ـ[ المنافع التي يشهدها الناس في الحج ]ـ
عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام :: القسم الاسلامي :: القرآن والسنة
صفحة 1 من اصل 1
ـ[ المنافع التي يشهدها الناس في الحج ]ـ
ــ( المنافع التي يشهدها الناس في الحج )ــ
المنافع التي يشهدها المسلمون في الحج
منافع كثيرة منافع دينية ،
ومنافع اجتماعية ،
ومنافع دنيوية .
أما المنافع الدينية :
فهي ما يقوم به الحجاج من أداء المناسك ،
وما يحصل من التعليم والتوجيه من العلماء من هنا ومن هناك ،
وما يحصل كذلك من الإنفاق في الحج ،
فإنه من الإنفاق في سبيل الله عز وجل .
وأما المنافع الاجتماعية :
فهي ما يحصل من تعارف الناس بينهم ،
وائتلاف قلوبهم ،
واكتساب بعضهم من أخلاق بعض ،
وحسن المعاملة والتربية بعضهم البعض
كما هو مشاهد لكل لبيب تأمل ذلك .
وأما الفوائد الدنيوية :
فما يحصل من المكاسب لأصحاب السيارات وغيرها
مما يستأجر لأداء الحج ،
وكذلك ما يحصل للحجاج من التجارة
التي يوردونها معهم ويستوردونها من مكة ،
وغير هذا من المنافع العظيمة ،
ولهذا قال الله تعالى :
(لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ)
الحج/28 ،
فأتى فيها بالجمع الذي هو صيغة منتهى الجموع
، ولكن مع الأسف الشديد أن الحج في هذه الأزمنة عند كثير من الناس
لا يستفاد منه هذه الفوائد العظيمة ،
بل كأن الحج أفعال وأقوال جرداء ،
ليس فيها إلا مجرد الصور فقط ،
ولهذا لا تكسب القلب خشوعاً ،
ولا تكسب ألفة بين المؤمنين ،
ولا تعلماً لأمور دينهم ،
بل ربما يكره بعضهم أن يسمع كلمة وعظ من ناصح لهم ،
بل ربما يكون مع بعضهم سوء نية في دعوة الناس إلى الباطل ،
إما بالمقال ، وإما بالفعال
بتوزيع النشرات المضلة الفاسدة
وهذا لا شك أنه مما يحزن ،
ومما يجعل هذا الحج خارجاً عن نطاقه الشرعي الذي شرع من أجله ،
لذا أنصح إخواني الحجاج بما يلي :
أولاً :
إخلاص النية لله تعالى في الحج ،
بأن لا يقصدوا من حجهم إلا الوصول إلى ثواب الله تعالى ودار كرامته .
ثانياً :
الحرص التام على اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في حجه ،
فإنه صلى الله عليه وسلم كان يقول :
(لتأخذوا عني مناسككم) .
ثالثاً :
الحرص التام على التآلف والتقارب بين المسلمين ،
وتعريف بعضهم بعضاً بما ينبغي أن يعرفوه
من مشاكل دينية واجتماعية وغيرها .
رابعاً :
الرفق بالحجاج عند المشاعر ،
وعند الطواف ، وعند السعي ،
وعند رمي الجمرات ،
وعند الدفع من مزدلفة ومن عرفة وغير ذلك .
خامساً :
الحرص على أداء المناسك بهدوء وطمأنينة ،
وألا يكون الواحد كأنما أتى ليقابل جيشاً ،
أو جندياً محارباً ،
ويظهر ذلك عند رمي الجمرات
فإن بعض الناس تجدهم مقبلين إلى الجمرات
والواحد منهم ممتلئ غضباً وحنقاً ،
وربما يتكلم بكلمات نابية
لا تليق بغير هذا الموضع فكيف بهذا الموضع ؟! .
سادساً :
أن يبتعد كل البعد عن الإيذاء الحسي والمعنوي
بمعنى أنه يجتنب إلقاء القاذورات في الطرقات ،
وإلقاء القمامة في الطرقات وغير ذلك ،
الإيذاء المعنوي أن يتجنب شرب الدخان مثلاً بين أناس يكرهون ذلك ،
مع أن شرب الدخان محرم في حال الإحرام وغير حال الإحرام ،
وإذا وقع في الإحرام أنقص الإحرام وأنقص أجر الحج والعمرة ؛
لأن الله تعالى يقول :
(فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ)
البقرة/197 ،
والدخان محرم ،
والإصرار عليه يؤدي إلى أن يكون كبيرة من الكبائر .
فالمهم أن الإنسان ينبغي له في هذا الحج
أن يكون على أكمل ما يكون من دين وخلق
حتى يجد طعم وحلاوة هذا الحج
Al_maroof- نائب مدير
- منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي : محتسب وحامد لربي
ـ[ وقفة مع النفس بعد الحج ]ـ
ــ( وقفة مع النفس بعد الحج )ــ
ها نحن أولاء نصل إلى نهاية هذه الرحلة الإيمانية،
في مواكبة هذه الأيام المباركة،
مع المسلمين في كل مكان،
وفي أثر الحجيج خصوصًا، الذين بدءوا رحلة العودة،
ولا تزال قوافلهم تتواصل،
بعد أن غنم المقبول منهم ثوابًا،
ربما كان أسعد ثواب لقيه في حياته،
ألم يقل الرسول الله:
"مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَكَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ".
وأحببت في هذا المقال أن أقف وقفة أرجو أن تكون صادقة؛
لتكون أبقى في القلوب والأذهان،
نعيشها على مدى الشهور كما عشناها خلال هذا الموسم العظيم.
إن من أهم أسرار الحج أنه يربطنا بقدوتنا العظمى
محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، الذي قال:
"خذوا عني مناسككم".
فالمسلم الذي راح يسأل ويتحرى أن يكون حجه كله وفق الهدي النبوي الكريم،
يرجو ألاّ يحيد عنه، رجاء قبوله،
ينبغي له كذلك أن يتأسّى به في حياته كلها،
فالله تعالى يقول في محكم التنزيل:
{قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}
[الأنعام:162، 163].
إنها آية عظيمة تضع المسلم أمام حقيقة ربما غفل عنها في خضم الحياة،
وهي أن حياة الإنسان كلها، بل ومماته،
يجب أن يكونا وفق نهجه وهديه كما هو شأن صلاته وعبادته المحضة،
يتقفى في ذلك كله أثر الرسول فلا يستعير منهجًا لمالِهِ من جهة،
ومنهجًا لأسرته من جهة ثانية،
ومنهجًا لفكره من جهة ثالثة،
ولا يدع لله إلا ركعات ربما لا يدري ماذا قال فيها،
وصيامًا فَقَد حقيقته،
وحجًّا جهل أسراره، فعاشه بجسده ولم يعشه بقلبه،
فإنَّ "لا إله إلا الله"
منهج متكامل للحياة كلها بلا استثناء.
يقول الشاعر عمر أبو ريشة معتذرًا إلى الله بعد حجه:
أسألُ النفسَ خاشعًا: أتـرى *** طهرت بـردي من لوثة الأدرانِ
كم صلاةٍ صلّيت لم يتجـاوز *** قدسُ آيـاتها حـدودَ لسـاني
كم صيامٍٍ عانيت جوعي فيـه *** ونسيتُ الجياعَ مـن إخـواني
كم رجمت الشيطانَ والقلبُ مني *** مرهقٌ في حبـائل الشيطـانِ
رب عفوًا إن عشت دينيَ ألـ *** ـفاظًا عجافًا، ولم أعشه معاني
ومن أسرار الحج كذلك أنه يعطي صورة رائعة للوحدة
التي يجب على المسلمين أن يسعوا إلى تحقيقها،
فها هم أولاء قد تجمعوا من كل فجٍّ عميق، أبيضهم وأسودهم،
شرقيهم وغربيهم، عربيهم وعجميهم، غنيهم وفقيرهم،
لا تجمع بينهم سوى رابطة الدين،
وحب الله ورسوله يرتدون لباسًا واحدًا،
ويهتفون هتافًا واحدًا، ويرجون ربًّا واحدًا.
قد ضحوا بأنفسهم فعرضوها لمخاطر الأسفار،
وضحوا بأموالهم فأنفقوها راضية بها نفوسهم،
وضحوا بأوقاتهم فاقتطعوا منها أيامًا وربما شهورًا،
وضحوا بقربهم من أهلهم وديارهم وأسواقهم فتركوها في سبيل الله،
وضحوا بجمالياتهم التي كانوا يحرصون عليها،
فتجرّدوا من كل زينة ليبقوا أيامًا معدودات بلباس الإحرام المتواضع،
الذي لا مباهاة فيه بين رجل وآخر، ولا مدعاة فيه لعجب أو رياء أو خيلاء،
وتلك تربية للنفس على بذل كل شيء من أجل إرضاء خالقها ومحبته،
ليس في الحج وحده، بل في سائر أيام العمر.
ومن أسراره ومنافعه تربية النفس على العفاف والأدب العالي،
فإن الله تعالى يقول:
{الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ}
[البقرة: 197].
فإن من أراد أن يعمل بهذه الآية فعليه ألاّ يتدنى إلى الرفث،
ولا يتدنس بالفسوق، ولا ينطق بالفحش،
بل ولا يشغل نفسه بالجدل والنقاش الذي لا طائل وراءه،
ولا ينظر نظرة مريبة، ومن يلزم نفسه بهذا كله في أيام الحج،
فإن أثر ذلك سيبقى له بإذن الله بعده، ولو درسًا يتذكره كلما مالت به السُّبل،
أو اشتط به الطريق. ثبّتنا الله جميعًا على صراطه المستقيم.
لعل تلك بعض المنافع التي أشار إليها الله تعالى في كتابه العزيز:
{وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ
لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ}
[الحج: 27، 28].
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
Al_maroof- نائب مدير
- منتدي عبير الاسلام
مساهماتي : 14235
نقاطي : 22524
تسجيلي : 30/10/2011
مزاجي : محتسب وحامد لربي
مواضيع مماثلة
» ـ[ الحج بمال محرم ]ـ
» ــ[ الأعمال التي يعادل ثوابها ثواب الحج ]ــ
» البوم صور الحج
» تكبيرات الحج
» ــ[ فقه الحج والعمرة ]ــ
» ــ[ الأعمال التي يعادل ثوابها ثواب الحج ]ــ
» البوم صور الحج
» تكبيرات الحج
» ــ[ فقه الحج والعمرة ]ــ
عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الإســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام :: القسم الاسلامي :: القرآن والسنة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى