عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
اهلا بك في منتديات عبير الاسلام
نحن نلتقي لنرتقي ونعمل جاهدين لرفعة الاسلام
ايها الزائر الكريم نحن ندعوك للتسجيل معنا
عبير اسعد

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
اهلا بك في منتديات عبير الاسلام
نحن نلتقي لنرتقي ونعمل جاهدين لرفعة الاسلام
ايها الزائر الكريم نحن ندعوك للتسجيل معنا
عبير اسعد
عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ـ[ الحكمة من إدخال قبر الرسول في المسجد ]ـ

اذهب الى الأسفل

ت ـ[ الحكمة من إدخال قبر الرسول في المسجد ]ـ

مُساهمة من طرف Al_maroof الأحد 17 نوفمبر 2013, 5:27 pm



ــ( الحكمة من إدخال قبر الرسول صلى الله عليه وسلم في المسجد )ــ

من المعلوم أنه لا يجوز دفن الأموات في المسجد ،
وأيما مسجد فيه قبر لا تجوز الصلاة فيه ،
فما الحكمة من إدخال قبر الرسول
صلى الله عليه وسلم
وبعض صحابته في المسجد النبوي ؟.

.........................

الحمد لله
قد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :
( لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد )
متفق على صحته البخاري في الجنائز (330 ) ومسلم في المساجد (529) ،
وثبت عن عائشة رضي الله عنها
أن أم سلمة وأم حبيبة ذكرتا لرسول الله صلى الله عليه وسلم
كنيسة رأتاها بأرض الحبشة وما فيها من صور
فقال صلى الله عليه وسلم :
( أولئك قوم إذا مات فيهم العبد الصالح أو الرجل الصالح بنوا على قبره مسجداً
وصوروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله )
متفق عليه
وروى مسلم في صحيحه عن جندب بن عبد الله البجلي
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
( إن الله تعالى قد اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً
ولو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً
ألا وإنّ من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد
ألا فلا تتخذوا القبور مساجد إني أنهاكم عن ذلك )
رواه مسلم

وروى مسلم أيضاً عن جابر رضي الله عنه قال :
( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن يُجصص القبر وأن يُقعد عليه وأن يُبنى عليه )
مسلم ،
فهذه الأحاديث الصحيحة
وما جاء في معناها كلها تدل على تحريم اتخاذ المساجد على القبور ،
ولَعْنُ من فعل ذلك ،
كما تدل على تحريم البناء على القبور
واتخاذ القباب عليها وتجصيصها
لأن ذلك من أسباب الشرك بها ،
وعبادة سكانها من دون الله
كما قد وقع ذلك قديماً وحديثاً
فالواجب على المسلمين أينما كانوا
أن يحذروا مما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه ،
وألا يغتروا بما فعله كثير من الناس ،
فإن الحق هو ضالة المؤمن متى وجدها أخذها ،
والحق يُعرف بالدليل من الكتاب والسنة
لا بآراء الناس وأعمالهم ،
والرسول محمد صلى الله عليه وسلم
وصاحباه رضي الله عنهما لم يُدفنوا في المسجد
وإنما دفنوا في بيت عائشة ،
ولكن لما وُسع المسجد في عهد الوليد بن عبد الملك
أدخل الحجرة في المسجد في آخر القرن الأول ،
ولا يعتبر عمله هنا في حكم الدفن في المسجد
لأن الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبيه لم ينقلوا إلى أرض المسجد ،
وإنما أدخلت الحجرة التي هم بها في المسجد من أجل التوسعة ،
فلا يكون في ذلك حجة لأحد على جواز البناء على القبور أو اتخاذ المساجد عليها ،
أو الدفن فيها لما ذكرته آنفاً من الأحاديث الصحيحة المانعة من ذلك ،
وعمل الوليد ليس فيه حجة على ما يخالف السنة الثابتة
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
والله ولي التوفيق .

الشيخ ابن باز

cheers 

Al_maroof
Al_maroof
نائب مدير
نائب مدير

اوسمتي منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي مزاجي : محتسب وحامد لربي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ت رد: ـ[ الحكمة من إدخال قبر الرسول في المسجد ]ـ

مُساهمة من طرف Al_maroof الأحد 17 نوفمبر 2013, 5:58 pm



.... وصف الحجرة النبويه الشريفة ....

الكثير من الوصف الذي ورد عنها
في كتب المؤرخين القدماء فقد ظلت في نظر
الكثير من الناس سرا من الأسرار التي يستحيل معرفتها،
ما أن تسمع رواية أو وصفا حتى تكتشف أن هناك المزيد والمزيد
وأنك مهما حاولت واجتهدت
فلن تنال من المعرفة عنها سوى أقل القليل.
في هذا الموضوع نلامس مشاعر فياضة لأناس
سمح لهم بدخول الحجرة النبوية..
المكان الذي عاش فيه الرسول صلى الله عليه وسلم،
وحجرة السيدة عائشة التي أسلم فيها الروح.

الكاتب الصحفي عمر المضواحي
المهتم بالكتابة عن الحرمين الشريفين
والأماكن المغروسة في وجدان المسلمين:
غمست وجهي محدقا من بين فتحات الحجرة..
كنت خائفاًً حتى الموت،
لكن شيئا ما دفعني للنظر،
علني أرى ما نبأني عنه شيوخ التقيت بهم في مكة المكرمة.

شاهدت قناديل معلقة بسقف الحجرة النبوية،
رأيت مثلها في جوف الكعبة المشرفة،
هدايا قديمة مصاغة من الذهب والفضة،
تعكس مراحل ضاربة في عمق التاريخ الإسلامي،
واختلست نظرات لحجرة السيدة فاطمة الزهراء،
ومتعت عيني في بقعة ضمت الشطر الأكبر من حياة الرسول الكريم•
أنوار تتجلى في ذات المكان،
وهديل حمائم جاورت،
كما جاورت غار ثور يوم هجرة الرسول وصاحبه أبي بكر الصديق.

صناع كسوة الحجرة النبوية :
يضيف:
كنت أقوم بعمل تحقيق صحفي منذ عدة سنوات
عن الكسوة الخضراء وهي كسوة الحجرة النبوية،
فأتيح لي أن التقي من نالوا شرف المشاركة في نسج هذه الكسوة
التي يعود تاريخها إلى قرون مضت،
حيث أورد المؤرخ السعودي حسين سلامة في كتابه
(تاريخ الكعبة المعظمة)
أن العباسيين كانوا يعملون كسوة الكعبة المشرفة بمدينة (تنيس) المصرية،
وكانت لها شهرة عظيمة في المنسوجات الثمينة.

ويذكر البتنوني أنه لما استولت الدولة العلية على مصر
اختصت بكسوة الحجرة الشريفة،
وكسوة البيت الداخلية،
واختصت مصر بكسوة الكعبة الخارجية

واستمرت الكسوة تصنع في عدد من الدول الإسلامية كمصر وتركيا والهند
حتى صدر أمر مؤسس الدولة السعودية الثالثة عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ب
إنشاء مصنع كسوة الكعبة بمكة المكرمة،
وبات المصنع يقوم بعمل الكسوتين لأول مرة في التاريخ
في أرض الحرمين الشريفين.

وتوجد الحجرة النبوية في الجزء الجنوبي الشرقي من مسجد الرسول،
وهي محاطة بمقصورة،
عبارة عن حجرة خاصة مفصولة عن الغرف المجاورة فوق الطبقة الأرضية،
من النحاس الأصفر، ويبلغ طول المقصورة 16 مترا وعرضها 15 مترا،
ويوجد بداخلها بناء ذو خمسة أضلاع يبلغ ارتفاعه نحو 6 أمتار
بناه نور الدين زنكي ونزل بأساسه إلى منابع المياه،
ثم سكب عليه الرصاص حتى لا يستطيع أحد حفره أو خرقه،
وداخل البناء قبر الرسول،
وقبرا أبي بكر الصديق،
وعمر بن الخطاب.

وفي شمال المقصورة النبوية يوجدمقصورة أخرى نحاسية
ويصل بين المقصورتين بابان،
ويحيط بالحجرة النبوية أربعة أعمدة أقيمت عليها القبة الخضراء
التي تميز المسجد،
أما الروضة الشريفة فهي بين المنبر وقبر الرسول
ويبلغ طولها 22 مترا، وعرضها 15 مترا.
في المسجد النبوي تشتم طيب روائح الصحابة،
تكاد تسمع أحاديثهم ومسامراتهم،
ترى حركاتهم وأثر خطواتهم العارية على صفحات هذه الأرض المباركة،
لكن ما يحزنك حتى البكاء،
أن يترك هذا التراث بدون تدوين وأن تموت أنفس قليلة
بقيت تعرف وحدها كل هذه التفاصيل.

الدموع والخشوع :
ويؤكد أن هذه التفاصيل والأسرار ما هو مدون منها قليل،
ومهمل، وضائع في الكتب القديمة ويفتقر إلى التوثيق بالصور
بجانب المعلومات،
ولا أليق ولا أكمل من أن نوثق هذه المواقع ونعرفها،
بطريقة أو بأخرى لنحافظ على روح المكان في جسده الجديد العملاق.

لماذا ظل مكتوما خبر هذه الكسوة قبل الآن،
ولماذا نمر عليها لماما في حين،
وبتجاهل في أحايين أخرى؟..

يقول المضواحي:
لا زلت أذكر حديث الشيخين في مكة،
وأنا أرى نسج عملهم.
كنت في مكة،
فذهبت صوب مصنع كسوة الكعبة،
وهناك عرفت أن للمصنع شرفا آخر،
فهو ينتج أيضا كسوة أخرى للحجرة النبوية.

التقيت في ذلك الوقت قبل عدة سنوات برجال
شاركوا في الصنع والتركيب،
كان أصغرهم كان في الستينات من عمره،
سجلت معهم أحاديث اختلطت بالدموع والخشوع،
خانهم التعبير مرات وخنقتهم العبرات في أخرى،
وهم يتحدثون عن تجربتهم الفريدة،
كانت أطرافهم ترتعش من مجرد الذكرى كأنها حدثت بالأمس،
وليس قبل ربع قرن من الزمان.

كان الشيخ محمد على مدني،
رئيس قسم النسيج الآلي بالمصنع في ذلك الوقت،
كريما معي، وعرفت منه أنه كان أحد الذين شاركوا
في نسج كسوة الحجرة النبوية وتركيبها.
قلت له حدثني عن كسوة الحجرة النبوية،
صفهما لي: جال ببصره بعيدا، كأنه يستحضر تلك الذكريات الغالية،
ثم أجابني: شعرت يومها بحالة ذهول كامل تملكتني.
إنها بقعة عظيمة، غاية في العظمة،
لا أعرف محيطها بالتحديد
لكن بدا لي أن محيط الحجرة النبوية 48 مترا.

هيبة المكان غلبت على أن ألحظ فيها شيئا ملفتا للنظر أو للانتباه،
كنت مبهورا ولم أر سوى قناديل معلقة بسقف الحجرة،
وهي هدايا قديمة كانت تهدى للمسجد النبوي من قديم الزمان،
وقيل لي إنه كانت هناك آثار نبوية وضعت في مكان آخر لا أعرف أين،
وما أعرفه أن هناك بعض الأشياء التاريخية محفوظة في حجرة السيدة فاطمة الزهراء،
وهو ذات المكان الذي كانت تسكن فيه.

أضاف: كسوة الحجرة نسيج من حرير خالص،
أخضر اللون، مبطن بقماش قطني متين،
ومتوجة بحزام مشابه لحزام كسوة الكعبة المشرفة،
غير أن لونه أحمر قان،
خط عليه بتطريز ظاهر آيات قرآنية كريمة من سورة الفتح
تشغل ربع مساحته، بخيوط من القطن
وأسلاك من الذهب والفضة وهو بارتفاع 95سم2.

وهناك قطع أخرى من ذات اللون الأحمر
وبنفس النسج لكنها أصغر قليلا مكتوب عليها إشارات تدل على مواقع القبور الثلاثة،
وهي من ذات العينة والطراز للكسوة الداخلية لجوف الكعبة،
وباختلاف بسيط يتمثل في اختلاف الآيات القرآنية المنسوجة يدويا
بطريقة "الجاكار" المعمول مثلها آليا على ظاهر كسوة الكعبة.

كسوة الحجرة النبوية لا تتبدل كل عام مثل كسوة الكعبة المشرفة،
فهي محفوظة في بناء الحجرة وبعيدة عن الأيادي وعوامل المناخ•
ويتم تغييرها كلما دعت الحاجة إلى ذلك.

ترتفع السترة بمقدار ستة أمتار،
ويتم تركيبها عادة في السادس من شهر ذي الحجة،
كلما صدر الأمر الملكي بذلك،
وعند كبير الأغوات مفاتيح الحجرة،
وهم من يقوم بخدمتها وتنظيفها والعناية بها
كل ليلة اثنين وجمعة حتى الآن.

ويضيف عمر المضواحي متحدثا :
كنت أرغب في المزيد،
ووجدته عند الشيخ محمد جميل خياط مدير الإنتاج بالمصنع،
وهو رجل بدا لي حينها في الستينات من عمره.
قال له الشيخ جميل:
تم الإبقاء على الصنع اليدوي في المصنع لعمل الكسوتين،
الداخلية لجوف الكعبة المشرفة،
والأخرى للحجرة النبوية،
للحفاظ على هذا التراث الفني الراقي.

ثم التقيت بالشيخ أحمد ساحرتي رئيس قسم التطريز بالمصنع،
بدا لي في ذلك الوقت البعيد أيضا كبر سنه،
وضعف نظره، بادرني:
كيف أستطيع أن أحدثك عن مشاعري لحظة دخولي الى الحجرة النبوية..
لا يمكنني ذلك، اعذرني..
هذا حديث فوق قدرتي على الكلام،
ولم أظن في يوم من الأيام أن أسئل عن هذه التجربة..
وأؤكد لك أنني لن أستطيع خوضها ثانية.

اقترب مني أكثر وأضاف:
أنظر إلى عدسات نظارتي ــ وأشار إلى غلظتها ــ
ودقق النظر في شيبتي وثقل السنين التي أحملها،
عمري لا أحصيه، لكنني سمعتهم يقولون إنني من مواليد 1333هـ،
ومع كل هذه السنين لم أعرف لي هواية غير حب العطور والروائح الجميلة،
وصرفت ردحا من أيامي التي عشتها طولا وعرضا لأشبع هذا النهم
الذي لايزال يرافقني للآن،
سافرت كثيرا وتعرفت على الكثير
لكنني أستطيع أن أقول بثقة أن لي تركيبات عطرية خاصة،
لا تكون عند غيري ولا يقدر عليها أحد سواي.

عندما فتحت الأبواب ودخلوا الحجرة
يواصل الساحرتي متحدثا للمضواحي:
أقول ذلك لأنني عرفت عجزي وقلة معرفتي في تلك الليلة المباركة،
عندما فتحت لنا الأبواب،
ودخلنا الحجرة النبوية،
لقد أستنشقت عطرا وروائح ما عرفتها من قبل،
ولم أعرفها من بعد.
لم أعرف سر تركيبتها أبدا،
كان عطرا فوق العطر،
وشذا فوق الشذا،
وشيئا آخر لا قبل لنا به
نحن أهل الصنعة والمعرفة.

يحكي عمر المضواحي قائلا:
عندما سألته أن يصف لي الحجرة النبوية،
سرت في جسده رعدة خفيفة أصابته،
وقال بصوت خافت:
أعتقد أن ارتفاع الحجرة أحد عشر مترا،
وأسفل القبة الخضراء، قبة أخرى مكتوب عليها:
قبر النبي وقبر أبو بكر الصديق وقبر عمر بن الخطاب،
ورأيت أيضا أن هناك قبرا آخر لكنه خاو،
وبجانب القبور الأربعة،
حجرة السيدة فاطمة الزهراء،
وهو البيت الذي كانت تسكنه.

من رهبتنا لم نكن نعرف كيف نرفع المقاسات الخاصة بالقبة،
كانت أصابعنا ترتجف،
وأنفاسنا تتسارع.
وبقينا 14 ليلة كاملة نعمل فيها من بعد صلاة العشاء
إلى وقت أذان الفجر الأول، لننجز مهمتنا

ظللنا نرفع المقاسات،
ونحل أربطة السترة القديمة،
نكنس وننظف ما علق بالمكان الطاهر من غبار وريش حمام،
هذا الموقف يعود إلى عام 1971 ميلادية،
وكانت الكسوة التي قمنا بتغييرها قديمة، كان عمرها 75عاما
حسب التاريخ المنسوج عليها،
ولم تستبدل طوال هذا الوقت

الشيخ الساحرتي في تفاصيل تلك الزيارة:
كنت أول من دخل مع السيد حبيب من أعيان المدينة المنورة،
وأسعد شيرة مدير الأوقاف في المدينة وقتها
وحبيب مغربي من إدارة المصنع،
وعبد الكريم فلمبان وناصر قاري،
وعبد الرحيم بخاري وآخرين،
كنا 13رجلا، لا أذكر معظمهم، فقد ذهبوا إلى رحمة الله.
كان يرافقنا كبير الأغوات وعدد من خدام الحجرة النبوية..
الهمس حديثنا،
هذا إذا لم تكن الإشارة تغني عن الكلام.
كنت ومازلت أعاني من ضعف شديد في الإبصار،
وهذه النظارة لم تفارق عيني منذ تلك الأيام،
لكنني كنت في الحجرة شخصا آخر..
كنت أشعر بذلك، وألمس الفرق.
أشياء غريبة حدثت لي

ويقسم الشيخ الساحرتي قائلا:
"كنت أدخل الخيط في ثقب الإبرة من غير نظارة،
رغم الضوء الخافت الذي كنا نعمل فيه.
كيف تفسر ذلك، وكيف تفسر أنني لم أشعر بحساسية في صدري
كنت أعاني منها ومازلت،
فأنا أسعل بشدة مع أدنى غبار،
لكنني يومها لم أتأثر بغبار الحجرة،
ولا بالأتربة المتطايرة،
كأن التراب لم يعد ترابا،
وكأن الغبار أصبح دواءً لعلتي،
كنت أشعر طوال تلك الليالي أنني شاب،
وأن فتوة الصبا قد ردت اليّ .

لقد حدث معي شيء غريب آخر لم أفهم سره حتى اليوم،
فبعد تجديد كسوة الحجرة يومها،
كان علينا أن نخرج الستارة القديمة،
حمل من حمل الستارة،
وبقي حزامها المطرز بطول 36مترا،
قلت لهم لفوه ثم أتركوه،
تقدمت إليه، وحملته على ضعفي فوق كتفي هذا،
خرجت به من الحجرة النبوية،
لم أشعر بثقله أبدا،
لكنهم بعد ذلك جاءوا برجال خمسة ليحملوه فلم يستطيعوا،
وانخرط الشيخ في بكاء صامت،
وأكمل بتأوه:
سأل بعضهم عن الذي حمله وجاء به إلى هنا،
قلت مجيبا: أنا، لم يصدقوا..

يقول الناقد والباحث في تاريخ المدينة المنورة محمد الدبيسي:
كثير من المؤرخين شغفوا بتاريخ المدينة المنورة والكتابة عنه،
لقد أحصيت أكثر من 500 كتاب إضافة إلى الأبحاث العلمية
التي نشرت في دوريات،
فمثلا أول كتاب عن تاريخ المدينة كان لابن زبالة في القرن الثاني الهجري،
بعد ذلك كتب مؤرخون آخرون مثل المراغي والسخاوي والسمهودي،
الأخير له كتاب باسم (وفاء الوفاء في إخبار دار المصطفى)
في القرن العاشر الهجري "عام 1325هـ"
والذي يحتوي على مجلدين، ويعتبر مرجعا في هذا الباب،
لكن أجمل وصف وقفت عليه بخصوص الحجرة النبوية
وجدته في كتاب (مرآة الحرمين)
للدكتور إبراهيم رفعت باشا الذي جاء من مصر
وزار الحرمين ووصف الحجرة بأورع ما يمكن.

ويقول الدبيسي إن الحجرة تقع شرق المسجد النبوي الشريف،
وكان بابها يفتح على الروضة الشريفة
التي وصفها الرسول عليه السلام بأنها روضة من رياض الجنة،
وهي حجرة السيدة عائشة بنت الصديق التي قبضت فيها روحه فدفن بها،
وكان قبره جنوب الحجرة،
وكانت عائشة بعد وفاته تقيم في الجزء الشمالي منها،
وكما يُذكر تاريخيا بأنه عليه السلام قد دفن ورأسه الشريف إلى الغرب
ورجلاه إلى الشرق ووجهه الكريم إلى القبلة.

وعندما توفى الصديق دفن خلف النبي صلى الله عليه وسلم بذراع،
ورأسه مقابل كتفيه الشريفين،
ولما توفي عمر بن الخطاب أذنت له عائشة
بعد أن استأذنها قبل وفاته بأن يدفن إلى جوار صاحبيه داخل هذه الحجرة.

وعن القبر الخالي في الحجرة النبوية
يشير محمد الدبيسي إلى إن بعض العلماء يذكرون
أن هذا القبر سيدفن فيه النبي عيسى عليه السلام.
أما قصة تسمية الكوكب الدري الموجود في الحجر النبوية،
فقد كان يوجد في الجدار القبلي من الحجرة تجاه الرأس الشريفة مسمار فضة،
ويذكر رفعت إبراهيم باشا أنه ابدل بقطعة من الألماس
كانت بحجم بيضة الحمام،
وتحته قطعة أخرى أكبر منها،
والقطعتان مشدودتان بالذهب والفضة،
ومن ثم أطلق عليهما اسم "الكوكب الدري".

ويطلق على الحجرة في بعض الكتب – والكلام للدبيسي – المقصورة الشريفة،
ولها ستة أبواب، الباب الجنوبي ويسمى باب التوبة،
وعليه صفيحة مكتوب عليها تاريخ صنعه 1026 هـ،
والباب الشمالي ويسمى باب التهجد،
والباب الشرقي ويسمى باب فاطمة،
والباب الغربي ويسمى باب النبي
وبعض الناس يسمونه باب الوفود،
وعلى يمين المثلث داخل المقصورة باب آخر،
ثم باب سادس على يسار المثلث في داخل المقصورة أيضا.

ويضيف أن الملك عبد العزيز أعطى عناية كبيرة بالحجرة البنوية والقبة الخضراء،
ووجه بالمحافظة على البناء العثماني لها،
مع الترميم إذا احتاج الأمر لذلك،
وكذلك بطلاء القبة كلما بهت لونها.

ويقول إن عمر بن عبد العزيز بنى حول الحجرة سور من خمسة أضلاع
خوفا من أن تشبه الكعبة فيصلى عليها.
ويوضح أن كتاب مرآة الحرمين
ذكر أن الخيزران أم هارون الرشيد هي أول من كسا الحجرة الشريفة بالدائر المخمس،
ثم كساها ابن أبي الهجاء بالديباج الأبيض والحرير الأحمر
وكتب عليه سورة يس،
ثم كساها الخليفة الناصر بالديباج الأسود
ثم صارت الكسوة ترسل من مصر كل ست سنوات من الديباج الأسود
المرقوع بالحرير الأبيض و
عليها طراز منسوج بالذهب والفضة.

ويشير إلى أن تكاليف كسوة الحجرة النبوية
عندما أصبحت تأتي من مصر،
أوقفت على بيت مال المسلمين في مصر
في عهد السلطان الصالح اسماعيل الناصر،
وكانت تجدد كل خمس سنوات.

ويقول إن كتاب "مرآة الحرمين"
يؤكد أن الهدايا التي أهديت للمسجد النبوي والحجرة الشريفة في عهده عام 1325هـ
تقدر بسبعة ملايين من الجنيهات و620 قنديلا معلقة،
ونجف من البلور،
وأربع شجرات على أعمدة بلور مفرعات بأغصان مائلة عليها
تنانير صافية وضعت بالروضة الشريفة.

وحول الحجرة الشريفة 106 من القناديل
كلها بالذهب المرصع بالألماس والياقوت
وحول الحجرة كذلك معاليق من الجواهر الثمينة ومن اللؤلؤ الفاخر.

وأهدى السلطان عبد المجيد الحجرة النبوية سنة 1274 هـ
شمعدانين مصنوعين من الذهب الخالص المرصع بالألماس الفاخر،
وتم وضعهما بمقصورة الحجرة الشريفة أحدهما باتجاه الرأس الشريف
والآخر بمحاذاة رجليه الكريمتين،
كما جاء في كتاب مرآة الحرمين.

ويؤكد الدبيسي أن الكتب التاريخية تشير إلى تعرض الحجرة النبوية للسلب والنهب
عبر العصور المختلفة قبل الدولة السعودية،
وأن بعض الأشياء التي تعرض في بعض المتاحف التركية،
أخذت في عهد الدولة العثمانية من مقتنيات الحجرة،
التي يقال إنها كانت تضم الذهب والفضة.

ويشير إلى أن ابراهيم رفعت باشا
ذكر في كتابه أن الملك العادل نور الدين الشهيد
أمر عام 557 هـ ببناء خندق صب فيه الرصاص حول الحجرة النبوية،
عندما علم أن هناك من يحاول الوصول إلى جسد الرسول.

ويقول إن الحجرة مرت بمراحل في بنائها،
فقد كانت إبان العهد الأول مبنية باللبن وجريد النخل
على مساحة صغيرة ثم أبدل الجريد بالجدار في عهد عمر بن الخطاب
ثم أعاد عمر بن عبد العزيز بناءها بأحجار سوداء.

الحجرة تجدد بناؤها أكثر من مرة :
وقد ذكر الأديب المصري الراحل محمد حسين هيكل
في كتابه ( في منزل الوحي) عام 1947م
عن رحلة الحج التي قصد بها الأراضي المقدسة،
إن الحجرة النبوية ظلت كما هي حتى زمن بني أمية،
حين أمر الوليد بن عبد الملك واليه علي المدينة المنورة عمر بن عبد العزيز
أن يضم حجرات أزواج النبي رضي الله عنهن.

وبنى عمر بن عبد العزيز الحجرة سنة ثمان وثمانين
وقيل سنة إحدى وتسعين للهجرة،
وبالتالي فقد ظلت ثمانية وسبعين أو ثمانين سنة
بعد وفاة الرسول صلي الله عليه وسلم
في مثل بساطتها حين وفاته.

ويقول محمد حسين هيكل
إن الحجرة قد تجدد بناؤها بعد ذلك أكثر من مرة،
فقد شب حريق في القرن السابع الهجري
وامتد إلي الحجرة ولكنها لم تحرق،
كما امتد إلي المسجد كله،
وتعرضت لحريق آخر علي اثر الصاعقة
التي نزلت في أواخر القرن التاسع الهجري.

وقد بنيت أول قبة في المسجد النبوي فوق الحجرة النبوية
في القرن السابع الهجري،
بأمر السلطان المملوكي المنصور قلاوون الصالحي سنة 678 هـ
وهي التي عرفت مؤخراً بالقبة الخضراء،
وكانت مربعة من أسفلها مثمنة من أعلاها،
مصنوعة من أخشاب أقيمت على رؤوس السواري المحيطة بالحجرة الشريفة،
مكسوة بألواح الرصاص، منعاً لتسرب مياه الأمطار.

وفي عام 881 هـ وبعد الانتهاء من بعض الترميمات في المسجد
قرر السلطان قايتباي إبدال السقف الخشبي للحجرة بقبة لطيفة،
فرفعوا السقف الخشبي،
ثم عقدوا قبواً على نحو ثلث الحجرة مما يلي المشرق والأرجل الشريفة،
ليتأتى لهم تربيع محل القبة المتخذة على بقية الحجرة من الغرب،
ثم عقدوا القبة على جهة الرؤوس الشريفة بأحجار منحوتة من الحجر الأسود والأبيض،
ونصبوا بأعلاها هلالاً من نحاس،
وبيضوها من الخارج بالجص، فجاءت جميلة بديعة.

وقد سلمت هذه القبة من الحريق الذي شب بالمسجد سنة 886 هـ،
بينما احترقت القبة التي فوقها،
فأعاد السلطان قايتباي عام 892 هـ بناءها بالآجر،
وأسس لها دعائم عظيمة بأرض المسجد،
ثم ظهرت بعض الشقوق في أعاليها،
فرممت وأصبحت في غاية الإحكام.

ثم عمل قبة على المحراب العثماني،
وغطى السقف بين القبة الخضراء والحائط الجنوبي بقبة كبيرة حولها ثلاث قباب،
كما أقام قبتين أمام باب السلام من الداخل،
وقد كسيت هذه القباب بالرخام الأبيض والأسود،
وزخرفت بزخارف بديعة.

وفي سنة 1119 هـ
أضاف السلطان محمود الأول رواقاً في جهة القبلة،
وسقّف ما يليه بعدد من القباب. وفي عام 1228هـ
جدد السلطان محمود الثاني العثماني قبة الحجرة النبوية ،
ثم دهنها باللون الأخضر، فاشتهرت بالقبة الخضراء،
وكانت قبل ذلك تعرف بالبيضاء والزرقاء،
وكان بعضهم يطلق عليها: الفيحاء.

cheers 


Al_maroof
Al_maroof
نائب مدير
نائب مدير

اوسمتي منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي مزاجي : محتسب وحامد لربي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى