ــ[ هل رفع الله عز وجل السيدة مريم العذراء مع سيدنا عيسى ؟ ]ــ
2 مشترك
عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام :: القسم الاسلامي :: القرآن والسنة
صفحة 1 من اصل 1
ــ[ هل رفع الله عز وجل السيدة مريم العذراء مع سيدنا عيسى ؟ ]ــ
ــ( هل رفع الله عز وجل السيدة مريم العذراء مع سيدنا عيسى عليه السلام أم توفاها بالأرض ؟)ــ
هل رفع الله عز وجل السيدة مريم العذراء
مع سيدنا عيسى عليه السلام
أم توفاها بالأرض
وإذا توفاها عز وجل
هل ذكر ذلك بالقرآن الكريم مكان دفنها أم لا؟
الإجـابــــة:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته...
قال تعالى:
{إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ..}
سورة آل عمران (55).
ليس المراد من كلمة: {وَرَافِعُكَ إِلَيَّ}
ما يتبادر إلى الأذهان، أذهان بعض الناس من أنه رُفِعَ إلى السماء،
فإن الآية جاءت صريحة بقوله تعالى:
{وَرَافِعُكَ إِلَيَّ}
ولم تقل ورافعك إلى السماء،
والله تعالى هذا الخالق العظيم،
الذي لا نهاية له،
مُنزَّهٌ عن أن يُحيط به زمان ومكان،
فهو خالق الزمان والمكان.
ثم إنَّ السماء والأرض عند الله تعالى سيَّان في المنزلة والشأن،
وكلاهما مخلوق، وليس يرفع من شأن الإنسان رفعهُ إلى السماء،
إنَّما الذي يرفع الإنسان إلى خالقه ويدنيه من جنابه الكريم،
عمله العالي، وجهاده في سبيل الله،
ودعوته الناس إلى طريق الحق،
وهدايتهم إلى الصراط المستقيم.
وإذاً فالذي جاءت به الآية الكريمة ليس رفعاً جسمياً،
إنَّما هو رفع المنزلة والشأن نقول: رفع الأمير فلاناً إليه،
أي أدناه منه منزلة ومكانة،
لا جسمياً ومكاناً.
قال تعالى: {وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}
سورة فاطر (10).
{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ
إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا،وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا}
سورة مريم.
{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ
وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}
سورة المجادلة (11).
أقول: والذي ينفي أيضاً رفع سيدنا عيسى عليه السلام إلى السماء قوله تعالى:
{وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ}
سورة المؤمنون (50).
والربوة: هي المكان المرتفع من الأرض.
والقرار: هو الجبل الراسخ المستقر.
والمعين: الماء الجاري الذي لا ينقطع.
عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في هذه الآية:
{وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ}.
( قال أتدرون أين هي؟.
قالوا الله ورسوله أعلم. قال:
هي بالشام بأرض يقال لها الغوطة،
في مدينة يقال لها دمشق هي خير مدن الشام). أخرجه ابن عساكر،
وهذا ما رواه البيضاوي في تفسيره، والمؤرخ ابن جبير في كتابه
"تذكرة الأخبار عن اتفاقات الأسفار" أنَّ هذا الإيواء إِنَّما كان إلى ربوة دمشق،
وجاء في بعض الآثار،
أن ظهور سيدنا عيسى عليه السلام في آخر الزمان، سيكون في دمشق.
أما عن ذكر السيدة مريم عليها السلام نقول:
لقد جاء ذكر سيدنا المسيح وأمه الصديقة عليهما السلام بسورتي"المؤمنون والأنبياء"،
وعلى أثر ذكرهما، ترد هاتين الآيتين الكريمتين:
{وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ ،
يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ،
وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ}
سورة المؤمنون (50 ـ 52).
والآية الثانية:
{وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ،
إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ}
سورة الأنبياء(91 ـ 92).
أي أن البشرية كلها ستصبح أمة واحدة،
حين ظهورهما عليهما السلام،
وسيؤم لهما كافة المؤمنين،
حيث يؤم الرجال جميعاً بالعالَم لإمامهم سيدنا عيسى عليه السلام،
والنساء تؤم بسيدتنا مريم عليها السلام والكل بمعيته عليه السلام.
ومن الملاحظ في الآيتين الآنفتين الذكر
أن سيدتنا مريم عليها السلام ذكرها تعالى كآية ومعجزة للعالمين:
{وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً..}.
و{وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ}
. فمتى تكون سيدتنا مريم آية أي معجزة؟.
وهي ولدت لأبوين وعاشت كما يعيش عموم الناس ولم تأت بمعجزات.
إذن: لا تكون المعجزة معجزة عليها السلام إلا حين
قدومها الثاني مع ابنها العظيم عليه السلام.
قال تعالى في سورة المائدة:
{لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ
قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا
إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ
وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا}
(17) سورة المائدة.
وهذا دليل قاطع بأنه عليه السلام لم يمت هو وأمه،
فلو كانا ميتين لكان الخطاب بغير هذه الصيغة،
إذ أن كلمة يهلك جاءت بصيغة المضارع،
فلو كان ميتاً، لجاءت بصيغة الماضي أي:
أهلك. وهذا واضح وضوح الشمس في رابعة النهار.
رسول الله سيد الكون سيدنا محمد العظيم صلى الله عليه وسلم
خاطبه تعالى بآية صريحة قائلاً جل وعلا:
{إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ }
(30) سورة الزمر.
أما سيدنا المسيح عليه السلام،
فلا توجد آية في القرآن الكريم تقول أنه مات،
فلو كان ميتاً عليه السلام، لذكر تعالى ذلك بوضوح،
كما ذكر تعالى على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم،
بل لكرره في أكثر من موضع، بسبب أن هناك أقواماً يدعون أن السيد المسيح إۤله،
ولكن الآيات جاءت مبينة أنه نائم وأنه موجود هو وأمه،
وأنهما في ربوة ذات قرار ومعين، وآيات أخرى داحضة للمزاعم بأنه إۤله.
فمن ذلك قوله تعالى:
{مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ
وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ ...}
(75) سورة المائدة.
الذي يأكل الطعام فقير وضعيف فهذا يكون إۤلهاً!.
هل يكون الإۤله فقيراً وضعيفاً، كيف يُطعم غيره؟!.
{... انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ...}:
ألا تكفي هذه الحجة عليهم!..
{... ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ}
(75) سورة المائدة.
كيف يتحولون، الذي لا يأكل ليوم واحد، تذهب قوته، فكيف يُعين الخلق؟!.
هذا ولو كان السيد المسيح عليه السلام ميتاً،
لأضافها تعالى إلى تلك الآية كردٍّ على من يعبد السيد المسيح،
لكنه تعالى لم يقل ذلك، بل بيَّن سبحانه
(بشرية السيد المسيح وأمه عليهما السلام)
من خلال افتقارهما للطعام والشراب،
ولم يتعرض لذكر الموت هنا، قال تعالى:
{وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ...}
(159) سورة النساء:
وهذه الآية الكريمة، دليل واضح على عودته،
وإيمان أهل الكتاب به قبل موته عليه السلام.
Al_maroof- نائب مدير
- منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي : محتسب وحامد لربي
رد: ــ[ هل رفع الله عز وجل السيدة مريم العذراء مع سيدنا عيسى ؟ ]ــ
{وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ}
سورة المؤمنون (50).
Al_maroof- نائب مدير
- منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي : محتسب وحامد لربي
Jusi- مشرفة قسم المراة والطفل
- مساهماتي : 747
نقاطي : 1248
تسجيلي : 04/06/2012
مزاجي : الحمد لله .. الكلمة الوحيدة المعبرة عن الحال
رد: ــ[ هل رفع الله عز وجل السيدة مريم العذراء مع سيدنا عيسى ؟ ]ــ
Jusi كتب:
شكرا" لمرورك الطيب
سيدتي الفاضلة / جوســي
جزاك الله خيرا"
Al_maroof- نائب مدير
- منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي : محتسب وحامد لربي
مواضيع مماثلة
» الأم العذراء ( مريم )
» معجزات عيسى ابن مريم عليه السلام وقصة صلبه
» ــ[ قصة حمل السيدة امنة برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ]ــ
» ـ[ نبذة عن نبي الله عيسى عليه السلام ]ـ
» ـ[ الحكمة من خلق عيسى من غير أب ]ـ
» معجزات عيسى ابن مريم عليه السلام وقصة صلبه
» ــ[ قصة حمل السيدة امنة برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ]ــ
» ـ[ نبذة عن نبي الله عيسى عليه السلام ]ـ
» ـ[ الحكمة من خلق عيسى من غير أب ]ـ
عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام :: القسم الاسلامي :: القرآن والسنة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى