ــ[ فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه ]ــ
عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام :: (( عبير )) الاقسام العامة :: القسم العام
صفحة 1 من اصل 1
ــ[ فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه ]ــ
ــ( فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه )ــ
آيات كريمة ومعجزات عظيمة ،
سخرها الله تعالى لتشهد بصدق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ،
وتبيّن حقيقة تأثّر الجماد ـ فضلاً عن بني البشر ـ
بالقرب منه والاستماع إليه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ،
في أخبار ثابتة بالنصوص الصحيحة .
نعم لقد نطق الجماد ،
فحنَّ الجذع ،
وسبح الطعام وسلم الحجر والشجر ،
إنها دلائل ومعجزات مع الجمادات التي لا روح فيها ،
أعطاها الله لنبيه وحبيبه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ،
تأييداً لدعوته ، وإكراماً له ، وإعلاءً لقدره ،
الأمر الذي ترك أثره في النفوس ، وحرك العقول ،
ولفت انتباه أصحابه نحو دعوته التي جاء بها ،
وأثبت لهم أنها دعوة صادقة مؤيدة من الله ،
والأدلة والأحاديث الدالة على ذلك كثيرة منها :
النخلة تسمع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتطيعه :
عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ قال:
(جاء أعرابي إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال بم أعرف أنك نبي؟ ،
قال : إن دعوت هذا العذق (الذي فيه الرطب)
من هذه النخلة أتشهد أني رسول الله؟ ،
فدعاه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ،
فجعل ينزل من النخلة حتى سقط إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ،
ثم قال : ارجع، فعاد ، فأسلم الأعرابي )
رواه الترمذي .
وعن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال :
( سرنا مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
حتى نزلنا واديًا أفيح (واسعا) ،
فذهب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقضي حاجته
، فاتبعته بإداوة من ماء ، فنظر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
فلم ير شيئًا يستتر به ،
فإذا شجرتان بشاطئ الوادي ،
فانطلق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
إلى إحداهما فأخذ بغصن من أغصانها ،
فقال : انقادي عليَّ بإذن الله ،
فانقادت معه كالبعير المخشوش الذي يصانع قائده ،
حتى أتى الشجرة الأخرى ، فأخذ بغصن من أغصانها فقال :
انقادي علي بإذن الله ، فانقادت معه كذلك ،
حتى إذا كان بالمنصف مما بينهما لأم (جمع) بينهما ،
فقال : التئما علي بإذن الله فالتأمتا .
قال جابر : فخرجت أحضرمخافة أن يحس رسول الله ـ
صلى الله عليه وسلم ـ بقربي فيبتعد ،
فجلست أحدث نفسي فحانت مني لفتة ،
فإذا أنا برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مقبلا ،
وإذا الشجرتان قد افترقتا ، فقامت كل واحدة منهما على ساق ،
فرأيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقف وقفة فقال برأسه :
هكذا ـ وأشار أبو إسماعيل برأسه يمينًا وشمالاً ـ ثم أقبل ،
فلما انتهى إليَّ قال : يا جابر هل رأيت مقامي ؟ ،
قلت : نعم يا رسول الله ،
قال : فانطلق إلى الشجرتين فاقطع من كل واحدة منهما غصنا فأقبل بهما ،
حتى إذا قمت مقامي فأرسل غصنا عن يمينك وغصنًا عن يسارك ..
قال جابر : فقمت فأخذت حجرا فكسرته وحسرته (أحددته)
فانذلق لي (صار حادًا) ،
فأتيت الشجرتين فقطعت من كل واحدة منهما غصنا ،
ثم أقبلت أجرهما حتى قمت مقام رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
أرسلت غصنا عن يميني وغصنا عن يساري ،
ثم لحقته فقلت : قد فعلت يا رسول الله فعم ذاك ؟!،
قال : إني مررت بقبرين يعذبان فأحببت بشفاعتي أن يرفه (يخفف) عنهما ،
ما دام الغصنان رطبين )
رواه مسلم .
وعن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال:
( كنا مع رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ
في سفر فأقبل أعرابي ، فلما دنا منه قال له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
أين تريد ؟ ، قال : إلى أهلي ،
قال: هل لك في خير؟ ، قال : وما هو ؟ ،
قال : تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،
وأن محمدا عبده ورسوله ، قال : ومن يشهد على ما تقول ؟ ،
قال : هذه السلمة (شجرة من أشجار البادية) ،
فدعاها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهي بشاطئ الوادي
، فأقبلت تخد (تشق) الأرض خدًا حتى قامت بين يديه ،
فأشهدها ثلاثًا فشهدت ثلاثًا أنه كما قال ، ثم رجعت إلى منبتها ،
ورجع الأعرابي إلى قومه وقال : إنِ اتبعوني آتك بهم ،
وإلا رجعت فكنت معك )
رواه الطبراني .
الشجرة تنتقل من مكانها إرضاء للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال:
( جاء جبريل إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
ذات يوم وهو جالس حزينا قد خضب بالدماء (ملأت الدماء رأسه) ،
ضربه بعض أهل مكة ، قال : فقال له : مالَك ؟ ،
قال : فقال له : فعل بي هؤلاء وفعلوا ، قال : فقال له جبريل ـ عليه السلام ـ :
أتحب أن أريك آية ؟ ، قال نعم ، قال : فنظر إلى شجرة من وراء الوادي ،
فقال : ادع تلك الشجرة ، فدعاها ، فجاءت تمشي حتى قامت بين يديه ،
فقال : مرها فلترجع ،
فأمرها فرجعت إلى مكانها ،
فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حَسْبي )
رواه أحمد.
بل إن الله ـ عز وجل ـ أنطق الشجرة له ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
فعن مِعن قال : سمعت أبي قال :
( سألت مسروقًا : من آذن (أعلم) النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
بالجن ليلة استمعوا القرآن ؟ ،
فقال : حدثني أبوك ـ يعني ابن مسعود ـ : أنه آذنته بهم شجرة ،
وكان ذلك ليلة الجن عندما غاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن أصحابه ،
وجاءه داعي الجن فذهب معهم ، وقرأ عليهم القرآن ،
وآمنوا به واتبعوا النور الذي أنزل معه )
رواه مسلم .
تسليم الحجر والشجرعلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
عن جابر بن سمرة ـ رضي الله عنه ـ قال:
قال رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ :
( إني لأعرف حجرًا بمكة ، كان يسلم عليَّ قبل أن أُبعث ،
إني لأعرفه الآن )
رواه مسلم .
قال النووي معلقًا على هذا الحديث :
" فيه معجزة له ـ صلى الله عليه و سلم ـ ،
وفي هذا إثبات التمييز في بعض الجمادات ،
وهو موافق لقوله تعالى في الحجارة :
{ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ
وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ
وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ }
(البقرة: من الآية74)،
وقوله تعالى :
{ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ
وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُم }
(الاسراء: من الآية44) .
وعن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ قال :
( كنت مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بمكة ،
فخرجنا في بعض نواحيها ، فما استقبله جبل ـ أي حجر ـ ولا شجر ،
إلا وهو يقول : السلام عليك يا رسول الله )
رواه الترمذي .
تسبيح الطعام بحضرته ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال:
( كنا نعد الآيات بركة ، وأنتم تعدونها تخويفًا ،
كنا مع رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ في سفر ،
فقال : الماء ، فقال : اطلبوا فضلة من ماء ،
فجاءوا بإناء فيه ماء قليل ، فأدخل يده في الإناء ثم قال :
حي على الطهور المبارك ،
والبركة من الله ، فلقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع رسول الله ،
ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل )
رواه البخاري .
حب وشوق الجمادات للحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
لم تقف الدلائل والمعجزات النبويّة مع الجمادات عند حدود النطق والكلام والحركة ،
بل امتدّت لتشمل الحب والشوق ، والمشاعر والأحاسيس .
عن سهل عن أبيه عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
( أحدٌ جبلٌ يحبنا ونحبه )
رواه البخاري .
وعن قتادة أن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ حدثهم :
( أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
صعد أحدا وأبو بكر وعمر وعثمان ،
فرجف بهم ، فقال : اثبت أحد ،
فإنما عليك نبي وصِّديق وشهيدان )
رواه البخاري .
والصِّديق هو أبو بكر ،
والشهيدان هما عمر وعثمان وقد ماتا شهيدين .
وإذا كان الجبل أحب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ،
فقد تألم الجذع لفراقه وشوقا إليه ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
نعم حنَّ الجذع شوقا إليه ، وألما من فراقه ،
وقد ورد ذلك ـ كما قال الحافظ ابن كثير ـ
من حديث جماعة من الصحابة بطرق متعددة
تفيد القطع عند أئمة الشأن وفرسان هذا الميدان .
عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ :
( أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة
فقالت امرأة من الأنصار ـ أو رجل ـ :
يا رسول الله : ألا نجعل لك منبرا ؟ ،
قال : إن شئتم . فجعلوا له منبرا . فلما كان يوم الجمعة دفع إلى المنبر ،
فصاحت النخلة صياح الصبي ، ثم نزل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
فضمه إليه يئن أنين الصبي الذي يسكن ، قال :
كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها )
رواه البخاري .
وفى رواية من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما- قال ـ
صلى الله عليه وسلم ـ :
( ولو لم أحتضنه لحنَّ إلى يوم القيامة
رواه أحمد .
قال العلامة تاج الدين السبكي :
" حنين الجذع متواتر ، لأنه ورد عن جماعة من الصحابة ،
إلى نحو العشرين ، من طرق صحيحة كثيرة تفيد القطع بوقوعه " ،
وقال القاضي عياض في الشفاء :
" إنه متواتر " .
وكان الحسن البصري إذا حدث بحديث حنين الجذع يقول :
" يا معشر المسلمين : الخشبة تحن إلى رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ
شوقاً إلى لقائه ، فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه " .
لقد رافقت الدعوة المحمدية من مهدها العديد من الدلائل والمعجزات
الدالة على صدق الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ ،
وكان أعظمها على الإطلاق القرآن الكريم ،
إلا أنه لا يمكن لمنصف تجاهل باقي المعجزات الحسية
والأمور الخارقة للعادة التي شهدها الصحابة الكرام ورووها لمن بعدهم ،
فكان لها الأثر البالغ في زيادة إيمانهم وتثبيت يقينهم في تلك الظروف الصعبة ،
وتكالب أهل الباطل من المشركين واليهود والمنافقين،
وستظل هذه المعجزات على مر الدهور والعصور شاهدة على صدق نبوته ،
وعلو قدره ورفعة منزلته .
Al_maroof- نائب مدير
- منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي : محتسب وحامد لربي
Al_maroof- نائب مدير
- منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي : محتسب وحامد لربي
مواضيع مماثلة
» كـل ماتحتاجون إليه في لوحة المفاتيح
» ــ[ واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه ]ــ
» حنين الجذع شوقاً إليه صلى الله عليه وسلم
» ــ[ واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه ]ــ
» حنين الجذع شوقاً إليه صلى الله عليه وسلم
عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام :: (( عبير )) الاقسام العامة :: القسم العام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى