عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
اهلا بك في منتديات عبير الاسلام
نحن نلتقي لنرتقي ونعمل جاهدين لرفعة الاسلام
ايها الزائر الكريم نحن ندعوك للتسجيل معنا
عبير اسعد

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
اهلا بك في منتديات عبير الاسلام
نحن نلتقي لنرتقي ونعمل جاهدين لرفعة الاسلام
ايها الزائر الكريم نحن ندعوك للتسجيل معنا
عبير اسعد
عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ـ[ سلطان فى القفص .. قصة ]ـ

اذهب الى الأسفل

وو ـ[ سلطان فى القفص .. قصة ]ـ

مُساهمة من طرف Al_maroof السبت 23 نوفمبر 2013, 10:39 am



ــ( سلطان فى القفص .. قصـة )ــ


المكان : خيمة السيرك
الزمان : رمضان 1972
محمد الحلو مروض الأسود المعروف ،
واحد من عائلة كبيرة مشهورة بتربية وترويض الحيوانات المفترسة ،
وتدريبها ، وصاحبة سيرك الحلو .
وقصة موت المروض ،
على يد أو أنياب من روضه ،
نمر كان أو أسد ،
أو غير ذلك من تلك الكائنات الخطيرة ،
تثير أشكالية كبيرة ، وقصة قديمة جديدة ،
هل التمرد على الطبيعة أو الفطرة جريمة ،
أم أن الجريمة هي الاستسلام لما هو طبيعي وعدم التمرد عليه.
الليلة الأولي من ليالي رمضان ،
يجلس داخل السيرك ، هؤلاء الذين يبحثون عن المتعة ،
أو المغامرة ، أو لا يبحثون عن شئ ،
إلا الخروج من البيت .
فقرات عديدة أهمها تلك الفقرة ، فقرة الأسود ،
ومروض الأسود محمد الحلو ، قفص حديدي صدئ ،
زئير الأسود عبر مكبرات الصوت ،
اضافت مزيد من الذعر ،
داخل نفس الجمهور .
دخلت الأسود عبر النفق الحديدي ،
الواصل من محبسها فى الكواليس إلى القفص الحديدي ،
أسود ستة ، ذكر الحلو أسماءها جميعا ،
ولكن لا يتذكر ، أحد إلا أسماء الأسدين ، (سلطان) و(جبار) .
كانت ليلة الأفتتاح ،
أنها الليلة الأولي ، الليلة المهمة فى أى عرض ،
مهما بلغت حرفية صاحبه ، القفص ، والأسود الستة ،
والرجل الضخم خارج القفص الملتحف بعباءة لامعة ،
يستعد للدخول بين الأسود .
والأسد عن سائر الحيوانات هو الأخطر على الاطلاق ،
وكنت أسأل نفسي دائما كيف لهذا الكائن المفترس ،
أن يمتطيه أنسان ، أو أن يطيع أمره بمجرد أن يشير اليه ،
فيقعد ويمد يديه ، أو يقفز .
هل لأنه تربي خارج بيئته ،
أم لأن مروضه الذي رباه ، أم أنه يؤدي هذا العرض كصاحبه ،
لأكل العيش ،
أو أنه أصبح ذليل لتلك القطعة من لحم الحمير
فى طرف السيخ الحديد المدبب فى يد مروضه ،
أم أن لحم الحمير ذاتها هي من أفسدت عقل هذا الكائن ،
فتحول من نبيل إلى ذليل .
الأسود داخل القفص فى شكل نصف دائرة ،
مقعية مادة أقدامها الأمامية على الحامل الخشبي الذي أمام كل منها ،
كلها فعلت ذلك إلا واحدا (جبار) ،
رفض أن يفعل ذلك حتي بعد دخول الحلو ومحاولاته بنغزه ،
وأمره ، ونهره ، ولكن عبثا حاول ،
وأصر (جبار) على تمرده وزاد فى ذلك بأن نام ورفض بمنتهي الحزم .
كان تمرد بلا شك ،
كانت اللحظة التي أستعاد فيها (جبار) وعيه ،
أو أحساسه بأنه لم يُخلق لهذا العمل ،
أو أنه كان أختبار من هذا الذي يخافه دائما ،
ذلك الأنسان الضعيف الذي أطاعه طويلا ،
كان فى نظر الحلو تمرد (جبار) جريمة .
ولم يكن (جبار) القاتل ، ولكن الاسد الآخر (سلطان) ،
كان أول الستة من ناحية اليمين ، الحلو داخل القفص مع ستة أسود ،
كان هو البطل دائما ، الذى يأمر ، وينهر ،
وعلى الأسد الطاعة دائما ،
ولكن فى تلك اللية ، بدأ التمرد .
لم ينصاع (جبار) لأوامر المروض ،
وكلما أشار له ، أو نغزه بالسيخ الحديدي ،
زار الأسد ، وضرب بيديه السيخ غير آبه ،
وتبادلا نظرات التحدي ،
ثم هجم (جبار) على مدربه ،
فارتد سريعا ، ارتدادة خوف .
كان (الحلو) داخل القفص هو البطل ،
هو سيد الحلبة ، ملك الحلبة على ستة أسود ،
ولم يكن هذا طبيعيا ، كان الحلو متمرد على الطبيعة ،
فلم يستسلم لذلك الانسان الضعيف داخله ،
وقرر أن يكون الملك بين الملوك ،
والقوي بين الأقوياء ،
ولكن يبقي الاسد أسد ، والانسان انسان .
تلك اللحظة التي أرتد فيها المدرب ،
هى اللحظة التي أيقظت داخل الأسد (جبار) قوته ،
التي بدات بالتمرد على أطاعة سيده ،
واكتشف (جبار) داخل القفص إنه الملك .
هذا المشهد على مرأى من الجميع ،
كل الأنظار توجهت إلى الأسد (جبار) ،
وأخطر هؤلاء المتفرجين كان (سلطان) ،
الأسد (سلطان) ، هو ايضا أستيقظ داخله شئ .
(جبار) قرر أن يستعيد ملكه ،
ولكنه أكتفي بعدم اطاعة الأوامر ،
بابعاد ذلك السيخ عن جسده ،
بنظرات التحدي إلى مروضه ،
وتلك الهجمة غير المكتملة ،
التي رأي الخوف فى عين من كان يخافه .
اما الأسد (سلطان) فقد قرر شئ آخر ،
فلم يكن متمرد ، وفى نظري لم يكن مجرم ،
أو حتي بطل ،
ولكنه قرر أن يكون هو البطل فى عرض الليلة التالية .
الخوف... خيم الخوف على الخيمة ،
هذا هو السيرك ، ولكن لماذا يخاف الجمهور ،
الجالس على مقاعد وثيرة خارج القفص الحديدي ،
يقزقز اللب ، ويأكل الفشار ،
هؤلاء الذين من اجلهم دخل هذا الرجل مع تلك الأسود ،
يتحدي الخطر ، كي يسمع تصفيق الجمهور ،
وينتزع لقمة عيشه من بين أنيابهم ،
معرض نفسه لخطر أكبر ، هو أنياب الأسود .
الجميع متمرد ، فالجمهور رغم كل أسباب الأمان خائف ،
والأسد رغم قوة مخالبه ، وعضلاته ، وأنيابه الحادة ،
خائف ذليل ،
ومحمد الحلو فى قفص مع ستة أسود مفترسة غير خائف ،
إلا تلك اللحظة التي ارتد فيها .
الخوف شعور طبيعي ،
وعندما لا تخاف فى موضع خوف ،
فهذا غير طبيعي ، كما أن الخوف فى موضع أمان ،
وضع غير طبيعي ،
والانسان هو هذا الكائن الخائف من كل شئ ،
ومن اللا شئ .
هذا الكائن الضعيف ،
الذى يخاف المرض ، و الفقر ،
ويخاف من الحاضر ،
والمستقبل ، يخاف على نفسه ، وأهله ،
يخاف على... ، ومن... ، وفى.... ،
حتي صار الخوف العباءة التي يلبسها الانسان دوما ،
حتي ان خلعها يوما ، ولم يشعر بالخوف ..
خاف .
رائحة الخوف ، أشتمها الأسد ،
نظرة الخوف عرفها الأسد ،
فكان المروض أكثر حذر تلك الليلة من (جبار) ،
ولم يكن يعرف أن الأسد (جبار) ،
أنتهي من عرضه الليلة ،
ولم يكن ينتوي أن يستعرض أكثر من هذا .
استمر (الحلو) فى فقرته ، يفعل ما يفعل ،
لا شئ غريب فى العرض ، سوي تمرد (جبار) ،
ونظرات التحدي المتبادلة بين الاثنين ،
المروض ضخم كالأسد ، صرخاته كالزأير ،
نظراته كالأسد ، مشيته كالأسد ،
ولكن فى النهاية هو رجل .
والأسد داخل القفص تحول لانسان ،
ضعيف ، ذليل ، مطيع ،
مستسلم ، ولكن فى النهاية هو أسد .
ما حدث فى الليلة السابقة ، كان انذار ،
ما فعله الأسد (جبار) ، شاهده الجميع ،
حتي الأسود الخمسة الباقية ،
ولم يؤثر تمرد (جبار) إلا فى (سلطان) ،
(جبار) حديث عهد بمروض الوحوش ،
أما (سلطان) فرباه وروضه محمد الحلو .
فعل سلطان ما فعله جبار ،
ففعل الحلو معه مافعله مع جبار ،
ففعل سلطان ما لم يفعله جبار ،
دفع سلطان المدرب بيديه فسقط ،
كنت أتمني أن تكون هناك فى تلك اللحظة ،
وتري فيها نظرات سلطان .
سلطان ذاك الأسد الذي رباه الحلو ،
على الخوف منه ، وعلى طاعته ،
سقط كل ذلك لما سقط ،
لم يكتشف سلطان ضعف الانسان ،
ولكن أكتشف قوته .
تخيل احساس ذلك الوحش داخل القفص ،
عندما سقط الحلو ،
وكان ينظر إليه ينتظر أن يقوم الرجل فيدفعه فيسقط هو الآخر ،
ويثبت لنفسه ولجبار
أن هذا الرجل يستحق هذا الخوف والطاعة وتصفيق الجمهور .
ولكن هذا لم يحدث ،
فلقد راي فى عين الحلو نظرات لاول مرة يراها فى عينيه ،
نظرات الخوف ، والرعب ،
وخيم جو الرعب على الخيمة كلها ،
فاستيقظ هذا الوحش الكامن داخل سلطان ،
فانقض على مدربه ينهش فى لحمه ويكسر فى عظمه .
حملوا (الحلو) الى المستشفي ليموت هناك ،
وكانت اخر كلماته ( لا تقتلوا سلطان ) ،
وحملوا سلطان الى حديقة الحيوان ليموت هناك ،
ولكن الفارق الوحيد أنه لم يتكلم .
الغدر ليس من طبع الأسد ،
فلماذا غدر بصاحبه ، من كان المجرم ؟
ومن كان المتمرد ؟
بل من كان القاتل ؟
(جبار) من بدأ التمرد ،
و(سلطان) من قتل المروض الذي رباه ،
جبار من خلع عباءة الاسد عن الرجل ،
وعباءة الانسان عن الاسد .
(جبار) من أيقظ ذلك الوحش داخل (سلطان) ،
(سلطان) لم يفعل الا ما املته عليه طبيعته ،
التي اكتشفها عندما راي الخوف فى عين من يخافه ،
ذلك التاج الذى استرده ، ليعرف فى تلك الليلة أنه الملك .
الوفاء أيضا ليس من طبع الأسد ،
فارق كبير بين الأسد والكلب ،
فلماذا صام سلطان عن الطعام ، ورفض تلك الوليفة ،
وعض ذيله حتي قطعه نصفين ، ونهش لحمه ،
وأكل من لحم ذراعه حتي مات .
قالوا الندم ، وقالوا الوفاء للذي رباه ،
ولكن الغدر والوفاء والندم ليس من طباع هذا الوحش ،
فلماذا فعل بصاحبه ما فعل ، وفعل بنفسه ما فعل .
للاسف لم يتكلم الأسد ، ولا يقدر مخلوق رأي أو سمع تلك القصة ،
أن يعرف اجابات لتلك الأسئلة ،
ولكن بالتأكيد خاتمة الحلو أفضل من خاتمة سلطان .
فكانت نهاية مروض الوحوش ،
على بد ومخالب وأنياب وحش ، نهاية طبيعية ،
بل وأكاد أجزم أن الحلو نفسه كان يتمناها ،
نهاية لذلك المشوار الطويل ،
الذي بدأ من نعومة أظفاره بين تلك الوحوش ،
يتربي بينها ويربيها ويروضها ، أن يموت بينها ،
وأن تكون سبب موته ، وأبلغ دليل على هذا جملته الأخيرة .
فبالتأكيد خاتمة مشرفة ، خلدت اسمه فى ذاكرة التاريخ البشري ،
فتخيلوا لو مات محمد الحلو بسبب الزائدة الدودية ،
او غرقا ، او بطلقة رصاص طائشة ،
من كان ليتذكره رغم تاريخه الطويل فى ترويض الحيوانات المفترسة .
اما (سلطان) فكان يتمني شئ آخر ،
كان يتمني أن يرجع لبيئته الطبيعية ، مملكته ،
ويتربع على عرشه ،
ولكن ما حدث أنه غادر القفص داخل الخيمة ،
لقفص آخر داخل حديقة الحيوان .
فاكتشف (سلطان) أنه تحول من حمار السيرك ،
إلى قرد الحديقة ، واختفي ذلك الرجل الضخم داخل القفص ،
وحل محله رجل ضعيف خارج القفص ،
ولم يتغير نوع الطعام ، أو نوعية الجمهور .
تلك الوجوه المصفرة المتعبة ، والعيون التائهة ،
والاجساد المنهكة ، الباحثين عن السعادة فى شقاء الاخرين ،
من خلال ورقة من شباك التذاكر.
من أجرم فى حق الآخر ؟؟
من قتل الآخر ؟؟
الأسد الذي قتل الرجل ؟؟
أم الرجل الذي قتل الأسد ؟؟
من هو المجرم ........؟؟؟



cyclops cyclops tongue cyclops cyclops 


Al_maroof
Al_maroof
نائب مدير
نائب مدير

اوسمتي منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي مزاجي : محتسب وحامد لربي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

وو رد: ـ[ سلطان فى القفص .. قصة ]ـ

مُساهمة من طرف Al_maroof السبت 23 نوفمبر 2013, 10:40 am



scratch scratch scratch

cyclops cyclops cyclops

scratch scratch scratch


Al_maroof
Al_maroof
نائب مدير
نائب مدير

اوسمتي منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي مزاجي : محتسب وحامد لربي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى