ــ[ وهج التوبة ]ــ
عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام :: الاقسام الادبية والثقافية :: منتدي الادب والشعر
صفحة 1 من اصل 1
ــ[ وهج التوبة ]ــ
ــ( وهج التوبة )ــ
لماذا تابت هذه المرأة
وكيف تابت قصة عجيبة
أقرأ وكفكف دموعك وتعرف عليها
..........................
جاءت إليـــــه و نار الجوف تســـــــتعرُ *** و دمعة العيـــن لا تنفكّ تنــــــهمرُ
جاءت إليـــه تــجرّ الهــــــــــمّ مخبتـــــةً *** كأنها أشـــعث أضـــــنى به السفرُ
فراشـــــها الســـهد ، و الأحزان كسوتها *** و البــــؤس يعصر قلبا كاد ينفطرُ
جــاءت إليـــــه و مــوج الغمّ ملتـــــطـمٌ *** والنفس لهفى ، وحبل السعد منبترُ
جاءت إلى الرحمة المســــداة في لــهفٍ *** في ســـاحة الأمن.لا ذلٌ ولا خطرُ
الــــحدُّ يُدرءُ . . و الأحـــــكام عادلـــــةٌ *** والذنب مغتفرٌ ، و العرض مختفرُ
تقدمت و الضـــــــمير الحيُّ يشـــــحذها *** لجنّــــــــةٍ نحوها الأرواح تبتـــدرُ
واســــتجمعت تفضح الأسرار في أسفٍ *** لعلّـــها في مقام العرض تســـــتترُ
وهج الفضــــــــيحة أمرٌ يســــــتهان بـه *** فحرقــة الجوف لا تبقي و لاتـــذرُ
فأقبـــــلت و رســـــول الله في حِــــــلَـقٍ *** من صــــحبه و فؤاد الدهر مفتخرُ
كأنه الشـــــمسُ أو كالبـــــدر مزدهــرا *** أستغفر الله ماذا الشمس و القمرُ؟!
فأفصـحت – يالهول الخطب- وانفجرت *** و طالما هــدّها الإطراق و الفــكرُ
قالت لـــه : يا رســـــــول الله معـــــذرةً *** ينوء ظهري بذنبٍ كيــف يُغـتفرُ!!
فـــجال عنـــــها و أغضــى عن مقالتـها *** و للتــــمعّر في تقطيبــــــــه أثـــرُ
واســـــترســلت يا أجلّ الخلق قاطبـــــةً *** يا أرحم النـاس طُرّا: غرّني الغررُ
فجـــال عنــها و أغضى عن مقالتـــــها *** رحمى..وللعفو في إعراضه صورُ
قالت وللصـــــدق في إقرارها شـــــجنٌ *** والصمت يطبق والأحداث تُختصرُ
أصـــــبت حــدّاً فطهّر مهجــةً فنيــــت *** وشاهدي في الحشا، إن كُذب الخبرُ
دعنــي أجــود بنفــــس لا قرار لـــــها *** فالنــفس مــذ ذاك لا تنفــك يحتــظرُ
حرارة الذنـــب في الوجـــدان لاعــجةٌ *** إنـــي إلى الله جئــــت اليــوم أعتذرُ
فقــال عــودي.. وكونــي للجنيــن تُقى *** فللجنيـــــــن حقــــوقٌ مــــالها وزرُ
فاســـترجعت وانثنت شعثاء شـــــاردةً *** فهل لها فوق نار الوزر مُصطبرُ؟!
ما أودعــــت ســـــجن سجّانٍ و كافلها *** تقوى الإله . . فلا ســوطٌ و لا أَسرُ
تغــــــصّ في كــــل ليــــــل حالك قلقا *** و عندها سامراها : الهمُّ و السهرُ!!
واغتـــــالها غائـــــل الإشفاق من سقرٍ *** سبحان ربي.. وما أدراك ما سقرُ!!
لم تنتـــــظر قرّة ً للعيــــن أو ســــــندا *** و إنـــما هو حتف الروح تنتـــــظرُ
لكل ميــــــلاد أنثــــى فرحةٌ و رضـــا *** و ما لميــــــلادها سـعدٌ و لا بِشَرُ!!
حتــى إذا حان حيـــنٌ و انقضى أجــلٌ *** و قد تقرح منــــها الخدّ والبصـــــرُ
حـــلّ المخــاض فهاجت كلّ هائــــجةٍ *** مثــــل الأسير انتشى و القيدُ ينكسرُ
طوت عليــه لفاف البيـــــن وانـطلقت *** فروحها للقـــاء الطـــــهر تســـــتعرُ
أمٌّ تغــــشّى حيـــاض الموت مشـــفقةً *** إذا اعتــــرى المذنبين الأمن والخدرُ
و أقبــــلت .. يارسـول الله : ذا أجلي *** طال العنـــاء و كســـري ليس ينجبرُ
فقال قولـــــــة إشــــــــفاقٍ و مرحمةٍ *** و القلب منــكســــرٌ ، و الدمع ينهمرُ
غذّي الوليـــــــد إلى ســنّ الفطام فقد *** جرت له بالحقـوق الآيُ و الســـــورُ
فاســترجعت ، ولها آهات محتســـبٍ *** بمهجةٍ غيّــــــرت و جدانـــها الغِيَــرُ
ومــرّ عــامٌ .. وفي إصرارها جلدٌ.. *** ومرّ عــامٌ .. فلا ضـــعفٌ و لا خورُ
الله أكـــــبر . . والأذكـــار ســـلوتها *** والبرّ يشــــهدُ و الإخبـــات و السحرُ
حتــى إذا ما انقضـــــت أيام محنتها *** تــكــاد لولا عرى الإيـــمان تنتــــحرُ
جاءت بـــــه ورغيف الخبز في يده *** وليس يــعلم ما الدنيــــا و ما القدرُ !!
ولـــــيس يــدرك ما تفشيـــه لقمتــه *** و الشــمل عمّا قريبٍ ســـــوف ينتثرُ
يـلهو.. و لم تبـلغ الأحداث مســمعه *** جهلاً. . وعن مثــــله يُستـــكتم الخبرُ
قالت: فديــت رســــول الله ذا أجلي *** قد ملّني الصـبر،والعقبى لمن صبروا
فقال: من يكفــل المولود من ســـعةٍ *** أنا الرفيق له.. يا ســـعد من ظفروا!!
فاســـتله صاحب الأنصار في فرحٍ *** وحاز أفضـــــل فوزٍ حازه بشـــــــــرُ
كأنـــما الروح من وجدانها انتسـلت *** يـــــا للأمومة . . و الآهــــات تنفجرُ
وكفكفت دمعةً حــــــرّى مودِّعـــــةً *** و للأســــــى صورةٌ من خلفها صورُ
حتى إذا ما انطوى عن ظهرها ألقٌ *** واســتســـلمت لقضــــــــاء زفّه القدرُ
شــدوّا عليها رداء الستر واحتُفرت *** الله أكــــــبر. . ماذا ضــــــمّت الحفرُ
الحــــكم لله فردٍ لا شــــــــريك لــه *** ما أنــزل الله . . لا ما أحدث البشـــرُ
وفي الحدود نــقاء النـــفس من لممٍ *** وفي الحدود حيـــــاة النـاس فاعتبروا.
وشــذّرتها شظى الأحجار فالتجأت *** و في تــــألمها عتـــــــــقٌ و مطّــهرُ..
فالعيـــن مســـملةٌ .. و الخدّ منهشم *** و الشـــعر في جندل الأحداث منتثــرُ
لو أن للصــــــخر قلبا لانشوى ألما *** و قد ينــــوء بأثقال الأســـــى الحجرُ
أو أن للطفل عيــن -والدماء سدى- *** ماذا عسى أن يقول الطفل يا بشـرُ؟!
هناك- والجسد الذاوي يفوح شذى- *** لم يبـــق إلاّ جمال الطـــــهر والظفرُ
واسـتبشرت بعبير التوب واغتسلت *** كما ينقي صــــــلاد الصخرة المطر
وقال فيــها رســـــول الخير قولته: *** تـــــــابت و توبتــــــها للناس معتبر
لو وزّعت بيــــن أهل النخل قاطبةً *** كانت لــهم دون بــــــأس الله مُدّثــر
قام النبـي وصفّ الصـحب في أثرٍ *** فيـــــهم أبو بـــكرٍ الصدّيق و العمرُ
صـلى وصلّوا وضجوا بالدعاء لها *** و دعوة المصـــــطفى للعبـــد مُدّخر
في ذمــة الله يــا من فـــاح مرقدها *** عطرا، وطبتِ وطاب القبر و المدر
بيّنتِ حكمـــا، و كنتِ للتـــقى مثلاً *** وفاز بالصـــــحبة الغــراء مبتـــــدر
سارت إلى جنة الفردوس فابتسمت *** لها الربى و النعيـــــم الخالد النَضِر
وجنّــــة الخلد تــجلو كــل بائســــةٍ *** يحلو إليها الضنى والجوع والسـهر
إن غرّها طائف الشيطان في زمنٍ *** فلم تـــــزل بعدها تــعلو و تنتـــصر
هنــاك قصــــــة توبٍ تزدهي مثلا *** للتــــائبيــن و فيها البـــــرّ و العبـر ..
في كل لفتــــــة حزنٍ نور موعظةٍ *** أليــــــس في سيرة الأصحاب مُدّكر
و رب ذنـــبٍ دعا لله صــاحبـــــه *** إن أخلص العزم أو إن صحّت الفطر
يا من يصرّ على الآثام في صلفٍ *** و الموت خلف جدار الغيب مســـتتر
الله يفرح إن تــــاب المسيء ..ألا *** قوموا إلى الله و اســـتعفوه و ابتدروا
لا تـــــأمن العمر والأيام راكضةٌ *** وقد يجـــيء بما لم تحذر الـــــــقدر!!
في الدهر زجرٌ وفي الأحداث موعظةٌ *** فما لقلبي المعنّى لـيس ينزجر؟!
كم غرّ إبـــليس والأهواءُ من نفرٍ!! *** وأعظم الذنـــبِ أنّ الذنبَ يُحتــــقرُ..
.......................
رضي الله عنها وأرضاها
فقد قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلّم
( لقد تابت توبةً لو تابها أهل المدينة لقُبل منهم)
صحيح الجامع للألباني
Al_maroof- نائب مدير
- منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي : محتسب وحامد لربي
Al_maroof- نائب مدير
- منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي : محتسب وحامد لربي
عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام :: الاقسام الادبية والثقافية :: منتدي الادب والشعر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى