ــ[ أراك عـصـي الـدمـع ]ـــ
عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام :: الاقسام الادبية والثقافية :: منتدي الادب والشعر
صفحة 1 من اصل 1
ــ[ أراك عـصـي الـدمـع ]ـــ
ــ( أراك عـصــي الـدمــع لأبي فراس الحـمـدانـي )ــ
أراكَ عصيَّ الدَّمْعِ شيمَتُكَ الصَّـبْرُ
أما لِلْهَوى نَهْيٌ عليكَ و لا أمْرُ؟
بَلى، أنا مُشْــتاقٌ وعنديَ لَوْعَةٌ
ولكنَّ مِثْـلي لا يُــذاعُ لهُ سِـرُّ!
إذا اللّيلُ أَضْواني بَسَطْتُ يَدَ الهوى
وأذْلَلْتُ دمْعــاً من خَلائقِهِ الكِبْــرُ
تَكادُ تُضِيْءُ النــــارُ بين جَوانِحي
إذا هي أذْكَتْها الصَّبــابَةُ والفِكْرُ
مُعَلِّلَتي بالوَصْـــلِ، والمَوتُ دونَـهُ
إذا مِـتُّ ظَمْآنـاً فلا نَــزَلَ القَطْرُ!
حَفِظْتُ وَضَـيَّعْتِ المَـوَدَّةَ بيْــــننا
وأحْـسَنُ من بعضِ الوَفاءِ لكِ العُذْرُ
وما هذه الأيـــامُ إلاّ صَــــحائفٌ
ِلأحْرُفِها من كَفِّ كاتِبِــــــها بِشْرُ
بِنَفْسي من الغادينَ في الحيِّ غادَةً
هَـوايَ لها ذنْبٌ، وبَهْجَتُـــها عُذْرُ
تَروغُ إلى الواشــينَ فيَّ، وإنَّ لي
لأُذْنــاً بها عن كلِّ واشِـــيَةٍ وَقْرُ
بَدَوْتُ، وأهلي حاضِـــــرونَ، لأنّـني
أرى أنَّ داراً، لستِ من أهلِها، قَفْرُ
وحارَبْتُ قَوْمي في هواكِ، وإنَّــهُمْ
وإيّايَ، لو لا حُبُّكِ الماءُ والخَمْرُ
فإنْ يكُ ما قال الوُشاةُ ولمْ يَكُنْ
فقدْ يَهْدِمُ الإيمانُ ما شَيَّدَ الكفرُ
وَفَيْتُ، وفي بعض الوَفاءِ مَذَلَّــةٌ،
لإنسانَةٍ في الحَيِّ شيمَتُها الغَدْر
وَقورٌ، ورَيْعانُ الصِّبا يَسْتَفِزُّها،
فَتَأْرَنُ، أحْياناً كما، أَرِنَ المُهْرُ
تُســائلُني من أنتَ؟ وهي عَليمَةٌ
وهل بِفَتىً مِثْلي على حالِهِ نُكْرُ؟
فقلتُ كما شاءَتْ وشاءَ لها الهوى:
قَتيلُكِ! قالت: أيُّهمْ؟ فَهُمْ كُثْـــرُ
فقلتُ لها: لو شَـــئْتِ لم تَتَعَنَّتي،
ولم تَسْـــألي عَنّي وعندكِ بي خُبْرُ!
فقالتْ: لقد أَزْرى بكَ الدَّهْرُ بَعدنا
فقلتُ: معاذَ اللهِ بــل أنتِ لا الـدّهر
وما كان لِلأحْزان، ِ لولاكِ، مَسْـــلَكٌ
إلى القلبِ، لكنَّ الهوى لِلْبِلى جِسْر
وتَــهْلِكُ بـين الهَزْلِ والجِــدِّ مُهْجَةٌ
إذا ما عَداها البَيْنُ عَذَّبها الـهَجْرُ
فأيْقَنْتُ أن لا عِزَّ بَــعْدي لِعاشِـــقٍ،
و أنّ يَـــدي ممّا عَلِقْتُ بهِ صِـــفْرُ
وقــلَّبْتُ أَمري لا أرى ليَ راحَـــة،ً
إذا البَيْنُ أنْسـاني ألَحَّ بيَ الهَجْرُ
فَـعُدْتُ إلى حُـكم الزّمـانِ وحُكمِهـا
لها الذّنْبُ لا تُجْزى بهِ وليَ الـعُذْرُ
كَأَنِّي أُنادي دونَ مَيْثاءَ ظَبْيَةً
على شَرَفٍ ظَمْياءَ جَلَّلَها الذُّعْرُ
تَجَفَّلُ حيناً، ثُمّ تَرْنـــو كأنّها
تُنادي طَلاًّ بالوادِ أعْجَزَهُ الحَُضْرُ
فلا تُنْكِريني، يابْنَةَ العَمِّ، إنّـهُ
لَيَعْرِفُ من أنْكَرْتهِ البَدْوُ والحَضْرُ
ولا تُنْكِريــني، إنّني غيرُ مُنْــكَرٍ
إذا زَلَّتِ الأقْدامُ، واسْتُنْزِلَ النّصْرُ
وإنّي لَــجَرّارٌ لِكُلِّ كَتــيبَةٍ
مُعَوَّدَةٍ أن لا يُخِلَّ بها النَّصر
وإنّي لَنَـــزَّالٌ بِــكلِّ مَــخوفَةٍ
كَثيرٍ إلى نُزَّالِها النَّظَرُ الشَّزْرُ
فَأَظْمَأُ حتى تَرْتَوي البيضُ والقَنا
وأَسْغَبُ حتى يَشبَعَ الذِّئْبُ والنَّسْرُ
ولا أًصْــــــبَحُ الحَيَّ الخُلُوفَ بغارَةٍ
و لا الجَيْشَ ما لم تأْتِهِ قَبْلِيَ النُّذْرُ
ويا رُبَّ دارٍ، لم تَخَفْني، مَنيــعَةً
طَلَعْتُ عليها بالرَّدى، أنا والفَجْر
وحَيٍّ رَدَدْتُ الخَيْلَ حتّى مَـــلَكْتُهُ
هَزيماً ورَدَّتْني البَراقِعُ والخُمْرُ
وساحِبَةِ الأذْيـــالِ نَحْوي، لَقيتُها
فلَم يَلْقَها جافي اللِّقاءِ ولا وَعْرُ
وَهَبْتُ لها ما حازَهُ الجَيْشُ كُــلَّهُ
ورُحْتُ ولم يُكْشَفْ لأبْياتِها سِـــتْر
ولا راحَ يُطْغيني بأثــوابِهِ الغِنى
ولا باتَ يَثْنيني عن الكَرَمِ الفَقْرُ
وما حاجَتي بالمالِ أَبْغي وُفـورَهُ
إذا لم أَفِرْ عِرْضي فلا وَفَرَ الوَفْرُ
أُسِرْتُ وما صَحْبي بعُزْلٍ لَدى الوَغى،
ولا فَرَسي مُــهْرٌ، ولا رَبُّـــهُ غُمْرُ
ولكنْ إذا حُمَّ القَضاءُ على امرئٍ
فليْــــسَ لَهُ بَرٌّ يَقيهِ، ولا بَحْرُ
وقال أُصَيْحابي: الفِرارُ أو الرَّدى؟
فقلتُ:هما أمـرانِ، أحْلاهُمــــا مُرُّ
ولكنّني أَمْضي لِما لا يَعــيبُني،
وحَسْبُكَ من أَمْرَينِ خَيرُهما الأَسْر
يَقولونَ لي: بِعْتَ السَّلامَةَ بالرَّدى
فقُلْتُ: أما و اللهِ، ما نالني خُسْرُ
وهلْ يَتَجافى عَنّيَ المَوْتُ ســـاعَةً
إذا ما تَجافى عَنّيَ الأسْرُ والضُّرُّ؟
هو المَوتُ، فاخْتَرْ ما عَلا لكَ ذِكْرُهُ
فلم يَمُتِ الإنسانُ ما حَيِيَ الـذِّكْرُ
ولا خَيْــرَ في دَفْعِ الرَّدى بِمَذَلَّةٍ
كما رَدَّها، يوماً، بِسَوْءَتِهِ عَمْرُو
يَمُنُّونَ أن خَلُّوا ثِيابي، وإنّما
عليَّ ثِيابٌ، من دِمائِـــهِمُ حُمْرُ
وقائِمُ سَيْفٍ فيهِمُ انْدَقَّ نَصْـلُهُ،
وأعْقابُ رُمْحٍ فيهُمُ حُطِّمَ الصَّدْرُ
سَــــيَذْكُرُني قومي إذا جَدَّ جِــدُّهُمْ،
وفي اللّيلةِ الظَّلْماءِ يُفْتَقَدُ البَدْرُ
فإنْ عِشْـــتُ فالطِّعْنُ الذي يَعْرِفونَهُ
وتِلْكَ القَنا والبيضُ والضُّمَّرُ الشُّقْرُ
وإنْ مُتُّ فالإنْســــانُ لابُـــدَّ مَيِّتٌ
وإنْ طالَتِ الأيامُ، وانْفَسَـحَ العُمْرُ
ولو سَدَّ غيري ما سَــدَدْتُ اكْتَفوا بهِ
وما كان يَغْلو التِّبْرُ لو نَفَقَ الصُّفْرُ
ونَحْنُ أُناسٌ، لا تَوَسُّـــــطَ عندنـــا،
لنا الصَّدْرُ دونَ العالمينَ أو القَبْرُ
تَهونُ علينا في المعالي نُفوسُــنا
ومن خَطَبَ الحَسْناءَ لم يُغْلِها المَهْرُ
أعَزُّ بَني الدُّنيا وأعْلى ذَوي العُلا،
وأكْـرَمُ مَنْ فَوقَ التُّـــرابِ ولا فَخْرُ
Al_maroof- نائب مدير
- منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي : محتسب وحامد لربي
عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام :: الاقسام الادبية والثقافية :: منتدي الادب والشعر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى