ــ[ النبي لا يصلي على كافر لو علم كفره]ــ

من طرف **Al_maroof** الإثنين 20 مايو 2013, 7:50 pm

ــ( النبي لا يصلي على كافر مع علمه بكفره )ــ

قال الله تعالى :
( ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين )

قد يتوهم بعض الناس أن النبي
(عليه الصلاة والسلام)

صلى الجنازة على عبد الله بن أُبي ابن سلول

وهو يعلم كفره والعياذ بالله,

والحق فيها أن النبي صلوات ربي وسلامه عليه

كان يظنه مسلماً حين صلى عليه ,

خاصة أن عبد الله بن أُبي المنافق

لجأ إلى الخداع في مرض موته

فطلب قميص النبي ليكفن به ,

وأظهر الندم ,

وكان يخاطبه بـ يا نبي الله وهوعليه الصلاة والسلام

مأمور بأن يقبل من الناس ظواهرهم ,

فأردنا أن نوضح هذه المسألة ,

ونذكر ما ورد عن المحققين من العلماء

في توضيح ما أشكل منها ثم نبيّن خطورة هذا التصوّر

الذي انتشر وذاع ،

ولا ندري كيف انتشر مع ما بيّـنه

الحفاظ والمفسرون في كتبهم في شأنها !

نقـل نصـوص أهـل العلم في أن النبي عليه الصلاة والسلام

صـلى على ابن أبي إبن سـلول

بنـاء على الظـاهر مـن لـفظ إسـلامـه ,

-قال الحافظ أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي

في كشف المشكل من حديث الصحيحين ما نصه :

" كان ابن أبي يظهر الإسلام ثم تظهر منه فلتات

تدل على نفاقه ثم يتأول لما قال مرة

وينكر أخرى فحمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على علاته " إ.هـ.
.
- قال أبو جعفر النحاس المتوفى سنة (338 هـ )

في كتابه الناسخ والمنسوخ :

" وفي حديث عبيد الله بن عمر عن نافع ،

عن ابن عمر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال لعمر ذلك اليوم إن الله تعالى لم ينهني عن الصلاة عليهم

وإنما خيرني قال أبو جعفر :

ففي هذا الحديث التوقيف من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن

"أو" هاهنا للتخيير أعني من قوله :

( استغفر لهم أو لا تستغفر لهم )

فإن قيل فكيف يجوز أن يستغفر عليه السلام لمنافق ؟

فالجواب عن هذا أن يستغفر له على ظاهره على أنه مسلم ،

وباطنه إلى الله تعالى.
.
-وقال الحافظ ابن الجوزي في زاد المسيرما نصه:

" فإن قيل كيف جاز أن يستغفر لهم ,

وقد أُخبِرَ بأنهم كفروا ؟

فالجواب: أنه إنما استغفر لقوم منهم على ظاهر إسلامهم

من غير أن يتحقق خروجهم عن الإسلام ,

ولا يجوز أن يقال علم كفرهم ثم استغفر"ا.هـ
.
-وقال الثعالبي في الجواهر الحسان في تفسير القرءان ما نصه :

" وظاهر صلاته على ابن أُبي أن كفره لم يكن يقيناً عنده ,

ومحال أن يصلي على كافر,

ولكنه راعى ظواهره من الإقرار

ووكل سريرته إلى الله عز وجل " ا.هـ
.
-وقال أبو محمد عبد الحق بن عطية في المحرر الوجيز ما نصه :

" وظاهر صلاته عليه أن كفره لم يكن يقيناً عنده ,

ومحال أن يصلي على كافر ,

ولكنه راعى ظواهره من الإقرار

ووكل سريرته إلى الله عز وجل

وعلى هذا كان ستر المنافقين من أجل عدم التعيين بالكفر

..... إلى أن قال :

وصلى عليه رسول الله لموضع إظهاره الإيمان ,

ومحال أن يصلي عليه وهو يتحقق كفره

وبعد هذا والله أعلم عُينَ له من لا يصلي عليه " ا.هـ
.
-وقال النيسابوري في تفسيره ما نصه :

" وقيل : لعل السبب فيه أنه لما طلب من الرسول

قميصه الذي مس جسده ليدفن فيه

غلب على ظن الرسول أنه انتقل إلى الإيمان

لأنه وقت يتوب فيه الكافر فرغب أن يصلي عليه " ا.هـ

أي بالإضافة لما كان يسمع منه من التشهد ومخاطبته ب يا نبي الله .
.
-وقال القرطبي في تفسيره نقلاً عن بعض العلماء :

" إنما صلى النبي على عبد الله بن أبي

بناء على الظاهر من لفظ إسلامه

ثم لم يكن يفعل ذلك لما نهي عنه " ا.هـ

أي لنُزول الوحي بأسمائهم

كما بينه ابن عطية في " المحرر" فتأمل .
.
-وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله

في فتح الباري بشرح صحيح البخاري ما نصه :

" أما جزم عمر بأنه منافق

فجرى على ما كان يطلع عليه من أحواله ,

وإنما لم يأخذ النبي بقوله

وصلى عليه إجراء له على ظاهر حكم الإسلام

كما تقدم تقريره واستصحاباً لظاهر الحكم ....." ا.هـ
.
-وقال الآلوسي في روح المعاني ما نصه :

" وحكى مكي أنه صلى الله عليه وسلم

استغفر لهم لأنهم أظهروا له الإسلام

أي بعد ما صدر منهم ما صدر بالتوبة " ا.هـ

وقال أيضا في قوله سبحانه :

{ والله لاَ يَهْدِي القوم الفاسقين } :

" وفيه تنبيه على عذر النبي صلى الله عليه وسلم

في الاستغفار لهم وهو عدم يأسه من إيمانهم

حيث لم يعلم إذ ذاك أنهم مطبوعون على الغي

لا ينجع فيهم العلاج ولا يفيدهم الإرشاد ،

والممنوع هو الاستغفار بعد العلم بموتهم كفاراً

كما يشهد له قوله سبحانه :

{ مَا كانَ لِلنبىّ والذين ءامَنواْ أَن يَستغفرُوا لِلمُشْركِينَ
وَلوْ كانواْ أوْلِى قربى
مِن بَعْدَ مَا تبَيَّنَ لهُمْ أنهُمْ أصحاب الجحيم }
[ التوبة : 113]

ولعل نزول قوله سبحانه :

{ بِأنهُمْ } الخ متراخ عن نزول قوله سبحانه :

{ استغفر لهُمْ } الخ كما قيل

وإلا لم يكن له صلى الله عليه وسلم

عذر في الاستغفار بعد النزول ".

والله أعلم