يوم ترى المؤمنين والمؤمنات
عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام :: القسم الاسلامي :: القرآن والسنة
صفحة 1 من اصل 1
يوم ترى المؤمنين والمؤمنات
القول في تأويل قوله تعالى :
( يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم
بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار
خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم ( 12 ) )
اختلف أهل التأويل في تأويل قوله :
( يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم )
فقال بعضهم : معنى ذلك :
يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يضيء نورهم بين أيديهم وبأيمانهم .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله :
( يوم ترى المؤمنين والمؤمنات ) الآية .
ذكر لنا أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول :
" من المؤمنين من يضيء نوره من المدينة إلى عدن أبين فصنعاء ،
فدون ذلك ،
حتى إن من المؤمنين من لا يضيء نوره إلا موضع قدميه " .
حدثنا ابن عبد الأعلى قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة بنحوه .
حدثنا ابن المثنى قال :
ثنا ابن إدريس قال : سمعت أبي يذكر عن المنهال بن عمرو ، عن قيس بن سكن ،
عن عبد الله قال :
يؤتون نورهم على قدر أعمالهم ، فمنهم من يؤتى نوره كالنخلة ،
ومنهم من يؤتى نوره كالرجل القائم ،
وأدناهم نورا على إبهامه يطفأ مرة ويوقد مرة .
وقال آخرون : بل معنى ذلك :
يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى إيمانهم وهداهم بين أيديهم ،
وبأيمانهم كتبهم .
ذكر من قال ذلك :
حدثت عن الحسين قال :
سمعت أبا معاذ يقول :
ثنا عبيد قال : سمعت الضحاك يقول في قوله :
( يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم ) كتبهم .
يقول الله : " فأما من أوتي كتابه بيمينه " .
وأما نورهم فهداهم .
وأولى القولين في ذلك بالصواب القول الذي ذكرناه عن الضحاك ،
وذلك أنه لو عنى بذلك النور الضوء المعروف
لم يخص عنه الخبر بالسعي بين الأيدي والأيمان دون الشمائل ؛
لأن ضياء المؤمنين الذي يؤتونه في الآخرة يضيء لهم جميع ما حولهم .
وفي خصوص الله - جل ثناؤه -
الخبر عن سعيه بين أيديهم وبأيمانهم دون الشمائل ما يدل على أنه معني به غير الضياء ،
وإن كانوا لا يخلون من الضياء . فتأويل الكلام - إذ كان الأمر على ما وصفنا - :
وكلا وعد الله الحسنى ،
يوم ترون المؤمنين والمؤمنات يسعى ثواب إيمانهم وعملهم الصالح بين أيديهم ،
وفي أيمانهم كتب أعمالهم تتطاير . ويعني بقوله :
( يسعى ) : يمضي .
والباء في قوله : ( وبأيمانهم )
بمعنى في .
وكان بعض نحويي البصرة يقول :
الباء في قوله : ( وبأيمانهم ) بمعنى على أيمانهم .
وقوله : ( يوم ترى ) : من صلة وعد .
وقوله : ( بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار )
يقول - تعالى ذكره - : يقال لهم : بشارتكم اليوم - أيها المؤمنون -
التي تبشرون بها جنات تجري من تحتها الأنهار ،
فأبشروا بها . وقوله : ( خالدين فيها ) يقول : ماكثين في الجنات ،
لا ينتقلون عنها ولا يتحولون . وقوله :
( ذلك هو الفوز العظيم )
يقول : خلودهم في الجنات - التي وصفها -
هو النجح العظيم الذي كانوا يطلبونه بعد النجاة من عقاب الله ،
ودخول الجنة خالدين فيها .
Al_maroof- نائب مدير
- منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي : محتسب وحامد لربي
Al_maroof- نائب مدير
- منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي : محتسب وحامد لربي
مواضيع مماثلة
» أم المؤمنين.. الحبيبة ( عائشة بنت أبى بكر )
» ــ[ دفاع عن أم المؤمنين عائشة ]ــ
» ـــ[ شذرات من مناقب أم المؤمنين عائشة ]ـــ
» ــ[ زينب أم المؤمنين رضي الله عنها ]ــ
» هل " مارية القبطية " من أمهات المؤمنين ؟
» ــ[ دفاع عن أم المؤمنين عائشة ]ــ
» ـــ[ شذرات من مناقب أم المؤمنين عائشة ]ـــ
» ــ[ زينب أم المؤمنين رضي الله عنها ]ــ
» هل " مارية القبطية " من أمهات المؤمنين ؟
عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام :: القسم الاسلامي :: القرآن والسنة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى