ــ[ فقه الحج والعمرة ]ــ
عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام :: القسم الاسلامي :: مناسبات دينية
صفحة 1 من اصل 1
ــ[ فقه الحج والعمرة ]ــ
ـــ( فقه الحج والعمرة ]ــ
...... أنواع النسك ......
من تيسير الله على عباده أن شرع لهم فريضة الحج على ثلاث صور ،
رفقًا بهم، ودفعًا للحرج عنهم ،
وهذه الصور هي ما يعرف عند أهل العلم بـ " أنواع النسك " ،
فإذا وصل الحاج إلى الميقات في أشهر الحج -
وهي شوال وذو القعدة والتسع الأول من ذي الحجة -
وهو يريد الحج في عامه ذلك فإنه مخير بين ثلاثة أنواع من النسك وهي :
التمتع :
وصفته أن يُحرم بالعمرة وحدها من الميقات في أشهر الحج
قائلاً عند نية الدخول في الإحرام : " لبيك عمرة " ،
ثم يقوم بأداء مناسك العمرة من طواف وسعي وحلق أو تقصير
ليحل له كل شيء حرم عليه بالإحرام ،
ثم يبقى في مكة حلالاً إلى اليوم الثامن من ذي الحجة
وهو يوم التروية ،
فإذا كان يوم الثامن أحرم بالحج وحده وأتى بجميع أعماله .
القِران
وصفته أن يحرم بالعمرة والحج معًا ،
فيقول : " لبيك عمرة وحجًا " ،
أو يُحرم بالعمرة من الميقات
ثم يُدخل عليها الحج قبل أن يشرع في الطواف ،
فإذا وصل إلى مكة طاف طواف القدوم ،
وإن أراد أن يقدم سعي الحج فإنه يسعى بين الصفا والمروة ،
وإلا أخره إلى ما بعد طواف الإفاضة ،
ولا يحلق ولا يقصر ولا يحل من إحرامه ،
بل يبقى محرماً إلى أن يحل منه يوم النحر ،
والمتمتع والقارن – إذا لم يكونا من حاضري المسجد الحرام-
فإنه يلزمهما هدي شكراً لله أن يسر لهما نسكين في سفر واحد .
الإفراد
وصورته أن يحرم بالحج وحده ،
فيقول : "لبيك حجاً"
فإذا وصل إلى مكة طاف طواف القدوم وسعى للحج إن أراد ،
وإلا أخره إلى ما بعد طواف الإفاضة كالقارن ،
واستمر على إحرامه حتى يحلَّ منه يوم العيد ،
وبهذا يتبين أن أعمال المفرد والقارن سواء ،
إلا أن القارن عليه الهدي لحصول النسكين له ،
بخلاف المفرد فلا يلزمه الهدي ،
لأنه لم يحصل له إلا نسك واحد وهو الحج .
وقد أجمع أهل العلم
- كما نقل ذلك ابن قدامة وغيره–
على جواز الإحرام بأي نوع من هذه الأنساك الثلاثة ،
لقول عائشة رضي الله عنها :
" خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنا من أهل بالعمرة ،
ومنا من أهل بحج وعمرة ، ومنا من أهل بالحج "
إلا أنهم اختلفوا في أيها أفضل على ثلاثة أقوال
والأحسن في هذا المقام التفصيل وأن ذلك يتنوع باختلاف حال الحاج
- كما قال ابن تيمية رحمه الله -
فإن كان يسافر للعمرة سفرة وللحج سفرة أخرى ،
أو يسافر إلى مكة قبل أشهر الحج ويقيم بها حتى يحج،
فهذا الإفراد له أفضل باتفاق الأئمة الأربعة ،
وأما إذا فعل ما يفعله غالب الناس ،
وهو أن يجمع بين العمرة والحج في سفرة واحدة ،
ويقدم مكة في أشهر الحج ،
فهذا إن ساق الهدى فالقِران في حقه أفضل ،
وإنْ لم يسق الهدى ،
فالتحلل من إحرامه بعمرة أفضل ليصير متمتعاً .
لقول ابن عباس رضي الله عنهما وقد سُئل عن متعةِ الحج ؟
فقال : « أهل المهاجرون والأنصار وأزواج النبي - صلى الله عليه وسلّم-
في حجة الوداع وأهللنا ،
فلما قدمنا مكة قال النبي - صلى الله عليه وسلّم- :
( اجعلوا إهلالكم بالحج عُمرةً
إلا من قَلّد الهدي فَطُفنا بالبيت وبالصفا والمروة
وأتينا النساء ولبسنا الثياب )
رواه البخاري .
وللحاج إن خشي شيئاً يعوقه عن إتمام نسكه أن يشترط عند الإحرام فيقول :
" إن حبسني حابس فمحِلِّي حيث حبستني "
لحديث عائشة رضي الله عنها قالت :
" دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم-
على ضباعة بنت الزبير فقال لها :
( لعلك أردت الحج ؟
قالت والله لا أجدني إلا وجعة ،
فقال لها : حجي واشترطي،
قُولي : اللهم محلي حيث حبستني )
رواه البخاري .
Al_maroof- نائب مدير
- منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي : محتسب وحامد لربي
رد: ــ[ فقه الحج والعمرة ]ــ
........ أركان الحج وواجباته وسننه .......
تنقسم أعمال الحج إلى أركان يجب الإتيان بها جميعاً ،
ولا يصح الحج بترك شيء منها ،
ولا يقوم غيرها مقامها ،
وإلى واجبات يصح الحج بترك شيء منها ويجبر المتروك بدم ،
وإلى سنن ومستحبات يكمل بها أجر الحاج وثوابه عند الله .
أركان الحج
للحج أركان أربعة عند جمهور أهل العلم وهي :
1- الإحرام وهو نية الدخول في النسك لقول الرسول- صلى الله عليه وسلَّم- :
( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى ) ،
وله زمان محدد وهي أشهر الحج التي ورد ذكرها في قوله تعالى
{ الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج }
(سورة البقرة الآية 197) ،
ومكان محدد وهي المواقيت التي يحرم الحاج منها .
2- الوقوف بعرفة لقول النبي - صلى الله عليه وسلم- :
( الحج عرفة ، من جاء ليلة جَمْع قبل طلوع الفجر فقد أدرك )
رواه أبوداود وغيره،
والمقصود بجَمْع: المزدلفة،
ويبتدئ وقته من زوال شمس يوم التاسع من ذي الحجة
ويمتد إلى طلوع فجر يوم النحر ،
وقيل يبتدىء من طلوع فجر اليوم التاسع .
فمن حصل له في هذا الوقت وقوف بعرفة ولو لحظة واحدة
فقد أدرك الوقوف، لحديث عروة بن مضرس رضي الله عنه قال :
أتيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- المزدلفة حين خرج إلى الصلاة ،
فقلت : يا رسول الله إني جئت من جبل طيئ ،
أكللت راحلتي ، وأتعبت نفسي ،
والله ما تركت من حبل إلا وقفت عليه ،
فهل لي من حج ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- :
( من شهد صلاتنا هذه ، ووقف معنا حتى ندفع ،
وقد وقف قبل ذلك بعرفة ليلاً أو نهاراً فقد تم حجه ،
وقضى تفثه )
رواه أبو داود وغيره .
وفي أي مكان وقف من عرفة أجزأه لقول النبي - صلى الله عليه وسلّم- :
( وقفت ههنا وعرفة كلها موقف )
أخرجه مسلم .
3- طواف الإفاضة لقوله سبحانه :
{ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق
} (سورة الحج الآية 29)
ولأن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال -
حين أُخبِرَ بأن صفية رضي الله عنها حاضت -
( أحابستنا هي ؟،
فقالوا : يا رسول الله إنها قد أفاضت وطافت بالبيت ثم حاضت بعد الإفاضة ،
قال : فلتنفر إذاً )
متفق عليه ،
مما يدل على أن هذا الطواف لا بد منه ،
وأنه حابس لمن لم يأت به ،
ووقته بعد الوقوف بعرفة ومزدلفة ولا آخر لوقته عند الجمهور بل يبقى عليه ما دام حياً ،
وإنما وقع الخلاف في وجوب الدم على من أخره عن أيام التشريق أو شهر ذي الحجة .
4- السعي بين الصفا والمروة لقوله- صلى الله عليه وسلم- :
( اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي )
رواه أحمد
ولقول عائشة رضي الله عنها :
" طاف رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وطاف المسلمون-
تعني بين الصفا والمروة - فكانت سنة ،
فلعمري ما أتم الله حج من لم يطف بين الصفا والمروة "
رواه مسلم .
وهذا السعي هو سعي الحج ،
ووقته بالنسبة للمتمتع بعد الوقوف بعرفة ومزدلفة وطواف الإفاضة ،
وأما القارن والمفرد فلهما السعي بعد طواف القدوم .
فهذه الأركان الأربعة : الإحرام ، والوقوف بعرفة ،
وطواف الإفاضة ، والسعي بين الصفا والمروة لا يصح الحج بدونها ،
ولا يجبر ترك شيء منها بدم ولا بغيره ، بل لا بد من فعله ،
كما أن الترتيب في فعل هذه الأركان شرط لا بد منه لصحتها ؛
فيُشترط تقديم الإحرام عليها جميعاً ،
وتقديم وقوف عرفة على طواف الإفاضة ،
إضافة إلى الإتيان بالسعي بعد طواف صحيح عند جمهور أهل العلم .
واجبات الحج
وأما واجبات الحج التي يصح بدونها فهي :
1- يكون الإحرام من الميقات المعتبر شرعاً لقوله - صلى الله عليه وسلم-
حين وقت المواقيت :
( هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن لمن كان يريد الحج والعمرة )
رواه البخاري .
2- الوقوف بعرفة إلى الغروب لمن وقف نهاراً
لأن النبي - صلى الله عليه وسلم- وقف إلى الغروب وقال :
( لتأخذوا عني مناسككم ) .
3- المبيت بمزدلفة ليلة النحر واجب
عند أكثر أهل العلم لأنه - صلى الله عليه وسلم- بات بها وقال :
( لتأخذ أمتي نسكها فإني لا أدري لعلي لا ألقاهم بعد عامي هذا )
رواه ابن ماجة وغيره ،
ولأنه - صلى الله عليه وسلم-
أذن للضعفة بعد منتصف الليل فدل ذلك على وجوب المبيت بمزدلفة ،
وقد أمر الله بذكره عند المشعر الحرام .
ويجوز الدفع إلى منى في آخر الليل
للضعفة من النساء والصبيان ممن يشق عليهم زحام الناس ،
وذلك ليرموا الجمرة قبل وصول الناس ،
قال ابن عباس رضي الله عنهما :
" كنت فيمن قدم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-
في ضعفة أهله من مزدلفة إلى منى "
متفق عليه ،
وعن عائشة رضي الله عنها قالت :
" أرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم-
بأم سلمة ليلة النحر فرمت الجمرة قبل الفجر ثم أفاضت "
رواه أبو داود .
4- المبيت بمنى ليالي أيام التشريق لأنه - صلى الله عليه وسلم- بات بها وقال:
( لتأخذوا عني مناسككم ) ،
ولأنه أذن لعمه العباس أن يبيت بمكة ليالي منى من أجل سقايته ،
ورخص أيضاً لرعاة الإبل في ترك المبيت
مما دل على وجوب المبيت لغير عذر .
5- رمي الجمار: جمرة العقبة يوم العيد ،
والجمرات الثلاث أيام التشريق، لأن هذا هو فعل النبي - صلى الله عليه وسلم- ،
ولأن الله تعالى قال :
{واذكروا الله في أيام معدودات
فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه
ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى }
(سورة البقرة الآية 203) ،
ورمي الجمار من ذكر الله ،
لقوله عليه الصلاة والسلام :
( إنما جُعل الطواف بالبيت، وبالصفا والمروة ،
ورمي الجمار لإقامة ذكر الله )
رواه أبوداود وغيره
6- الحلق والتقصير لأن النبي صلى الله عليه وسلم- أمر به فقال :
( وليقصر وليحلل )
متفق عليه ،
ودعا للمحلقين ثلاثا وللمقصرين مرة .
7- طواف الوداع لأمره - صلى الله عليه وسلم- بذلك في قوله :
( لا ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت )
رواه مسلم ،
وقول ابن عباس :
" أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت
إلا أنه خفف عن المرأة الحائض " .
وهذه الواجبات يصح الحج بترك شيء منها ويجبر المتروك بدم
(شاة أو سُبْع بدنة أو سبع بقرة )
تُذبح في مكة وتوزع على فقراء الحرم
لقول ابن عباس رضي الله عنهما :
" من نسي من نسكه شيئا أو تركه فليهرق دماً " .
سنن الحج
وما عدا هذه الأركان والواجبات من أعمال الحج فسنن ومستحبات ،
كالمبيت بمنى في اليوم الثامن ، وطواف القدوم ،
والرمل في الثلاثة الأشواط الأولى ، والاضطباع فيه ،
والاغتسال للإحرام ، ولبس إزار ورداء أبيضين نظيفين ،
والتلبية من حين الإحرام بالحج إلى أن يرمي جمرة العقبة ،
واستلام الحجر وتقبيله ، والإتيان بالأذكار والأدعية المأثورة ،
وغير ذلك من السنن التي يستحب للحاج أن يفعلها ،
وأن لا يفرط فيها اقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم –
وإن كان لا يلزمه شيء بتركها .
أحكام العمرة
وأما العمرة، فلها أركان ثلاثة عند جمهور أهل العلم :
الإحرام ، والطواف ، والسعي . وواجباتها :
الإحرام من الميقات ،
والحلق أو التقصير وطواف الوداع عند من قال بوجوبه ،
وما عدا ذلك سنن ،
فمن ترك ركناً لم تتم عمرته إلا به ومن ترك واجباً جبره بدم .
Al_maroof- نائب مدير
- منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي : محتسب وحامد لربي
رد: ــ[ فقه الحج والعمرة ]ــ
....... محظورات الإحرام .......
إذا أحرم العبد بالحج أو العمرة ودخل في النسك،
فإن هناك أموراً تحرم عليه ما دام محرماً،
وهذه هي الأمور هي التي يطلق عليها أهل العلم محظورات الإحرام ،
وهي على ثلاثة أقسام : قسم يشترك فيه الرجل والمرأة ،
وقسم محرم على الرجال فقط ،
وقسم محرم على الإناث فقط.
فأما ما يشترك فيه الرجل والمرأة فهو:
1- إزالة شعر الرأس بحلق أو غيره لقوله تعالى:
{ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدي محله }
(البقرة 196)،
وألحق به جمهور أهل العلم شعر سائر البدن،
وعليه فيحرم على الحاج أن يتعمد أخذ شيءٍ من شعره حال إحرامه،
وتلزمه الفدية إن فعل ذلك،
وأما لو سقط الشعر بغير اختياره فلا حرج عليه،
ويجوز له إزالة شعره إن كان يتأذى ببقائه مع وجوب الفدية،
لقوله جل وعلا:
{فمن كان منكم مريضاً أو به أذىً من رأسه
ففدية من صيام أو صدقة أو نسك }
(سورة البقرة الآية 196)،
وتفصيل ذلك سيأتي في الكلام عن أحكام الفدية.
2- تقليم الأظافر قياساً على حلق الشعر قال ابن قدامة رحمه الله :
" أجمع أهل العلم على أن المحرم ممنوع من أخذ أظفاره" ،
ولا فرق في ذلك بين أظافر اليدين أو الرجلين ،
لكن لو انكسر ظفره وتأذى به ،
فلا حرج أن يقص القدر المؤذي منه ،
ولا فدية عليه .
3- استعمال الطيب في الثوب أو البدن
لحديث ابن عمر رضي الله عنهما في الصحيح أن النبي - صلى الله عليه وسلّم-
قال في المُحْرِم :
( لا يلبس ثوباً مسه ورسٌ ولا زعفران )،
وقال في الذي وقصته راحلته فمات وهو محرم :
( لا تُمِسوه طيباً ولا تخمروا رأسه )
رواه البخاري .
والمقصود به ابتداء استعمال الطيب بعد الإحرام ،
وأما الطيب الذي تطيب به على بدنه قبل إحرامه
وبقي أثره عليه فلا يضره بقاؤه لقول عائشة رضي الله عنها :
( كنت أنظرُ إلى وبيص المسك
في مفارق رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - وهو مُحرم )
متفق عليه.
4- عقد النكاح لقوله - صلى الله عليه وسلم - :
( لا يَنْكِحُ المحرم ولا يُنْكَح ولا يخطب )
رواه مسلم ،
فلا يجوز للمُحرِم أن يتزوج ولا أن يعقدَ النكاح لغيره ،
ولا أن يخطب حتى يحل من إحرامه.
5- المباشرة بشهوة بتقبيل أو لمس أو نحوه [ويُقصد بالمباشرة هنا:
مماسة بشرة الرجل بشرة المرأة من غير حائل بشهوة]
لقوله جل وعلا :
{ فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج }
( البقرة 197)،
ويدخل في الرفث مقدمات الجماع من تقبيل ولمس وما أشبه ذلك ،
وعليه فلا يحل للمحرم أن يقبل زوجته أو يمسها لشهوة ،
كما لا يحل لها أن تمكنه من ذلك حال إحرامها.
6- الجماع لقوله تعالى :
{الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج
فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج }
(البقرة الآية 197) ،
والرفث هو : الجماع ومقدماته ،
وهو أعظم المحظورات وأشدها تأثيراً على الإحرام ،
لأنه المحظور الوحيد الذي يفسد الحج به،
وأما ما يترتب عليه فهو مفصل في أحكام الفدية .
7- قتل صيد البر المأكول لقوله تعالى:
{وُحُرِّم عليكم صيد البر ما دمتم حُرُماً }
(سورة المائدة الآية 96).
فلا يجوز للمحرم اصطياد شيء من حيوانات البر المأكولة
كالغزال والأرنب ونحوهما،
ولا قتلُه ولا الإعانة على ذلك
بدلالة أو إشارة أو مناولة أو نحو ذلك .
كما يحرم عليه أن يأكل من الصيد إذا صاده غير المحرم لأجله ،
وأما إذا لم يصده لأجله فلا حرج عليه في الأكل منه .
وأما المحظورات التي يختص بها الرجال دون النساء فهي :
1- لبس المخيط، لحديث لحديث ابن عمر رضي الله عنهما
أن النبي - صلى الله عليه وسلم- سُئل :
ما يلبس المُحرِم من الثياب ؟ قال :
( لا يلبس القميص ولا العمامة ولا البرانس
ولا السراويل ولا الخفاف ولا ثوباً مسه زعفران ولا ورس )
متفق عليه ،
والمقصود بالمخيط: ما يلبس ويفصَّل على هيئة الأعضاء ،
سواء كان شاملاً للجسم كله كالبرنس والقميص ،
أو لجزء منه كالسراويل والخفاف والجوارب ،
ولا يقصد به ما فيه خيط،
ويجوز للمحرم شد وسطه بحبل وحزام ونحوه ،
كما أن له أن يلبس الخفين إذا لم يجد نعلين.
2- تغطية الرأس بملاصق لقول النبي - صلى الله عليه وسلّم-
في الذي وقصته راحلته بعرفة :
( اغسلوه بماء وسدر ، وكفنوه في ثوبيه ،
ولا تُخَمِّروا رأسَه - أي لا تُغطوه- )
متفق عليه .
فلا يجوز للمحرم أن يغطي رأسه بما يلاصقه كالطاقية ،
والغترة ، والعِمامة ونحو ذلك ،
أما إذا كان الغطاء غير ملاصق للرأس - كالشمسية مثلاً ،
أو الاستظلال بشجرة ، أو خيمة أو سقف السيارة -
فلا حرج فيه لقول أم الحصين رضي الله عنها :
حججت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم-
حجة الوداع فرأيت أسامة وبلالا
وأحدهما آخذ بخطام ناقة النبي -صلى الله عليه وسلم-
والآخر رافع ثوبه يستره من الحر حتى رمى جمرة العقبة "
رواه مسلم .
كما لا يجوز للمحرم أن يغطي وجهه لقوله عليه الصلاة والسلام
في الذي قتلته ناقته في الحج – كما في بعض الألفاظ- :
( ولا تغطوا وجهه )
رواه مسلم وغيره .
أما المرأة فلها أن تغطي رأسها ،
ولها أن تلبس في الإحرام ما شاءت من الثياب من غير تبرج ولا زينة ،
ولكنها لا تنتقب ولا تلبس القفازين - وهما جوارب اليدين- ،
ولها أن تُغطي وجهها إذا مر الرجال قريباً منها ،
فتسدل الخمار على وجهها .
وجميع المحظورات السابقة لا يجوز فعلها عمداً من غير عذر ،
ومن ارتكب شيئاً منها عامداً من غير عذر فعليه الفدية مع الإثم ،
وأما من احتاج لفعل شيء منها لعذر يبيحُ له ذلك ،
فعليه ما يترتب على فعل المحظور من غير إثم ،
ومن فعل شيئاً منها ناسياً أو جاهلاً أو مُكرَهاً فلا شيء عليه
على الصحيح لقول النبي - صلى الله عليه وسلم- :
( رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه )
رواه ابن ماجه ،
لكن متى زال العذر فَعَلِم الجاهل ،
وذكر الناسي ، واستيقظ النائم ،
وزال الإكراه وجب عليه التخلي عن المحظور فوراً ،
فإن استمر عليه مع زوال العذر كان آثماً ،
وعليه ما يترتب على فعل المحظور من الفدية وغيرها ،
كمن غطى رأسه وهو نائم فلا شيء عليه ما دام نائماً ،
فإذا استيقظ لزمه أن يكشف رأسه فوراً ،
فإن استمر في تغطيته مع علمه بوجوب كشفه كان آثماً ،
وعليه ما يترتب على ذلك ،
Al_maroof- نائب مدير
- منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي : محتسب وحامد لربي
رد: ــ[ فقه الحج والعمرة ]ــ
....... أحكام الفدية .......
من رحمة الله بهذه الأمة أن رفع عنها الأغلال والآصار
التي كانت على من قبلها من الأمم ،
فخفف عنها أثقال غيرها ، ويسّر عليها أمر عبادتها فقال سبحانه :
{ يرِيد الله أَن يخفف عنكم وخلق الاِنسان ضعيفا }
( النساء 28) ،
وقال جل وعلا :
{ هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج }
( الحج 78) ،
ولهذا جعل الله تعالى للمسلم ما يستدرك به النقص الحاصل في عبادته ،
وشرع له ما يكفر به ما ارتكبه من محظور حال العبادة ،
ومن هنا جاءت مشروعية الفدية في الحج .
والفدية تجب على المحرم بواحد من الأمور التالية :
- أن يرتكب محظوراً من محظورات الإحرام
- أن يترك واجباً من واجبات الحج أو العمرة
- أن يكون متمتعاً أو قارناً وهو دم شكران وليس دم جبران .
- أن يفوته الحج أو يحصر عنه
أما الفدية الواجبة بارتكاب المحظورات فتختلف من محظور لآخر ،
وهذه المحظورات يمكن تقسيمها بحسب الفدية إلى أربعة أقسام :
1- ما لا فدية فيه : وهو عقد النكاح ، فإذا عقد المُحرم عقد نكاح ،
أو عُقد له ، فإن العقد باطل في قول أكثر أهل العلم،
والعاقد آثم بفعله ، لكن ليس عليه فدية .
2- ما فديته مغلظة : وهو الجماع حال الإحرام
، فإذا جامع المحرم زوجته قبل أن يتحلل التحلل الأول أثم ،
وفسد حجه وحجها إذا كانت مطاوعة له ،
ولزمهما معًا أن يمضيا في حجهما ،
ويستمرا فيما بقي عليهما من أعمال ،
ثم يقضيا الحج من عامهما القادم ، وتلزم كل واحد منهما فدية ،
وهي بدنة يذبحها ويفرق لحمها على فقراء الحرم ،
والجماع هو المحظور الوحيد الذي يفسد الحج به ،
أما إن حصل الجماع بعد التحلل الأول فإنه حجه لا يفسد بذلك وتلزمه شاة توزع في الحرم .
3- ما فديته المِثْلُ أو ما يقوم مقامه : وهو قتل الصيد
، فمن قتل صيد البر المأكول حال إحرامه لزمه واحد من أمور ثلاثة :
أولها : المِثْل ، وهو أن يذبح الحاج من بهيمة الأنعام
( الإبل والبقر والغنم ) ،
ما يماثل الحيوان الذي صاده ، فالنعامة مثلاً فيها بدنة ،
وحمار الوحش فيه بقرة ، والغزال فيه شاة
إلى غير ذلك من المثليات التي ذكرها الفقهاء
، ويُذبح المثل ويُوزع على فقراء الحرم .
ثانيها : الإطعام ، وكيفيته أن يقوّم المثل ،
ويشترى بقيمته طعامًا يُوزعه على الفقراء والمساكين ،
لكل مسكين نصف صاع .
ثالثها: الصيام ،
فينظر عدد المساكين الذين يمكن إطعامهم في الحالة الثانية ،
ويصوم عن كل مسكين يومًا .
ودليل ذلك قوله سبحانه
:{يا أَيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم
ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم
يحكم به ذوا عدل منكم هديا بالغ الكعبة
أَو كفارة طعام مساكين أَو عدل ذلك صياما
لِيذوق وبال أمره عفا الله عما سلف
ومن عاد فينتقم الله منه والله عَزِيز ذو انتقام }
( المائدة:95) .
4- ما فديته فدية الأذى : وهو حلق الشعر ، وقص الأظافر ،
وتغطية الرجل رأسه بملاصق ، ولبس الرجل ما خيط على هيئة البدن ،
واستعمال الطيب ، وانتقاب المرأة ولبسها القفازين .
فإذا ارتكب المحرم أحد هذه المحظورات
فهو مخير بين أن يذبح شاة ويفرق لحمها على فقراء الحرم ،
أو يطعم ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع ،
أو يصوم ثلاثة أيام ، وهذه الفدية تسمى فدية الأذى ،
وهي المذكورة في قوله تعالى :
{ فمن كان منكم مرِيضا أَو به أَذى من رأْسه
ففدية من صيام أَْو صدقة أو نسك }
( البقرة 196) .
وبقي أن ننبه على أن المحرم إذا كرر فعل محظور من جنس واحد ،
وقبل التكفير عنه ، كما لو قص أظافره أكثر من مرة مثلاً ،
ففيه فدية واحدة ، أما إن كرر محظورًا من أجناس مختلفة ،
كما لو قص شعره ، وغطى رأسه مثلاً ، فعليه فدية لكل واحد منها ،
وهذا في غير جزاء الصيد ، ففيه كفارة لكل فعل ،
ولو كان من جنس واحد .
هذه أحكام الفدية المترتبة على ارتكاب محظور من محظورات الإحرام ،
وأما بالنسبة للفدية المترتبة على ترك الواجب،
كترك الإحرام من الميقات ،
وعدم الجمع بين الليل والنهار في الوقوف بعرفة ،
وترك المبيت بمزدلفة ومنى ، وترك طواف الواداع ،
ونحو ذلك من واجبات الحج ، فالواجب فيه شاة ،
فإن لم يجد ففي انتقاله إلى الصيام خلاف
فمنهم من قال يصوم عشرة أيام قياساً على دم التمتع ،
ومنهم من لم يلزمه بالصوم .
إلا أنه يجب التنبه إلى أن المحرم إذا ترك واجبًا من واجبات الحج ،
فإنه يجب عليه الفدية سواءً أكان الترك عمدًا أم سهواً ،
أم جهلاً ، لأنه تاركٌ لنسك ،
بخلاف ما لو ارتكب محظورًا من محظورات الإحرام ،
التي سبق ذكرها ، جاهلاً أو ناسيًا أو مكرهًا ،
فلا شئ عليه على الصحيح ، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم- :
( رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه )
رواه ابن ماجة وغيره .
وإذا كان الحاج متمتعاً أو قارناً
ولم يكن من حاضري المسجد الحرام فيجب عليه دم أيضاً ،
وأقله شاة أو سبع بدنة أو سبع بقرة وهو دم شكران ،
فإن لم يجد فيصوم ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع إلى أهله لقوله تعالى :
{ فمن تمتع بِالعمرة إلى الْحج فما استيسر منَ الهدي
فمن لم يجد فصِيام ثلاثة أيام في الْحج وسبعة إذا رجعتم
تلك عشرة كاملة ذلك لمن لم يكن أَهله حَاضرِي المسجد الحرام }
( البقرة 196)،
وحاضرو المسجد الحرام هم أهل الحرم ومن كان منه دون مسافة قصر .
كما تجب الفدية على من فاته الحج بعد أن أحرم به ،
أو أحصر عنه بسبب من الأسباب المانعة له من الوصول إلى الحرم ،
على تفصيل بيناه في أحكام الفوات والإحصار
والله أعلم .
Al_maroof- نائب مدير
- منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي : محتسب وحامد لربي
رد: ــ[ فقه الحج والعمرة ]ــ
........ حكم الحج وشروط وجوبه ........
فريضة الحج من أفضل العبادات وأجل القربات ،
شرعها سبحانه إتمامًا لدينه ،
وشرع معها العمرة،
التي ورد ذكرها في القرآن الكريم إلى جانب فريضة الحج،
في قوله تعالى:
{وأتموا الحج والعمرة لله }
(البقرة:196) .
وسنعرض لحكم الحج في دين الإسلام وشروط وجوبه.
حكم الحج والعمرة
دل الكتاب والسنة وإجماع أهل العلم
على وجوب الحج على المستطيع في العمر مرة واحدة
فأما الكتاب فقوله سبحانه
{ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً }
(آل عمران:97) .
وأما السنة فقد ثبت ذلك في أحاديث كثيرة منها
حديث ابن عمر رضي الله عنه :
( بُني الإسلام على خمس:
شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله،
وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة،
وصوم رمضان،
وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً )
متفق عليه.
ونقل الإجماع على الوجوب ابن المنذر و ابن قدامة وغيرهم .
وأما العمرة فقد اختلف العلماء رحمهم الله في حكمها،
فمن قائل بأنها واجبة على من يجب عليه الحج
لعدد من الأدلة منها حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت :
" قلت يا رسول الله: على النساء جهاد؟ قال:
( نعم، عليهن جهاد لا قتال فيه، الحج والعمرة )
رواه أحمد .
ومن قائل بأنها ليست واجبة لقوله عليه الصلاة والسلام
وقد سئل عن العمرة أواجبة هي؟
فقال:
( لا ، وأن تعتمروا فهو أفضل )
رواه الترمذي وغيره
وقد تنازعوا في صحته .
كما وقع الخلاف أيضاً بينهم في وجوب الحج
على المستطيع فوراً أم على التراخي،
والأكثر على أنه يجب على الفور
فلا يجوز للعبد تأخيره إذا كان مستطيعًا لأمر الله تعالى به في قوله :
{وأتموا الحج والعمرة لله }
(البقرة 196) ،
وقوله:
{ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً }
( آل عمران 97) ،
والأصل في الأوامر أن يلتزم بها المكلف فوراً .
شروط وجوب الحج :
لا يكون الحج واجبًا على المكلف إلا إذا توافرت فيه شروط معينه ،
وتُسمى هذه الشروط
"شروط الوجوب"
فإذا توفرت هذه الشروط كان الحج واجبًا على المكلف،
وإلا فلا يجب عليه،
وهذه الشروط هي :
الإسلام
فغير المسلم لا يجب عليه الحج،
ولو أتى به لم يصح منه لقوله تعالى :
{وما منعهم أن تُقبل منهم نفقاتهم
إلا أنهم كفروا الله وبرسوله }
(التوبة 54) ،
فالإسلام شرط لصحة كل عبادة ، وشرط لوجوبها .
التكليف
وهو أن يكون المسلم بالغًا عاقلاً،
فالصغير لا يجب عليه الحج لأنه غير مكلف ،
لكن لو حج صح منه لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -
للمرأة التي رفعت إليه صبيًا ،
وقالت: ألهذا حج ؟، قال :
( نعم، ولكِ أجر )
رواه مسلم ،
لكن لا يجزئه ذلك عن حجة الإسلام ،
فيلزمه أن يحج مرة أخرى بعد بلوغه ؛
أما المجنون فلا يجب عليه الحج ولا يصح منه ،
لأن الحج لا بد فيه من نية وقصد ،
ولا يمكن وجود ذلك من المجنون .
الحرية
فلا يجب الحج على العبد المملوك لأنه غير مستطيع ،
لكن لو حج صح منه ،
ويلزمه أن يحج حجة الإسلام بعد حريته .
الاستطاعة
والاستطاعة تكون في المال والبدن ،
بأن يكونَ عنده مال يتمكن به من الحج ،
ويكون أيضاً صحيح البدن غير عاجز عن أداء المناسك ،
فإن كان المكلف غير قادرٍ لا ببدنه ولا بماله
ففي هذه الحال لا يجب الحج عليه ،
لعدم تحقق شرط الاستطاعة .
وإن كان قادرًا بماله غير قادر ببدنه فيلزمه أن ينيب من يحج عنه
لحديث الخثعمية التي جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت :
يا رسول الله، إن فريضة الله على عباده في الحج،
أدركت أبي شيخا كبيرا لا يثبت على الراحلة أفأحج عنه ؟
، قال : (نعم) رواه البخاري .
ولا يلزم المكلف الاستدانة لأجل الحج ،
كما لا يلزمه الحج ببذل غيره له ولا يصير مستطيعاً بذلك .
والقدرة المالية المعتبرة لوجوب الحج،
هي ما يكفيه في ذهابه ، وإقامته ، ورجوعه ،
وأن يكون ذلك فاضلاً عما يحتاج إليه لقضاء ديونه ،
والنفقات الواجبة عليه ،
وفاضلاً عن الحوائج الأصلية
التي يحتاجها من مطعم ومشرب وملبس ومسكن وما إليه ،
فمن كان في ذمته دين حالٌّ لشخص ،
فلا يلزمه الحج إلا بعد وفاء ما في ذمته .
وإن احتاج للنكاح وخاف على نفسه المشقة أو الوقوع في الحرام ،
فله أن يقدم الزواج على الحج ،
وإن لم يخف على نفسه قدَّم الحج .
وجود المحرم للمرأة
ومن الاستطاعة أن يكون للمرأة محرم يسافر معها ،
فمن لم تجد المحرم فالحج غير واجب عليها،
وذلك لمنع الشرع لها من السفر من غير محرم ففي الحديث يقول - صلى الله عليه وسلم- :
( لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر إلا ومعها ذو محرم )
متفق عليه ،
والمحرم زوج المرأة ،
وكل ذكر تحرم عليه تحريماً مؤبداً بقرابة أو رضاع أو مصاهرة
.هذا ما يتعلق بحكم الحج والعمرة ، وشروط وجوبهما ،
وهناك أحكام تتعلق بمسائل الحج الأخرى ،
يمكن الرجوع إليها في ثنايا المحور .
Al_maroof- نائب مدير
- منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي : محتسب وحامد لربي
رد: ــ[ فقه الحج والعمرة ]ــ
......... المواقيت الزمانية والمكانية ........
فريضة الحج من أركان الإسلام الأساسية،
خصها سبحانه بزمان معين ومكان محدد،
فجعل زمانها أشهر الحج، قال تعالى:
{ الحج أشهر معلومات }
( البقرة:197)
وجعل مكانها مكة المكرمة البلد الحرام،
قال تعالى:
{جعل الله الكعبة البيت الحرام قيامًا للناس }
(المائدة:97)
وأقام مواقيت مكانية ليحرم عندها من قصد البيت حاجًا أو معتمرًا .
وقد أوضح الرسول صلى الله عليه وسلم
تلك الأماكن بشكل مفصل ومحدد،
فجعل لكل جهة من الجهات ميقاتًا للإحرام.
فجعل لأهل المدينة المنورة - وهي جهة شمال البيت الحرام - ميقات ذي الحليفة،
والحليفة تصغير الحَلفاة، واحدة الحلفاء،
وهو نبات معروف، وسمي المكان بذي الحليفة لكثرة ذلك النبات فيه؛
وهو أبعد المواقيت عن مكة،
إذ يبعد عنها أربعمائة كيلو مترٍ تقريبًا؛
ويعرف اليوم بأبيار علي.
أما ميقات أهل المغرب ومصر و السودان وعموم أفريقيا فهو "الجحفة"
وهي قرية قديمة اجتحفها السيل وجرفها فزالت،
وحل بها الوباء الذي دعا النبي صلى الله عليه وسلم
أن ينقله من المدينة إلى الجحفة في قوله:
( اللهم انقل حُمَّاها - أي حُمَّى المدينة - إلى الجحفة )
رواه البخاري .
لأنها كانت بلاد كفر، ولما خربت الجحفة وصارت مكانًا غير مناسب للحجاج،
اتخذ الناس بدلها ميقات رابغ، ومنه يُحرم الحجيج اليوم،
وهو أبعد من الجحفة قليلاً عن مكة،
ويبعد عنها مسافة ثلاثة وثمانين ومائة كيلو متر تقريبًا .
وأما ميقات أهل الجنوب ومن كان قادمًا من جهتهم فهو " يلملم "
و يلملم اسم لتلك المنطقة، والمكان معروف ويسمى اليوم بـ" السعدية "
ويبعد عن مكة مسافة مائة وعشرين كيلو متر تقريبًا .
وأما ميقات أهل المشرق فهو " ذات عرق" وهو لأهل العراق وإيران ومن كان في جهتهم،
وسمي بـ "ذات عرق"
لأنه يقع على مقربة من جبل صغير بطول اثنين كيلو متر،
ويبعد عن مكة شرقًا مسافة قدرها مائة كيلو متر تقريبًا،
وهي اليوم مهجورة،
لعدم وجود طرق إليها؛ وبجوارها ( العقيق )
وهو واد عظيم، يبعد عن ذات عرق عشرين كيلو مترًا،
وعن مكة عشرين ومائة كيلو متر، منه يحرم الناس اليوم،
ويسمى ( الضَّريبة ) .
وجعل النبي صلى الله عليه وسلم لأهل نجد ميقاتاً خاصاً وهو " قرن المنازل "
ويبعد عن مكة خمسة وسبعين كيلو مترًا،
ويعرف اليوم بـ" السيل " وهو قريب من الطائف .
ومن كان موطنه دون هذه المواقيت،
فإحرامه من مكانه الذي هو فيه
لقول ابن عباس رضي الله عنهما،
قال:
( إن النبي صلى الله عليه وسلم وقّت لأهل المدينة ذا الحليفة
ولأهل الشام الجحفة
ولأهل نجد قرن المنازل
ولأهل اليمن يلملم،
هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن
ممن أراد الحج والعمرة،
ومن كان دون ذلك فمن حيث أنشأ،
حتى أهل مكة من مكة )
متفق عليه.
وقول عائشة رضي الله عنها:
"إن النبي صلى الله عليه وسلم
( وقت لأهل العراق ذات عرق )
رواه أبو داود و النسائي .
وهذه المواقيت مجموعة في قول الناظم:
عــرق العراق يلمـلم اليمن وبذي الحليفة يــحرم المدني
والشام جحفة إن مررت بها ولأهل نجد قــــرن فـاستبن
بقي أن تعلم - أخي الحاج -
أنه لا يجوز للحاج أو المعتمر تجاوز هذه المواقيت إلا بعد الدخول في نية الإحرام
وارتداء لباس الإحرام،
إن كان مريدًا للنسك،
وتفصيل هذا تقف عليه في ثنايا المحور،
والله الموفق .
Al_maroof- نائب مدير
- منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي : محتسب وحامد لربي
رد: ــ[ فقه الحج والعمرة ]ــ
......... أحكام الهدي .........
الهدي هو ما يهدى من الأنعام إلى الحرم تقرباً إلى الله تعالى ،
قال عز وجل :
{والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير
فاذكروا اسم الله عليها صواف
فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر
كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون }
( الحج 36) ،
وقد أهدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مائة من الإبل .
وللهدي أحكام وشروط تتعلق به
يذكرها أهل العلم في هذا الباب ينبغي
أن يكون الحاج منها على بينة .
أنواع الهدي
ينقسم الهدي إلى نوعين تطوع وواجب .
فهدي التطوع هو ما يقدمه العبد قربة إلى الله تعالى من غير إيجاب سابق ،
فله أن يتقرب وأن يهدي ما شاء من النعم حتى ولو لم يكن محرماً ،
وقد بعث النبي - صلى الله عليه وسلم- غنماً مع أبي بكر - رضي اللّه عنه -
عندما حج سنة تسع ،
وأهدى في حجه مائة بدنة.
وأما الهدي الواجب فهو الذي يجب على العبد بسبب من الأسباب الموجبة للدم ،
والدماء الواجبة في الحج أنواع :
- دم التمتع والقران
وهو الدم الواجب بسبب الجمع بين الحج والعمرة في سفر واحد قال جل وعلا :
{ فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي
فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم
تلك عشرة كاملة }
البقرة 196
وأُلحِق القارن قياساً على المتمتع
فيجب عليهما ما استيسر من الهدي وأقله شاة أو سبع بدنة أو سبع بقرة ،
والحكم في الآية السابقة على الترتيب
فلا يجوز العدول عن الهدي إلى غيره إلا إذا عجز عنه ،
كأن يعدمه أو يعدم ثمنه ،
فينتقل حينئذ إلى الصيام فيصوم ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع إلى أهله .
وما سبق خاص بمن لم يكن من حاضري المسجد الحرام ،
أما من كان من حاضري المسجد الحرام فلا هدي عليه .
- دم الفوات والإحصار
وهو الدم الواجب بسبب فوات الحج ،
وذلك بأن يطلع فجر يوم النحر على المحرم ولم يقف بعرفة ،
وحينئذ فإنه يتحلل بعمرة فيطوف ، ويسعى ،
ويحلق أو يقصر ، ويقضي الحج الفائت ،
ويهدى هدياً يذبحه في قضائه .
ويجب الدم أيضاً بسبب الإحصار
وهو طروء مانع يمنع المحرم من إتمام نسكه بعد أن شرع فيه ،
كمرض أو عدو أو غير ذلك من الموانع لقوله جل وعلا :
{ فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي }
(البقرة 196).
فيجب عليه هدي يذبحه حيث أحصر
، فإن لم يجد الهدي ففي انتقاله إلى الصيام خلاف .
وينبغي أن يعلم أن الفوات خاص بفوات الوقوف بعرفة ،
وأما الإحصار فهو عام فيمن أحصر عن أي ركن من الأركان ،
أما من أحصر عن واجب فإنه لا يتحلل بل يبقى على إحرامه ،
وفي لزوم الدم عليه خلاف ،
والفوات أيضاً خاص بالحج فلا يتصور في العمرة فوات ،
وأما الإحصار فهو عام في الحج والعمرة .
- دم ترك الواجب
وهو الدم الواجب لترك واجب من واجبات الحج كترك الإحرام من الميقات ،
وعدم الجمع بين الليل والنهار في الوقوف بعرفة ،
وترك المبيت بمزدلفة ومنى ،
وترك طواف الواداع .
فالواجب فيه شاة ،
وإن لم يجد ففي انتقاله إلى الصيام خلاف
فمنهم من قال يصوم عشرة أيام قياساً على دم التمتع ،
ومنهم من لم يلزمه بالصوم لأن القياس مع الفارق .
- دم ارتكاب المحظور
وهو الدم الواجب بارتكاب محظور من محظورات الإحرام
-غير الوطء وعقد النكاح وقتل الصيد -
كالحلق ولبس المخيط والتطيب وتقليم الأظافر ،
فالواجب فيه دم على التخيير ،
وهي فدية الأذى المذكورة في قوله تعالى :
{ فمن كان منكم مريضاً أو به أذىً من رأسه
ففدية من صيامٍ أو صدقةٍ أو نسك }
( البقرة 196) ،
فهو مخير بين أن يذبح شاة ،
أو يطعم ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع ،
أو يصوم ثلاثة أيام .
- كفارة الوطء والاستمتاع
وهو الدم الواجب بالجماع ،
فإذا جامع الرجل زوجته في الفرج قبل التحلل الأول فسد حجه ،
ويجب عليه بدنة ، ويتم أعمال الحج ويقضيه من العام التالي ،
وأما لو أنزل بمباشرة دون الفرج ، أو لمْسٍ بشهوة ،
أو استمناءٍ فقد اختلفوا هل يجب عليه بدنة أو شاة كفدية الأذى ؟
وأما بالنسبة لفساد حجه
فالصحيح الذي عليه الجمهور
أنه لا يفسد بغير الوطء في الفرج .
وأما إن حصل الجماع بعد التحلل الأول
فإن حجه لا يفسد وعليه ذبح شاة أو بدنة على خلاف بين العلماء ،
والمرأة في وجوب الفدية مثل الرجل إذا كانت مطاوعة له .
- دم جزاء الصيد
وهو الدم الواجب بسبب قتل المحرم للصيد ،
أو الإعانة على قتله بإشارة أو مناولة أو ما أشبه ذلك ،
فيجب فيه دم المثل لما قتل يذبحه ويوزعه على فقراء الحرم لقوله تعالى :
{ومن قتله منكم متعمداً فجزاءٌ مثل ما قتل من النعم
يحكم به ذوا عدل منكم هدياً بالغ الكعبة }
(سورة المائدة 95) ،
وله أن يقَوِّم المثل ويشتري بقيمته طعاماً
يفرق على المساكين لكل مسكين نصف صاع ،
أو يصوم عن طعام كل مسكين يوماً لقوله تعالى في الآية السابقة :
{أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صياماً }
(سورة المائدة 95)،
فالواجب فيه إذاً على التخيير .
شروط الهدي
ويشترط في الهدي ما يشترط في الأضحية ،
وهو أن يكون من بهيمة الأنعام
( الإبل ، والبقر ، والغنم ) ،
وأن يبلغ السن المعتبر شرعاً ،
بأن يكون ثنياً من
( الإبل والبقر والمعز ) ،
أو جذعاً من الضأن ،
والثني من الإبل ما تم له خمس سنين ،
ومن البقر ما تم له سنتان ، ومن الغنم ما تم له سنة ،
والجذع من الضأن ما له ستة أشهر ،
كما يشترط أن يكون سليماً من العيوب
التي تمنع الإجزاء فلا تجزئ العوراء البين عورها ،
ولا العرجاء البين عرجها ،
ولا المريضة البين مرضها ،
ولا العجفاء التي لا مخ فيها .
وأفضلها الإبل ، ثم البقر ، ثم الغنم ،
وأقل ما يجزئ عن الواحد شاة أو سبع بدنة ،
أو سبع بقرة ، لقول جابر رضي اللّه عنه - فيما رواه مسلم - :
" حججنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم-
فنحرنا البعير عن سبعة والبقرة عن سبعة " .
والأفضل ما توافرت فيه صفات التمام والكمال كالسمن ،
وكثرة اللحم ، وجمال المنظر ، وغلاء الثمن لقوله تعالى :
{ ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب }
( الحج 32 )
قال ابن عباس رضي الله عنه : " تعظيمها : استسمانها ،
واستعظامها ، واستحسانها " .
وكان عروة بن الزبير رضي الله عنه يقول لبنيه :
" يا بني لا يهد أحدكم للّه تعالى من البدن شيئاً يستحي أن يهديه لكريمه ،
فإن اللّه أكرمُ الكرماء، وأحق من اختير له " .
ويستحب كذلك إشعار الهدي وتقليده إظهاراً شعائر الله ،
وإعلاماً للناس بأن هذه قرابين تساق إلى بيت الله الحرام ،
ويتقرب بها إليه ، والإشعار هو :
أن يشق أحد جنبي سنام البدنة حتى يسيل دمها ،
ويجعل ذلك علامة على كونها هدياً فلا يُتعرَّضُ لها ،
والتقليد هو : أن يجعل في عنق الهدي قطعة جلد ونحوها ليُعرَف أنه هدي ،
تقول عائشة رضي الله عنها :
" لقد كنتُ أفتلُ قلائد هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ،
فيبعث هديه إلى الكعبة "
رواه البخاري .
وإذا عين هديه بالقول أو الإشعار أو التقليد لم يجز بيعه ،
ولا هبته ، لأنه بتعيينه خرج عن ملكه وصار حقاً لله تعالى .
محل ذبح الهدي ووقته
والهدي- سواء أكان واجباً أم تطوُّعاً -
لا يُذبح إلا في الحرم سوى نوعين :
الأول :
ما وجب بفعل محظور غير قتل الصيد ،
فيجوز ذبحه في الحرم ،
وفي الموضع الذي وُجد سببه فيه .
الثاني :
ما وجب بالإحصار فحيث أحصر .
وللمُهدي أن يذبح هديه في أي موضع من الحرم لقوله- صلى الله عليه وسلم- :
( كل منى منحر وكل فجاج مكة طريق ومنحر )
رواه أبو داود .
ووقت الذبح يبدأ من يوم النحر إذا مضى قدر فعل الصلاة بعد ارتفاع الشمس قدر رمح ،
ويمتد إلى غروب شمس آخر يوم من أيام التشريق على الصحيح ،
وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة لقوله - صلى الله عليه وسلم-
( كل أيام التشريق ذبح )
رواه أحمد .
ويستحب له أن يتولى نحر هديه بنفسه وله أن ينيب غيره ،
فإن النبي - صلى الله عليه وسلم-
نحر بيده ثلاثاً وستين بدنة ثم أعطى علياً فنحر ما بقي .
وله أن يأكل من هدي التطوع والمتعة والقران ،
وأن يهدي ويتصدق بخلاف أنواع الهدي الأخرى ،
والله أعلم .
Al_maroof- نائب مدير
- منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي : محتسب وحامد لربي
رد: ــ[ فقه الحج والعمرة ]ــ
......... الفوات والإحصار ..........
((( الفوات )))
الفوات مصدر فاته يفوته فواتًا وفوتًا ،
والمقصود به هنا فوات الحج ،
ويكون بطلوع فجر يوم النحر على المحرم ،
ولم يكن قد وقف قبل ذلك بعرفة من ليل أو نهار ،
لقول جابر رضي الله عنه :
( لا يفوت الحج حتى يطلع الفجر من ليلة جمع )
رواه الأثرم ،
وليلة جمع هي ليلة العيد.
فمن فاته الوقوف بعرفة ولو لعذر حتى طلع عليه فجر يوم النحر ،
فقد فاتة الحج ، لفوات زمن الوقوف ،
ويجب عليه أن يتحلل بعمرة فيطوف ويسعى ويحلق أو يقصر ،
كما يجب عليه القضاء أيضاً عند جمهور أهل العلم
سواء أكان الفائت واجباً أم تطوعاً ،
وسواء أكان الفوات بعذر أم بغير عذر ،
ويلزمه مع ذلك هدي يخرجه في سنة القضاء،
لقول عمر رضي الله عنه لـ أبي أيوب الأنصاري :
" اصنع ما يصنع المعتمر ، ثم قد حللت ،
فإن أدركك الحج قابلاً فاحجج ،
وأهدِ ما استيسر من الهدي "
رواه مالك .
((( الإحصار )))
أما الإحصار : فهو الحبس والمنع ، مصدر أحصره ، إذا حبسه حابس ما ،
والمقصود به هنا منع المحرم من إتمام نسكه ، كأن يمنع من دخول مكة ،
أو الوقوف بعرفة ، فلا يختص الإحصار بعرفة كما هو في الفوات ،
ويمكن أن يكون في الحج والعمرة ،
بخلاف الفوات فلا يكون إلا في الحج ، وللإحصار صور :
الصورة الأولى :
أن يشترط المحرم عند إحرامه ،
أنَّ له أن يتحلل من إحرامه إذا حبسه حابس ما،
فهذا له أن يحلَّ متى ما وُجد ذلك الحابس والمانع ،
ولا شيء عليه ؛ لا هدي ولا قضاء ، ولا غيرهما ،
لأن للشرط تأثيرٌ في العبادات ،
ومما يشهد لذلك حديث ضُباعة بنت الزبير
رضي الله عنها أنها قالت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- :
( إني أريد الحج، وأنا شاكية، فقال لها :
حجي واشترطي: أن محِلِّي حيث حبستني )
رواه مسلم ،
لكن إذا كان إحرامه لحج الفريضة فلا يسقط الواجب عنه ،
بل يبقى في ذمته حتى يؤديه .
الصورة الثانية :
أن يكون الإحصار بسبب عدو أو قاطع طريق ونحو ذلك ،
فيُمنع المحرم من الوصول إلى مكة ، ففي هذه الحالة ،
يحلُّ للمحرم أن يتحلل من إحرامه ،
ويلزمه دم يذبحه حيث أحصر سواء كان في الحرم أو غيره ،
ثم يحلق أو يقصر ، لقوله تعالى :
{فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي }
( البقرة 169) .
ولأن النبي - صلى الله عليه وسلم- أمر أصحابه يوم الحديبية -
حين منعته قريش من دخول مكة- أن ينحروا ويحلقوا ويحلِّوا ،
ولا فرق بين الحصر العام في حق الحجاج كلهم
وبين الحصر الخاص بالفرد باتفاق أهل العلم .
وأما إن تمكن المحصر من الوصول إلى البيت من طريق أخرى ،
تعين عليه ذلك ، ولزمه سلوكها سواء بعدت أم قربت ،
ولم يُبَح له التحلل .
وسواء أحصر المحرم عن البيت قبل الوقوف أو بعده ،
فله التحلل في أحد قولي العلماء ،
وأما إن كان ما أحصر عنه ليس من أركان الحج ،
كالمبيت بمزدلفة ومنى ، ورمي الجمار ، وطواف الواداع ،
فليس له أن يتحلل لأن صحة الحج لا تتوقف عليه ،
ويجب عليه دم لتركه الواجب
وقيل لا يجب لأن الواجب سقط عنه بالعجز .
فإن عدم المُحْصَر الهدي ففي انتقاله إلى البدل خلاف بين أهل العلم .
الصورة الثالثة : أن يُمنع المحرم من الوصول إلى الحرم ،
لعذر غير العدو ، كمرض ، أو فَقْدِ نفقة ،
أو ضياع الطريق أو غير ذلك من العوائق ،
فهذه الصورة محل خلاف بين أهل العلم :
فمنهم من رأى أن الإحصار خاص بالعدو ،
وعليه فليس للمحرم التحلل بالمرض ونحوه ،
حتى يطوف بالبيت ويسعى - أي يتحلل بعمرة -
لأن قوله تعالى في آية الإحصار :
{ فإذا أمنتم }
( البقرة 196) ،
يدل على أن المراد بالإحصار ما كان من العدو خاصة ،
ولأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-
وأصحابه إنما تحللوا حين أحصروا من العدو .
ومنهم من رأى أن الإحصار يتحقق بجميع العوائق
المانعة من الوصول إلى الحرم من عدو أو مرض أو ضياع نفقة
أو حبس أو كسر ونحو ذلك لعموم قوله تعالى :
{ فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي }
( البقرة 196)
. ولحديث الحجاج بن عمرو أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال :
( من كُسر أو عرج فقد حلَّ )
رواه أصحاب السنن
. هذه هي صور الفوات والإحصار ، وبقي أن ننبه على مسألة وهي :
أن من نوى التحلل لغير عذر فإنه لا يحل بنيته تلك ،
ولا يبطل إحرامه ، ولا يخرج عن أحكامه بنية الخروج ،
لأن رفض الإحرام لغو باتفاق العلماء ،
بل يلزمه أن يمضي فيه ويتمه لقوله جل وعلا :
{ وأَتموا الحج والعمرة لله }
( البقرة 196) .
Al_maroof- نائب مدير
- منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي : محتسب وحامد لربي
رد: ــ[ فقه الحج والعمرة ]ــ
.......... رخص الحج .........
رَفْع الحرج، وعدم إلحاق الضرر والمشقة بالمكلف،
من المقاصد الأساسية التي رعتها الشريعة،
وتظافرت عليها أدلة الكتاب والسنة،
ومن ذلك قوله جل وعلا:
{يريد الله بكم اليسر }
(البقرة 185)
وقوله سبحانه:
{ يريد الله أن يخفف عنكم }
(النساء 28)
وقوله:
{وما جعل عليكم في الدين من حرج }
(الحج 78)،
وقوله- صلى الله عليه وسلم-:
( إن الله يجب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته )
رواه أحمد ،
وفي رواية:
( إن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه )
رواه البيهقي وغيره .
وقد قرر أهل العلم استناداً إلى هذه النصوص عدداً من القواعد الفقهية،
التي تفيد رفع الحرج وإزالة الضرر والمشقة عن المكلف
؛ من ذلك قولهم: " المشقة تجلب التيسير " ، وقولهم :
" الضرر مدفوع شرعاً " ، وقولهم : " الأمر إذا ضاق اتسع " ،
ونحو ذلك مما أصله الفقهاء في قواعدهم الفقهية .
وهناك بعض الرخص
التي شرعت في الحج تخفيفاً وتيسراً على المكلفين
ومن ذلك :
- الأصل في الإحرام أن يكون عند المواقيت المكانية المحددة ،
لكن يجوز لقاصد الحج أن يحرم قبل الميقات
إن خشي فواته لجهل به أو نوم ،
أو نحو ذلك .
- الأصل عدم جواز لبس المخيط للمحرم ،
لكن إذا لم يجد المحرم إزاراً جاز له أن يلبس السراويل
وإذا لم يجد نعلين جاز له أن يلبس الخفين .
كما أجاز بعض أهل العلم لبس المخيط
إن كانت ثمة ضرورة تستدعي ذلك ،
كبرد ، وجرح وما أشبه ذلك ،
مع وجوب الفدية على الصحيح .
- لا حرج على المحرم أن يغتسل للتبرد
ويغسل رأسه ويحكه برفق وسهولة إذا احتاج إلى ذلك.
- للمحرم أن يغسل ثيابه التي أحرم فيها من وسخ ونحوه،
ويجوز له إبدالها بغيرها إذا كانت الثياب الثانية مما يجوز للمحرم لبسه .
- لا حرج في عقد الإزار
وشد ما يحفظ المال على الوسط.
- يباح للمرأة من المخيط ما شاءت من الثياب من غير تبرج ولا زينة ،
إلا أنها لا تلبس النقاب والبرقع ولا القفازين ،
وإذا احتاجت إلى أن تضع الخمار على وجهها فلا حرج عليها ،
بل ينبغي لها أن تسدل خمارها إذا قابلت الرجال الأجانب .
-الأصل في الإحصار الذي يجوز معه التحلل أن يكون بالعدو فحسب ،
وأجاز بعض الفقهاء التحلل بالمرض ،
أو بأي عذر يمنع المحرم من مواصلة أعمال الحج ،
كنفاد النفقة ، أو ضياعها،
أو ضلال الطريق، ونحو ذلك.
- الأصل في وقوف عرفة أن يكون نهارًا مع جزء من الليل،
لكن لو مرَّ المحرم بعرفة مرورًا ، أو كان فيها نائمًا ،
أو مغمًى عليه ، أو جاهلاً بأنها عرفة ،
صح وقوفه عند بعض أهل العلم ، وأجزأه ذلك.
- الواجب عند بعض أهل العلم المبيت بمزدلفة إلى طلوع الفجر ،
ورخَّص بعض الفقهاء تقديم الضعفة،
وأصحاب الأعذار إلى منى بعد منتصف الليل لرمي جمرة العقبة .
- الأصل في التكاليف الشرعية أن يقوم بها المكلف بنفسه ،
لكن تجوز الإنابة في أعمال الحج كاملة ، لمرض ،
أو عجز مُقْعِد، كما تجوز الإنابة في بعض الأعمال ،
كالرمي لمن عجز عنه لمرض ، أو خوف زحام،
أو دَفْعٍ شديد يعود عليه بالضرر والأذى ،
ولم يمكنه الرمي في وقت آخر .
- الأصل في وقت الرمي أيام التشريق أن يكون بعد الزوال إلى الغروب ،
وأجاز بعض أهل العلم الرمي ليلاً ، إن كان ثمة حاجة تدعو لذلك ،
كخوف زحام وتدافع ، وعدم تمكن من الوصول إلى المرمى .
- الأصل لمن أراد التعجل أن ينفر من منى ثاني أيام التشريق ،
وقبل غروب الشمس ، فإذا غربت عليه وهو فيها ،
تعين عليه المبيت تلك الليلة ،
وتعين عليه أيضًا الرمي في اليوم الثالث،
لكن لو غربت عليه الشمس وتأخر بغير اختياره ،
مثل أن يكون قد ارتحل وركب وتهيأ للخروج ،
ولكن تأخر بسبب الزحام ونحوه فلا يلزمه شيء .
- المبيت في منى أيام التشريق ، واجب عند جمهور أهل العلم ،
يلزم بتركه دم ؛ لكن ُرخَّص لأهل الأعذار ،
ومن كان به مرض يشق معه المبيت ،
أو له مريض يحتاج إلى تعهده ، ومن يشتغل بأمر يخاف فواته ،
وما أشبه ذلك فهؤلاء لهم ترك المبيت ،
ولا شيء عليهم .
- الأصل في طواف الإفاضة أن يكون في أيام النحر ،
ولو فعله في أيام ذي الحجة ،
أو بعدها صح ولا شيء عليه على الصحيح .
- الطهارة شرط عند جمهور أهل العلم لصحة الطواف ،
لكن لو اضطرت الحائض أو النفساء لمغادرة مكة ،
ولم تكن قد طافت طواف الإفاضة ،
ولا يمكنها أن تبقى في مكة حتى تطوف ،
ولا أن تعود من بلدها لتطوف ، ففي هذه الحالة تغتسل وتتحفظ ،
وتطوف للإفاضة وتسعى، ويصح ذلك منها للضرورة .
- يرخص للحائض والنفساء ترك طواف الوداع وليس عليهما شيء ،
لقول ابن عباس رضي الله عنهما :
" أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت إلا أنه خفف عن الحائض "
.هذه بعض الرخص التي يذكرها الفقهاء في هذا الباب ،
والذي ينبغي على الحاج أن يتفقه في أحكام المناسك ،
وأن يسأل أهل العلم فيما أشكل عليه منها ،
وأن لا يكون همه الترخص والبحث عن الأسهل والأيسر فقط ،
ولكن الاقتداء برسوله - صلى الله عليه وسلم -
واتباع سنته وهديه ما استطاع إلى ذلك سبيلاً .
Al_maroof- نائب مدير
- منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي : محتسب وحامد لربي
رد: ــ[ فقه الحج والعمرة ]ــ
................. ماذا تفعل في الحالات الآتية ؟ ................
قد تعرض بعض العوارض والطوارئ للحاج أثناء حجه،
فيحتاج معها إلى أن يعرف الحكم الشرعي لهذه الحالة أو تلك،
وكيف يتصرف التصرف المناسب الذي يجنبه الوقوع في المحظور،
ويجعله يتم نسكه بأمان من غير أن يرهق نفسه أو يكلفها ما لا تطيق ،
وهذه الأمور لا تخرج في مجملها عن الأحكام الفقهية المبثوثة في ثنايا محور الحج،
وإنما أفردنا بعضها بالذكر لمزيد الحاجة إليها،
وتكرر السؤال عنها، وحتى تكون في متناول الحاج ،
وليس المقصود استقصاؤها بقدر ما هو الإشارة إلى أهمها .
- قد يتجاوز بعض الحجاج الميقات من غير إحرام مع أنه يريد النسك ،
ففي هذه الحالة يجب أن يرجع إلى الميقات ليحرم منه
إلا أن يكون له عذر من مرض أو خوف أو فوات الحج ،
أو انقطاع الرفقة ،
فإنه فيحرم من مكانه وعليه دم لتركه الواجب وهو الإحرام من الميقات ،
وأما إن لم يكن له عذر ولم يرجع إلى الميقات
فيلزمه الدم أيضاً لكن مع الإثم .
- قد يحرم الإنسان بالعمرة متمتعاً بها إلى الحج
ثم لا يتمكن من إتمام العمرة قبل الوقوف بعرفة
كأن تحرم المرأة بالعمرة متمتعة بها إلى الحج ،
ثم يأتيها الحيض أو النفاس قبل أن تطوف،
ولم تطهر حتى أتى وقت الوقوف بعرفة ،
فإنها في هذه الحالة تنوي إدخال الحج على العمرة وتكون قارنة ،
وتستمر في إحرامها وتفعل ما يفعله الحاج غير أنها لا تطوف بالبيت ،
ولا تسعى بين الصفا والمروة حتى تطهر وتغتسل ،
ومثله لو أحرم الرجل بالعمرة متمتعاً بها إلى الحج
فحصل له عائق يمنعه من الدخول إلى مكة قبل يوم عرفة ،
فإنه ينوي إدخال الحج على العمرة ويكون قارناً ،
ويستمر في إحرامه ويفعل ما يفعله الحاج .
- إذا خشي الإنسان عند إحرامه ما يمنعه من أداء نسكه
من مرض أو عدو أو منع الجهات الرسمية ،
أو نحو ذلك ، ففي هذه الحالة له أن يشترط عند الدخول في النسك فيقول :
" إن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني "
لحديث ضباعة بنت الزبير رضي الله عنهما أنها قالت يا رسول الله :
إني أريد الحج وأنا شاكية ، فقال لها النبي - صلى الله عليه وسلم- :
( حجي واشترطي أن محلي حيث حبستني )
رواه مسلم ،
فإن عرض له المانع فله أن يتحلل من إحرامه ولا دم عليه .
- إذا لم يتمكن الحاج من الوقوف بعرفة حتى طلع عليه فجر يوم النحر
ففي هذه الحالة يكون الحج قد فاته ، لقول جابر رضي الله عنه :
" لا يفوت الحج حتى يطلع الفجر من ليلة جَمْع " ،
قال أبو الزبير : قلت : أقال ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم-؟
قال : نعم" رواه الأثرم ، والمقصود بجَمْع: المزدلفة،
فإن كان قد اشترط عند إحرامه أن محله حيث حبس
فإنه يحل ولا شيء عليه ، فيلبس ثيابه ويرجع إلى أهله ،
وإن لم يكن قد اشترط عند إحرامه ،
فعليه أن يتحلل بعمرة فيطوف ويسعى ويحلق أو يقصر ،
وأن يقضي ذلك الحج سواء أكان الفائت فرضاً أم نفلاً على قول الجمهور ،
كما يجب عليه هدي يخرجه في سنة القضاء .
- إذا حاضت المرأة أو نفست قبل طواف الإفاضة
فيجب عليها أن تبقى في مكة حتى تطهر وتطوف حسب التيسير ،
حتى ولو انتهى شهر ذي الحجة ،
لأنه ليس لوقت الإفاضة وقت محدد على الصحيح ،
وعلى رفقتها أن ينتظروها حتى تتم حجها كاملاً ،
لما ثبت في الصحيح أن صفية رضي الله عنها حاضت في حجة الوداع ،
فقال - صلى الله عليه وسلم- : ( أحابستنا هي ؟ فقيل له :
إنها قد أفاضت يا رسول الله وطافت بالبيت ،
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم – فلتنفر إذاً ) ،
مما يدل على أن المرأة إذا حاضت قبل أن تطوف للإفاضة فإن عليها أن تبقى،
وعلى من تحتاجه من محارمها أن ينتظروا ويحتبسوا عليها حتى تطهر وتطوف ،
هذا هو الأصل ،
وأما إذا لم يمكنها الانتظار لظروف قاهرة لا يمكن دفعها
كنفاد النفقة أو عدم الرفقة أو غير ذلك ،
ففي هذه الحالة يسعها أن تعود إلى بلدها من غير أن تطوف ،
ولكنها تبقى على ما بقي من إحرامها ،
فتكون قد تحللت التحلل الأول فقط ،
فيحل لها كل شيء إلا الجماع فإذا طهرت رجعت وطافت ،
وأما إذا كان الرجوع متعذراً أو فيه مشقة وكلفة كبيرة
كمن تكون في بلاد بعيدة ولا تستطيع العودة بسهولة ولا يمكن أن تتأخر ،
ففي هذه الحالة يمكنها أن تغتسل وتتحفظ حفاظاً محكماً
وتطوف بالبيت ولا شيء عليها
وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم .
وأما إذا طرأ عليها الحيض ولم يبق من أعمال الحج إلا طواف الوداع
فإنها تسافر وليس عليها شيء ، وحجها صحيح لحديث صفية المتقدم ،
ولقول ابن عباس رضي الله عنهما :
" أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت
إلا أنه خفف عن الحائض " .
- إذا أكمل الحاج جميع أعمال الحج ولم يبق عليه إلا طواف الإفاضة
وأراد أن يخرج من مكة عائداً إلى بلده فإنه يكفيه أن يطوف طوافاً واحداً للإفاضة والوداع
بشرط أن ينوي طواف الحج أو ينوهما معاً ،
لأن المقصود من طواف الوداع أن يكون آخر العهد بالبيت ،
أما إذا نوى الوداع فقط ، فإنه لا يجزئه عن طواف الإفاضة ،
لأن هذا ركن وذاك واجب ، وهو أعلى منه ،
ولا يجزئ الأدنى عن الأعلى .
- إذا لم يتمكن الحاج من الرمي في النهار لشدة الزحام
أو لانشغاله بعمل لم يتفرغ معه للرمي ،
أو نحو ذلك حتى غربت عليه الشمس ،
ففي هذه الحالة له أن يرمي في الليل ولا شيء عليه ،
وأجاز بعض العلماء الرمي ليلاً بإطلاق .
- قد تطرأ على الحاج بعض الأعذار التي لا يتمكن الحاج معها
من المبيت في منى القدر الواجب عند الجمهور وهو معظم الليل ،
كأن يقصد الحاج منى للمبيت بها ويتعطل به السير لزحام ونحوه ،
فلا يصل إليها إلا في وقت متأخر ،
ففي هذه الحالة لا يلزمه شيء عليه لأنه لم يتعمد التأخر ،
ولعدم تفريطه ، وبذله ما في وسعه ، والله تعالى يقول :
{لا يكلف الله نفسا إلا وسعها }
( البقرة 286) ،
وقد رخص - صلى الله عليه وسلم- للعباس في أن يبيت بمكة ليالي منى
من أجل سقايته كما رخص لرعاء الإبل في البيتوتة خارج منى ،
وألحق أهل العلم بهم من يشق عليه المبيت ، كمن به مرض ،
أو كان له مريض يخاف من تخلفه عنه ،
أو مال يخاف عليه من الضياع ونحو ذلك .
هذه بعض العوارض التي قد تعرض للحاج في حجه ،
وغيرها كثير لم يذكر تجدها مبثوثة في ثنايا هذا المحور،
والله أعلم .
Al_maroof- نائب مدير
- منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي : محتسب وحامد لربي
رد: ــ[ فقه الحج والعمرة ]ــ
............. فضائل الحج والعمرة ............
منذ أن أمر الله تعالى خليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام
بأن يؤذن في الناس بالحج والقلوب تهفو إلى هذا البيت وذاك المكان،
والوفود تتقاطر وتتوارد عليه من كل فج عميق، تلبية لنداء الله سبحانه؛
يقول ابن عباس رضي الله عنهما:
" لما فرغ إبراهيم من بناء البيت قيل له أذن في الناس،
قال يا رب وما يبلغ صوتي؟ قال: أذن وعليَّ البلاغ،
فنادى إبراهيم :
" يا أيها الناس كتب عليكم الحج إلى البيت العتيق فحجوا،
فسمعه ما بين السماء والأرض،
أفلا ترى الناس يجيئون من أقصى الأرض يلبون " .
وفريضة الحج أوجبها الله تعالى على عباده مرةً في العمر على المستطيع،
قال عز وجل:
{ ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا }
(آل عمران:97)
ووجوب الحج مما عُلِم من دين الإسلام بالضرورة .
وقد رتب الشارع على أداء هذه العبادة الثواب والأجر العظيم؛
ما يثير همة المسلم، ويشحذ عزمه،
ويجعله يُقْبِل عليها بصدر منشرح وعزيمة وثَّابة ،
وهو يرجو ثواب الله ومغفرته وما أعده لحجاج بيته الكريم،
فجاءت النصوص المتكاثرة في فضائل الحج والعمرة.
الحج يهدم ما قبله :
الحج من أعظم أسباب تكفير الخطايا والسيئات،
فإذا حج العبد الحج المبرور فإنه يرجع من حجه كيوم ولدته أمه
طاهرًا من الذنوب والخطايا؛ ففي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه،
قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول:
( من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه )
رواه البخاري ،
وظاهر الحديث غفران صغير الذنوب وكبيرها،
كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله .
إلا أن ذلك الغفران مشروط
- كما نص الحديث -
بعدم الرفث والفسقِ؛ والرَّفَثُ هو الجماع ومقدماته،
والفسق السيئة والمعصية .
وجاء في الصحيح أن عمرو بن العاص رضي الله عنه
أتى النبي صلى الله عليه وسلم ليدخل في الإسلام،
وأراد أن يشترط على النبي صلى الله عليه وسلم
أن يُغْفَر له ما قد سلف من ذنوبه،
التي اقترفها حال الشرك، فذكر له النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمور،
كلها تكفِّر ما قبلها من الذنوب والخطايا،
يقول عمرو بن العاص :
( لما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقلت أبسط يدك فلأبايعك، فبسط فقبضت يدي، فقال:
مالك يا عمرو ؟ قلت: أشترط، قال: تشترط ماذا ؟
قلت: أن يغفر لي،
قال: أما علمت أن الإسلام يهدم ما قبله وأن الهجرة تهدم ما قبلها،
وأن الحج يهدم ما كان قبله )
رواه مسلم ،
فجعل الحج من العبادات التي تكفر ما تقدمها من الذنوب.
الحج المبرور جزاؤه الجنة
وعد الله تعالى عباده بأن يثيبهم على طاعته،
وجعل جزاء الحج الجنة، ولم يجعل له جزاء دونها،
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما،
والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة )
متفق عليه،
ولكن ذلك الجزاء مشروط بأن يكون الحج مبرورًا،
فليس كل حج جزاءه الجنة، بل ذلك محصور بالحج المبرور؛
والحج المبرور هو الحج الموافق للشرع عملاً واعتقاداً،
الذي لم يخالطه شيء من الشرك والإثم والرفث والفسوق .
ومن علامات الحج المبرور أن يكون حال المسلم بعد الحج خيرًا من حاله قبله،
وشاهدُ هذا في قوله تعالى:
{ والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم }
(محمد:17)
قال الحسن البصري رحمه الله:
" الحج المبرور أن يرجع زاهدًا في الدنيا راغبًا في الآخرة "
وعلى الجملة فإن الحج المبرور كما قال القرطبي :
" هو الحج الذي وُفِّيت أحكامه،
ووقع موقعًا لما طُلِب من المكلف على الوجه الأكمل " .
الحج من أفضل أعمال البر
الأعمال الصالحة كثيرة ومتنوعة ،
وهي أيضاً ليست على مرتبة ودرجة واحدة في الفضل والأجر؛
ولأن العمر قصير ، والأعمال قد تتزاحم على العبد فلا يدري أيها يقدم
، فكان لا بد أن يعنى العبد بفقه مراتب الأعمال ،
فيتقرب إلى الله بأحب الأعمال إليه،
ويقدمها على غيرها مما هو أقل منها درجة وفضلاً،
وقد رتب النبي صلى الله عليه وسلم
هذه الأعمال في حديث أبي هريرة في "الصحيحين" عندما سئل:
( أي العمل أفضل؟
قال: إيمان بالله ورسوله، قيل: ثم ماذا؟
قال: الجهاد في سبيل الله، قيل:
ثم ماذا ؟ قال: حج مبرور )
يقول أحد السلف موضحًا سبب تفضيل الحج وجعله في هذه المرتبة:
" نظرت في أعمال البر،
فإذا الصلاة تجهد البدن دون المال،
والصيام كذلك، والحج يجهدهما فرأيته أفضل ".
الحج جهاد
الجهاد أنواع ومراتب، فمنه الجهاد بالمال وبالنفس،
ومنه الجهاد باللسان والكلمة، ومنه جهاد النفس في طاعة الله؛
وفي الحج تتجلى كل هذه الأنواع بوضوح،
ففيه مشقة البدن، وفيه أيضًا بذل المال في سبيل الله .
وشرع الله الحج جهادًا لكل ضعيف،
لا يستطع القتال في سبيل الله؛ ففي الحديث أن عائشة رضي الله عنها قالت:
( يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد؟
فقال: لكُنَّ أفضل الجهاد حج مبرور )
رواه البخاري ،
وكان الصحابة رضي الله عنهم يتنقلون بين أنواع الجهاد؛
فكان عمر رضي الله عنه يقول:
" إذا وضعتم السروج فشدوا الرحال في الحج فإنه أحد الجهادين "
وكان ابن مسعود رضي الله عنه، يقول:
" إنما هو سرج ورحل ، فالسرج في سبيل الله والرحل في الحج "،
كل هذا وغيره يرشدك إلى مكانة هذه الفريضة في شريعة الإسلام،
وأهميتها في حياة المسلم.
الحج من أسباب الغنى ومضاعفه النفقة
قد يتوهم الإنسان بأنه إذا انفق ماله في الحج والعمرة،
فقد يؤدي ذلك إلى نقص ماله، وتعرضه للحاجة والفاقة؛
فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يزيل هذا الوهم والخوف،
فبيَّن أن إنفاق المال في الحج والعمرة والمتابعة بينهما جلب للرزق،
ونفي للفقر عن العبد بإذن الله؛
وقد صح في الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه،
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( تابعوا بين الحج والعمرة
فإنهما ينفيان الفقر والذنوب
كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة )
رواه أحمد وغيره،
والكير هو الآلة التي ينفخ فيها الحداد في النار
ليخرج الشوائب والأوساخ التي تعلق بالحديد .
وكما وعد الله عز وجل بالإخلاف على العبد في الدنيا
ما ينفقه في الحج والبسط له في الرزق،
وعده كذلك بمضاعفة تلك النفقة عنده سبحانه،
كما تضاعف النفقة في سبيل الله، فعن بريدة رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
( النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله بسبعمائة ضعف )
رواه أحمد بإسناد حسن .
الحاج في ضمان الله وحفظه
لما كان الحج مَظِنة لبعض الأخطار والمخاوف
التي قد تقعد بالعبد وتجعله يحجم عن أداء هذه الفريضة،
ضمن الله عز وجل لمن خرج حاجًا لبيته،
وقاصدًا تلبية ندائه، الحفظ والرعاية،
في الحياة وبعد الممات؛ ففي الدنيا إن عاد إلى أهله رجع بالأجر والثواب،
وفي الأخرى بُعث على الحالة التي مات عليها،
ومن كان الله معه فأي شيء عليه؛
وقد صح في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
( ثلاثة في ضمان الله عز وجل: رجل خرج إلى مسجد من مساجد الله،
ورجل خرج غازيا في سبيل الله تعالى، ورجل خرج حاجًا )
رواه أبو نعيم وصححه الألباني .
وثبت في الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما،
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الرجل الذي وقصته راحلته -
أي ضربته فمات -:
( اغسلوه بماء وسدر، وكفنوه بثوبيه،
ولا تخمروا رأسه ولا تحنطوه،
فإنه يبعث يوم القيامة ملبيًا )
متفق عليه.
الحجاج والعمار وفد الرحمن صح في الحديث
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
( الغازي في سبيل الله والحاج والمعتمر وفد الله،
دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم )
رواه ابن ماجه وصححه الألباني ؛
وأي مكرمة تعدل أن يكون العبد في ضيافة الرحمن جل وعلا،
وأي إكرام يعدل إجابة الخالق لدعاء عبده،
والله الموفق.
......................
وبعد
أرجو أن أكون قد قدمت شيئا" يفيد
مسلم أو مسلمة كتب الله له الفوز برحلة الحج
أسأل الله للجميع حجا" مبرورا" خالصا" لوجه الله
لا رياء فيه ولا سمعة ..
ولا تنسونا من صالح دعائكم بظهر الغيب
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
/ معروف
Al_maroof- نائب مدير
- منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي : محتسب وحامد لربي
مواضيع مماثلة
» ــ[ هل تسقط عن الإنسان الكبائر بالحج والعمرة والتوبة النصوح ؟]ــ
» بالصور الشرح الفقهى للصلاة والوضوء والحج والعمرة والجنازة...
» البوم صور الحج
» تكبيرات الحج
» ميزة الحج عن اركان الاسلام الخمسة
» بالصور الشرح الفقهى للصلاة والوضوء والحج والعمرة والجنازة...
» البوم صور الحج
» تكبيرات الحج
» ميزة الحج عن اركان الاسلام الخمسة
عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام :: القسم الاسلامي :: مناسبات دينية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى