ـ[ أقوال حول : كن فيكون ]ـ
2 مشترك
عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام :: القسم الاسلامي :: القرآن والسنة
صفحة 1 من اصل 1
ـ[ أقوال حول : كن فيكون ]ـ
ــ( أقوال حول : كن فيكون )ــ
لماذا خلق الله السموات والأرض في ستة أيام
مع قدرته على خلقها في أقل من هذه المدة ؟
إذا أراد الله أمراً فإنه يقول له كن فيكون ،
فلماذا استغرق 6 أيام حتى يخلق السماوات والأرض ؟
الحمد لله
من المقرر عند أهل الإيمان الراسخ والتوحيد الكامل
أن المولى جل وعلا قادر على كل شيء ،
وقدرته سبحانه ليس لها حدود ،
فله سبحانه مطلق القدرة وكمال الإرادة ،
ومنتهى الأمر والقضاء ،
وإذا أراد شيئاً كان كما أراد وفي الوقت الذي يريد ،
وبالكيفية التي أرادها سبحانه وتعالى .
وقد تواترت النصوص القطعية من كتاب ربنا
وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم على تقرير هذا الأمر
وبيانه بياناً واضحاً لا لبس فيه ولا غموض ،
ونكتفي هنا بذكر بعض الآيات الدالة على ذلك
فمن ذلك :
قوله تعالى :
( بديع السموات والأرض وإذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون )
البقرة / 117 .
قال الحافظ ابن كثير في تفسير هذه الآية الكريمة :
( يبين بذلك تعالى كمال قدرته ،
وعظيم سلطانه ،
وأنه إذا قدر أمراً وأراد كونه فإنما يقول له كن _ أي :
مرة واحدة _ فيكون ،
وقال تعالى :
( ...قال كذلك الله يخلق ما يشاء ، إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون )
آل عمران / 247 .
وقال تعالى :
( هو الذي يحي ويميت فإذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون )
غافر / 68 .
وقال تعالى :
( وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر )
القمر/50 .
قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله تعالى - في تفسيره هذه الآية :
( وهذا إخبار عن نفوذ مشيئته في خلقه ،
كما أخبر بنفوذ قدره فيهم فقال :
( وما أمرنا إلا واحدة )
أي إنما نأمر بالشيء
مرة واحدة لا نحتاج إلى توكيد بثانية ،
فيكون ذلك الذي نأمر به حاصلاً موجوداً كلمح البصر ،
لا يتأخر طرفة عين ،
وما أحسن ما قال بعض الشعراء :
إذا ما أراد الله أمراً فإنما يقول له كن قولة فيكون ) أ.هـ.
وهناك آيات أخرى تقرر هذا الأمر وتوضحه .
فإذا تقرر ذلك فلماذا خلق الله جل جلاله السموات والأرض في ستة أيام ؟ .
أولاً :
قد ورد في أكثر من آية في كتاب ربنا أن الله جل وعلا
خلق السموات والأرض في ستة أيام فمن ذلك قوله تعالى :
( إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش ... )
الأعراف / 54 .
ثانياً :
ما من أمر يفعله الله إلا وله فيه حكمة بالغة وهذا من معاني اسم الله تعالى " الحكيم " ،
وهذه الحكمة قد يطلعنا الله تعالى عليها وقد لا يطلعنا ،
وقد يعلمها ويستنبطها الراسخون في العلم دون غيرهم .
غير أن جهلنا بهذه الحكمة لا يحملنا على نفيها
أو الاعتراض على أحكام الله ومحاولة التكلف والتساؤل
عن هذه الحكمة التي أخفاها الله عنا ، قال الله تعالى :
( لا يُسأل عما يفعل وهم يسألون )
الأنبياء / 23 .
وقد حاول بعض العلماء استباط الحكمة
من خلق السموات والأرض في ستة أيام :
1- قال الإمام القرطبي - رحمه الله - في تفسيره " الجامع لأحكام القرآن " لآية الأعراف ( 54 ) ( 4/7/140 ) :
( ... وذكر هذه المدة - أي ستة أيام - ولو أراد خلقها في لحظة لفعل ؛
إذ هو القادر على أن يقول لها كوني
فتكون ، ولكنه أراد :
- أن يعلم العباد الرفق والتثبت في الأمور .
- ولتظهر قدرته للملائكة شيئاً بعد شيء ....
- وحكمة أخرى : خلقها في ستة أيام ؛
لأن لكل شيء عنده أجلا ،
وبيّن بهذا ترك معالجة العصاة بالعقاب ؛
لأن لكل شيء عنده أجلاً ... ) ا.هـ.
2- وقال ابن الجوزي في تفسيره المسمى بـ " زاد المسير " ( 3/162 ) في تفسير آية الأعراف :
(... فإن قيل : فهلا خلقها في لحظة ، فإنه قادر ؟ فعنه خمسة أجوبة :
أحدها :
أنه أراد أن يوقع في كل يوم أمراً تستعظمه الملائكة ومن يشاهده ، ذكره ابن الأنباري .
والثاني :
أنه التثبت في تمهيد ما خُلق لآدم وذريته قبل وجوده ،
أبلغ في تعظيمه عند الملائكة .
والثالث :
أن التعجيل أبلغ في القدرة ، والتثبيت أبلغ في الحكمة ،
فأراد إظهار حكمته في ذلك ،
كما يظهر قدرته في قوله ( كن فيكون ) .
والرابع :
أنه علّم عباده التثبت ، فإذا تثبت مَنْ لا يَزِلُّ ،
كان ذو الزلل أولى بالتثبت .
والخامس :
أن ذلك الإمهال في خلق شيء بعد شيء ،
أبعد من أن يظن أن ذلك وقع بالطبع أو بالاتفاق . ) ا.هـ.
3- وقال القاضي أبو السعود في تفسيره عند آية الأعراف :
( ... وفي خلق الأشياء مدرجاً
مع القدرة على إبداعها دفعة دليل على الاختيار ،
واعتبار للنظار ، وحث على التأني في الأمور ) ا.هـ.
وقال عن تفسير الآية ( 59 ) من سورة الفرقان :
( ...فإن من أنشأ هذه الأجرام العظام على هذا النمط الفائق والنسق الرائق بتدبير متين و ترتيب رصين ،
في أوقات معينة ، مع كمال قدرته على إبداعها دفعة لحكم جليلة ، وغايات جميلة ، لا تقف على
تفصيلها العقول ... ) أ.هـ
وبناء على ما سبق اتضح أن الله جلت قدرته وعَظُم سلطانه له مطلق القدرة ،
ومنتهى الإرادة ،
وكمال التصرف والتدبير ،
وله في كل خلق من خلقه حِكم بليغة لا يعلمها إلا هو سبحانه ،
وكذلك اتضح لك بعض الحِكم والأسرار
في خلق المولى سبحانه وتعالى السموات والأرض في
ستة أيام ، مع أنه قادر سبحانه أن يخلقها بكلمة " كن " .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
Al_maroof- نائب مدير
- منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي : محتسب وحامد لربي
رد: ـ[ أقوال حول : كن فيكون ]ـ
ما شاء الله
جعل الله التمز حليفك
مواضيعك مميزة ومفيدة
عالعادةشكرا لك
جعل الله التمز حليفك
مواضيعك مميزة ومفيدة
عالعادةشكرا لك
الملاك البرئ- فرسان لهم بصمات
- مساهماتي : 1342
نقاطي : 2110
تسجيلي : 21/12/2011
رد: ـ[ أقوال حول : كن فيكون ]ـ
الملاك البرئ كتب:ما شاء الله
جعل الله التمز حليفك
مواضيعك مميزة ومفيدة
عالعادةشكرا لك
أهلا" بالملاك الطيب الغالي
نورتي المشاركة
جزاك الله خيرا"
تحياتي
Al_maroof- نائب مدير
- منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي : محتسب وحامد لربي
مواضيع مماثلة
» من أقوال الحكمـــــــــــــــــاء
» ــ[ من أقوال د. طه حسين ]ــ
» ــ[أقوال عن المرأة والحب ]ــ
» ـ[ أقوال لها معنى وطعم ]ـ
» ــ[ أقوال المشاهير عن الإبتسامة والتبسم ]ــ
» ــ[ من أقوال د. طه حسين ]ــ
» ــ[أقوال عن المرأة والحب ]ــ
» ـ[ أقوال لها معنى وطعم ]ـ
» ــ[ أقوال المشاهير عن الإبتسامة والتبسم ]ــ
عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام :: القسم الاسلامي :: القرآن والسنة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى