميل إلى طرف دون طرف؟
احذر: فاستقامة أمور البلاد ليست إلا فى العدالة. لا تنطق زورا.
أنت ذو ثقل فلا تكن خفيفا. لا تنطق زورا فأنت الميزان.
لا تنحرف فأنت المقياس، لا تخرج عن الصراط فالدفة فى يدك،
لا تسرق بل كن ضد السارق؛ فالعظيم ليس عظيما إذا طَمِع.
إن خبأت وجهك من رجال العنف من إذن يقف فى وجه الشر؟ انظر:
أنت حارس خائب، مدمر للصداقة، تهجر الرفيق الند لتجالس من هم دونك،
تؤاخى من يأتيك بما نهب. انظر: أنت النوتى لا تحمل سوى من يؤجرك،
رجل مضبوط انفطر انضباطه، مدير مخازن الغلال تستخلص الغرامة من المعدم.
انظر: فأنت حدأة تعيش على أرقّ الطيور، أنظر: فأنت طباخ تفرح للذبيح،
انظر: فأنت راعٍ لا يعرف كيف يعدّ رعيته؛ مصيبتى أنك لا ترعى ولا تعدّ،
فالخسران على يدك، ومرفأ البلاد أنت لا تحميه من التماسيح. يا سامع: أنت لا تسمع.
لماذا لا تسمع؟ ها أنا قد حاربت المعتدى وطردت التمساح،
فما قيمة هذا عندك؟ حين نجد الحقيقة تنهار الأكاذيب. اعمل الآن،
فنحن لا نعلم ما يخبئه الغد».
قام رجال المحافظ على الفلاح فضربوه بالعصى والكرابيج. فقال:
«لا زال الحاكم يخطئ، محكوم عليه بالخطأ فهو لا يبصر ما يراه ولا يعى ما يسمعه ولا يفهم ما يقال له …
انظر: فأنت شرطى لص، ومحافظ مرتشٍ، ومأمور مُحَرِّض، وقدوة لفاعل الشر…
انظر: لا جدوى من الحديث معك، الرحمة لم تسكن فيك،
فيا لغُلب الغلابة الذين تنتهكهم. انظر: فأنت قناص غَسَلَ قلبَه…
علم قلبك الصبر ليعى الحقيقة. على العين أن تبصر كى يَعْلَم القلب.
لا تكن قاسيا لأن فى يدك سلطة. لا تفتح للشر طريقا إليك.
عُيِّنتَ لتسمع القضايا، لتحكم بين الناس، لتعاقب المعتدى. لكنك تنصر السارق.
أنظر: كنتَ من أهل الثقة فصرت معتديا. عُيِّنتَ لتكون للفقير سدا منيعا،
فانظر: انه يغرق. أنظر: أنت الطوفان الذى يسحبه إلى الهلاك.
لا تتكاسل، افحص القضية، وأقم العدل.
إن قطعت أنت الأواصر، فمن يصلها؟
إن غَرَسَت المركب يمكن إنقاذها، لكن حمولتها تضيع. أنت متعلم،
مثقف، ماهر ــ لكن أحوالك بها عَوَج. من نفترض فيه الاستقامة يغش البلاد كلها،
يروى الأرض بالشر وينتظر الثمار. هل أنت أيقظت النائم؟
هل شجَّعت الصامت على الكلام؟ هل أضأت طريقا للمكلوم؟
ليس هناك فم مغلق فتحته أنت، ليس هناك جاهل واحد علَّمته.
المعلمون هم أرباب الخير، والصناع الذين يصنعون ما يكون،
من يصلون الرأس بالجسد.
أنظر: لم يمنعنى الخوف من أن أحادثك. أنا الصامت الذى استدار ليحكى لك عن همومه،
ولا يخاف أن يتحدث. أرضك فى الريف، وخبزك فى بيتك ومؤنك فى خزانتك.
حاشيتك يعطونك فتأخذ. ألستَ إذا لصا؟ يحرثون الأرض لك،
وحين نأتيك نجد العسكر عندك لتقسيم الأراضى. ألستَ إذاً لصا؟
إعمل الحق لأجل خاطر رب الحق.
أنت يا قلم الكاتب ويا صفحة الكتاب، يا مجموعة الألوان..
عليك أن تنأى بنفسك عن الظلم. أنت يا مفضَّل، عليك أن تكون جد فاضل.
الحق وفيٌّ إلى الأبد؛ يصحب من يعمل به إلى العالم الآخر،
فحين يُلَّف فى الكفن ويوضع فى التراب لن يزول إسمه من الأرض بل سيذكره الناس.
أنظر: لو لم آتيك أنا سيأتيك غيرى، عندك الفرصة أن تتحدث كإنسان يجيب ويستجيب،
أن تتحدث كمن يخاطب الصامتين، أن تتحدث كمن يستجيب حتى لمن لم يحدثه.
أنت لم تدَّعِ المرض ولم تهرب ــ
لكنك لم تمنحنى ردا على هذه الكلمة الجميلة التى تأتى من الرب نفسه: قل الحق،
وليكن أداؤك حقا، فالحق عظيم، والحق جبار، والحق دائم،
والحق يأتيك بالفضل الحق، والحق يأتيك بالهيبة. فهل ينحرف الميزان؟
هى كفة الميزان توضع عليها الأشياء وفى الميزان الحق لا نقص ولا خسران».
هذه القصة التى لم نسمع بها، للأسف، فى مدارسنا المصرية،
إلا كحدوتة سطحية تُدعى «الفلاح الفصيح»،
يتضح أنها نص كُتِبَ فى بدايات الدولة الوسطى (أى فى نحو عام ٢٠٠٠ قبل الميلاد)،
حين كانت مصر تلملم أطرافها من عصر الاضمحلال الأول
(الذى أعقب انهيار الدولة القديمة)
وتبحث عن أفكار وعن منظومة قيم جديدة تبنى عليها نهضتها.
لا نعلم بالطبع من كتب هذا النص، فالفنان والمثقف المصرى القديم
لم ير ضرورة للتوقيع على أعماله، لكننا نعلم أن الدولة الناشئة تبنته،
وأنه صار النص المفضل لتعليم القراءة والكتابة لكتبة مصر،
أى طبقتها المتعلمة من موظفى الدولة والمثقفين، فنُسِخ آلاف المرات،
وهذا ما أتاح له أن يصل إلينا اليوم، بعد أربعة آلاف عام.
الدولة الوسطى رأت ألف عام من الازدهار،
قام على مشروعات الرى والاستزراع الجبارة،
وعلى حفر القنوات وعلى تحديث الاتصالات وعلى الانفتاح والتجارة والتعليم.
وقام على منظومة قيم يعبر عن جزء منها هذا النص
الذى استلهمه فنان مصرى من خطاب المصريين فوضعه على لسان أكثر الفئات تهميشا:
فلاح من وادى النطرون، يطالب الحاكم بالعدالة والنزاهة،
يحدثه عن الحقيقة والعدالة الاجتماعية، يعلن عدم خوفه من السلطة،
ويفتخر: «انظر إلىّ أحافظ على المسار الحق وأنا دون مركب.
أين تجد فلاحا مثلى؟» على أكتافه بَنَت مصر نهضتها.
لنقرأ نصه اليوم ونحن بصدد انتخاب رئيس وكتابة دستور.
Al_maroof- نائب مدير
- منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي : محتسب وحامد لربي
مواضيع مماثلة
» الممبار المصرى .... بالصور ()
» مناظر طبيعية من قلب الريف المصرى
» طريقة الحواوشى المصرى بالصور
» الأسطورة ( بيبو ) محمود الخطيب لاعب النادى الأهلى المصرى
» مناظر طبيعية من قلب الريف المصرى
» طريقة الحواوشى المصرى بالصور
» الأسطورة ( بيبو ) محمود الخطيب لاعب النادى الأهلى المصرى
عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام :: (( عبير )) الاقسام العامة :: القسم العام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى