100 موقف بطولي للنبي صلى الله عليه وسلم و أصحابه....
عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام :: القسم الاسلامي :: سيرة النبي صل الله عليه وسلم
صفحة 2 من اصل 2
صفحة 2 من اصل 2 • 1, 2
رد: 100 موقف بطولي للنبي صلى الله عليه وسلم و أصحابه....
- (93) موقف سعد بن أبي وقاص :
سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ، رأى حلماً ذات ليلة .. أن
نور ساطع يشق حجب الظلام .
تتخلله وجوه
يعرفها حق المعرفة وحين دقق فيها لمح وجه أبي بكر ثم
زيد
بن حارثة ، ثم علي بن أبي طالب .
وفي اليوم الثاني التقى مع أبي بكر فعرف الإسلام ، ودخل
فيه فكان رابع من دخل في
الإسلام من
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت والدته حمنة بنت سفيان بن أبي أمية ، من
أشد
المعارضين لإسلامه ، وقد ألحت عليه كثيراً أن يرجع عن دين
محمد صلى الله عليه وسلم ،
لكنه رفض بشدة
. فحاولت أمه محاولات عديدة ولما فشلت تلك المحاولات أقسمت ألا تذوق
الطعام والشراب حتى يرجع عن دين محمد ، فيكون سبباً في
موتها .
ولما اشتدَّ على أمه الهزال وعضّها الجوع اجتمع أهلها
وأصحابها وراحوا يتوسطون عند سعد
كي يشفق على
أمه فما كان من سعد إلا أن قام إليها ودنا منها
والناس
ينظرون إليه وهم يحسبون أن قلبه قد استجاب إليها .
فقال لها بهدوء : اسمعي يا أماه ، والله لو كانت لك ألف
نفس ، فخرجت نفساً نفساً ،
ما تركت هذا
الدين .. فكلي إن شئت أو لا تأكلي . وهكذا لم تجد والدته بداً من
التراجع
عن قرارها ، وهي مذهولة من إصراره وتمسكه بدين محمد صلى
الله عليه وسلم . وقد
نزل فيه قول
الله تعالى : (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً
عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي
عَامَيْنِ أَنِ
اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ {14} وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن
تُشْرِكَ بِي
مَا لَيْسَ
لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا
مَعْرُوفاً
وَاتَّبِعْ
سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا
كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )
. وسعد بن أبي
وقاص ، هو أول من اصطدم بعراك مع أبي جهل فأصيبت
أذنه وسال دمه
، وهو أول دم يسيل في الإسلام
.(94) موقف عمرو بن الجموح من صنمه
:
كان عمرو بن الجموح سيداً من سادات بني سلمة ، وشريفاً من
أشرافهم ،
وكان له صنم من
خشب يقال له : (( مناة )) يعبده . فلما أسلم فتيان بني سلمة :
معاذ بن جبل ، وابنه معاذ بن عمرو بن الجموح في فتيان
منهم ممن أسلم وشهد العقبة
وكانوا يدلجون
بالليل على صنم عمرو ذلك ، فيحملونه فيطرحونه في حفر
بني سلمة ، وفيها عِذَرَ الناس ، منكساً على رأسه . فإذا
أصبح عمرو قال : ويلكم!
من عدا على
إلهنا هذا الليلة : ثم يغدو يلتمسه ، حتى إذا وجده غسله
وطهره
وطيبه ، ثم قال : أما والله لو أعلم من فعل هذا بك
لأخزينه ، فإذا أمسى ونام
عمرو عدوا عليه
ففعلوا به مثل ذلك فيغدو فيجده في مثل ما كان فيه من الأذى ،
فيغسله ويطهره ويطيبه ، ثم يعدون عليه إذا أمسى ، فيفعلون
به مثل ذلك .
فلما كثروا
عليه استخرجه من حيث ألقوه يوماً ، فغسله وطهره وطيبه
،
ثم جاء بسيفه فعلقه عليه ، ثم قال : إني والله ما أعلم من
يصنع بك
ما ترى ، فإذا كان فيك خير فامتنع ، فهذا السيف معك .
فلما أمسى
ونام عمرو عدوا
عليه ، فأخذوا السيف من عنقه ، ثم أخذوا ***اً
ميتاً فقرنوه
به بجبل ، ثم ألقوه في بئر من آبار بني سلمة ، فيما
عذر
من الناس ، ثم غدا عمرو بن الجموح فلم يجده في مكانه الذي
كان به .
فخرج يتبعه حتى وجده في تلك البئر منكساً مقروناً ب***
ميت ،
فلما رآه وأبصره شأنه ، وكلمه من أسلم من
رجال قومه فعرف أن الأصنام لا تنفع ولا تضر فأسلم وحسن
إسلامه .(95) موقف ثعلبة من ذنبه :
أسلم ثعلبة بن عبد الرحمان الأنصاري وكان يخدم رسول الله
صلى
الله عليه وسلم ويخف له ، فأرسله النبي في حاجة له فمر
بباب رجل
من الأنصار فرأى امرأة من الأنصار تغتسل فكرر النظر إليها
وخاف
أن ينزل الوحي على رسول الله بما صنع ، فخرج هارباً على
وجهه ،
فأتى جبالاً بين مكة والمدينة فولجها أي دخلها ، ففقده
النبي أربعين
يوماً ، وإن
جبريل عليه السلام نزل على النبي صلى الله عليه وسلم
فقال
: يا محمد . إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول لك : إن رجلاً
من
أمتك بين هذه الجبال يتعوذ بي ، فقال النبي صلى
الله عليه وسلم : يا عمر .. يا سلمان .. انطلقا فأتياني
بثعلبة بن عبد الرحمان .
فخرجا من أنقاب
المدينة ، فلقيا راعياً من رعاة المدينة يقال له
(( ذفافة ))
فقال له عمر : هل لك علم بشاب بين هذه الجبال
يقال له :
ثعلبة؟ قال : لعلك تريد
الهارب من جهنم
، فقال له : وما علمك بأنه هارب من جهنم .
قال : لأنه إذا
كان جوف الليل خرج علينا من بين هذه الجبال واضعاً
يده على أم
رأسه وهو ينادي : يا ليتك قبضت روحي في الأرواح ،
وجسدي في
الأجساد ، ولم تجردني لفصل القضاء! فقال عمر :
إياه نريد
فانطلق بهما . فلما كان في جوف الليل ، خرج عليهم
من بين تلك
الجبال واضعاً يده على أم رأسه وهو ينادي :
يا ليتك قبضت
روحي في الأرواح ، وجسدي في الأجساد ، ولم
تجردني لفصل
القضاء! فغدا عليه عمر فاحتضنه فقال : يا عمر ،
هل علم رسول
الله بذنبي؟ قال : لا علم لي ، إلا أنه ذكرك بالأمس
،
فأرسلني وسلمان في طلبك ، قال : يا عمر لا تدخلني عليه
إلا وهو
في الصلاة فابتدر عمر أي أسرع عمر وسلمان الصف ، فلما
سمع
ثعلبة قراءة النبي خرَّ مغشياً عليه أي سقط على الأرض :
فلما سلم
النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( يا عمر يا سلمان ما
فعل ثعلبة؟ ))
قالا : ها هو
ذا يا رسول الله . فقام النبي صلى الله عليه وسلم
فحركه
فانتبه ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ما
غيبك عني؟ )) .
قال : ذنبي يا
رسول الله . قال : قل : (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا
حَسَنَةً
وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) .
قال : ذنبي يا رسول
الله أعظم ،
قال : بل كلام الله أعظم ، ثم أمره بالإنصراف إلى منزله
،
فمرض ثمانية أيام فجاء سلمان إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال :
يا رسول الله:
هل لك في ثعلبة فإنه لما به قد هلك ، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: (( قوموا بنا إليه )) ، فدخل عليه
فأخذ رأسه
فوضعه في حجره
، فأزال رأسه عن حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فقال له : ((
لم أزلت رأسك عن حجري؟ )) قال : لأنه ملآن من
الذنوب . قال :
(( ما تشتكي؟ )) قال : مثل دبيب النمل بين عظمي
ولحمي وجلدي ،
قال : (( ما تشتهي؟ )) قال : مغفرة ربي فنزل
جبريل عليه
السلام فقال : يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول لك
،
لو أن عبدي هذا لقيني بقراب الأرض خطيئة لقيته بقرابها
مغفرة ،
فأعلمه النبي فصاح صيحة فمات ، فأمر رسول الله صلى الله
عليه وسلم
بغسله وكفنه ، فلما صلى عليه جعل يمشي على أطراف أنامله
يعني
رؤوس صابعه . فلما دفنه قيل له : يا رسول الله رأيناك
تمشي على
أطراف أناملك قال : والذي بعثني بالحق نبياً ، ما قدرت أن
أضع قدمي على
الأرض من كثرة
من نزل من الملائكة لتشييعه
.(96) موقف تُمامةُ بن أثال ملك اليمامة
:
كان ثمامة مشركاً ولما سمع بالإسلام نال من أصحاب رسول
الله صلى
الله عليه وسلم ما نال وما هي إلا أيام وثمامة يريد أن
يذهب إلى مكة المكرمة
ليطوف حول
البيت ويذبح لأصنامها ، فلما مرَّ على المدينة وإذ بسرية
من سرايا المسلمين تعثر عليه فتأتي به إلى نبي الله عليه
الصلاة والسلام
فدعا النبي
أصحابه أن يكرموه ويحسنوا إليه ، ثم ذهب
النبي إلى أهله
وقال : (( اجمعوا ما كان عندكم من طعام وابعثوا به إلى ثمامة بن أثال ))
.
ثم توجه إليه النبي ليستدرجه إلى الإسلام فقال : (( ما
عندك يا ثمامة؟ )) .
فقال : عندي يا
محمد خير ... فإن تَقْتُل تَقْتُل ذا دم ، أي رجل أراق منكم
دماً
. وإن تُنْعم تنعم على شاكر ، وإن كنت تريد المال ، فسل
تُعط منه ما شئت ..
فتركه رسول
الله صلى الله عليه وسلم يومين على حاله يُؤتى له
بالطعام
والشراب ويُحمَلُ إليه لبن الناقة ثم جاءه ، فقال : (( ما عندك يا ثمامة
))
فقال : عندي ما قلت لك . فالتفت النبي إلى أصحابه وقال :
(( أطلقوا ثمامة ))
ففكوا وثاقه
وأطلقوه . فلما غادر ثمامة مسجد رسول الله وسار في
طريقه أناخ
ناقته بجوار ماء ، ثم تطهر ورجع إلى المسجد حتى وقف
على ملأ من
المسلمين وقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن
محمداً
عبده ورسوله ، ثم اتجه إلى رسول الله وقال : يا محمد
والله ما كان
على ظهر الأرض
وجه أبغض إليَّ من وجهك .. وقد أصبح وجهك أحب
الوجوه كلها
إليّ . والله ما ما كان
دين أبغض إليَّ
من دينك ، فأصبح دينك أحب الدين كله إليّ .
ووالله ما كان
بلد أبغض إليَّ من بلدك ، فأصبح بلدك أحب البلاد كلها إليّ .
ثم قال يا رسول الله : لقد كنت أصبت في أصحابك دماً فما
الذي توجب
ه عليَّ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : (( لا تثريب عليك يا
ثمامة .. فإن الإسلام يجب ما قبله )) .
وبشره بالخير
الذي كتبه الله له بإسلامه فانبسطت أسارير ثمامة وقال :
والله لأصيبن من المشركين أضعاف ما أصبت من أصحابك ،
ولأضعن
نفسي وسيفي ومن معي في نصرتك ونصرة دينك . ثم علَّمه
النبي أداء
العمرة الشرعية
واتجه إلى مكة فطاف حول الكعبة وهو يقول بصوت عالٍ :
(( لبيك اللهم
لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك . إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك )) .
فكان أول مسلم على ظهر الأرض دخل مكة ملبياً ، سمعت قريش
فهبت
مغضبة مذعورة واستلت السيوف ، ولما اتجه القوم إلى ثمامة
رفع صوته
بالتلبية بكبرياء ، فلما رأوه ثمامة أرجعوا سيوفهم إلى
أماكنها وقال :
ما بك يا
ثمامة؟ أصبوت وتركت دينك
ودين آبائك؟
فقال : ما صبوت ولكني اتبعت خير دين ...
اتبعت دين محمد
، ثم قال : أقسم برب هذا البيت إنه لا يصل إليكم بعد
عودتي إلى
اليمامة حبَّة من قمحها أو شيء من خيراتها حتى تتبعوا
محمداً
عن آخركم ، ثم ذهب إلى أهله وأمرهم أن يمنعوا عن أهل مكة
فصدعوا
بأمره واستجابوا له وحبسوا خيراتهم عن أهل مكة ، ولما
اشتد ذلك على
أهل مكة أرسلوا
إلى رسول الله أن يكتب إلى ثمامة فكتب عليه
الصلاة والسلام
وهو صاحب الرحمة المهداة إلى ثمامة أن يفك عنهم الحصار ففعل
.
جنتلمان- مسلم فضي
-
مساهماتي : 805
نقاطي : 984
تسجيلي : 31/01/2012
رد: 100 موقف بطولي للنبي صلى الله عليه وسلم و أصحابه....
- (97) موقف عبد الله بن أُنَيْس :
عبد الله بن أُنَيْس صحابي جليل من أصحاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم
دعاه رسول الله
ذات يوم ، فقال له : إنه قد بلغني أن خالد بن سفيان
بن نُبَج
الهذليّ يجمع لي الناس ليغزوني وهو بعُرَنة وعرنة موضع عند
الموقف بعرفات ، فأته فاقتله ، قال : قلت يا رسول الله
انْعَتْهُ لي حتى أعرفه ،
قال : إذا
رأيته وجدت له قشعريرة . قال : فخرجت متوحشاً سيفي
حتى وقعت عليه
وهو بعرنة مع ظعن أي نسوة يرتاد لهن منزلاً حين
وقت العصر ،
فلما رأيته وجدت ما وصف لي رسول الله صلى الله عليه
وسلم
من القشعريرة ، فأقبلت نحوه وخشيت أن يكون بيني
وبينه
مجادلة تشغلني عن الصلاة ،
فصليت وأنا أمشي نحوه أومىء برأس للركوع والسجود .
فلما انتهيت إليه قال : من الرجل؟ قلت : رجل من العرب سمع
بك وبجمعك
لهذا الرجل فجاءك لذلك ، قال : أجل ، أنا في ذلك . قال :
فمشيت معه
حتى إذا أمكنني حملت عليه السيف حتى قتلته ، ثم خرجت
وتركت ظعائنه
مُكِبّاتٍ عليه
فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآني قال :
(( أفلح الوجه )) ، قال : قلت : قتلته يا رسول الله ، قال
: (( صدقت )) ،
قال : ثم قام
معي رسول الله صلى الله عليه وسلم : فدخل
في بيته
فأعطاني عصا ، فقال : (( أمسك هذه عندك يا عبد الله بن أنيس )) .
فخرجت بها على الناس ، فقالوا : ما هذه العصا؟ قلت :
أعطانيها رسول
الله صلى الله
عليه وسلم وأمرني أن أمسكها ، قالوا :
أو لا ترجع إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فتسأله عن ذلك .
قال : فرجعت
إلى رسول الله فقلت : يا رسول الله لم أعطيتني هذه العصا؟ قال
:
(( آية بيني وبينك إلى يوم القيامة ، إنَّ أقلَّ الناس
المتخصرون يومئذ ))
أي الذين
يتكئون على عصا أو عكازة أو قضيب . قال : فقرنها عبد
الله بسيفه فلم تزل معه حتى إذا مات أمر بها فضمت في كفنه
، ثم دُفنا جميعاً .(98) موقف عمر بن الخطاب من المسكينة :
بينما عمر نصف
النهار قائل أي نائم ظهراً . في ظل شجرة إذا أعرابية
فتوسمت
الناس أي نظرت إلى الناس علّها تجد شفيعاً لها ، وكانت لم
تعرف عمر فجاءت
له وهي لا
تعرفه فقالت : إني امرأة مسكينة ولي بنون ، وإن أمير المؤمنين
عمر
بن الخطاب كان بعث محمد بن مسلمة ساعياً ـ أي حاجباً
وموزعاً ـ فلم يعطنا ،
فلعلك يرحمك
الله أن تشفع لنا إليه . قال : فصاح بيرفأ خادمه ـ أن ادع
لي محمد بن مسلمة ، فقالت : إنه أنجح لحاجتي أن تقوم معي
إليه أي أنها
خافت أن لا
يأتي الموظف الكبير ابن مسلمة بطلب هذا
الشخص الذي
ظنته رجلاً عادياً
من الشعب .
فقال : إنه سيفعل إن شاء الله .
فجاءه يرفأ ،
فقال : أجب ، فجاء ، فقال : السلام عليكم يا أمير المؤمنين
.
فاستحيت المرأة ، فقال عمر : والله ما آلو أن
أختار
خياركم ـ أي ما أُقصِّر ـ كيف أنت قائل إذا سألك الله
عزَّ وجلَّ عن هذه؟
فدمعت عينا
محمد بن مسلمة ، ثم قال عمر : إن الله بعث إلينا نبيه
صلى
الله عليه وسلم فصدقناه واتبعناه ، فعمل بما أمره الله به
، فجعل الصدقة
لأهلها من
المساكين ، حتى قبضه الله على ذلك ، ثم استخلف الله أبا بكر
،
فعمل بسنته حتى قبضه الله ، ثم استخلفني ، فلم آلُ أن
أختار خياركم : أنْ
بعثتك فأدِّ
إليها صدقة العام وعام أول ، وما أدري لعلّي لا أبعثك . ثم
دعا
لها بجمل ، فأعطاها دقيقاً وزيتاً ، وقال : خذي هذا حتى
تلحقينا بخيبر ،
فإنا نريدها ،
فأتته بخيبر ، فدعا لها بجملين آخرين ، وقال : خذي
هذا
فإنه فيه بلاغاً حتى يأتيكم محمد بن مسلمة ، فقد أمرته أن
يعطيك حقك للعام وعام أول .(99)موقف البراء بن مالك من مسيلمة
الكذاب :
بعد وفاة النبي
صلى الله عليه وسلم راحت بعض قبائل العرب يرتدون عن
الإسلام ـ صمد
الصدّيق ـ رضي الله عنه أمام هذه الفتنة المدمرة العمياء ـ
صمود الجبال الراسيات وجهز من المهاجرين والأنصار أحد عشر
جيشاً ،
وعقد لقادة هذه الجيوش أحد عشر لواءً ودفع بهم في أرجاء
جزيرة العرب
ليعيدوا
المرتدين إلى سبيل الهدى والحق . وكان أقوى
المرتدين بأساً
، وأكثرهم عدداً ، بنو حنيفة أصحاب مسيلمة الكذّاب .
فقد اجتمع لمسيلمة من قومه وحلفائهم أربعون ألفاً من
أشداء المحاربين .
وكان أكثر
هؤلاء قد اتبعوه عصبية . ولذلك نجد بعضهم يقول : أشهد
أن مسيلمة كذاب ومحمداً صادق .. لكن كذاب ربيعة يقصد
مسيلمة أحب إلينا
من صادق مُضَر
يقصد محمد صلى الله عليه وسلم . وكان ممن تصدى
لجيش مسيلمة
البراء بن مالك الأنصاري أخو أنس بن مالك خادم رسول
الله صلى الله
عليه وسلم عندما حميت وطيس المعركة بين المسلمين
والمرتدين
أنصار مسيلمة الكذّاب . التفت البراء بن مالك إلى قومه وقال
:
يا معشر الأنصار لا يُفَكِّرَنَّ أحد منكم بالرجوع إلى
المدينة ، فلا مدينة لكم
بعد اليوم
وإنما هو الله وحده .. ثم الجنة . ثم حمل على المشركين
،
وحملوا معه وانبرى يشق الصفوف ويُعْمل السيف في رقاب
أعداء الله
حتى زُلزلت
أقدام مسيلمة وأصحابه ، فلجاوا إلى الحديقة التي عرفت بحديقة الموت
لكثرة من قتل في ذلك اليوم .
كانت هذه الحديقة رحبة الأرجاء سامقة الجدران فأغلق
مسيلمة والآلاف
المؤلفة من
جنده عليهم أبوابها ، وتحصنوا بعالي جدرانها وظلوا
يرمون
المسلمين بنبالهم من داخلها . عند ذلك تقدم مغوار الإسلام
والمسلمين
البسل البراء
بن مالك وقال : يا قوم ، ضعوني على تُرس ، وارفعوا
الترس
على الرماح ثم اقذفوني إلى الحديقة قريباً من بابها فإما
أن أستشهد ،
وإما ان أفتح
لكم الباب ، وفي لمح البصر جلس البراء بن مالك على ترس
،
فقد كان ضئيل الجسم نحيله ، ورفعته عشرات الرماح فألقته
في حديقة
الموت بين اللآلاف المؤلفة من جند مسيلمة الكذاب ، فنزل
عليهم ،
وما زال يجالدهم أمام باب الحديقة ، ويُعمل في رقابهم
السيف حتى قتل
عشرة منهم وفتح
الباب ، وبه بضع وثمانون جراحة من بين رمية بسهم
أو ضربة بسيف .
فتدفق المسلمون على حديقة الموت ، من حيطانها
وأبوابها وظلوا
يقاتلون حتى قتلوا منهم قريباً من عشرين ألفاً
ووصلوا
إلى مسيلمة فأردوه صريعاً . حُمِلَ البراء بن مالك إلى
رحله ليُداوى
فيه وأقام عليه
خالد بن الوليد شهراً يعالجه من جراحه حتى أذن الله
له بالشفاء
وهكذا كتب الله للمسلمين النصر على يديه ، وظلَّ البراء يشتاق إلى الشهادة في سبيل
الله .
كان يوم فتح (( تُسْتَر )) مدينة في بلاد فارس تحصن الفرس
في إحدى
القلاع المرتفعة الملساء فحاصرهم المسلمون ولما طال
الحصار واشتد
البلاء على
الفرس ، جعلوا يُدَلّون من فوق أسوار القلعة سلاسل
من
حديد ، عُلِّقت بها كلاليب من فولاذ حُمِّيتْ بالنار حتى
غدت أشد
توهجاً من الجمر فكانت تنشب في أجساد المسلمين وتَعْلَقُ
بها ،
فيرفعونهم إليهم إما موتى وإما على وشك الموت . فَعَلِقَ
كلاّب منها
بأنس بن مالك
أخي البراء بن مالك فما إن رآه البراء حتى وثب على
جدار الحصن
وأمسك بالسلسلة التي تحمل أخاه ، وجعل يعالج
الكُلاّب
ليخرجه من جسده فأخذت يده تحترق وتدخِّنُ ، فلم يأبه لها
حتى أنقذ
أخاه ، وهبط إلى الأرض بعد أن غدت يده عظاماً ليس
عليها
لحم . وفي هذه المعركة دعا البراء بن مالك الأنصاري الله
أن يرزقه الشهادة ، فأجاب الله
دعاءه ، حيث
خرَّ صريعاً شهيداً مغتبطاً بلقاء الله .
رحم الله
البراء بن مالك وحشرنا معه يوم القيامة آمين
.(100) موقف طلحة بن عبيد الله :
قال طلحة :
بينما نحن في سوق بُصرى إذا راهب ينادي في الناس : يا معشر
التجار
، سلوا أهل هذا الموسم أفيهم أحد من أهل الحرم أي من أهل
مكة؟ يقول
طلحة وكنت قريباً منه فبادرت إليه وقلت : نعم أنا من أهل
الحرم . فقال :
هل ظهر فيكم
أحمد؟ فقلت : ومن أحمد؟! فقال : ابن عبد الله بن عبد المطلب
..
هذا شهره الذي يظهر فيه .. وهو آخر الأنبياء .. يخرج من
أرضكم
من الحرم ، ويهاجر إلى أرض ذات حجارة سود ونخيل وسباخ ينز
منها الماء ...
فإياك أن تسبق
إليه يا فتى . قال طلحة : فوقعت مقالته في قلبي ،
فبادرت
إلى مطاياي أي جمالي فرحلتها وخلفت القافلة ورائي ، ومضيت
أهوى هوياً إلى مكة .
فلما بلغتها ،
قلت لأهلي : أكان من حدث بعدنا في مكة؟ قالوا : نعم ،
قام
محمد بن عبد الله يزعم أنه نبي ، وقد تبعه ابن أبي قحافة
(( يريدون أبا بكر ))
قال طلحة :
وكنت أعرف أبا بكر ، فقد كان رجلاً سهلاً محباً
موطَّأ الأكناف
، وكان تاجراً ذا خلق واستقامة وكنا نألفه ، ونحب
مجالسه ، لعلمه
بأخبار قريش وحفظه لأنسابها ، فمضيت إليه وقلت له :
أحقاً ما يقال
من أن محمد بن عبد الله أظهر النبوة ، وأنك اتبعته؟! قال
:
نعم .. وجعل يقص عليَّ من خبره ويرغبني في الدخول معه
فأخبرته
خبر الراهب ، فدهش له وقال : هلم معي إلى محمد لتقص عليه
خبرك ، ولتسمع ما يقول : ... ولتدخل في دين الله .
قال طلحة :
فمضيت معه إلى محمد فعرض عليَّ الإسلام وقرأ عليَّ شيئاً
من القرآن ، وبشرني بخيري الدنيا والآخرة ، فشرح الله
صدري
إلى الإسلام ، وقصصت عليه قصة راهب بصرى فسُرَّ بها
سروراً بدا على وجهه .
ثم أعلنت بين
يديه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ..
وقع إسلام الفتى القرشي على أهله وذويه وقوع الصاعقة وكان
أشدهم
حزناً وهلعاً لإسلامه أمه ، فقد كانت ترجو أن يسود قومه
لما يتمتع به
من كريم
الشمائل وجليل الخصائل . وقد بادر إليه قومه ليثنوه عن
دينه
فوجدوه كالطود الراسخ الذي لا يتزعزع .
فلما يئسوا من إقناعه عذبوه أشد العذاب فكانوا
يدفعون
ه في ظهره ويضربونه على رأسه وخلفه أمه وهي عجوز تسبه
وتصيح به .
لكنه لم يتزحزح
عن دينه لأن الإيمان اختلط بدمه فذاق حلاوته في قلبه
بهذا
أحبائي في الله نكون قد انتهينا من كتابنا 100 موقف بطولي
للنبي وأصحابه
وإن المتتبع
للسيرة العطرة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام
يجد آلاف
المواقف الفدائية التي تثلج الصدور وتجعلنا نؤمن
الإيمان
الكامل بالنبي عليه الصلاة والسلام ونضحي بالنفس والمال
والجاه والسلطان ،
وكل ما نملك من
أجل إعلاء كلمة الحق لا إله إلا الله محمد رسول الله
في
كل زمان ومكان أمام عدو وسلطان جائر ولا نخشى في الله
لومة لائم ندعو
الله عزَّ
وجلَّ أن يعيننا على أنفسنا فنخلعها من الهوى الشيطاني إلى
الهوى
الرباني فننال رضى الله عزَّ وجلَّ ومحبة رسوله الكريم
حشرنا الله معه ومع
أصحابه في جنة
الفردوس آمين يا رب العالمين ، اللهم تقبل منا عملنا
هذا
واجعله خالصاً لوجهك الكريم فأنت تعلم ما في قلبي ولا أحد
يعلمه
غيرك يا كريم وصل اللهم على محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
.
جنتلمان- مسلم فضي
-
مساهماتي : 805
نقاطي : 984
تسجيلي : 31/01/2012
رد: 100 موقف بطولي للنبي صلى الله عليه وسلم و أصحابه....
الخاتمة:
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث
رحمة للعالمين سيدنا محمد النبي الأمي الهادي الكريم وعلى
آله
وأصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم
الدين,
أما بعد:
فإن الحق سبحانه وتعالى أنعم علينا بنعم ظاهرة وباطنة
ومن
نعمة سبحانه وتعالى (( الإسلام )) الذي جعله
الله
خاتم الرسالات السماوية فجاءت رسالة الإسلام سمحة لينة
لا
تشدد فيها ولا تكلف ورغم ذلك واجه الإسلام تحديات
صعبة في الفترة المكية والمدنية وما زال يواجه هذه
التحديات
إلا أن الله عز وجل منح هؤلاء الرجال الذين وقفوا في
وجه
هذه التحديات حجر عثرة , ثقة عالية وصبرا جميلا
وتحملا
رائعا وتضحية عظيمة حتى نشروا الإسلام في شتى
بقاع
الأرض ضاربين أروع مواقف التضحية للأمة
الإسلامية
لتقتدي الأمة بتلك المواقف البطولية التي لم يسطر لنا
التاريخ
أروع منها. نعم لقد كان مجتمع الرسول صلى الله عليه وسلم
مجتمعا عظيما حيث كانوا يتقاسمون الحب فيما بينهم يسيرون
على
نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم
.
أيها الأحباب إن جيلا مثل هذا الجيل الذي تعهده الرسول
صلى الله عليه وسلم بالرعاية والعناية في الماضي صالح
لأن
يكون منارة للهدى وقدوة للاتباع وأسوة في الإمتثال ورمزا
فريدا لا يزال غرة في جبين التاريخ ... وما أحوجنا
للاقتداء
بهم والسير على منوالهم واتباع نهجهم فتتآلف القلوب
بقوة
الإيمان وتتشابك الأيدي بالإسلام وتشرق النفوس بصفات
الخير وبذل العون وقوة المحبة تشد كل المسلمين وتجعلهم مجتمعا
قويا لا تزلزله الحوادث ولا تؤثر فيه النوازل لأنه يحمل
في
أساسه عوامل القوة.
لهذا جمعت مائة موقف من مواقف التضحية والفداء
والصبر
والتحمل لهؤلاء الرجال الذين تربوا حول رسولهم الكريم
صلوات الله وسلامه عليه لنقتدي بهم في تلك المواقف
والله
من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل
.
جنتلمان- مسلم فضي
-
مساهماتي : 805
نقاطي : 984
تسجيلي : 31/01/2012
رد: 100 موقف بطولي للنبي صلى الله عليه وسلم و أصحابه....
شكرا لمن تواجد في موضوعي جزاكم الله خير
الجزاااء وجعل ربي مشاركتكم في ميزان حسناتكم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
جنتلمان- مسلم فضي
-
مساهماتي : 805
نقاطي : 984
تسجيلي : 31/01/2012
صفحة 2 من اصل 2 • 1, 2
مواضيع مماثلة
» ــ[ هل كان للنبي صلى الله عليه وسلم ظل؟]ــ
» ــ[ هل كان للنبي صلى الله عليه وسلم ظل؟ ]ــ
» ــ[ بالصور الحوض الذى كان يتوضا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم ]ــ
» موقف النبي صل الله عليه وسلم من السّجع في الدعاء والذكر
» بيان للأحاديث الضعيفة والمكذوبة على رسول الله "صلى الله عليه وسلم
» ــ[ هل كان للنبي صلى الله عليه وسلم ظل؟ ]ــ
» ــ[ بالصور الحوض الذى كان يتوضا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم ]ــ
» موقف النبي صل الله عليه وسلم من السّجع في الدعاء والذكر
» بيان للأحاديث الضعيفة والمكذوبة على رسول الله "صلى الله عليه وسلم
عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام :: القسم الاسلامي :: سيرة النبي صل الله عليه وسلم
صفحة 2 من اصل 2
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى