مسعد سعيد ابو السعد
2 مشترك
عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام :: الاقسام الادبية والثقافية :: منتدي التاريخ والقصص والروايات
صفحة 1 من اصل 1
مسعد سعيد ابو السعد
في إحدي بنايات حي الزمالك, التي تشبه قصور الرشيد في قاهرة المعز.. بهو كبير, أثاث وثير, أشجار ونخيل, طباخ, سفرجي, بواب وجنايني.استيقظ عندما لفحته أشعة الشمس التي دلفت إلي حجرته من تلك الشرفة التي تطل علي ضفاف نهر النيل.
لم يكد يفتح عينيه حتي تلقي أول خبر من أخبار صباح البيزنس في أعماله التي طبقت آفاق عالم التجارة والمال.
ـ ألو.. صباح الخير يا أفندم, السهم وصل خمسين جنيها.. نبيع؟
ـ ردقائلا: لا
بعد دقائق أخبروه بارتفاع جديد لم يعهدوه من ذي قبل..
سألوه أخري: نبيع؟
ـ عندها رد دونما تراجع: بيع.
بعد ساعة تلقي مكالمة من تليفونه المحمول; أدرك بعدها ارتفاع سعر الدولار متجاوزا جميع العملات.. ولأنه يمتلك دار صرافة تمتلئ خزائنها بالدولارات وبما لذ وطاب من إخوة له أشقاء وغير أشقاء من عرب الخليج وأبناء العم سام.
إستطاع أن يحقق منها ثروة طائلة بعدما رفعت الدولة عن تجارة العملة قيودا باتت عقودا تعاني نيرها. في المساء وقع عقدا لبيع قطعة أرض في بلدته شاء لها القدر أن تدخل كردون المباني; لتجمع له في حظيرة ماله بضعة أرانب.
لم تمض ليلته بهذا فحسب, حتي جمع إلي ذلك كله تنازل أحد شركائه عن فيلا بالساحل الشمالي; سداد دين مستحق طال انتظاره.
بهذا وغيره تمر أيامه وتمضي لياليه.. يراه جميع من يخالطه أبن عز ولد فيه; ليغترف منه بكلتا يديه.
قبل أن يغلق دائرة أعماله.. زاره, التقاه, صديق دراسته, رفيق أيام صباه الذي لم يمد يوما إليه يدا.. لم يكشف له غطاء أسراره, لم يفضح حاله إلا عن استحياء بدا عليه. كلما سأله, لم ينطق إلا بكلمة واحدة, لا يردد غيرها لسانه: الحمد لله. في كل مرة يكفيه جوابه, إلا هذه المرة; ألح عليه كثيرا عندما رأي ملامح حاجته.. ملابس رثة, يبدو من رائحة عرقه أنه قد ارتداها منذ أيام.
حذاء تخرج منه بعض أصابعه, يكاد نعله يفارقه, يصير في واد آخر إن سار فيه.
مع ذلك كله يحمل تليفونا محمولا, يعجب له كل من يراه, لأنه لأصحاب المقاسات الكبيرة; فلا يتسع له جيبه, لا تكاد تمسك به يده, أشبه بفردة حذاء أو قالب طوب.
اشتراه فرحا بامتلاكه, لكنه معه أشبه بجثة هامدة.
ساعات لم يطلبه أحد, أو يطلب هو أحدا; حتي قطع صمته وحاجته..
مكالمة قصيرة لم تستغرق إلا عدة ثوان:
ـ مبروك جالك ولد.
امتقع لونه, بدت تكشيرته, أغمض عينيه, سرح في خياله بعيدا فكر في ذلك الوافد الجديد, الذي أضاف إليه رقما قوميا, تعدادا سكانيا ينضم إلي سبع بنات وولدين, حمل ثقيل فرحة بقدوم ولد لم يعهدها إلا أول مرة رزق به. كم تمناه صديقه الذي إنقطع نسله, تفرق نسبه بين بنات ثلاث.
مرت لحظات صمت وتفكير لم يملك فيها نفسه, لم يستطع السيطرة علي مشاعره وأحزانه; سبقته دموعه حتي بللت ملابسه البالية, لتمر من بين ثقوبها, متحذة لها طريقا بين عروقه ولحمه, مختلطة بعرقه وغبار أيامه.
عندها أراد أن يقطع عليه شكواه ومخمصته; فتح خزانته, أخرج بين يديه مبلغا كبيرا, دفع به إليه: انتفض, اهتز له كل كيانه, أعاده إليه منصرفا إلي زوجته التي ترقد في مستشفي عام, لا يحمل لها سوي آلامه, وقلة حيلته.
لم يكد ينظر إلي مولوده أو يحتضنه أو حتي يهنئ زوجه علي سلامتها..
بادروه بقولهم المعتاد: حمد لله علي السلامة.. الحلاوة يا أستاذ
لم يرد بحرف واحد, أو بجنيه لا تحمله حافظة نقوده
مسعد سعيد أبو السعد.. اسم علي غير مسماه, كم عايشه معاناة لم تعرف السعادة إليه طريقا, ربما فكر مرات كثيرة أن يخلعه علي صديقه; لأنه من يملكه.
محسن- عضو مؤسس
- مساهماتي : 336
نقاطي : 472
تسجيلي : 27/10/2011
مزاجي : بخير
مواضيع مماثلة
» السعد Cyperus
» ـ[ عيـدكم سعيد مبارك ]ـ
» عيد ميلاد سعيد .. Jusi
» عيد ميلاد سعيد لـــ محمد معروف
» نشيد ليه خايفين من شرع الله للمنشد احمد سعيد
» ـ[ عيـدكم سعيد مبارك ]ـ
» عيد ميلاد سعيد .. Jusi
» عيد ميلاد سعيد لـــ محمد معروف
» نشيد ليه خايفين من شرع الله للمنشد احمد سعيد
عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام :: الاقسام الادبية والثقافية :: منتدي التاريخ والقصص والروايات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى