ـ[ صفة لحية النبي صلى الله عليه وسلم ]ـ
عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام :: القسم الاسلامي :: سيرة النبي صل الله عليه وسلم
صفحة 1 من اصل 1
ـ[ صفة لحية النبي صلى الله عليه وسلم ]ـ
ــ( صفة لحية النبي صلى الله عليه وسلم )ــ
أولا :
للتعرف على صفة لحيته الشريفة :
لا بد من الوقوف على جميع الأحاديث الواردة في هذا الشأن ،
وقد تبين لنا - بعد حصرها ودراستها -
أن أكثرها لا يثبت إسناده إلى الصحابة الكرام
الذين وصفوا لحية النبي ،
وأما القليل الصحيح فلم يشتمل على وصف دقيق مفصل ،
وإنما على ذكر بعض الأوصاف ،
وهذه الأوصاف الثابتة هي :
كثرة شعر اللحية ،
وكثاثتها .
فعن جابر بن سمرة :
( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... كَثِيرَ شَعْرِ اللِّحْيَةِ )
رواه مسلم
وعَنْ الْبَرَاءِ :
( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... كَثَّ اللِّحْيَةِ )
رواه النسائي وصححه الألباني .
وورد أيضا هذا الوصف :
( كث اللحية )
من حديث علي بن أبي طالب في " مسند الإمام أحمد " :
وقد استدل بعض أهل العلم بهذين الوصفين
– كثرة الشعر والكثاثة -
على أن لحيته الشريفة عليه الصلاة والسلام لم تكن طويلة ؛
لأن الكثاثة تعني غزارة الشعر والتِفَافَه مِن غير طول .
قال أبو عبيد القاسم بن سلام رحمه الله :
" قوله : ( كث اللحية ) الكثوثة أن تكون اللحية غير دقيقة ،
ولا طويلة ،
ولكن فيها كثاثة من غير عِظَمٍ ولا طول " .
رواه عنه الطبراني في " المعجم الكبير "
وقال الإمام أبو العباس القرطبي رحمه الله :
" لا يفهم من هذا
– يعني قوله ( كثير شعر اللحية ) -
أنه كان طويلها ،
فإنَّه قد صحَّ أنه كان كثَّ اللحية ؛
أي : كثير شعرها غير طويلة ،
وكان يخلل لحيته " .
وقال الإمام السيوطي رحمه الله :
" كان كثير شعر اللحية ،
أي : غزيرها ، مستديرها " .
" الشمائل الشريفة "
ثانيا :
وأما وصف لحية النبي الكريمة بأنها " عظيمة "،
فهذا إنما ورد من طريق شريك بن عبد الله النخعي ،
عن عبد الملك بن عمير ، عن نافع بن جبير بن مطعم ،
عن علي بن أبي طالب ،
أَنَّهُ وَصَفَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ :
( كَانَ عَظِيمَ الْهَامَةِ ، أَبْيَضَ ، مُشْرَبًا حُمْرَةً ، عَظِيمَ اللِّحْيَةِ )
رواه أحمد في " المسند "
وغيره جميعهم من هذا الطريق ،
وقد انفرد شريك بهذا اللفظ عن غيره من رواة الحديث ،
ومثله لا يقبل تفرده .
ورواه أحمد في " المسند " أيضا :
من طريق شريك عن عبد الملك بن عمير ،
بلفظ : ( ضخم اللحية )
وورد أيضا وصفه بأنه كان " ضخم الرأس واللحية "
مِن حديث عثمان بن عبد الله - أو ابن مسلم – بن هرمز ،
عن نافع بن جبير ، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال :
( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ...ضَخْمَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ )
رواه أحمد في " المسند "
وهذا إسناد ضعيف بسبب عثمان بن عبد الله بن هرمز ،
ثالثا :
وأما وصف لحيته بأنها كانت تملأ صدره الشريف
عليه الصلاة والسلام :
فهذا لم نقف عليه مسندا مأثورا ،
وإنما ذكره القاضي عياض رحمه الله من غير إسناد ،
ولا نسبةٍ إلى قائله .
يقول القاضي عياض رحمه الله :
" كث اللحية تملأ صدره " .
ويقول ابن حزم رحمه الله :
" كث اللحية واسعها " .
رابعا :
ومن الأحاديث الواردة في وصف لحية النبي الشريفة
ما يرويه يزيد الفارسي فيقول :
( رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِي النَّوْمِ زَمَنَ ابْنِ عَبَّاسٍ ،
قَالَ : وَكَانَ يَزِيدُ يَكْتُبُ الْمَصَاحِفَ ،
قَالَ : فَقُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ :
إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ .
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ :
فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ :
" إِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَتَشَبَّهَ بِي ،
فَمَنْ رَآنِي فِي النَّوْمِ فَقَدْ رَآنِي .
فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَنْعَتَ لَنَا هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي رَأَيْتَ ؟
قَالَ : قُلْتُ : نَعَمْ ،
رأَيْتُ رَجُلًا بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ ،
جِسْمُهُ وَلَحْمُهُ أَسْمَرُ إِلَى الْبَيَاضِ ،
حَسَنُ الْمَضْحَكِ ، أَكْحَلُ الْعَيْنَيْنِ ،
جَمِيلُ دَوَائِرِ الْوَجْهِ ،
قَدْ مَلَأَتْ لِحْيَتُهُ مِنْ هَذِهِ إِلَى هَذِهِ ،
حَتَّى كَادَتْ تَمْلَأُ نَحْرَهُ .
قَالَ : فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ :
لَوْ رَأَيْتَهُ فِي الْيَقَظَةِ مَا اسْتَطَعْتَ أَنْ تَنْعَتَهُ فَوْقَ هَذَا )
رواه أحمد في " المسند "
وهذا الحديث يختلف حكمه بسبب الاختلاف في يزيد الفارسي ،
فذهب علي بن المديني وأحمد بن حنبل إلى أنه
هو نفسه يزيد بن هرمز الثقة ،
وذهب يحيى القطان ورجحه أكثر المتأخرين
إلى أنه يزيد آخر في عداد المجهولين ،
ولكن لعل الحكم عليه بالجهالة
لا يتوافق مع ما ذهب إليه أبو حاتم في:
" الجرح والتعديل " :
من قوله فيه :
لا بأس به ،
رغم ترجيح أبي حاتم أنهما راويان مختلفان .
وباقي الإسناد رواته ثقات .
والشاهد في الحديث قوله :
( قَدْ مَلَأَتْ لِحْيَتُهُ مِنْ هَذِهِ إِلَى هَذِهِ ،
حَتَّى كَادَتْ تَمْلَأُ نَحْرَهُ )
فقد جاء في رواية ابن أبي شيبة في " المصنف "
– وأشار بيده إلى صدغيه –
يعني أن لحيته الشريفة عليه الصلاة والسلام
لم تكن طويلة تملأ صدره ،
بل تكاد تملأ نحره ،
والنحر هو أعلى الصدر ،
وهذا يدل على اعتدال طولها وتوسطه .
Al_maroof- نائب مدير
- منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي : محتسب وحامد لربي
Al_maroof- نائب مدير
- منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي : محتسب وحامد لربي
مواضيع مماثلة
» نسب النبي صل الله عليه وسلم
» ـ[ جبين النبي صلى الله عليه وسلم ]ـ
» صور من محبة النبي صلى الله عليه وسلم لأمته
» ـ[ وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ]ــ
» ــ[ هل النبي صلى الله عليه وسلم حي في قبره ؟ ]ــ
» ـ[ جبين النبي صلى الله عليه وسلم ]ـ
» صور من محبة النبي صلى الله عليه وسلم لأمته
» ـ[ وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ]ــ
» ــ[ هل النبي صلى الله عليه وسلم حي في قبره ؟ ]ــ
عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام :: القسم الاسلامي :: سيرة النبي صل الله عليه وسلم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى