ــ[ من صبر وتأنى , نال ما تمنى ]ــ
2 مشترك
عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام :: الاقسام الادبية والثقافية :: خواطر الاعضاء وعذب الكلام
صفحة 1 من اصل 1
ــ[ من صبر وتأنى , نال ما تمنى ]ــ
ــ( من صبر وتأنى , نال ما تمنى )ــ
من روائع أمير الشعراء أحمد شوقي
قصيدة يتناول فيها قصة إحدى العصافير
وهي تعلم ابنها الطيران، يقول فيها:
رأيتُ في بعضِ الرياضِ قُـبَّرَةْ --- تُطَيِّرُ ابنَها بأَعلى الشَّـــجَرة
وهْيَ تــقولُ: يا جمــالَ العـُشِّ --- لا تعتَمِدْ على الجَنــاح الهَشِّ
وقِفْ على عودٍ بجنبِ عـــــودِ --- وافعل كما أَفعلُ في الصُّعودِ
فـانتقلَت من فَنـــنٍ إلى فَنَـــــنْ --- وجعلتْ لكلِّ نــــــــقلة ٍ زمنْ
كيْ يَسْــتريحَ الفرْخُ في الأَثناءِ --- فلا يَــمَلُّ ثِـــــــقَلَ الـــــهواءِ
لكنَّــــه قد خالف الإشـــــــــارة --- لمَّــــا أَراد يُظهرُ الشَّــطارهْ
وطار في الفضـاءِ حتى ارتفعا --- فخانــــه جَناحُــــــه فوقعـــا
فانكَسَـــــرَتْ في الحالِ رُكبتـاه ُ--- ولم يَنَــــلْ منَ العُــلا مُنــاهُ
ولو تـــــأنى نــــــالَ ما تـمنَّـى --- وعاشَ طـــولَ عُمرِهِ مُهَنَّــا
لكلِّ شيءٍ في الحيــــــاة وقتــهُ --- وغايــة ُ المستعجلين فـوته!
هذه قصة رمزية للذي يستعجل في أموره،
وفي حكمه على الأشياء،
وفي تقييمه للأفكار والأشخاص،
ولا يتأنَّى حتى يتبين الصواب، ويتثبت من الأمر،
وتلك العجلة طبع في كثير من الناس،
وقد قال تعالى :
﴿خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ﴾
يعني طبعه العجلة في الأمر،
حتى إنه ليستعجل الهلاك
﴿وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا﴾
ولكن من رحمة الله به أنه لا يعجل له الشر الذي يريده،
بل يمهله ويريه الآيات، ويعطيه الفرصة بعد الفرصة :
﴿وَلَوْ يُعَجِّلُ اللهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ
لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ
فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا
فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾.
والعَجُول كثيرُ الوقوع في الخطأ، قليلُ التقدير لعواقب الأمور،
ومن كلام الحكماء:
«إياك والعجلة، فإنها تكنّى أم الندامة،
لأن صاحبها يقول قبل أن يعلم ويجيب قبل أن يفهم،
ويعزم قبل أن يفكر،
ويحمد قبل أن يجرب ,
ولن تصحب هذه الصفة أحدا إلا صحب الندامة
وجانب السلامة».
وقد رأينا كيف أن استعجال سيدنا موسى عليه السلام
فوَّت عليه وعلينا معرفة المزيد مما يفعله الخضِر عليه السلام،
حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيما أخرجه البخاري:
«وَدِدْنَا أَنَّ مُوسَى صَبَرَ حَتَّى يُقَصَّ عَلَيْنَا مِنْ أَمْرِهِمَا».
لهذا فقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى التأني،
وذم العجلة، فأخرج أبو يعلى أنه صلى الله عليه وسلم قَالَ:
«التَّأَنِّي مِنَ اللهِ، وَالْعَجَلَةُ مِنَ الشَّيْطَانِ».
وفي رواية الترمذي:
«الأَنَاةُ مِنَ اللهِ، وَالْعَجَلَةُ مِنَ الشَّيْطَانِ».
وأخرج أبو داود عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
«التُّؤَدَةُ فِى كُلِّ شَيْءٍ خَيْرٌ، إِلاَّ فِى عَمَلِ الآخِرَةِ».
قد يدرك المتأنّي بعض حاجته --- وقد يكون مع المستعجل الزلل
ومن أسوإ ما تقع فيه العجلة:
التسرع في الحكم على الأمور من غير وقوف على حقيقتها وظروفها،
ولا مراجعة لما وراءها،
بل يحمل حبُّ الشهرةِ والظهورِ البعض على التعليق على ما لا علم له به،
وانتقاد ما لا وقوف له على حقيقته وأبعاده،
فإذا ما اتضحت الأمور وبانت الحقائق وجدته كمن امتلأ فمه ماء لا يكاد ينطق،
والأعجب أن يتكرر هذا من الشخص مرات عديدة
ولا يفكر في مراجعة هذا المنهج الفاسد
في النظر إلى الأمور وتقييم الوقائع والأشخاص.
ومن أسوإ ذلك أيضا: مسارعة البعض إلى الرد على الكلام قبل أن يتمه قائله،
بل قبل أن يفهم ما يقصده قائله، فيفترض أن المتكلم يقصد شيئا ما ويأخذ في انتقاده،
وهو بعيد كل البعد عما قصده المتكلم،
ولله در يحيى بن خالد البرمكي الذي أوصى ابنه جعفراً فقال:
«لا تَرُدَّ على أحدٍ جواباً حتى تفهم كلامَه؛
فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره،
ويؤكد الجهلَ عليك، ولكن افهم عنه، فإذا فهمتَه فأَجِبْه،
ولا تتعجلْ بالجواب قبل الاستفهام، ولا تَسْتَحِ أن تستفهمَ إذا لم تفهم؛
فإن الجواب قبل الفهم حمقٌ».
Al_maroof- نائب مدير
- منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي : محتسب وحامد لربي
رد: ــ[ من صبر وتأنى , نال ما تمنى ]ــ
أإسـ عٍ ـد الله أإأوٍقـآتَكُـم بكُـل خَ ـيرٍ
دآإئمـاَ تَـبهَـرٍوٍنآآ بَمَ ـوٍآضيعكـمٍ
أإلتي تَفُـوٍح مِنهآ عَ ـطرٍ أإلآبدآع وٍأإلـتَمـيُزٍ
دُمتَمْ بِهذآ الع ـطآء أإلمستَمـرٍ
دآإئمـاَ تَـبهَـرٍوٍنآآ بَمَ ـوٍآضيعكـمٍ
أإلتي تَفُـوٍح مِنهآ عَ ـطرٍ أإلآبدآع وٍأإلـتَمـيُزٍ
دُمتَمْ بِهذآ الع ـطآء أإلمستَمـرٍ
رد: ــ[ من صبر وتأنى , نال ما تمنى ]ــ
اللهم اكفنا شر العجلة في القول والفعل
بما لا حاجة فيه لعجلة
شكرا" لأستاذة المنتدى ورقيقته
تحياتي لمرورك الطيب
Al_maroof- نائب مدير
- منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي : محتسب وحامد لربي
مواضيع مماثلة
» ـ[السورة التي تمنى النبي انها في قلب كل انسان من امته]ــ
» السورة التي تمنى النبي صلى الله عليه وسلم انها في قلب كل انسان من امته
» السورة التي تمنى النبي صلى الله عليه وسلم انها في قلب كل انسان من امته
عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام :: الاقسام الادبية والثقافية :: خواطر الاعضاء وعذب الكلام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى