إهمال الواجبات المنزلية : الأسباب و الحلول
عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام :: قسم التربية والتعليم :: منتدي المرحلة الابتدائية
صفحة 1 من اصل 1
إهمال الواجبات المنزلية : الأسباب و الحلول
بسم الله الرحمن
الرحيم
في نهاية دورة " قواعد التفوق الدراسي " ، سألتني إحدى الأخوات عن
مشكل يرهقها كثيرا ، و هو عدم إنجاز أخاها لواجباته المدرسية و حتى إذا أنجزها
ينجزوها بإهمال و عدم اكتراث ، أجبتها بما فتح علي الله في ذلك الوقت ، تم قررت
التوسع في الموضوع لما له من أهمية ملاحظة في مجتمعنا المغربي و العربي بصفة عامة
.
وقد ارتأيت أن أجعل الموضوع في حزين الأول للأسباب و الثانية من أجل التوسع في
بعض نقاط الحل.
الجزء الأول : الأسباب
إن إهمال الواجبات المنزلية ، ليس
هو المشكل بل هو من مظاهر انعدام المسؤولية و كره الدراسة ، بسبب تصورات الطفل و
عدم تفهمه لأسباب هذه التمارين الإضافية , بل ربما يعتبرها شكلا من أشكال العقاب
غير المبرر .
أسباب الظاهرة تتنوع و تختلف حسب الحالة لكني سأحاول إجمالها في
النقط التالية :
من طرف الأساتذة :
عدم تحبيب المادة لتلاميذ يعتبر أهم
محاور المشكل لأن الطفل إذا أحب شيئا فعله مباشرة دون دفع أو إجبار ، بل و يفعله و
هو مستمتع كأنه يلعب بلعبة محببة إليه .
ثم عدم شرح التمارين و أسبابها لتلاميذ
يجعلهم يحكمون مخيلتهم الواسعة وتصوراتهم الخاطئة و يعتبرون الأعمال المنزلية عقابا
بدون ذنب.
من طرف الآباء :
عدم تشجيع الآباء الأبناء على القيام
بالواجبات المنزلية ، فكثيرا ما يكون أصل المشكل من تهاون الآباء في دفع أبنائهم
لإنجاز و واجباتهم المدرسية ، وهذه قصة حقيقة قصتها أم في إحدى القنوات الفضائية
ليستفيد منها الآباء،
تحكي الأم فتقول :
عندي بنت أدخلتها المدرسة وهي مازالت
صغيرة ، كانت تقرأ نصف يوم ، كلما عادت من المدرسة مساءا سألتها عن أحوال المدرسة و
كيف تعاملت مع أستاذتها و زملائها ، كانت إجابتها جيدة و قد طلبت مني الأستاذة
القيام بواجب منزلي " نقل جملة واحدة " ، قلت لها كُلي ثم شاهدي التلفاز قليلا
لنقوم بالواجب سويا ، بعد أن أكلت و عند مشاهدتها لتلفاز نامت ، ولم أستطع إيقادها
لأنها صغيرة و تعبت من المدرسة ،؛ فأخذت كتاب الواجب وقمت بنسخ الجملة بيدي اليسرى
لكي لا تكتشفها المربية ، في اليوم التالي سألتها عن أحوال المدرسة و الواجب فقالت
: جيدة و أعطتني المربية نجمة (أي قمت بالواجب بشكل جيد ) ، فقلت لها هل عندك واجب
اليوم قالت : نعم نقل جملة أخرى فقلت كُلي وشاهدي التلفاز قليلا لنقوم بالواجب معا
، ونفس الشيء حدث نامت و هي تشاهد التلفاز ، و أنا أعدت نفس الفعل نقلت الجملة بيدي
اليسرى ، في اليوم الثالث عند عودة ابنتي من المدرسة سألتها عن المدرسة والواجب ،
فقالت : جيد و أعطتني المربية نجمة ثم قالت عندي واجب نقل جملة ، فقلت لها كلي و
شاهدي التلفاز و لكن لا تنامي هذه المرة لنقوم بالواجب معا ، فقالت لا يا أمي
فالواجب " حَيْ حُل نفسُ بنفسُ " .
صدمت الأم بتصور ابنتها و حاولت بعد ذلك
تصحيح تصورها و لكنه من صعب إصلاح ما كُسر ، إن هذه الحكاية على بساطتها تسلط الضوء
على أهم أسباب الفشل الدراسي ، أي عدم تحمل المسؤولية ، لأن أبناءنا يحتاجون التدرب
على تحمل المسؤولية من الصغر.
من طرف الأبناء :
عدم الاكتراث و كثرت
المُلهيات من أسباب ضياع الأبناء بصفة عامة ، وهي نفس أسباب عدم القيام بالأعمال
المنزلية ، لأن هناك أشياء ممتعة و أفضل للقيام بها مثل اللعب و مشاهدة
التلفاز.
في الجزء القادم سأسلط الضوء على بعض النقط المهمة من أجل خلق
دافعية ذاتية عند الأبناء للقيام بالواجب المنزلي .
الجزء الثاني :
الحلول
تتمة للمقالة السابقة " إهمال الواجبات المنزلية: الأسباب "؛ في هذه
المقالة بعض النقط التي رأيتها مهمة في التعامل مع هذه المشكلة ، و أهم ما أود
التركيز عليه أن هذه النقاط هي اجتهاد شخصي من قراءتي لمجموعة من الكتب التي تهتم
بتربية الأطفال و مجموعة من التدوينات و من خلا ل ممارستي المهنية ، ثاني نقطة أن
مثل هذه المشاكل التي تتعلق بالإنسان هي مُركبة ومتشابكة بالأصل لأنها تتعلق بمخلوق
مركب من عقل و عاطفة و سلوك ؛ لذلك قد يحتاج علاج هذه المشكلة لتركيب مجموعة من
الحلول لإنتاج دواء ناجع، و أخيرا لحل هذه المشكلة لابد من أن تتعاون عدة أطراف
فيما بينها .
كما في المقالة السابقة سأكتب النقاط المتعلقة بكل طرف
منفصلة؛
حلول من طرف الأساتذة :
أولا لابد من الاتفاق الأولي بين أطراف
العملية التعليمية التعلمية حول الواجبات المنزلية ، إذ على الأستاذ و التلاميذ
الاتفاق حول ميثاق العمل المدرسي و من أهم النقاط التي يحتويها الميثاق الاتفاق حول
الواجبات المنزلية و لا ضرر في الاتفاق حول عددها و مدى صعوبتها مثلا تحدد في ثلاث
أيام في الأسبوع،كما يُذكر التلاميذ بأهمية الواجب المنزلي و تأثيره على مدى
تحصيلهم و تفوقهم الدراسي.
ثانيا لابد من معرفة الأسباب الشخصية للمُهل في
واجباته المنزلية ،هذه الفكرة ستساهم في توسيع و معرفة الرأي الأخر في المشكلة ؛ من
الممكن مثلا أن يطلب من التلميذ أو التلاميذ كتابة موضوعي إنشائي حول أسباب عدم
القيام بالواجب أو القيام به بشكل رديء ، وبذلك نعرف المشكل ونحله من جذوره ، لأن
المشكل من الممكن أن يكون متصلا بتصورات خاطئة لذا الأطفال، وأول خطوة لتصحيحها هي
معرفتها.
حلول من طرف الآباء :
إن المطلوب من الآباء هو تشجيع أبناءهم
على الدراسة و القيام بالواجبات المتصلة بها ، و لكن معظم الآباء يقول: " أنا أشجع
ابني على القيام بواجباته الدراسية لكنه لا يقوم بها" ، وهنا يا صديقي المشكل ليس
في الطريقة أي التشجيع و لكن المشكل في كيفية تطبيق الطريقة ، إذ أن أول ما يجب
فعله لتفعيل التشجيع هي معرفة ما يحفز الأطفال و ما هي رغباتهم، سواء من خلال
الملاحظة أو حتى أن تطلب منهم كتابة ما يريدون الحصول عليه و ما يتطلعون إليه ثم
تستعمل هذه القائمة لتشجيعهم على القيام بأعمالهم الدراسية ، وكذلك الاستفادة من
مجموعة من الوسائل الموجودة مسبقا مثل التلفاز والإنترنت و الألعاب الإلكترونية
فلابد من أن تكون متصلة بالأعمال المدرسية.
إن الواجبات المدرسية تختلف درجة
صعوبتها لذا في بعض الأحيان يكون من الضروري مساعدة الأولاد على إنجازها و إعادة
توضيحها ، إذ لابد أن يحس الطفل أن العائلة متضامنة معه من اجل إنجاز و واجباته
المدرسية ؛ فهذا يقوي الروابط الإيجابية لذا الطفل سواء مع عائلته أو مع الدراسة
بشكل عام.
و أخيرا لابد من تدريب الأطفال على تحمل المسؤولية و ربطها بالوقت ، و
يُستحسن تحديد وقت معين للدراسة في المنزل مثلا بعد العودة من المدرسة وتناول
الطعام و قبل التلفاز والإنترنت ، و كذلك تحديد مدة زمنية حتى وإن لم تكن هناك
واجبات منزلية فهناك المراجعة أو على الأقل المطالعة و القراءة.
حلول من طرف
التلاميذ:
إن مشكل إهمال الواجبات المنزلية لا يتعلق فقط بالأساتذة والوالدين
إنما يتجاوزهم للأطفال أنفسهم ، إذ لابد من أن يحاول الطفل الاتزان في حياته
اليومية أو كما قال صلى الله عليه وسلم " ساعة وساعة " بمعنى هناك وقت لدراسة ووقت
لراحة و المرح ، باتزان دون أن يسيطر جانب على الآخر فنصبح مثل السيارة التي تتحرك
بثلاث عجلات ، متدبدبة على الطريق.
ثم من أهم ما على الأطفال تعلمه ترتيب
الأولويات لأن لكل شخص أولويات في الحياة حددها هو نفسه أو حددها له المجتمع و
الأسرة و الإعلام ، علمت بذلك أم لم تعلم أنت تعمل حسب أولويات مرتبة مُسبقا، لاحظ
أعمالك وتصرفاتك و ستعرف ما هي أولوياتك في الحياة ، إن ترتيب الأولويات كترتيب
البيت الداخلي، فأنت لا تستطيع العمل في مكان مضطرب لا تعرف أعلاه من أسفله ، كذلك
الحياة؛ لا تستطيع العيش بها و أنت لا تعرف ما هي أولوياتك أهي الدراسة أم اللعب أم
العمل ، عند الأذان ما هي الأولوية أهي الصلاة أم الدراسة ، عند الرجوع من المدرسة
ما هي الأولوية أهي الواجبات المدرسية أم اللعب أم الأكل، حدد أولوياتك لتقود
حياتَك.
في الختام ؛
الأعمال المنزلية فرصة لتَفوق و لرَبط المدرسة
بالأُسرة و هي طريقة لرفع من جودة المنتوج التربوي ؛ بشرط أن نُحسن استعمالها ، و
بألا تزيد من أتقال الآباء بالساعات الإضافية و ساعات الدعم
.
الملاك البرئ- فرسان لهم بصمات
- مساهماتي : 1342
نقاطي : 2110
تسجيلي : 21/12/2011
مواضيع مماثلة
» ــ[ أشهر الحلول السحرية لأوجاع الظهر ]ــ
» ــ[ اليك حل مشكلة هروب اطفالك من حل الواجبات المدرسية ]ــ
» ــ[ بعض أهم الأسباب لأخطر الأمراض ]ــ
» ــ[ اليك حل مشكلة هروب اطفالك من حل الواجبات المدرسية ]ــ
» ــ[ بعض أهم الأسباب لأخطر الأمراض ]ــ
عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام :: قسم التربية والتعليم :: منتدي المرحلة الابتدائية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى